قطعت الحكومتان المصرية والليبية خطوة مهمة في خطة إعادة إعمار ليبيا، إذ وقعتا 11 اتفاقاً للتعاون في مجالات البنية التحتية والصحة والكهرباء والعمالة المصرية والنقل والمواصلات، الثلاثاء 20 أبريل (نيسان) الحالي، على هامش زيارة قام بها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى ليبيا رفقة 11 وزيراً.
زيارة رئيس الحكومة المصرية تأتي بعد نحو شهرين من زيارة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد دبيبة إلى القاهرة في أول زيارة خارجية له بعد انتخابه، عندما التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة.
11 اتفاقاً في قطاعات الصحة والنقل والبنية التحتية
تنوعت وثائق التعاون المشترك بين ليبيا ومصر وتضمنت 11 اتفاقاً ومذكرات تفاهم، أبرزها مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني في مجال المواصلات والنقل، وأخرى لتنفيذ مشاريع طرق وبنية التحتية، إلى جانب مذكرة تفاهم في المجال الصحي علاوة على توقيع مذكرة تفاهم في شأن التعاون في مجال القوى العاملة.
وتضمنت وثائق التعاون أيضاً التوقيع على ثلاث اتفاقات في مجال تطوير الكهرباء، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول الربط الدولي للاتصالات، ومذكرة تفاهم في رفع السعات الدولية في منظومة الألياف البصرية، ومذكرة تفاهم في مجالات التدريب التقني وبناء القدرات، ووقع وثائق التعاون الوزراء المعنيون من الجانبين، ومسؤولو الجهات المختصة.
عودة اللجنة المصرية - الليبية المشتركة قريباً
وقال رئيس الحكومة المصرية إن انعقاد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في القاهرة سيكون قريباً، مشيراً إلى تدشين خط ملاحي بحري بينهما لتشغيله في وقت قريب، مؤكداً أن مصر تدعم كل الإجراءات والخطوات التي تقوم بها الحكومة الليبية لتحقيق الاستقرار للشعب الليبي، واستعدادها الكامل لنقل الخبرات لليبيا في مجالات التنمية كافة.
وأشار خلال مؤتمر صحافي مشترك مع دبيبة إلى إنشاء جامعة مصرية في إحدى المدن الليبية التي ستختارها الحكومة الليبية، موضحاً أن مثل هذه الخطوة ستسهم في إعادة الروابط التاريخية العميقة بين الشعبين في خلال المرحلة المقبلة، مضيفاً أن مصر ستساعد في إنشاء مستشفى في طرابلس، بجانب إرسال قوافل طبية.
عودة العمالة المصرية
ولفت إلى أن من أهم المذكرات الموقعة بين البلدين هي تنظيم عودة العمالة المصرية إلى ليبيا للإسهام مع أشقائهم الليبيين في إعادة الإعمار والتنمية، إذ تم التوافق على أن تكون هذه العودة منظمة ومخططة في المجالات التي يطلبها الجانب الليبي.
من جانبه، قال دبيبة إن ليبيا ومصر تربطهما علاقات عميقة وأواصر متينة من الأخوة والمصاهرة والتاريخ والمصالح المشتركة.
وثمّن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية التوقيع على 11 وثيقة لتعزيز التعاون بين البلدين، قائلاً "إننا في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها منطقتنا بحاجة إلى عقد شراكات استراتيجية في المجالات المختلفة حتى نكون شركاء حقيقيين في التنمية والتطوير".
وأضاف أن "الخطوات العملية التي تم تحقيقها من خلال هذه الزيارة مهمة جداً للدفع قدماً للشراكة الثنائية بين البلدين، وأولى هذه الخطوات تتمثل في تعزيز الحضور الدبلوماسي من خلال إعادة فتح السفارة المصرية والقنصلية لتقديم الخدمات للجميع، مع بدء العمل بجدية على تخصيص الإجراءات المطلوبة لدخول البلدين".
طائرة ليبية تحط في القاهرة
وأضاف دبيبة أنه جرى الاتفاق على فتح السفارة والقنصلية عقب إجازة عيد الفطر، وإعادة الطيران المباشر من المطارات الليبية إلى القاهرة، وهو ما يشكل عاملاً مهماً للتعاون في مجالات الاقتصادية الأخرى، إضافة إلى أنه جرى الاتفاق مع مصر على أن تحط أمس الخميس طائرة ليبية في مطار القاهرة الدولي.
وخلال جلسة المحادثات الموسعة بين الوفدين، اتفق الجانبان على عدد من الملفات ومن بينها بدء التحضير للاجتماعات المقبلة للجنة العليا المشتركة بين مصر وليبيا، والتي لم تنعقد منذ العام 2009، ومراجعة الاتفاقات كافة التي تم توقيعها من قبل من أجل تقويمها وتعديل ما يحتاج منها إلى تحديث، مع اقتراح مشاريع مذكرات تفاهم واتفاقات في كل المجالات محل الاهتمام المشترك.
وعن القطاع الصحي، تضمنت الاتفاقات دعم قطاع الصحة في ليبيا، خصوصاً في مجال إعادة هيكلة وزارة الصحة الليبية مع إيفاد بعثات وقوافل طبية مصرية للإسهام في تخفيف أزمة نقص الكوادر الطبية، ومساعدة القطاع الطبي في ليبيا وتزويده بما يحتاج من أدوية وبروتوكولات علاج كورونا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تطوير قطاع المياه ومحطات الصرف الصحي الليبية
وقال نائب وزير الإسكان المصري، خالد عباس، إن وزارته على أتم الاستعداد للإسهام في جهود إعادة الإعمار، وتنفيذ مشاريع إسكان بمستوى عال من الكفاءة وفي فترة زمنية قصيرة.
وأضاف لـ "اندبندنت عربية" أن التعاون سيمتد إلى تحديث وتطوير قطاع المياه ومحطات الصرف الصحي في ليبيا، مؤكداً أن وزارته ستتولى تسلم الأعمال المنفذة من الشركات المصرية، وتسليمها للأشقاء في ليبيا بأعلى مستوى من الجودة، وفق المعايير والمواصفات القياسية العالمية.
عودة مليون عامل مصري إلى طرابلس خلال عام
وتوقع رئيس شعبة إلحاق العمالة بالخارج باتحاد الغرف التجارية، عبدالرحيم المرسي، أن فتح التواصل الرسمي بين الحكومتين المصرية والليبية الباب على مصراعيه لعودة العمالة المصرية إلى ليبيا بكثافة.
وقال لـ "اندبندنت عربية"، إن عدد العمال المصريين في ليبيا قبل عام 2011 وصل إلى مليوني عامل، لكن العدد تقلص مع التوترات السياسية والحروب الأهلية التي مرت بها ليبيا إلى أقل من 300 ألف عامل وحسب، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت طلباً كبيراً، بخاصة أن السوق الليبية متعطشة للعمال المصريين.
وتوقع أن يعود نحو مليون عامل مصري إلى ليبيا خلال عام واحد من الآن.