الأسواق الأوروبية تستقر وسط مخاوف من تمدد كورونا

استقرت الأسهم الأوروبية إلى حد كبير، إذ محت خسائر شركات صناعة السيارت مكاسب شركات التعدين، في حين يترقب المستثمرون أسبوعاً يعج بنتائج أعمال الشركات والبيانات الاقتصادية، لكن مخاوف تمدد كورونا تظل هاجساً لمعظم المستثمرين. وارتفع المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.02 في المئة في التعاملات المبكرة بعدما سجل أول خسارة أسبوعية في ثمانية أسابيع يوم الجمعة. وتراجعت أسهم شركات صناعة السيارات، وفقد سهم فولكسفاجن 1.1 في المئة بعد نشر صحيفة "فايننشال تايمز" أن الشركة حذرت المديرين لتحسب تضرر الإنتاج أكثر في الربع الثاني بسبب نقص عالمي للرقائق.
ونزل سهم شركة "إيه إم إس" النمساوية لأجهزة الاستشعار 4.3 في المئة بعد أن خفض بنك كريدي سويس تصنيف السهم، عازياً ذلك إلى مخاوف من احتمال فقد الشركة صفقات توريد منتجات لـ "أبل".

الدولار يتراجع

وفي العملات، هبط الدولار إلى قاع قرابة ثمانية أسابيع مقابل عملات رئيسة أخرى، وسط تكهنات بأن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي جيروم باول سيتجنب محادثات بشأن تخفيف مشتريات السندات خلال اجتماع هذا الأسبوع. وبلغ الدولار 107.71 ين، ليكون قريباً من أدنى مستوى منذ الرابع من مارس (آذار).
وصعد اليورو لما يصل إلى 1.2117 دولار، ليواصل المكاسب التي حققها يوم الجمعة بعد بيانات إيجابية بشأن أنشطة الخدمات والصناعات التحويلية في أوروبا. وكان الجنيه الاسترليني مرتفعاً 0.2 في المئة خلال أحدث تعاملات عند 1.3902، مما يضاف إلى زيادته 0.3 في المئة في الجلسة السابقة.
ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار مقابل الفرنك السويسري عند 0.91225 قرب قاع شهرين. وفي الأسواق الناشئة، يتابع المتعاملون الليرة التركية لمعرفة ما إذا كانت ستبلغ أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 8.58 للدولار بسبب تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، ومخاوف حيال ميل محافظ البنك المركزي للتيسير. وكانت الليرة في أحدث تعاملات عند 8.4225. وصعد اليوان في المعاملات الداخلية إلى 6.4889 دولار ليكون قريباً من قمة ستة أسابيع.

وتقدم الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي صوب أعلى مستوياتهما في شهر، لكن متعاملين يقولون إنهما يتجهان على الأرجح إلى اقتفاء آثار تحركات أسعار السلع الأساسية العالمية.
وفي سوق العملات المشفرة، عادت "بيتكوين" لتخطي مستوى الـ 50 ألف دولار، وكانت في أحدث تعاملات مرتفعة 6.7 في المئة إلى 52 ألفاً و417 دولاراً، وزادت منافستها الأصغر إثريوم ستة بالمئة إلى 2460 دولاراً، لتعوض بعض الخسائر التي تكبدتها الأسبوع الماضي، والتي جاءت بسبب خطة الرئيس الأميركي جو بايدن رفع الضرائب على أرباح رأس المال للمستثمرين الأثرياء.

الذهب في صعود

وفي المعادن ربح الذهب، إذ عززت زيادة وتيرة الإصابات بـ "كوفيد-19" جاذبيته كملاذ آمن، وعزز ذلك ضعف الدولار قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" الأسبوع الحالي، بينما استقر البلاديوم الذي يستخدم في صناعة السيارت قرب قمة غير مسبوقة بلغها الأسبوع الماضي. وزاد الذهب في السوق الفورية 0.2 في المئة إلى 1781.08 دولار للأوقية، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المئةإلى 1780.30 دولار للأوقية. وقالت مارغريت يانج من "ديلي إف إكس"، إن "وضع كوفيد-19 في الهند واليابان يسوء. لذا يعزز هذا الطلب علي الملاذات الآمنة، مما يقود لارتفاع أسعار الذهب"، مضيفة أن تراجع الدولار يدعم الأسعار أكثر.
وسجلت الحالات في الهند زيادة قياسية، في حين أعلنت اليابان حال طوارئ في طوكيو وأوساكا ومقاطعتين أخريين يوم الجمعة لمواجهة زيادة وتيرة الإصابات. وأضافت يانج "على الجانب الآخر تتجه أنظار المستثمرين إلى بيانات اقتصادية قوية جداً أعلنت يوم الجمعة"، وتابعت أن صعود عائدات سندات الخزانة تكبح مكاسب الذهب.
وتحسن نشاط المصانع الأميركية في أوائل أبريل (نيسان) بينما قفزت مبيعات التجزئة لمستوى غير مسبوق في مارس، وتسارعت وتيرة التوظيف. وزاد البلاديوم 0.4 في المئة إلى 2865.99 دولار للأوقية بعدما صعد لمستوى قياسي عند 2925.14 دولار يوم الجمعة. وصعدت الفضة 0.1 في المئة إلى 26.02 دولار، كما ارتفع البلاتين 0.1 في المئة إلى 1231.03 دولار.

أسهم اليابان تغلق مرتفعة

وفي طوكيو أغلقت الأسهم اليابانية على زيادة مع تعافي أسهم الشركات المرتبطة بالسفر من الخسائر الناجمة عن مخاوف من قيود فيروس كورونا، وبعد أن توقعت شركة "إيه إن إيه" خسائر أقل من التوقعات للعام بأكمله. وارتفع المؤشر نيكي 0.36 في المئة ليغلق علي 29126.23 نقطة، بينما زاد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.17 إلى 1918.15 نقطة. وقادت الأسهم المرتبطة بالسفر المكاسب عقب تراجعات كبيرة في الأسابيع الأخيرة مع إغلاق مستثمرين مراكز البيع توقعاً لقيود اجتماعية لاحتواء الموجة الرابعة من إصابات كورونا.
وأعلنت اليابان يوم الخميس حالة طوارئ قوية لفترة قصيرة في طوكيو وأوساكا ومقاطعتين أخريين تقضي بإغلاق المطاعم والحانات. وقال تاكاشي هيروكي كبير الخبراء في مونيكس سكيورتيز، "ثمة عودة لشراء أسهم القطاعات التي تضررت من فيروس كورونا على أمل تراجع وتيرة الإصابات بالفيروس الآن بعدما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ".
وقفز سهم "إيه إن إيه" القابضة 5.78 في المئة بعد أن قالت شركة الطيران إن خسائر التشغيل عن عام كامل ستكون أقل من التوقعات. كما ارتفعت أسهم شركات السكك الحديدية، وزادت أسهم شركات "سنترال جابان ريلواي"4.67  في المئة، و"وست جابان ريلواي" 5.23 في المئة و"إيست جابان ريلواي" 3.44 في المئة. وارتفع سهم شركة "أورينتال لاند" المشغلة لمنتجع ديزني 2.58 في المئة.