Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تزايد حجم الثروات الموروثة في بريطانيا يعوق ارتقاء الشباب الاجتماعي

تقرير اقتصادي يقول إن النتائج تظهر الحاجة إلى "انطلاقة دافعة في تنمية دخل الأجيال الناشئة"

هل تعوق ثروات الأكبر سناً ارتقاء الشباب في السلم الاجتماعي؟ (غيتي)

توقع أحد مراكز الأبحاث الاقتصادية في بريطانيا أن تنمو الموارد الناتجة من الميراث بشكل كبير، مقارنةً بمصادر الدخل الأخرى، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على التحولات في الأوضاع الاجتماعية (حركة الأفراد أو الأسر ضمن نظام التسلسل الهرمي الاجتماعي أو التقسيم الطبقي) للأجيال الشابة في المستقبل. وأوضح "معهد الدراسات المالية" Institute for Fiscal Studies (IFS) أن هذا سيعني أن الميراث سيكتسب دوراً أكثر أهمية، وستتعاظم الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

وفي المقابل، توقع مؤلف التقرير أن "تزداد أهمية الثروة الموروثة" بحيث قد تترتب عنها "عواقب مقلقة على التحولات في الأوضاع الاجتماعية". وتوصل البحث الذي أجراه "معهد الدراسات المالية" إلى خلاصات مفادها أن الميراث بدأ في الارتفاع على مستوى الدخل القومي للمملكة المتحدة منذ أعوام السبعينيات، وتوقع - بالنظر إلى المستقبل - أن يحقق زيادةً كبيرة مقارنةً بأشكال الدخل الأخرى.

ويتوقع المعهد أن تترجم الفوارق القائمة بين أجيال المسنين والأخرى الأصغر سناً، تراجعاً في التحولات الاجتماعية في أوساط الأجيال الشابة في المستقبل. وستعني الحصص الموروثة الأصغر حجماً التي يتلقاها أولئك الذين لديهم آباء أكثر فقراً، أنهم سيكونون أكثر ميلاً إلى العمل لتعويض هذا النقص - الأمر الذي يزيد من صعوبة انتقال الأفراد الذين لديهم آباء فقراء، إلى شريحة الأشخاص الأعلى مردوداً ضمن توزيع فئات الدخل.

ويرى ديفيد ستوروك في "معهد الدراسات المالية" أن "المستويات المتزايدة للثروات التي تمتلكها الأجيال الأكبر سناً، وغياب النمو في دخل للأجيال الشابة، يقودان معاً إلى إحداث فجوة اقتصادية بين الأجيال". ويقول: "إلا أن هذه الاتجاهات تشير أيضاً إلى تعاظم أهمية دور الميراث في المستقبل، الأمر الذي من شأنه أن يعمق الفجوة بين الذين لديهم آباء أغنياء والذين لديهم أهل فقراء".

وأضاف الباحث الرئيس في مركز الأبحاث ومؤلف التقرير قائلاً "إن الأهمية المتزايدة التي تكتسبها الثروة الموروثة ستحدث تحولاً عميقاً في النسيج المجتمعي، وستكون لها عواقب مقلقة على التحولات في الأوضاع الاجتماعية أو الانتقال ما بين شرائح الدخل".

وبحسب "معهد الدارسات المالية"، فإن من المتوقع أن يكون متوسط ميراث الأشخاص من مواليد ثمانينيات القرن الماضي مقارنةً بالدخل الذي يمكن أن يراكموه على مدى الحياة، أكبر بمرتين تقريباً من الحصة الوراثية لمواليد الستينيات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير تقرير مركز الأبحاث إلى أن قيمة الميراث المتوقع ستبلغ ما يعادل تسعةً في المئة من الدخل غير الموروث على مدى الحياة، بالنسبة إلى أسر الأفراد المولودين في فترة الستينيات، بينما ترتفع إلى 16 في المئة بالنسبة إلى الورثة المولودين في فترة الثمانينيات.

أما بالنسبة إلى الأشخاص المولودين في الستينيات، والذين صنف آباؤهم في أعلى الشرائح الخمس من حيث توزيع الثروات، فمن المتوقع أن تزيد معدلات الميراث من نسبة دخلهم مدى الحياة بنسبة 17 في المئة، مقارنةً بنحو 2 في المئة للأشخاص الذين كان آباؤهم في الفئة الأدنى من الشرائح الخمس.

وقد بدا هذا التفاوت أكثر وضوحاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين ولدوا في ثمانينيات القرن الماضي. وتوقع التقرير أن يحصل الورثة من الذين يندرج تصنيف آبائهم ضمن الفئة الأعلى في سلم الشرائح الخمس للدخل، على زيادة بنسبة 29 في المئة في دخلهم مدى الحياة، في حين أن أولئك الذين يحل آباؤهم في أدنى فئات الدخل سيحظون بزيادة تصل إلى 5 في المئة.

ويشير ستوروك إلى أن النتائج التي توصل إليها مركز الأبحاث أظهرت "الحاجة إلى انطلاقة دافعة تعزز مستوى دخل الأجيال الشابة"، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في "تحسين مستويات المعيشة" و"الحد من أهمية الثروة الأبوية"، موضحاً أن هذا الأمر سيساهم بدوره في "قيادة التحولات في الأوضاع الاجتماعية".

هذا البحث يأتي على خلفية تفشي وباء فيروس "كورونا" والمخاوف المتعلقة بتأثيره على عدم المساواة الاجتماعية. فقد رأى رئيس إحدى الهيئات الاستشارية للحكومة البريطانية، في حديث أجرته معه صحيفة "اندبندنت" أواخر العام الماضي، أن الانتقالات ما بين شرائح الدخل ستصبح "أكثر صعوبة" في ظل الوباء، الذي سيؤدي إلى تفاقم المشكلات الراهنة، ويهدد بتقويض أي محاولات لإحراز تقدم في هذا المجال.

وأكد ستيف كوبر الرئيس المؤقت لـ"لجنة متابعة التحولات في الأوضاع الاجتماعية" Social Mobility Commission، أن الوباء "له تأثير خاص على المجتمعات التي لديها نسبة أقل من الانتقالات ما بين شرائح الدخل".

إلى ذلك، أظهر استطلاع حديث أجري بطلب من اللجنة، أن معظم الناس يعتقدون أن التفاوت الاجتماعي قد ازداد بسبب الجائحة. فيما نبهت اللجنة إلى وجود أدلة متزايدة تشير إلى أن الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئات الأكثر حرماناً هم الأشد تضرراً من الوباء.

ويشمل ذلك الفئات التي تنتمي إلى أسر فقيرة وتواجه خطر فقدان وظائفها، والأطفال المحرومين الذين يتخلفون عن أقرانهم في الدراسة التي كانت تجرى عبر الإنترنت بالنسبة إلى معظم الطلاب في الشهرين الأولين من السنة.

ساهمت وكالة "برس أسوسييشن" في إعداد محتوى هذا التقرير.

© The Independent