Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النساء والرضع عرضة للخطر في مستشفى بريطاني يراقب أطباءه ويرهب قابلاته

نظام "مزدوج المعايير" في معاملة الحوامل سببه نهج جديد في رعاية الأمومة

هل تمارس مستشفيات بريطانية معايير مزدوجة في رعاية الأمومة والطفولة؟ (هيئة الخدمات الصحية البريطانية)

يتهدد الخطر أمهات وأطفالاً في أحد مستشفيات هيئة "خدمات الصحة البريطانية"، إذ يعمد المستشفى إلى مراقبة كبار الأطباء بسبب قرعهم جرس الإنذار عن تغييرات جعلت أقساماً كثيرة فيه لا تحصل على العدد الكافي من الموظفين. وتستطيع "اندبندنت" أن تؤكد ذلك الأمر.

إذ نقلت مصادر مطلعة في مستشفى "وورشيستر رويال" أن نساء لديهن مستوى خطورة عالياً أثناء الحمل يواجهن تأجيلات متطاولة في شأن عملية الوضع قد تصل إلى خمسة أيام في بعض الحالات بعد خضوعهن لعميلة تحريض المخاض [بمعنى إعطائهن أدوية تحرك الرحم كي يبدأ عملية الولادة]، في حين أن نساءً أخريات، قد يكن موضع خطورة أقل، يتجاوزن الطابور ويتم فحصهن قبل غيرهن.

كذلك أجبرت نساء أخريات على الانتظار، وقد كن في حاجة إلى عمليات ولادة قيصرية مستعجلة، بينما أعطيت الأولوية إلى معاينة نساء تكون العمليات القيصرية المطلوبة لهن، اختيارية، أو أنها تأتي ضمن جدول زمني مخطط قبل بعض الوقت.

وقد توفيت أربع نساء في مستشفى "وورشيستر أكيوت ترست" بين يوليو (تموز) 2019 وديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وأخبرت القابلات القانونيات في ذلك المستشفى صحيفة "اندبندنت" أن الخوف ينتابهن مما قد يحدث خلال مناوبات عملهن.

في وقت سابق من هذا الشهر، استقالت مديرة الشؤون الإكلينيكية في قسم عيادات الأمومة بالمستشفى من منصبها، وانتقدت في رسالة داخلية غاضبة سربت إلى "اندبندنت"، كبار المديرين في المستشفى بسبب فرض رقابة عليها عندما تحدثت علناً عن "نظام الشبكة المغلقة"، و"الطول غير المقبول في فترات التأجيل" التي تواجهها بعض النساء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطراداً، ذكرت مستشارة التوليد كاثرين هيلمان أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في دورها كمديرة للشؤون الإكلينيكية بعد أن أصدر مديرون تعليمات بحذف رسالة نشرتها في وقت سابق [على صفحة ضمن حساب المستشفى في "فيسبوك"]. وأضافت هيلمان، أن "أفضل وصف يمكن إعطاؤه عن مستوى الأمان في قسم الأمومة، هو أنه مشارف دوماً على الخطورة"، لكنها تدرك الآن أن "التشكيك في سلامة وصلاحية الوضع يعتبر نوعاً من الهرطقة، ما جعلها غير قادرة على الاستمرار في الحفاظ على هذا النهج".

في سياق متصل، جرى الربط بين تلك المشكلة وبين إدخال نموذج جديد في رعاية النساء يعرف باسم "المواظبة مع مقدم الرعاية"، يتضمن أن تتمكن النساء من رؤية القابلة القانونية نفسها طوال فترة الحمل، وتبقى القابلات جاهزات للاستدعاء عندما تدخل المرأة في عملية المخاض.

وحاضراً، تعمل هيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" على تطبيق ذلك النهج في جميع مستشفيات البلاد هذا العام، بينما ستحصل كل النساء على هذه الخدمة مع حلول 2023.

وكذلك عمل رؤساء مستشفى "وورشيستر" على إنشاء فرق متخصصة، فعمدوا إلى سحب القابلات من عملهن الأساسي، تاركين قسم الأمومة في المستشفى محروماً من العدد الكافي من القابلات. وتجري زيادة الخدمة الجديدة تدريجياً منذ بداية 2019. ويشمل النظام الجديد مجموعة من 6 فرق و36 قابلة.

في المقابل، يرى مبلغون عن حصول مخالفات، إن ذلك الأمر ترجم نفسه في تقلص عدد القابلات اللاتي يعتنين بالنساء في الأجنحة، وقد يقل عددهن عن خمس أو ست قابلات في كل نوبة عمل. في المقابل، تتمكن النساء اللاتي يخضعن لإشراف القابلة نفسها بشكل مستمر، وغالباً ما يكن أقل عرضة للخطر، من تجاوز النساء الأخريات وولادة أطفالهن مباشرة لأن القابلة تكون متوفرة على الفور.

واستطراداً، تظهر المراجعات الداخلية أن وحدة الأمومة في "وورشيستر" عانت نقصاً في عدد الموظفين داخل جناح الولادة في نحو نصف نوبات العمل بين يوليو وديسمبر من العام الماضي. وفي المقابل، ذكر المستشفى أنه جرى الإبلاغ عن حالات نقص مماثلة بين يناير (كانون الثاني) وأبريل (نيسان)، لكنها لجأت إلى إعادة توزيع موظفيها بهدف سد الثغرات عند الحاجة.

في حديث مع "اندبندنت"، أوضحت جين ساندال، أستاذة صحة المرأة في "كينغز كوليدج لندن"، وقد أجرت بحثاً عن نموذج "المواظبة مع مقدم الرعاية"، إنه يتوجب على المستشفيات توخي الحذر عند تنفيذ تلك الخطة.

وأوضحت أنه "يجب توزيع الأولوية بين النساء جميعهن وفقاً لما تتطلبه تطورات الوضع والعلاج المستمر، استناداً إلى الإرشادات الوطنية وتوجيهات المستشفى. بالتالي، لا ينبغي وجود فارق في كيفية إدارة المستشفى للموقف، سواء أكانت النساء ضمن برنامج "المواظبة مع مقدم الرعاية أم لا. لا أفهم سبب السماح بحدوث ذلك".

وأضافت، "يمكن تطبيق النظام بشكل سيئ بالفعل، أو تنفيذه بشكل جيد حقاً. لا ينبغي أن يؤدي [تطبيق النظام] إلى عدم المساواة. لم تكن النية أبداً التركيز على النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة وحدهن، فهذا الأمر لن يحقق الفوائد المقصودة. هذا تغيير في النظام، ويشبه رمي حصاة في بركة ماء، بمعنى أنه إذا غيرت جزءاً واحداً من النظام فسينعكس تأثيره على النظام بأكمله. من المهم حقاً النظر في العواقب غير المقصودة".

"لا يسمح لي ضميري أبداً بالبقاء صامتة"

وفي وقت سابق هذا الشهر، وصلت المشاكل في مستشفى "وورشيستر رويال" إلى وضع متأزم، حينما نشرت الدكتورة هيلمان، المديرة الطبية لقسم النساء والأطفال في المستشفى، رسالة موجهة إلى الموظفين عبر صفحة داخلية على "فيسبوك".

وفي المنشور الذي نشرته في أوائل أبريل الماضي، ذكرت أن "النساء اللائي يتلقين الرعاية من قبل الطاقم الأساسي للقابلات القانونيات، يواجهن تأجيلات طويلة غير مقبولة أثناء عملية تحريض المخاض، ما يؤدي إلى امتلاء الأسرة في جناح ما قبل الولادة، بينما يسيطر القلق الشديد والإحباط على الجميع. وعلى العكس من ذلك، فإن النساء اللاتي يتلقين رعاية بموجب نظام "المواظبة مع مقدم الرعاية" يتمتعن بتجربة أكثر سلاسة، ويحصلن على الرعاية في الوقت المناسب عند الحاجة. أدرك أن هذا الأمر قد أدى إلى إثارة عدد من المخاوف في شأن وجود نظام بمعايير مزدوجة الآن، إذ لم تعد المرأة تعطى الأولوية التي تحتاج إليها على أسس طبية. وقد أدى ذلك إلى تزايد الأسئلة حول السلامة داخل الوحدة، ولأنني عملت مع عديد منكم، واستمعت إليكم، فإنني أشارككم مخاوفكم".

واستطردت الدكتورة هيلمان مشيرة إلى حدوث تراكم لعدد كبير من النساء ممن ينتظرن حصولهن على عملية تحريض المخاض بسبب "التحديات المستمرة" التي تواجه الموظفين. وأضافت أنه يتوقع من القابلات اللاتي يعملن ضمن خطة "المواظبة مع مقدم الرعاية"، أن يدعمن المرضى في الجناح، ضمن محاولة لمعالجة المشكلة.

وفي غضون ساعات قليلة، أزيلت هذه الرسالة ووضع في مكانها بيان يؤيد نظام "المواظبة مع مقدم الرعاية".

في رسالة ثانية بتاريخ 10 أبريل، أوضحت الدكتورة هيلمان إلى الموظفين إنها قدمت استقالتها من منصب مديرة الشؤون الإكلينيكية، وذكرت "أنا في الأساس شخصية لا ترفع صوتها كثيراً، أو الأسوأ من ذلك هو أن صوتي ما زال بحاجة إلى التعديل بحذر والخضوع لرقابة الآخرين".

وزعمت هيلمان أنه طلب منها إعادة كتابة الرسالة ونشرها مرة أخرى، الأمر الذي قالت إنها لا تستطيع قبوله، مضيفة، "لقد جعلت هذه السلسلة من الحوادث المخزية موقفي [كمديرة للشؤون الطبية العيادية] غير قابل للدفاع. فمن دون دعم [القسم]، ليست لدي أي سلطة. بالتالي، لم يؤدِ هذا التقويض بطريقة علنية إلى هذا الحد، إلى مجرد إحراجي بعمق على المستوى الشخصي، بل أيضاً أحدث إرباكاً كبيراً في الوحدة".

واستكملت كلامها متحدثة عن مخاوف تتعلق بالسلامة، "إن أفضل وصف يمكن إعطاؤه عن مستوى الأمان في قسم الأمومة، هو أنه مشارف دوماً على الخطورة. لا يسمح لي ضميري بالاستمرار بالصمت ومشاهدة الحوادث وانتظار وقوعها ببساطة".

وكذلك أفادت هيلمان بأن أجزاءً من الوحدة كانت تغلق "بشكل يومي" ولا يوجد "عدد من القابلات يكفي لتحمل عبء العمل".

وفي تقييم دامغ عن تطبيق المستشفى لنموذج المواظبة مع مقدم الرعاية، أوضحت أنها "ما زلت غير مقتنعة بأن خطة "المواظبة مع مقدم الرعاية" تشكل الوسيلة المساعدة الجيدة، بالطريقة التي تقدم فيها. أنا قلقة بسبب السرعة الكبيرة التي بدأت بها [الخطة] مع محدودية مراعاة تأثيرها على الوحدة الأساسية. نحن الآن نجد أنفسنا في موقف يعد التشكيك في سلامة وصلاحية الوضع، نوعاً من الهرطقة وأنا غير قادرة على الاستمرار في التمسك بهذا النهج".

وكذلك أشارت إلى أنها شعرت بشدة بأن النموذج قد خلق "نظاماً مزدوجاً من مستويين، يمنح إدارة تفضيلية للبعض، بينما يضر بشكل واضح بالآخرين".

وقد جرى نسخ كلتا الرسالتين ومشاركتهما على نطاق واسع بين الموظفين.

في وجهة مغايرة، أوضح المستشفى أن رسالة هيلمان أزيلت من مجموعة مغلقة على "فيسبوك" خاصة بموظفي قسم الأمومة، بناءً على طلب "عضو آخر في الفريق"، وليس الإدارة. وأضافت، "لم تكن هذه محاولة لفرض رقابة على الدكتورة هيلمان، بل إجراء حوار بناء أكثر بين الزملاء".

"إنه جو مرهق ومرعب"

وفي حديث مع "اندبندنت"، ذكرت إحدى القابلات القانونيات أن "كاثرين هيلمان موجودة في قلب الحدث. إنها تعمل مع القابلات، ولديها علاقة رائعة مع الجميع. إنها تحظى بتقدير جيد. إن صوتها مسموع على الرغم من إطاحتها، والإدارة غير موجودة، بل تكتفي بالقول أننا سنكون على ما يرام. إنه أمر محبط. وببساطة، أشعر أنني لا أستطيع العمل في تلك البيئة بعد الآن. إن الوضع مستمر منذ وقت طويل جداً الآن".

وتابعت واصفة المخاطر التي تتعرض لها النساء، "تخضع النساء لعملية تحريض المخاض، وينتظرن الذهاب إلى جناح الولادة للمباشرة بمجرد تدفق ماء الرحم إلى الخارج [وهو مؤشر على بداية عملية الوضع]. وكذلك تخبر تلك النساء إنهن معرضات لخطر كبير وأطفالهن يمكن أن يموتوا، ثم ينتظرن لعدة أيام في جناح ما قبل الولادة، بانتظار أن تتوفر إحدى القابلات التي يمكنها الاعتناء بهن في جناح الولادة. بصفتك قابلة، ففي كل مرة تعملين فيها على وصل جهاز مراقبة نبضات الجنين لإحدى الأمهات، فأنت تأملين حرفياً أن تسمعي دقات قبله، وأن كل شيء على ما يرام. إنها بيئة مرهقة ومرعبة".

في إحدى الحوادث التي وقعت خلال شهر ديسمبر أغمي على امرأة شابة في أوائل العشرينيات من عمرها وتوفيت في جناح الولادة. وتمكنت عملية الولادة القيصرية الطارئة من إنقاذ حياة طفلها.

ولا يزال التحقيق في وفاتها مستمراً، لكن تقريراً قدم إلى مجلس إدارة المستشفى أوضح أن السيدة أمضت في الجناح أياماً عدة.

وخفضت "لجنة جودة الرعاية" تصنيف خدمة الأمومة التي تقدمها مستشفى "وورشيستر رويال" بعد إجرائها تفتيشاً في ديسمبر، إذ أثارت الهيئة الرقابية أيضاً مخاوف في شأن مستويات التوظيف.

واستكمالاً، ففي اجتماع لمجلس المستشفى في مارس الماضي، أورد رئيس مجلس الإدارة السير ديفيد نيكلسون، وهو رئيس تنفيذي سابق في هيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا"، واستقال في أعقاب فضيحة الرعاية التي وقعت في مستشفى "ميد ستافورد شاير"، أن تقرير لجنة رعاية الجودة "جاء بالنسبة لي، كرئيس لمجلس الإدارة، مفاجئاً بعض الشيء. لم يكن شيئاً نبهتنا إجراءاتنا إليه قبل حدوثه بالفعل. لا أعرف إذا ما شعر أعضاء مجلس الإدارة الآخرون أن شيئاً ما يحدث في قسم الأمومة من شأنه أن يؤدي إلى ذلك، لكنني أشك في أنهم كانوا يشعرون به".

وأشار إلى ضرورة بذل الجهد في معرفة سبب "استغراب" المجلس من تقرير "لجنة رعاية الجودة".

وقد حدثت تلك التطورات على الرغم من مطلقي صفارات الإنذار في شأن المخالفات، قد أثاروا مخاوف تتعلق بمستشفى "وورشيستر رويال" في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي قبل التفتيش الذي أجرته اللجنة في ديسمبر. وعقدت ستة اجتماعات مع الموظفين بهدف مناقشة المخاوف. وأظهرت المحاضر أن هذا مرتبط بشكل مباشر بتأثير التغييرات [في نظام رعاية الحوامل] و"قلقهم الرئيس يكمن في عدم قدرتهم على توفير المستوى المنتظر من الرعاية".

وفي الإطار نفسه، أوضح المستشفى أن السير ديفيد كان على دراية كاملة بالإبلاغ عن المخالفات والمخاوف التي أثيرت وأدت إلى إجراء "لجنة مراقبة الجودة" جولة تفتيشية، إضافة إلى أنه زار وحدة الأمومة بنفسه كي يتحدث إلى الموظفين فيها.

وأضاف المستشفى أنه وظف قابلات إضافيات من بينهن 17 موظفة حديثة التأهيل، بهدف ضمهن إلى الوحدة في سبتمبر سعياً إلى تحسين أعداد الموظفين. وكذلك أوقف المستشفى مؤقتاً أي تطبيق إضافي لخطة "المواظبة مع مقدم الرعاية"، وسيعمل على تقييم تأثيراتها.

"يجب تأمين العدد المناسب من الموظفين والموارد من أجل البرنامج"

ثمة إمكانية أن تخلف المشكلات في مستشفى "وورشستر رويال" التأثير نفسه على الوحدات [الصحية المماثلة] في أماكن أخرى إذا طبقت المستشفيات النظام ذاته بالطريقة نفسها، من دون مراعاة الآثار المترتبة على القوى العاملة.

وحددت هيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" هدفاً لتطبيق نموذج "المواظبة مع مقدم الرعاية" في المستشفيات يشمل جميع أنحاء البلاد، مع توقع أن تقدم هذه الأخيرة الخدمة إلى أعداد متزايدة من النساء هذا العام. وكذلك من المنتظر أن تتلقى جميع النساء الرعاية وفقاً للنظام بحلول مارس (آذار) من عام 2023.

وضمن إرشاداتها الموجهة للمستشفيات هذا الشهر، أوضحت الهيئة المخاطر التي تواجهها المستشفيات، مشيرة إلى أنه "يجب معالجة بعض العوائق المحتملة منذ البداية، بما في ذلك تأمين عدد كافٍ من الموظفين".

وفي وقت قريب سابق، أعلنت "الهيئة الطبية في إنجلترا" عن استثمار نحو 100 مليون جنيه استرليني في قطاع العاملين في مجال الأمومة. وفي المقابل، ذكرت "الكلية الملكية للقابلات القانونيات" أنها تخشى من عدم كفاية التمويل، إذ تعاني هيئة "خدمات الصحة الوطنية" بالفعل نقصاً في عدد الموظفين يبلغ 2000 قابلة.

وفي ذلك الإطار، لاحظت جيل والتون، الرئيسة التنفيذية للكلية أن الكلية تدعم فكرة "المواظبة مع مقدم الرعاية" في مجال الأمومة، وتعتقد أن النظام قادر على تحسين الرعاية، لكنها أضافت، "يجب تأمين الموظفين والموارد المناسبة للبرنامج كي يحقق هذه الإمكانات، إذ إن الخدمات التي تعاني حاضراً من قلة عدد الموظفين المكلفين بها، غير قادرة على التكيف مع نظام "المواظبة مع مقدم الرعاية". بالتالي، كي نتمكن من تنفيذه بطريقة آمنة وفعالة عبر الخدمة بأكملها، نحتاج إلى "التسليم" بهذا النظام الذي ليس جاهزاً بعد في الوقت الحالي".

وفي تطور متصل، أوقفت هيئة "خدمات الصحة في إنجلترا" تطبيق البرنامج خلال أزمة كورونا، لكنها أدرجته ضمن توقعاتها للمستشفيات خلال العام المقبل.

واتصالاً بذلك، نبهت والتون إلى أن "محاولة إعادة تطبيق نظام المواظبة مع مقدم الرعاية الآن، أو محاولة تسريعه، يشكل أمراً سيئاً، ويضع عبئاً إضافياً على القابلات والعاملين في مجال دعم الأمومة، في وقت يقدم بعضهم استقالته بالفعل. إذا كنا نريد تطبيق المواظبة مع مقدم الرعاية بنجاح في جميع أنحاء البلاد، ونأمل أن يحدث ذلك حقاً، فيجب أن ينفذ بعناية".

واعتبر مستشفى "وورشيستر رويال" أن أجنحة الولادة فيه لا تعاني تأخيرات حالية، لكنه اعترف بوجود بعض التأخيرات بالنسبة للنساء. وأضاف المستشفى أن هذا لا يرجع إلى نموذج "المواظبة مع مقدم الرعاية" وحدة، بل نجم نقص الموظفين أيضاً عن وباء كورونا، ومشاكل في جدولة مناوبات العمل والتأخير في التوظيف.

وضمن الخطوط نفسها، ذكر ماثيو هوبكنز، الرئيس التنفيذي لمستشفى وورشيستر أكيوت: "دائماً وأبداً، تمثلت أولويتنا هي سلامة مرضانا. ولهذا السبب نطرح برنامج المواظبة مع مقدم الرعاية الذي رأينا بالفعل أنه قد حقق تحسينات حقيقية في تجارب النساء اللاتي يتلقين خدمات الأمومة لدينا. نحن نتوقع ملء جميع الوظائف الشاغرة في المستشفى مع حلول نهاية الشهر وتقديم خدماتنا المجتمعية مع حلول نهاية شهر يونيو، وفي المقابل، سنواصل بالطبع الاستماع إلى آراء موظفينا حول برنامج المواظبة. سنجري تقييماً دقيقاً عن الطريقة التي يطبق فيها ذلك النموذج حتى الآن، قبل تقرير الشكل النهائي لأي خطط مستقبلية".

وفي نفس مماثل، بين متحدث باسم هيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" أن نموذج "المواظبة مع مقدم الرعاية" أثبت أنه "يحسن تجربة النساء بشكل عام في مجال الرعاية بشكل كبير، وأنه أكثر أماناً بالنسبة للأطفال، إضافة إلى كونه أسلوب الرعاية الذي أفادت النساء بأنهن يردنه".

وأضافت الهيئة أن المستشفيات التي طلب منها إعطاء الأولوية للأشخاص الذين من المرجح أن يكونوا أول من يواجه النتائج الأسوأ، بما في ذلك ضمان وضع معظم النساء الآتيات من خلفيات عرقية سوداء وآسيوية ومختلطة ومن المناطق الأكثر حرماناً أيضاً، ضمن برنامج المواظبة مع مقدم الرعاية مع حلول مارس 2022، قبل أن يصار إلى تطبيقه في أنحاء البلاد كلها مع حلول 2023.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة