Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحزب الحاكم في الهند يقر للمرة الأولى بمسؤوليته عن أزمة "كورونا"  

"بهاراتيا جاناتا" يأسف لأنه نظم تجمعات انتخابية أثناء الجائحة

للمرة الأولى، أقر الحزب القومي الهندوسي الحاكم في الهند، بأن المسؤولية عن كارثة تفشي فيروس كورونا في مختلف أنحاء البلاد تقع "أولاً وقبل كل شيء" على عاتق الحكومة. إذ نقل ناريندرا تانيجا المتحدث باسم حزب "بهاراتيا جاناتا" إلى شبكة "سي أن أن" التلفزيونية، "نحن نمسك بالسلطة، ونتولى الحكومة في الهند، لذا فإن المسؤولية تقع في المقام الأول على عاتقنا، سواء أكانت النتائج جيدةً أم سيئة".

وكذلك أكد تانيجا في المقابلة التي أجرتها معه الإعلامية كريستيان آمانبور، على قناة "سي أن أن" يوم الخميس الفائت، "إنها مسؤوليتنا ونبذل قصارى جهدنا في احتواء الأزمة".

وبحسب بيانات أصدرتها وزارة الصحة ورعاية الأسرة في الهند يوم الجمعة الماضي، فقد شهدت البلاد حوالى 386 ألف إصابة بعدوى "كوفيد- 19" خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، و3498 وفاة. وسجلت الهند أكثر من 200 ألف وفاة بفيروس كورونا منذ بداية الوباء.

ووسط هذه الموجة الثانية المدمرة من الوباء في الهند، سارعت دول عدة إلى إرسال مساعدات. ونقلت طائرة عسكرية أميركية صباح الجمعة الماضي إمدادات طوارئ صحية من الولايات المتحدة، من ضمنها 400 أسطوانة أوكسجين ومعدات طبية أخرى، وقرابة مليون طقم اختبار سريع لفيروس "كوفيد- 19".

وفي تلك المقابلة التلفزيونية نفسها، اعترف الناطق باسم الحزب الحاكم في الهند، بأن الحكومة لم تتمكن من توقع الأزمة التي باتت الآن تجتاح جميع أنحاء البلاد.

وأضاف، "يرى كثير من الناس أننا علمنا بالأمر في شهر فبراير (شباط). في ذلك الحين، تشارك العلماء والأطباء الرأي نفسه إلى حد ما. ومن الواضح أن خطباً ما قد حدث، وأننا تعرضنا لتسونامي. وبحسب ما تعلمون، غالباً ما يصعب التنبه لتلك الأمور. في معظم الحالات، تكون الأسباب خارجيةً بما يتراوح بين 80 في المئة إلى 90 في المئة. إننا لا نعرف حقيقة ما حصل، بالتالي لا نريد أن نوجه اللوم إلى أحد". وأكد تانيجا أن التركيز ينصب الآن "على الطرق التي يمكن من خلالها إنقاذ الأرواح".

في هذا الوقت، ذكرت تقارير، أن الحكومة الهندية قد تكتمت بشدة عن إعلان العدد الحقيقي لحالات الوفاة بالفيروس، وذلك بهدف التغطية على الأرقام الفعلية. إذ لم تعد من أمكنة في محارق الجثث والمقابر، فيما بدأ العمل على إنشاء محارق موقتة في الحدائق العامة للمدن، ومواقف السيارات.

وكذلك تواجه المستشفيات نقصاً حاداً في أسطوانات الأوكسجين والأسرة، ما يجعلها غير قادرة على استيعاب مزيد من المرضى. وفي الأيام التسعة الماضية، شهدت البلاد أكثر من 300 ألف حالة إصابة يومياً بالفيروس.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع يوم الخميس الفائت، يعكس عمق معاناة الناس في الهند. وظهرت فيه شابة غاضبة وباكية من مدينة "لاكناو" الهندية، ومتحدية رئيس وزراء ولاية "آوتار براديش" يوغي أديتياناث، أن يبادر إلى القبض عليها. وفي وقت سابق، نفى المسؤول الأول في الولاية وجود نقص في الأوكسجين، موضحاً أن أي شخص ينشر معلومات كاذبة سيُعتَقَل.

وفي المقابل، توقع خبراء أن تصل هذه الموجة الثانية القاتلة من الوباء، إلى ذروتها في منتصف شهر مايو (أيار) 2021. واستناداً إلى "معهد المقاييس والتقييمات الصحية" Institute of Health Metrics and Evaluations التابع لـ"جامعة واشنطن"، فقد يصل عدد الوفيات في الهند إلى ذروته مع حلول منتصف مايو، فيتجاوز ثلاثة عشر ألف وفاة يومياً.

وفي إطار أوسع، أعلنت الهـند في الآونة الأخيرة عن إطلاق حملة تطعيم تشمل الأفراد الذين تفوق أعمارهم 18 عاماً، على أن تبدأ في مطلع شهر مايو. وعلى الرغم من ذلك، أفادت تقارير عن وجود نقص في اللقاحات في ولايات عدة. وأبلغت الهيئة المدنية المحلية في مومباي يوم الخميس الفائت أن حملة التطعيم في المدينة قد عُلقت ثلاثة أيام اعتباراً من الثلاثين من أبريل (نيسان) حتى الثاني من مايو، "بسبب نفاد اللقاحات المتاحة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جدير بالذكر أن حزب "بهاراتيا جاناتا" أعلن في شهر فبراير الفائت الانتصار على وباء "كوفيد- 19" في الهند، واصفاً رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنه "صاحب رؤية". وفي المقابلة التلفزيونية مع "سي أن أن"، أشار المتحدث باسم الحزب إلى أن "كثيرين منا اعتبروا أن اللغة التي استُخدمت في ذلك الحين جاءت مفرطةً في التفاؤل".

ومن جهة أخرى، حمل تانيجا في تلك المقابلة الجهة المسؤولة عن الاستحقاق الانتخابي، وهي "مفوضية الانتخابات"، تبعات ما حصل، لأنها سمحت بإجراء تجمعات انتخابية في مارس (آذار) وأبريل في البنغال الغربية.

وتابع، "إننا كحزب سياسي لم يكن أمامنا خيار سوى المضي قدماً في حملاتنا، شأننا في ذلك شأن جميع الأحزاب السياسية الأخرى في البلاد. إذ تُجرى هذه الانتخابات على مستوى الأقاليم منذ نحو شهر ونصف، ولم يُحدد لها مجرد تاريخ واحد، بل (تولت ذلك) مجالس الولايات المختلفة. وقد خُطط لتلك الانتخابات مسبقاً من قِبَل "مفوضية الانتخابات" في الهند، وهي سلطة دستورية مرتبطة بالبرلمان وتقدم تقاريرها إليه وحده".

واستطراداً، أشار تانيجا إلى أن الحكومة الهندية لا يمكنها إصدار تعليمات إلى "مفوضية الانتخابات" لأنها تتمتع بصلاحيات مستقلة. وعلى الرغم من ذلك، فقد أقر بأن المسيرات والتجمعات الانتخابية أعطت "نوعاً من رسالة مفادها أن جائحة "كوفيد" قد ولت، وأن تهديد فيروس كورونا قد انتهى. إنه لأمر مؤسف، لكن كما ذكرتُ، لم يكن الأمر في يد الحكومة".

© The Independent

المزيد من دوليات