Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ترى أكبر محطة نووية على الإطلاق النور في الهند؟

قدمت شركة كهرباء فرنسا "العرض التقني التجاري الملزم لبناء ستة مفاعلات في موقع جيتابور"

منارة في الموقع المقترح لإنشاء محطة نووية في جيتابور بالهند (أ ف ب)

تقود شركة كهرباء فرنسا (إي دي أف) جهود بناء أكبر محطة نووية على الإطلاق في الهند، في مشروع اتخذ لتوه خطوة مهمة بعد أعوام من تعطله في ظل معارضة محلية قوية.

فقد أعلنت شركة كهرباء فرنسا، الجمعة 23 أبريل (نيسان)، أنها قدمت "العرض التقني التجاري الفرنسي الملزم لبناء ستة مفاعلات في موقع جيتابور".

ومن المفترض أن يصير الموقع في نهاية المطاف أكبر محطة للطاقة النووية في العالم، بقدرة إجمالية تقارب 10 جيغاوات لتزويد 70 مليون منزل بالكهرباء.

ومن المتوقع أن يتطلب بناء المحطة نحو 15 عاماً، لكن سيبدأ استغلالها قبل اكتمال كل أجزائها.

تأثيرات في مجالات عدة

"إي دي أف" ليست مكلفةً بناء كامل المحطة، لكن بتوفيرها المفاعلات ستلعب المؤسسة العامة الفرنسية، الشريكة بالدرجة الأولى مع "جي إي هيتاشي" الأميركية، أهم دور في المشروع الذي ستشرف على استغلاله الهند.

ويمهد إعلان الجمعة إلى اتفاق نهائي فرنسي - هندي. فتقديم "إي دي أف" العرض الملزم، وهي الوحيدة المشاركة في العطاء، يمثل أرضيةً لإنهاء المفاوضات خلال بضعة أشهر.

هذه الخطوة نقطة تحول لمشروع كبير من عدة جوانب، أولها الصناعي نظراً لحجمه غير المسبوق، والاقتصادي مع عقد تراوح قيمته عشرات المليارات من اليورو، وإن لم يذكر أي مبلغ رسمياً، والاجتماعي لأن شركة "إي دي أف" تعد بتوظيف عشرات الآلاف محلياً لبناء المفاعلات.

ويوجد أخيراً الجانب السياسي، إذ تراقب السلطات الفرنسية والهندية المشروع عن كثب منذ أكثر من عقد، على الرغم من الانتكاسات الكثيرة التي شهدها.

انطلاق المشروع

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدأ كل شي نهاية العقد الأول للألفية، في ظل رئاسة الفرنسي نيكولا ساركوزي. حينها، كان يقود المشروع عملاق الأنشطة النووية الفرنسي "أريفا"، قبل أن يتخلى عنه لشركة كهرباء فرنسا بعد أن استحوذت على جزء من أنشطته.

لكن في الأثناء، وقع الحادث النووي في محطة فوكوشيما اليابانية عام 2011، ما أثار مخاوف وقاد إلى تعليق عدد من المشاريع المماثلة.

وفي عام 2018، أحيت باريس ونيودلهي المشروع خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للهند.

أعلنت حينها وسائل الإعلام أن البناء سيبدأ قبل نهاية العام، لكن إبرام الاتفاق تأخر، على الرغم من دعم حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي للمشروع.

معارضة محلية

في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال مسؤول النشاط النووي في "إي دي أف"، كزافييه أورسات، إنه "لا شك أن البناء سيبدأ بعد بضعة أشهر". وأضاف، "بالنظر إلى حجم المشروع، فقد استغرق الأمر ثلاث سنوات". وأوضح "أرسلنا للتو مستنداً يتراوح بين 7 آلاف و8 آلاف صفحة".

ويتطلب المشروع هذه الاحتياطات لأنه كان موضع معارضة محلية قوية منذ سنوات، بدءاً من أحد الأحزاب الحاكمة الرئيسة في ولاية ماهاراشترا، حيث تقع جيتابور.

وقاد حزب "شيف سينا" (أقصى اليمين)، الذي ينتمي إليه حاكم الولاية، حملة ضد المحطة النووية قبل أن يخفف معارضته لها أخيراً.

ويتركز نقد المشروع على خطر الزلازل وتداعياته على الصيد البحري المحلي وموضوع التخلص من النفايات النووية.

معايير الأمان والمسؤولية الفرنسية

وتخشى بعض المنظمات المناهضة للأنشطة النووية، من أن المفاوضات بين "إي دي أف" ونظيرتها الهندية ستعفي المجموعة الفرنسية من الكثير من مسؤوليتها.

وفي مقال نشرته "ذي هيندو" عام 2019، وهي إحدى كبريات الجرائد الهندية الناطقة بالإنجليزية، قدر الناشطان المناهضان للأنشطة النووية، سوفرات راجو، وم. ف رامانا، أن "(إي دي أف) يمكن أن تتحمل عواقب قليلة أو لا عواقب على الإطلاق في حال وقوع حادث خطير". وأضافا، "هناك القليل لتشجيعها على الحفاظ على معايير أمان عالية"، وشككا أيضاً في المردود الاقتصادي للمشروع.

عملاق الكهرباء الفرنسي يجادل من جهته بأنه ليس لديه مصلحة في الانخراط في مشروع غير آمن تماماً. أما على مستوى خطر الزلازل، فيؤكد كزافييه أورسات، أنه "وفق الدراسات المتاحة، تشير التقديرات إلى أن الظروف الجيولوجية للموقع ممتازة ومتشابهة تماماً مع تلك الموجودة في بلد مثل فرنسا".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات