Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا لم تفرض تركيا إغلاقا كاملا من قبل؟

تستمر تدابير الحجر في البلاد حتى 17 مايو

سيلازم الأتراك بيوتهم طوال أسبوعين ونصف الأسبوع (أ ب)

في مواجهة المستويات الأعلى من إصابات "كورونا" في أوروبا، دخلت تركيا إغلاقاً عاماً (حجراً)، الخميس، تغلق خلاله المدارس والشركات أبوابها طوال ثلاثة أسابيع تقريباً.

أعلنت البلاد، الإثنين الماضي، فرض قيود جديدة تحد من السفر، وتطلب من الناس البقاء في منازلهم حتى 17 مايو (أيار).

في الواقع، تعتبر إجراءات الحجر الجديدة التدابير الأكثر صرامة التي تشهدها تركيا، علماً أنها كانت تفادت حتى الآن فرض إغلاق كامل لاحتواء الفيروس.

لماذا يعتبر هذا الإغلاق الأول من نوعه في تركيا؟

تلافت الحكومة التركية سابقاً فرض عمليات إغلاق كاملة في البلاد مخافة التأثير السلبي الكبير الذي سيلحق باقتصاد البلاد جراء ذلك.

على غرار دول أوروبية عدة، تركت موجة "كورونا" الثالثة في تركيا التأثير الأسوأ في البلاد مقارنة بالموجتين الأولى والثانية، إذ بلغت الحالات الجديدة ذروتها مسجلة أكثر من 60 ألف إصابة يومياً في أبريل (نيسان) الماضي.

تصاعدت إصابات "كورونا" ووفياتها بعد ما بدأت الحكومة بمرحلة "العودة إلى الحياة الطبيعية المعتادة إنما مع ضوابط وقيود"، في أوائل مارس (آذار) الماضي.

على الرغم من أن أعداد الحالات اليومية انخفضت منذ ذلك الحين، ما زالت الدولة، التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة، تسجل بعضاً من أعلى مستويات الإصابة في العالم، وأسوأها في أوروبا.

خلال إعلانه إغلاق البلاد في مؤتمر صحافي عقده، الإثنين، الماضي، ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الإصابات اليومية يجب أن تتراجع إلى ما دون خمسة آلاف حالة كي تتفادى البلاد تكبيد اقتصادها "تكاليف باهظة" فيما تبدأ غالبية دول أوروبا الخروج من عزلتها.

"في وقت تدخل أوروبا مرحلة الخروج من الإغلاق، علينا أن نخفض عدد الحالات في بلادنا بسرعة إلى أقل من خمسة آلاف إصابة يومياً كي لا نتخلف عن اللحاق بالركب. عدا ذلك، سنواجه حتماً تكاليف باهظة في المجالات كافة، من السياحة إلى التجارة، وصولاً إلى التعليم"، قال الرئيس، الإثنين.

وذكر أردوغان أن قيود الإغلاق ستُنفذ "بأقصى قدر من الدقة حرصاً على تحقيق الأهداف التي نسعى إليها".

ما إجراءات الإغلاق؟

مقارنة بالقيود السابقة التي شهدتها تركيا خلال الجائحة، سيترك الإغلاق الأخير تأثيراً كبيراً في الحياة اليومية.

ستعلق المدارس كافة تدريس التلاميذ في صفوفها، على أن تنتقل إلى إعطاء الدروس عن بعد عبر الإنترنت، وسيتعين على الأتراك ملازمة بيوتهم، إلا عند الاضطرار إلى الخروج من أجل شراء حاجيات أساسية، أو التماس مساعدة طبية.

وفي خطوة غير مسبوقة أدت إلى حدوث إقبال شديد على شراء الكحول من جانب المستهلكين، حظرت الحكومة أيضاً بيع المشروبات الكحولية لمدة 17 يوماً مع بدء سريان الإغلاق، علماً أن ذلك يتزامن مع الأيام المتبقية من شهر رمضان.

كذلك ستُفرض تدابير صارمة على حركة التنقل داخل البلاد. مثلاً، سيتطلب السفر من مدينة إلى أخرى الحصول على موافقة رسمية، بينما ستفرض المواصلات العامة سعة محدودة من الركاب وتقيد أعدادهم.

في أي مرحلة أصبحت تركيا من توزيع اللقاحات؟

حتى الآن، وزعت البلاد لقاحات على أكثر من 22 مليوناً من أصل 82 مليوناً من سكانها.

اعتمدت تركيا بشكل أساسي على لقاح "سينوفاك" Sinovac الصيني، إلى جانب جرعات أقل من لقاح "فايزر- بيونتيك" Pfizer-Biontech.

وعقب نجاح مبادرة محلية، تستعد الحكومة التركية لإرسال "فرق إقناع بالتلقيح" على المستوى الوطني بغية التحدث إلى مسنين رفضوا دعوات وُجهت إليهم للحصول على اللقاح.

عززت تلك المبادرة الإقبال على التلقيح بنحو 30 في المئة في إحدى مناطق جنوب شرقي تركيا.

ماذا عن قطاع السياحة؟

من المأمول أن تتجنب تركيا بفضل الإغلاق الصارم والقصير الأجل صيفاً ثانياً خالياً من عائدات السياحة.

قال وزير السياحة التركي نوري آرصوي، الثلاثاء الماضي، إن السياح الأجانب سيعفون من قواعد الإغلاق التي تفرضها البلاد في تركيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"إنهم (السياح) يتجولون بحرية بجوازات سفرهم ويزورون المتاحف والمواقع الأثرية. من المفيد أن تكون سائحاً في تركيا"، قال آرصوي في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الرسمية التركية.

كما هي الحال مع دول أوروبية كثيرة تعتمد إلى حد كبير على الإيرادات التي تدرها صناعاتها السياحية، أعلنت تركيا أيضاً أنها لا تشترط على المسافرين أن يكونوا قد أخذوا الجرعات المطلوبة كافة من اللقاح من أجل زيارة البلاد.

عوضاً عن "جواز سفر اللقاح"، تطلب تركيا من المسافرين تقديم نتيجة سلبية (عدم الإصابة) لاختبار "بي سي آر"PCR  (تقنية "تفاعل البوليميراز المتسلسل") الخاص بـ"كوفيد- 19" بمدة لا تتجاوز 72 ساعة من السفر. يُذكر أن اليونان وإسبانيا والبرتغال من بين الدول التي تتبنى سياسة مماثلة بغرض إعطاء اقتصاداتها دفعة تشتد الحاجة إليها خلال أشهر الصيف.

في موقف أكثر مرونة من شروط الدخول إلى البلاد، رفعت تركيا، أخيراً، الحظر المفروض على الرحلات الجوية المباشرة من المملكة المتحدة.

ومع ذلك، ما زالت تركيا تفرض على الوافدين إليها من المملكة المتحدة حجراً صحياً لمدة 10 أيام على أقل تقدير، إذا جاءت نتيجة فحوص "بي سي آر" سلبية في اليوم العاشر من العزلة، ويرتفع الحجر إلى 14 يوماً إذا لم يخضعوا لاختبار آخر في البلاد.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات