أعلنت روسيا، الخميس 22 أبريل (نيسان)، أنها ستبدأ الجمعة سحب قواتها المحتشدة بالقرب من أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، مؤكدةً انتهاء مناوراتها التي نشرت خلالها حشداً عسكرياً ضخماً، أثار قلق الغرب وكييف.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في بيان، إن "القوات أظهرت قدرتها على ضمان الدفاع الموثوق عن البلاد. لذلك قررت إنهاء أنشطة التدقيق في المقاطعات العسكرية الجنوبية والغربية" المتاخمة لأوكرانيا.
وكان شويغو وصل الخميس إلى شبه جزيرة القرم للمساهمة في مناورات عسكرية. وقال الجيش الروسي في بيان، إن "شويغو حلق على متن مروحية فوق المناطق التي تنتشر فيها القوات والمركبات. وتحقق من مدى جهوزية المجموعات البحرية والبرية".
وأضاف البيان أن التدريبات تجري بمشاركة وحدات من الجيش وسفن وطائرات ووحدات دفاع جوي وقوات محمولة جواً. ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع، أن المناورات تشمل "أكثر من 10 آلاف جندي" و"أكثر من 1200 قطعة من المعدات"، بما فيها أكثر من "40 سفينة حربية و20 قارب دعم".
"التحرك الآن"
أوكرانيا من جهتها حثت حلفاءها في الغرب على إبداء استعدادهم لفرض عقوبات جديدة على روسيا، تشمل إخراجها من شبكة "سويفت" للتحويلات المالية العالمية، لمنع الكرملين من اللجوء لمزيد من القوة العسكرية ضدها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، الأربعاء، قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن بلاده ليس لديها معلومات جديدة تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر القيام بعمل عسكري جديد، لكن من المهم أن يتحرك الغرب الآن للحيلولة من دون حدوث ذلك.
وتحاول كييف حشد الدعم الدولي في أزمتها مع موسكو التي عزّزت قواتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها العام 2014.
ونشرت روسيا عشرات الآلاف من جنودها على الحدود الأوكرانية وشبه جزيرة القرم في الأسابيع الأخيرة لإجراء "تدريبات عسكرية" وفقاً لها في مواجهة "تهديد" نشاطات حلف شمال الأطلسي، لكن أوكرانيا قالت من جهتها إنها تخشى غزواً روسياً.
وقال كوليبا، "ليس لدي معلومة تفيد بأن قرار تنفيذ عملية عسكرية ضد أوكرانيا اتخذ بالفعل، لذا فإن هذا قد يحدث أو لا يحدث". وأضاف، "لذا فإن رد الفعل الموحد من الغرب شديد الأهمية الآن لمنع بوتين من اتخاذ ذلك القرار".
تحذير روسي
وتبادلت كييف وموسكو اللوم بسبب انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار في دونباس شرق البلاد، حيث تقاتل القوات الأوكرانية قوات تدعمها روسيا في نزاع تقول كييف إنه أودى بحياة 14 ألفاً منذ العام 2014.
وذكر الوزير أن أوكرانيا لم تتلق رداً من الكرملين على دعوة الرئيس فولوديمير زيلينسكي لنظيره الروسي بوتين، الثلاثاء الماضي، لإجراء محادثات في دونباس.
في غضون ذلك، حذر بوتين الغرب، الأربعاء، من تجاوز "الخطوط الحمراء" لروسيا، قائلاً إنها سترد على نحو سريع وقاس على أي استفزاز.
كما ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الخارجية الروسية قالت الأربعاء، إن أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي يواصلان الاستعدادات العسكرية، وطالبتهما بالإحجام عن الأفعال التي قد تقود إلى تصعيد.
والأسبوع الماضي، أعلنت روسيا أنها ستقيد ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في ثلاث مناطق قبالة شبه جزيرة القرم لمدة ستة أشهر. ووصفت واشنطن هذا الإجراء بأنه "تصعيد" و"تطور مقلق جداً". كذلك، طالب حلف شمال الأطلسي موسكو بضمان "حرية الوصول" إلى الموانئ الأوكرانية في المنطقة.
