Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دوري السوبر الأوروبي الممتاز يغير وجه كرة القدم

على رغم الانتقاد العالمي، تظل النوادي ملتزمة "100 في المئة" بالانفصال لتشكيل ضرب جديد من المنافسة يُعتبر – في الواقع – بمثابة نهاية كرة القدم كما نعرفها

حتى صباح الاثنين كانت أنباء كثيرة عن "الدوري الممتاز" (الجديد) غير مؤكدة، إذ يستعد كثر لخوض معركة قانونية ضخمة وسط صدمة مطلقة في مختلف أوساط اللعبة، لكن الشخصيات الرئيسية التي تدير هذه الرياضة كانت واضحة للغاية في ما يتصل بمكمن اللوم.

كانت مشاعر سلسلة من الشخصيات المشاركة تفيد بأن "هذا استيلاء أميركي على كرة القدم". وتناول تعليق آخر "الجشع الأميركي الجامح". والشعور هو أن ما يجري – وهو ربما أهم لحظة في تاريخ اللعبة – يعتبر في نهاية المطاف محاولة لجلب النسخة الرياضية من الاتحاد الوطني الأميركي لكرة القدم، وهو عبارة عن متجر مغلق ودخل مضمون لمجموعة من الفرق (الأوروبية) الكبرى. وكان الجميع في إنجلترا يشير إلى أصحاب النوادي الستة الكبرى، لا سيما "مانشستر يونايتد" و"ليفربول"، لكن التسلسل القيادي في "ريال مدريد" و"يوفنتوس" كان بالقدر نفسه من الأثر.

أندريا أغنيلي رئيس رابطة النوادي الأوروبية، لم يحضر ما اعتُبر اجتماعاً غاضباً وخلافياً ليلة الأحد. واستقال من منصبه، مع مغادرة ما يسمى بالمؤسسين الـ12 كذلك للرابطة. وقد يكون من الصعب على أي حال حمل "الأطراف المعنية" الأخرى على الجلوس إلى الطاولة نفسها. وكانت تقارير أولية عن هذا الانفصال سبباً في إحداث صدمة كهذه، والحديث عن علاقات غير قابلة للإصلاح، وانهيار الثقة تماماً في مختلف مناحي اللعبة.

وهذا يشير إلى أعمق وأبعد نتيجة لهذا الجدال، الذي يحمل العديد من العواقب.

تواجه كرة القدم انقساماً شوهد في العديد من الرياضات الأخرى، لكن هذه الرياضة نجحت على نحو ما في تجنبه خلال تاريخها الممتد لـ150 سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فالهرم العالمي العظيم – الذي يشمل أدنى ناد على مستوى القاعدة الشعبية إلى قمة الرياضة، والذي يُلهِم بشغف كأس العالم لكرة القدم – على وشك أن يتحطم. والوحدة الفريدة التي تتمتع بها هذه الرياضة ستتلاشى، ما سيقوض واحدة من أكثر سماتها إثارة للسعادة.

فالجمال العظيم لكرة القدم يكمن في أن أي شخص يستطيع أن يلعبها، وأنها انتشرت في كل مكان من العالم، لكي تصبح واحدة من أكثر المشاريع الثقافية شعبية في التاريخ. وهذه ليست مبالغة، نظراً إلى كمية الحدود التي تعبرها.

وهي على وشك أن تقترب من النهاية القصوى، في ما يتعارض مع روح الرياضة ذاتها.

ولهذا السبب تصف شخصيات بارزة ما يجري بأنه "نهاية كرة القدم" كما نعرفها، و"عمل من أعمال الحرب".

والحقيقة المُرة هي أن العديد من أكثر المتضررين – من أولئك الذين ينتمون إلى الدوري الإنجليزي إلى بعض متخذي القرار في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وعدد لا يحصى من الأشخاص على امتداد السنوات الـ30 الماضية – كانوا على الأقل مسؤولين جزئياً عن جعل هذا أمراً حتمياً، بل ومنطقياً، كما يمكن القول.

وهذا لا يعني أن هذا أمر جيد، أو أنه شيء يمكن القبول به ودعمه. قطعاً لا.

فالواقع أن تبني كرة القدم نهجاً رأسمالياً مفرطاً، وافتقارها التام تقريباً إلى تنظيمات مستندة إلى تفكير تقدمي، حددا الظروف التي جعلت مما يجري أمراً محتوماً. ووُضِعت الآليات لكي تتضخم مجموعة معينة من النوادي إلى حجم تجاري فتتجاوز حجم اللعبة. ولهذا السبب أصبحت الرياضة جذابة في نظر الدول وتمثل كل أشكال المصالح السياسية الراغبة في تبييض صفحتها بواسطة الرياضة، وذلك بسبب رأس المال. لقد أصبحت هذه الرياضة معطلة ومشوهة على نحو فادح. ففي فبراير (شباط) 2020 كتبت هذه الصحيفة أن كرة القدم "تعطلت بطريقة غير قابلة للإصلاح".

وكان لا بد من إصلاح مشكلات ضخمة. لكن هل يمكن لهذا "الحل"– المصطلح المستخدم بشكل ساخر – أن ينجح؟

لا تزال هناك تساؤلات ضخمة حول كيفية إدارة الحل، بل وحتى الشروع فيه.

سيقاتل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحادات المحلية بأشد السبل الممكنة، بعدما دانوا المشروع الجديد بأشد العبارات الممكنة. ومن الممكن إبعاد النوادي عن المنافسات القائمة، وهناك تهديد للاعبين بأن أي مشاركة قد تؤدي إلى حظرهم من البطولات الدولية. فكل الاحتمالات واردة، ومن المحتمل على الأقل أن تُستَثنى بعض النوادي هذا الأسبوع، أو حتى أن يُعلَّق الموسم. وقد يضطر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى تتويج أحد هذه النوادي الثلاثة كبطل أوروبا الشهر المقبل، وذلك في نكتة مرضية أخيرة محتملة.

وتعتقد بعض المصادر في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بأن الخطة ستفشل في مواجهة التحديات القانونية، وكانت بعض الشخصيات في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تلوح إلى فكرة استخدام الحكومة البريطانية الآليات القانونية القائمة لإحباط هذا المشروع لأنه يتعارض مع مصلحة الأعمال البريطانية.

وناهض ساسة أيضاً الخطة بعبارات قوية، وسيكون من الصعب إتمام أي صفقات بث للمباريات في أسواق متعددة من من دون موافقة الحكومات.

ويرى بعض المشاركين أن هذه الخطط لا تحتوي إلا على قدر ضئيل للغاية من الجوهر [فارغة إلى حد بعيد]، بل تشكل فقط "موقفاً تفاوضياً". وكان هناك شيء من الكوميديا السوداء في سقوط القناع أخيراً، لكن هذه النوادي ذاتها – والشخصيات مثل فلورنتينو بيريز – تتحدث عن الرغبة في "مساعدة كرة القدم على كل المستويات" وسط الجشع الأكثر وضوحاً في تاريخ اللعبة.

وأعرب البيان عن الرغبة في العمل "مع كل الأطراف المعنية، لا سيما المؤيدين، مع تطور خطط المنافسة"، لكن كثيرين لا يريدون أي علاقة لهم بهذه الخطط. فهم الآن يريدون بالأساس معاقبة الأطراف المتورطة في هذا المشروع.

ولا يزال الأمر في هذا المجال بحاجة إلى حل، لجهة تناسبه مع هرم اللاعبين، إلى نموذج البث؛ من أعلى إلى أسفل. وماذا عن المجهولات الأخرى الأبعد أجلاً؟ هل ستساند قواعد الدعم التقليدية ذلك؟ وهل يسمح هذا للنوادي بالتحول أخيراً إلى امتيازات (تجارية)، وترك مواقعها التاريخية؟ كل ذلك غير محسوم. والصدع كبير إلى هذا الحد.

بيد أن واحداً من أكثر التصريحات أهمية قد يكون في واقع الأمر واحداً من أضعفها. كان ذلك "الرفض" المعتدل للاتحاد الدولي لكرة القدم للخطط، في مثابة ابتعاد عن المعركة الحامية في كل مكان آخر. وطوال الأحد، زعمت العديد من الشخصيات بأنه من "الحماقة" أن يحدث ما يجري الآن من دون تأييد الهيئة المسؤولة عالمياً عن تنظيم اللعبة.

ويسود الشك. يعتقد البعض بأن من المناسب أن تكون خطط الاتحاد الدولي لكرة القدم مناسبة لإقامة دوري للنوادي منافس لدوري أبطال أوروبا، وأن يطالب ببعض الإيرادات الهائلة التي يولدها. لكن يبقى علينا أن نرى إن كان هذا سيحصل.

فمن الممكن إزالة العقبات من خلال القوة المحضة لحجم الشيء، وحجم الرسوم التي ينطوي عليها. والنوادي بهذا الحجم الكبير، والأموال التي تنطوي عليها هائلة. وكتوضيح لكيفية بدء الأمر، تعتقد شخصيات رئيسية بأن المعارضة الحكومية يمكن أن تتآكل من خلال الوعد بمدفوعات تضامن ضخمة لبقية المباريات، وفتح خمسة مراتب في قاع المنافسة ذاتها.

ويقال أيضاً إن النوادي ملتزمة بالمشروع بنسبة 100 في المئة. وفي إنجلترا، مثلاً، كان عدم الرضا عن اتجاه الدوري الإنجليزي عظيماً إلى هذا الحد. فـ"النوادي الستة الكبرى" لا تثق بتطوره، وتشعر بالإحباط إزاء قيادته منذ بداية أزمة "كوفيد". وبطبيعة الحال، يضيف سياق المأساة الواقعية والمشكلات في العالم الحقيقي طبقة أخرى من الشؤم بخصوص الوضع الحالي. وبطبيعة الحال، يشير البيان إلى ذلك.

وفي الوقت نفسه كانت النوادي الإسبانية الكبرى تخطط للأمر منذ فترة طويلة. ففي عام 2014، كان أحد المديرين في أحد فنادق لندن يخبر الناس علناً بأن "برشلونة وريال مدريد لا يهتمان باللعب ضد فرق في مستوى أوساسونا وأتلتيك بلباو".

وهناك نقطة أساسية في هذه الملاحظة، إذ إن ثمة ثقة في الجانب الآخر بأن العديد من الناس مهتمون بمتابعة النوادي البارزة. وهم على يقين بأن الجميع سينسجم مع الوضع الجديد في نهاية المطاف، وأن كل المعارضة ستتآكل؛ وهذا افتراض جذاب للغاية.

لكن هل هو محض خيال؟ هل هو خطوة بعيدة للغاية؟

من عجيب المفارقات أيضاً في هذا الموقف أن "الدوري الممتاز" أدى إلى التوحيد العاطفي لهذه اللعبة على نحو لم يسبق له مثيل.

فالحديث الآن يدور حول نقطة اللاعودة. وإذا كان الأمر كذلك، فالطريق لا تزال طويلة.

إن نهاية كرة القدم كما نعرفها ليست سوى في البداية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة