Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناشطو المناخ يواصلون تحركاتهم على الرغم من الجائحة

تبدلت التكتيكات في ظل تفشي الوباء والمخاطر الصحية للحشد في الشوارع

ناشطون ضمن إطار حركة "فرايديز فور فيوتشر" في إسلام أباد في مارس 2021 (أ ف ب)

على الرغم من وباء فيروس كورونا وعمليات الإغلاق المفروضة في أنحاء العالم من أجل مكافحته، لم يتخل الناشطون المدافعون عن المناخ عن قضيتهم، ويعتزمون التعبير عن آرائهم في عديد من الاجتماعات الدولية الكبرى.

في عام 2019، نزل مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من الشباب، إلى الشوارع لمطالبة حكوماتهم بالتحرك من أجل مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، في حركة عالمية لم يسبق لها مثيل.

لكن انتشار فيروس كورونا والقيود التي فرضت لكبحه في عديد من البلدان أدت إلى توقف هذه الحركة، ما تسبب في إلغاء المسيرات المناخية المخطط لها في كل أنحاء العالم في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2020.

وقال نيكولاس هارينغر، من جمعية "350 أورغ"، "وصل الوباء في وقت كنا في ذروة التعبئة". وأضاف سيباستيان دويك، من منظمة "سييل" غير الحكومية، أنه مع الشباب "هناك حاجة إلى الالتقاء والتعبئة معاً في الشارع".

التحرك "افتراضياً"

نقل الشباب معركتهم المناخية إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم خسروا في هذه العملية فرصة التظاهر على الأرض وإبراز حجم مسيراتهم وأعدادهم. ومع ذلك، لم تكن هناك مضيعة للوقت، كما يعتقد هارينغر، الذي أوضح أن حركة "فرايديز فور فيوتشر" التي أطلقتها غريتا تونبرغ، الشابة الناشطة في مكافحة التغير المناخي، "مدت جذوراً عميقة لدى الشباب الأوروبي. واستُخدم الوباء لإعادة موازنة الأمور وبناء قيادة فعلية في بلدان الجنوب".

وأقرت كلير فاريل، المؤسسة المشاركة لحركة "إكستنكشن ريبيليين"، التي تدعو إلى التحرك في مواجهة الانقراض، "كان ذلك صعباً على حركات المجتمع المدني. نحن نتطلع إلى إعادة التواصل مع الناشطين في المساحات العامة، ومقابلة أشخاص جدد وبناء هذه الحركات مرة أخرى".

تكتيكات مختلفة

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الولايات المتحدة "الحركة لا تتوقف، لكن تكتيك الإضرابات من أجل المناخ ليس الشكل السائد للتحركات في الوقت الراهن وقد لا يعود"، كما قالت عالمة الاجتماع دانا فيشر، من جامعة ماريلاند في الولايات المتحدة.

انخرط الناشطون الشباب بطريقة مختلفة في محاربة العنصرية، أو خلال الحملات الانتخابية. وأضافت فيشر، "اليوم نرى أن صنرايز، وهي مجموعة الشباب الأكثر نشاطاً... تشارك في مساعدة أفراد الأقليات العرقية على أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا".

بالنسبة إلى بعض الشباب، ما زال الدافع هو نفسه. وقالت ميشيل فياريال، وهي طالبة قانون بوليفية تبلغ من العمر 18 سنة، "ما زلنا على تواصل، إنه أمر رائع وأعتقد ستكون هناك تعبئة للشباب" أياً كان شكل التحرك.

يوم عالمي للتحرك

قد تكون قمة المناخ الافتراضية، التي سينظمها الرئيس الأميركي جو بايدن في 22 و23 أبريل، علامة فارقة أولى قبل اجتماعات عدة تعد حاسمة بحلول نهاية العام، المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية في سبتمبر (أيلول)، والاجتماع الخامس عشر للأطراف المتعاقدة (كوب 15) حول التنوع البيولوجي في أكتوبر (تشرين الاول)، و"كوب 26" حول المناخ في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي ثلاثة أحداث كانت مقررة لعام 2020.

وتتحدث جمعيات عن "إعادة تنظيم يوم عالمي للتحرك قد يكون في بداية الخريف، لاستعادة المبادرة بشكل جماعي"، كما قال نيكولاس هارينغر.

هذه التعبئة ضرورية لإظهار "مدى أهمية دعم التحرك السريع" للقادة، وفق كلير فاريل، التي دعت أيضاً إلى تعلم الدروس من الوباء من حيث التفاوتات الاجتماعية وتدمير الطبيعة.

الشارع على الرغم من الوباء؟

وتبقى مسألة حضور المتظاهرين إشكالية، فيما يصعب التنبؤ بنهاية الأزمة الصحية، على الرغم من وصول اللقاحات.

وتساءلت إيمي دهان، مؤرخة العلوم المتخصصة في تغير المناخ في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، "هل ستنزل حركة الشباب إلى الشوارع وتعبر عن إرادتها لتغيير مسار الأمور، ولكي يكون هناك مزيد من الشجاعة السياسية لتنفيذ سياسات مناخية قوية؟ من الصعب معرفة ذلك".

وأشارت غريتا تونبرغ في وقت سابق إلى أنها لن تحضر "كوب 26" في غلاسكو "بسبب التوزيع غير العادل للقاحات... إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم"، ودعت الحكومة البريطانية إلى تأجيل الاجتماع مرة جديدة.

وختم سيباستيان دويك، "مهما قلنا عن مؤتمر الأطراف، فهذه لحظة مهمة بالنسبة إلى المجتمع المدني للتعبير عن نفسه".

المزيد من بيئة