Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقوبة مشددة للمتهم بالتحرش بطفلة في مصر

قال فريق الدفاع إن المتهم يعاني "البيدوفيليا" والضحية تتلقى علاجاً نفسياً

دار القضاء العالي في العاصمة المصرية (أ ف ب)

في حكم سريع ومشدد، قضت محكمة مصرية بالسجن 10 سنوات على متهم بالتحرش بطفلة عمرها 7 سنوات، في القضية التي اشتهرت إعلامياً باسم "متحرش المعادي"، ما يُعد أقصى عقوبة لجريمتَي الخطف وهتك العرض التي حوكم على أساسهما المتهم. وعقب صدور الحكم تعرض المتهم إلى حالة انهيار وإغماء داخل قفص الاتهام، وسارعت قوات الأمن إلى نقله خارج قاعة المحكمة.

تفاصيل الواقعة

وكان الرأي العام المصري انشغل بواقعة تحرش تزامنت مع اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس (آذار) الماضي، حين استدرج شخص طفلة عمرها 7 سنوات تبيع المناديل الورقية في الشارع، وحاول التحرش بها في مدخل أحد الأبنية في منطقة المعادي الراقية في العاصمة المصرية القاهرة، لكن تدخل موظفة في معمل تحاليل داخل المبنى أنقذ الطفلة. وكانت الموظفة لاحظت الواقعة في كاميرا المراقبة، وخرجت لإنقاذ الطفلة ونشرت مقطع الفيديو الذي التقطته كاميرا المراقبة. وانتشر الفيديو خلال ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي فتدخلت قوات الأمن وألقت القبض على مرتكب الواقعة، وتم التحقيق معه في النيابة العامة التي أحالته بدورها إلى المحاكمة، بتهمة خطف طفلة وهتك عرضها.

اعتراف ثم إنكار

واعترف المتهم "محمد ج." بجريمته أمام النيابة لكنه أنكرها لاحقاً في أولى جلسات المحاكمة في 30 مارس الماضي، قائلاً إن الاعتراف جاء تحت الإكراه والضغط بالإضافة للتحقيق معه في غياب محاميه. وأضاف أنه لم يكن ليقوم بفعل التحرش بطفلة في عمر أبنائه، وأنه "حج إلى بيت الله مرتين"، موضحاً أنه يعرف الطفلة واعتاد شراء المناديل منها لقربها من محل عمله، وأراد المزاح معها وليس التحرش. كما اتهم الطفلة بأنها كانت تريد سرقته، وفق ما نقلته مواقع إخبارية محلية.
في المقابل، أكدت الطفلة في تحقيقات النيابة أنها كانت في الطريق تبيع المناديل الورقية يوم الحادث، وحضر المتهم وطلب منها اللحاق به فتبعته حتى دخلا مدخل المبنى، مضيفةً أنه "لمس مؤخرتها واحتضنها من الخلف وحاول حسر بنطالها"، وذلك وفق نص تحقيقات النيابة المنشورة في وسائل الإعلام، وهو ما يتطابق مع أقوال "أوجيني مجدي" الموظفة في معمل التحاليل، التي شاهدت الواقعة وخرجت وواجهت المتهم بفعلته، فنظر إلى كاميرا المراقبة ثم خرج مسرعاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الدفاع: المتهم مريض وليس مجرماً

خلال جلسات المحاكمة، قال محامو الطفلة الضحية إنها تتلقى علاجاً نفسياً، بعدما أصيبت بحالة نفسية سيئة بسبب ما تعرضت له من المتهم، وكان ذلك سبباً في غيابها وأسرتها عن جلسة النطق بالحكم. وعلى الجانب الآخر، طالب دفاع المتهم بمحاكمة ذوي الطفلة لأنهم تركوها في الشارع تبيع المناديل. وقال فريق الدفاع إن المتهم مريض وليس مجرماً، موضحاً أن المتهم مصاب بمرض "البيدوفيليا" (اضطراب الإنجذاب الجنسي للأطفال)، ما يجعله غير مدرك لبعض أفعاله، وهو مرض مؤقت مثل مرض السرقة. وأضاف الدفاع أن المتهم لم يصدر منه فعل التحرش تجاه ابنته، طالباً من المحكمة إيداع المتهم أحد مستشفيات الأمراض العقلية لبيان مدى سلامة قواه العقلية، مؤكداً أن كل من يشاهد فيديو الواقعة يستطيع إدراك أن هذا التصرف لا يمكن أن يصدر من شخص عاقل. وأشار فريق الدفاع إلى أن المتهم مسؤول عن رعاية والدته المصابة بالسرطان، بحسب ما نُشر في وسائل إعلام مصرية.

ولم تحضر أسرة المتهم (37 سنة) جلسات المحاكمة الثلاث، من ضمنها جلسة الحكم الذي صدر خلال أقل من شهر، وهو توقيت سريع نظراً إلى إجراءات التقاضي المعتادة في المحاكم المصرية. وعمل المتهم في شركة قرب مكان واقعة التحرش، وهو أب لطفلين أحدهما فتاة في الحادية عشرة من عمرها، وكان طلّق زوجته قبل أشهر من الجريمة.

وكانت محكمة قضت بالحبس لمدة سنة على صديق المتهم بالتحرش، بتهمة التستر على متهم، بعدما كان اختبأ في منزله عقب تداول فيديو واقعة التحرش، خوفاً من إلقاء القبض عليه، لكن قوات الأمن توصلت إلى مكانه وداهمت المنزل وألقت القبض على المتهم وصديقه.

المزيد من العالم العربي