Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جو بايدن... "الناعس المُحنَّك" يتحسس طريقه إلى البيت الأبيض

المرشح المحتمل يبدأ جولاته الميدانية من بنسلفانيا ويلتقي عمالا ونقابيين... وترمب يصفه بـ"محدود الذكاء"... والديمقراطيون يعتبرونه "الأجدر على المنافسة"

وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ"جو الناعس محدود الذكاء"، ساخراً من قدراته منافساً ديموقراطياً محتملاً له في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة 2020، فيما اعتبره مقربون، ومنهم النائب الديموقراطي سيدريك ريتشموند ممثل ولاية لويزيانا في "النواب الأميركي" بأنه "المرشح المحنك للحزب، والأجدر لمنافسة الرئيس الحالي وهزيمته"... إنه جو بايدن، نائب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، باراك أوباما، الذي بدأ عملياً يتحسس طريقه نحو البيت الأبيض، للمرة الثالثة في مسيرته السياسية الطويلة.

بايدن، المعروف بهدوئه ودبلوماسيته طوال فترة عمله، سواء لعقود داخل الكونغرس الأميركي أو حتى في البيت الأبيض عندما كان نائباً للرئيس، بدأ اليوم الإثنين، أول تحرّك ميداني له ضمن حملته للترشح عن الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، بلقاء عمّال ونقابيين، مفضلاً لهذا الحدث ولاية بنسلفانيا الواقعة شمال شرقي البلاد، حيث ولد قبل 76 عاماً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي إعلان ترشح بايدن ذي الشعبية والأصول المتواضعة، والمتباهي دوماً بالإبقاء على تواصله مع الطبقة العاملة في الحزب الديموقراطي، كتب جو على "تويتر"، "إن قيم هذه الأمة... ومركزنا في العالم... وديموقراطيتنا... وكل ما جعل من أميركا أميركا، معرض للخطر. ولهذا السبب فإنني أعلن اليوم ترشحي لمنصب رئيس الولايات المتحدة".

تمثل هذه الخطوة ما يعتقد على الأرجح أنها الفرصة الأخيرة للسياسي البالغ من العمر 76 عاماً للفوز بالمنصب، الذي يتطلع إليه منذ أكثر من 30 عاماً، وخاض من أجله حملتين سابقتين.

تاريخ طويل من العمل السياسي
يكتسب بايدن سمعته في الأوساط السياسية الأميركية، من مسيرة استمرت عقوداً في الكونغرس (نائب عن ولاية ديلاوير من عام 1973 إلى 2009)، تبعتها ثماني سنوات نائباً للرئيس السابق باراك أوباما (2009/ 2016)، بجانب عمله مؤلفاً ومتحدثاً عاماً.

ويرى "جو" أنّه بإمكانه تجسيد خط وسطي ومعتدل ضمن الحزب الديموقراطي، الذي يميل أكثر فأكثر إلى اليسار.

ومنذ اليوم الأول من التكهنات بشأن خوض بايدن غمار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة مرة ثالثة، واختار "جو" استراتيجية المواجهة مع الرئيس ترمب، الذي يتهمه بتشويه القيم الأميركية. ووفق مراقبون، سيعرف خلال أشهر ما إذا كانت هذه المقاربة ستجذب المقترعين أم أنهم يفضلون أن يركز على قضايا أخرى مثل الرعاية الصحية والبيئة والبنى التحتية، فضلاً عن قضايا الهجرة والأسلحة والضرائب.

ورغم أن المؤشرات الأولية لخطوة بايدن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية جاءت أغلبها إيجابية، إذ حصد مبلغ 6,3 مليون دولار هبات في الساعات الـ24 الأولى، التي تبعت إعلان ترشحه، وهو أعلى رقم مسجّل في الجانب الديموقراطي حتى الآن، فضلاً عن أنه حقق تقدماً واسعاً على أبرز منافسيه في الحزب الديموقراطي، بيرني ساندرز (77 عاماً) في استطلاعات الرأي الأخيرة، غير أنّ الانتقادات والتحفظات التي جعلته يتردد في الترشح لأسابيع طويلة لم تختفِ.

فأول هذه التحفظات، يتمثل في عمره والطاقة التي يجب أن تتوافر لديه لقيادة حملة انتخابية قد تمتد لـ18 شهراً. إذ يفترض أن يتم أول اقتراع في الانتخابات التمهيدية في فبراير (شباط) 2020.

ورغم أن ترمب (72 عاماً) سبعيني أيضاً، فإنه استثمر في هذه المسألة، وقال قبل يومين "أنا الأكثر شباباً. لا أزال شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط". وأضاف "عندما أنظر إلى جو (بايدن) لا أعرف ماذا جرى معه، لم أره يوماً بهذا الشكل"، ووصفه بعبارة قاسية هي "جو الناعس".

وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام لشبكة "سي بي إس": "هذه هي مشكلة جو: هل يلائم الحزب الديموقراطي في 2020؟ لا أعرف".

وبجانب ذلك، يواجه بايدن، أيضاً اتهامات قديمة بشأن تصرفات جرى انتقاده عليها تجاه نساء أو بشأن قرارات كان اتخذها خلال مسيرته سيناتوراً عن ديلاوير.

وانطلاقاً من هذه الجدل الدائر مبكراً في الولايات المتحدة بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، توقَّع جو أن تكون "انتخابات 2020، الأهم في القرن الحالي، وفق تعبيره، حيث يدخل إلى الآن، سباقاً مزدحماً بالمرشحين في الانتخابات التمهيدية لحزبه، بلغ نحو 20 مرشحاً، أبرزهم أعضاء الكونغرس إليزابث وارن، وكامالا هاريس، وبيرني ساندرز، فضلاً عن عضو الكونغرس السابق عن ولاية تكساس بيتو أورورك.

سياسته الخارجية
لم يختلف بايدن، في رؤيته السياسة الخارجية الأميركية كثيراً، عما ينتهجه الديموقراطيون بشكل عام، فهو، وخلال سنوات عمله نائباً لأوباما، كان مؤيداً بشدة للاتفاق النووي، الذي عقدته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران ودول 5+1، عام 2015، ورفض بايدن دعوة روسيا إلى مجموعة السبعة الكبار، في أعقاب تعليق عضويتها على خلفية أزمة شبه جزيرة القرم بينها والغرب، 2014، واصفاً الخطوة بأنها "لا معنى لها".

وبخصوص منطقة الشرق الأوسط، كان بايدن مؤيداً قوياً لبرامج الرئيس السابق باراك أوباما بخصوص ضربات الطائرات المسيرة في سوريا، إلا أنه عارض التدخل العسكري في ليبيا عام 2011، مبيناً أن ليبيا قد تصبح بيئة خصبة لنمو التطرف. وفي غزو العراق 2003، صوَّت لصالح إطلاق حرب العراق، لكنه سحب تأييده لاحقاً.

نهجه تجاه الداخل
وعلى مستوى الداخل الأميركي، إذ تتمحور القضايا الجوهرية والخلافية في المجتمع الأميركي، حول أمور بعينها، وعلى رأسها ملفات الهجرة، والرعاية الصحة، والتغير المناخي، والأسلحة والضرائب.

وعن ملف الهجرة، صوَّت بايدن لقانون السياج الآمن في 2006، الذي ينص على بناء جدران إضافية وحواجز على طول الحدود الأميركية المكسيكية، وفي يناير (كانون الثاني) 2019، قال بايدن "إننا نريد أمناً على الحدود، لكن هذا النوع من الأمان الحدودي ليس هو الذي نحتاج إليه"، في إشارة إلى الجدار، الذي يريد الرئيس  ترمب بناءه. كما رفض بايدن منح رخص قيادة للسائقين المهاجرين غير الموثقين في عام 2007.

وفي ملف الصحة، يؤيد بايدن وبقوة قانون الرعاية الصحية، أصدره الرئيس السابق أوباما، والمسمى بـ"أوباما كير"، الذي يقدم الرعاية الصحية مقابل تكاليف مادية معقولة، أمَّا التغير المناخي، فيؤيد بايدن اتفاقية باريس للمناخ، التي انسحب منها ترمب في عام 2017. وقد وصف بايدن الاتفاقية بأنها "أفضل طريقة لحماية أبنائنا والقيادة العالمية".

وبعكس كثير من المرشحين الديموقراطيين من أقصى اليسار، فإن بايدن لم يصادق على "الاتفاق الأخضر الجديد"، الذي من شأنه أن يُحدث تحولات جذرية في اقتصاد الولايات المتحدة للحد من تأثير الإنسان في تغير المناخ العالمي.

وحول ملف الضرائب، يريد بايدن فرض ضرائب أعلى على الأثرياء في الولايات المتحدة، جزءاً من سياسة "الدخل السلبي"، كما يطالب بزيادة الإعفاءات الضريبية على عائلات الطبقة الوسطى، بما في ذلك توسيعات في الائتمانات الضريبية للأطفال.

أمَّا فيما يتعلق بالأسلحة، فقد أعلن بايدن في العام 2017، أن بنادق مثل AR-15 (بنادق متعددة الاستخدام) يجب أن تسحب من الشوارع، لكنه لم يوضح آلية تحقيق ذلك. كما رغب في إجراء فحوص على خلفيات صفقات بيع الأسلحة، بما في ذلك عمليات البيع بين شخصين.

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة