Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يدخل القصف الإسرائيلي لغزة في معادلة إجراء الانتخابات الفلسطينية؟

أتى التصعيد المحدود بعد أكثر من شهر من الهدوء وإثر زيارة الوفد الأمني المصري إلى القطاع

شنت إسرائيل غارات على غزة رداً على قذائف أُطلقت من القطاع (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

شنت الطائرات المقاتلة والعمودية الهجومية التابعة للجيش الإسرائيلي على مدار اليومين الماضيين، سلسلة غارات على أهداف متفرقة في غزة، وذلك رداً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين سقطتا في مدينة سديروت الواقعة شمال القطاع. ولم تعلن أي من الفصائل المسلحة في غزة عن مسؤوليتها في إطلاق القذائف الصاروخية صوب إسرائيل، التي على إثرها دوت صفارات الإنذار في مدن عدة محاذية للقطاع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي، إن "الهجمات على غزة استهدفت مصنعاً للأسلحة تابع لحركة حماس، ونفقاً لتهريب الأسلحة، وموقعاً ومرصداً عسكريين، وموقعاً لمضادات أرضية قيد التطوير"، لكن وسائل الإعلام الفلسطينية قالت، إن "الغارات كانت على مناطق زراعية وأراض فارغة ومواقع عسكرية خالية، وتركزت على المناطق الجنوبية من القطاع". في حين يُقدَّر إجمالي عدد الغارات الإسرائيلية على غزة بحوالى 15 غارة متفرقة.

محاولة لجذب الانتباه أو تأجيل الانتخابات

ويأتي هذا التصعيد المحدود، بعد أكثر من شهر من عدم تبادل إطلاق الصواريخ بين غزة وإسرائيل، وجاء بعد أيام من الزيارة السريعة للوفد الأمني المصري إلى القطاع، بعدما رعى في وقت سابق اتفاقية الهدوء بين "حماس" وتل أبيب. وقال الباحث السياسي حسن عصفور إن "ما يحدث هو محاولة من حركة حماس لجذب الانتباه إلى أن قطاع غزة هو مركز القرار الأمني وهو أصل المعادلة، ويُعد مناورة ليبقى اسم حماس في نشرات الأخبار يتردد بمظهر صدامي مع إسرائيل، ما يجلب للأخيرة تعاطفاً شعبياً خارجياً أكثر منه داخلياً".
وبحسب عصفور فإن "إطلاق القذائف يُعد بمثابة دعاية انتخابية مبكرة، ليمنح الفصائل المسلحة ميزة على جميع منافسيها بأنها حاضرة لأجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، ما يعزز أصواتها في عملية الاقتراع المقبلة".
وكذلك عبّر عصفور عن اعتقاده بأن "إطلاق الصواريخ والرد الإسرائيلي عليها، يمكن أن يكون ذريعة غير مباشرة لتأجيل الانتخابات، على الرغم من كل ما تقوله حماس بأنها رافضة لذلك، إلا أن فوائد التأجيل تفوق كثيراً فوائد إجرائها في وقتها المتفق عليه".
 


محاولة إسرائيلية

كذلك رأت الباحثة السياسية حكمت المصري أن "الهدف من تبادل إطلاق النار هو محاولة لإلغاء الانتخابات، خصوصاً في ظل اقتراب موعدها"، لكنها اعتبرت أنها "محاولة إسرائيلية، إذ تسعى إلى استفزاز الفصائل المسلحة من خلال شن سلسلة غارات على مواقعهم العسكرية وأماكن تدربيهم، للرد عليها بإطلاق قذائف، ثم الانجرار إلى عملية محدودة، ينجم عنها تأجيل الانتخابات".

لا تعليق

في المقابل، رفضت حركة "حماس" التعليق على الموضوع بحجة انشغالها في ملفات الانتخابات. وفي الواقع، يبدو الجو متوتراً بين "حماس" وإسرائيل، التي اعتقلت عدداً من مرشحي الحركة لانتخابات المجلس التشريعي. واستهدفت حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس عدداً من ناشطي حركة "حماس"، التي اعتبرت ذلك تدخلاً في الانتخابات الفلسطينية ومحاولة للتأثير عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تشكيل الحكومة الإسرائيلية

في السياق، استبعد الباحث السياسي مصطفى الصواف "ربط العدوان الإسرائيلي على غزة بمحاولة عرقلة الانتخابات"، معبراً عن اعتقاده أنها "محاولة من رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو لدفع كتل اليمين للتحالف معه، في حين أنه يعيش أزمة حقيقية ويرغب في إرسال رسالة إلى الأحزاب في إسرائيل بوجود خطر في غزة، لذلك عليهم إنهاء تشكيل الحكومة لمقارعة الخطر في القطاع". وأضاف الصواف أن "نتنياهو لا يجد أضعف من غزة مكاناً لإيصال رسالته، وهذا التصعيد والقصف لا يختلف عن غيره، فهو ينصب عادةً في أراض ومواقع تدريب الفصائل، ولا يتعدى كونه رسائل إسرائيلية، من دون أن يكون لها تأثير على الساحة الفلسطينية سواء في الانجرار إلى مواجهة عسكرية مفتوحة أو عرقلة ملف الانتخابات".

التفاهمات في مرحلة الموت السريري

كذلك ترى الباحثة السياسية حكمت المصري، أن "هناك سبباً دفع إلى إطلاق الصواريخ من غزة، ويتمثل في تنصل إسرائيل من تنفيذ التزاماتها بتفاهمات الهدوء، المتمثلة في تخفيف الحصار عن القطاع بتقديم تسهيلات على المعابر والحياة الاقتصادية والسماح بتنفيذ مشاريع دولية في غزة".
ولم تلتزم إسرائيل الوعود التي قدمتها لحركة "حماس" في التفاهمات السابقة التي جرت برعاية مصرية وأسفرت عن الهدوء عام 2019، الأمر الذي فاقم معاناة الغزيين، إذ ارتفعت مؤشرات الفقر إلى 37 في المئة والبطالة إلى 72 في المئة، ووصلت نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى 70 في المئة.
وأشارت المصري إلى أن "الالتزام بالهدوء من جانب غزة دخل في مرحلة سريرية، إذ وصلت الفصائل المسلحة إلى قناعة بأنه لا يأتي بنتائج، بخاصة في ظل عدم التزام إسرائيل تنفيذ التفاهمات، لكنها ترفض الانجرار إلى معركة مفتوحة مع إسرائيل في الوقت الذي يتحضر فيه الفلسطينيون للانتخابات".

المزيد من العالم العربي