Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

40 في المئة من طلاب بريطانيا فكروا في ترك جامعاتهم بسبب كورونا

حصري: هيلاري غايبي أبابيو من "الاتحاد الوطني للطلاب" في المملكة المتحدة تصف نتائج الاستطلاع بأنها مأساوية

الطلاب في بريطانيا عاشوا تجربة صعبة بسبب كورونا، حيث تحولت حصص تعليمية إلى منصة الإنترنت، وسط إجراءات التباعد (أ ف ب وغيتي)

تبين من خلال استطلاع جديد أجري في المملكة المتحدة، أن نحو 40 في المئة من الطلاب فكروا جدياً في ترك جامعاتهم خلال فترة تفشي وباء فيروس "كورونا".

واستناداً إلى نتائج البحث الذي أجرته خدمة دعم الطلاب "ستوديوسيتي" Studiosity، ووكالة الأبحاث "ريد بريك ريسيرش" Red Brick Research، والذي تمت مشاركته حصرياً مع صحيفة "اندبندنت"، اعتبر أكثر من 80 في المئة من الطلاب الذين شملهم الاستطلاع، أن الوباء قد أثر سلباً على تعليمهم، وعزا معظمهم السبب في ذلك إلى العجز عن الحضور بشكل كاف إلى الحرم الجامعي، وقلة التواصل وجهاً لوجه مع الأساتذة المحاضرين، وتزايد أوقات التعلم عبر الإنترنت.

الاستطلاع الجديد الذي شمل أكثر من ألفي طالب، خلص إلى أن 15 في المئة منهم، وافقوا "بشدة" على التصريح الذي يفيد بأنهم "فكروا جدياً" في ترك الجامعة خلال فترة جائحة فيروس "كورونا".

وفي منحى متصل، أكد نحو 25 في المئة أنهم "يميلون إلى الموافقة" على أن أفكاراً جدية ساورتهم في شأن الإقلاع عن الدراسة. وأفاد تقرير تناول نتائج البحث أن نسبة الـ40 في المئة للذين أجابوا على الأسئلة وقالوا إنهم فكروا في مغادرة جامعاتهم، هي "أعلى من المعدل" الذي يتوصل إليه عادة أفراد فريق العمل في وكالة "ريد بريك" للأبحاث ضمن إطار استطلاعاتهم. (وهي وكالة تابعة لمؤسسة "ريد بريك" التعليمية التي تضم عدداً من الجامعات تشتهر بتقديم مجموعة واسعة من برامج الشهادات الأكاديمية عالية الجودة. وأطلقت عليها هذه التسمية نظراً لتميز مباني الجامعات الأولى لهذه المؤسسة بهندستها المعمارية القائمة على الطراز القوطي المعروف بالطوب الأحمر).

هيلاري غايبي أبابيو نائبة رئيس "الاتحاد الوطني للطلاب" National Union of Students لشؤون التعليم العالي، قالت لصحيفة "اندبندنت" إنه "لمن المحزن أن نرى هذه النسبة المرتفعة من الطلاب الذين فكروا في مغادرة قاعات التعليم هذه السنة، غير أن هذه الخلاصة ليست للأسف بمفاجئة إذا ما نظرنا إلى حجم التحديات الهائلة التي تحتم عليهم مواجهتها".

وأضافت "يتعين على هذه الحكومة الإقرار بالتبعات التي فرضتها بعض الحواجز والإجراءات مثل التعلم من بعد، وتخاذل القطاع الرقمي، والتغير المستمر في التوجيهات الحكومية، إضافة إلى الضغوط المالية الشديدة التي أجبر الطلاب على تحمل وزر أعبائها. وبالتالي، يتوجب عليها تقديم الدعم اللازم للطلاب لتشجيعهم على مواصلة مسيرتهم التعليمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجدر الإشارة إلى أن الطلاب اختبروا تجربة جامعية مختلفة خلال فترة تفشي الوباء، بحيث تم تحويل عدد من الحصص التعليمية إلى منصة الإنترنت، فيما فرضت قيود مختلفة على الاختلاط الاجتماعي بينهم، وعلى ممارستهم الرياضة وحضور الفعاليات المجتمعية.

وما زال البعض ينتظر الضوء الأخضر للعودة إلى الحرم الجامعي والحضور الشخصي للحصص الدراسية والمحاضرات، بعد ما كان التدريس وجهاً لوجه مقتصراً على حصص دراسية محددة خلال فصل الربيع.

ولاحظ الاستطلاع الذي أجري بعد فترة قصيرة من الشروع في إعطاء معظم حصص التدريس عبر الإنترنت نتيجة الإغلاق في إنجلترا، أن ثلثي عدد الذين استطلعت آراؤهم والذين قالوا إنهم يفكرون في التوقف عن الدراسة، قد عبروا عن رغبتهم بذلك أمام أصدقائهم وأفراد عائلتهم.

وبحسب البحث نفسه - الذي أجري في الفترة الممتدة ما بين الخامس والثاني والعشرين من يناير (كانون الثاني) هذه السنة - تبين أن نحو 15 في المئة قد لجأوا إلى خدمات الدعم الجامعي طلباً للمساعدة، في حين أن 13 في المئة تواصلوا مع محاضر أو مدرس طلباً للنصح.

وكانت المسؤولة الطالبية غايبي أبايبو قد دعت الحكومة، الإثنين، بعد ما خُففت إجراءات الإغلاق في إنجلترا على نحو كبير، إلى اعتماد "الوضوح" في شأن خططها لفصل الصيف، لأن الطلاب "يستحقون ما هو أفضل" وسط حال عدم اليقين المستمرة.

ولم تعلن الحكومة البريطانية بعد عن موعد السماح لجميع الطلاب بالعودة إلى الحرم الجامعي، بعد ما كان قد طلب من معظم الطلاب التزام الحجر أثناء فترة تحويل تعليمهم الدراسي إلى المنصة الإلكترونية، في حين كان عدد منهم ما زالوا في المنزل لقضاء عطلة عيد الميلاد.

وكان قد سمح منذ الثامن من مارس (آذار) لجميع الطلاب في الحصص العملية بالانضمام شخصياً إلى آخرين في الحرم الجامعي لحضور الصفوف، كطلاب الطب وطب الأسنان، بينما ظل ممنوعاً على الطلاب الآخرين العودة إلى جامعاتهم.

وأوضحت الحكومة البريطانية في توجيهاتها المتعلقة بالتعليم العالي في فصل الربيع، أنها ستجري مراجعة لخيارات توقيت عودة الطلاب الباقين بحلول نهاية عطلة عيد الفصح.

وكانت منظمة "جامعات المملكة المتحدة" Universities UK التي تمثل 140 مؤسسة، قد حذرت الحكومة هي الأخرى الشهر الماضي، من اعتبار "مرونة" الطلاب شأناً مسلماً به والاستهانة بها. ودعت إلى عودة كاملة لجميع الطلاب إلى الجامعات، اعتباراً من اليوم الذي بدأ فيه تطبيق تخفيف قيود الإغلاق في الثاني عشر من أبريل (نيسان) الحالي.

إلا أن "اتحاد الجامعات والكليات" University and College Union، رأى، الإثنين الفائت، أن قرار عدم رفع القيود المفروضة على التدريس وجهاً لوجه هو خطوة صحيحة، وكرر أمينه العام جو غرايدي دعوة جامعات إنجلترا إلى مواصلة التعليم عبر الإنترنت حتى حلول السنة الدراسية الجديد.

وقالت منظمة "جامعات المملكة المتحدة" UUK إن المؤسسات الأكاديمية تدرك أن "وباء فيروس كورونا شكل ضغطاً هائلاً على الطلاب، لا سيما منهم أولئك الذين اضطروا إلى الدراسة عن بعد عبر الإنترنت منذ شهر ديسمبر (كانون الأول)، ولم يتمكنوا بعد من العودة إلى قاعات التدريس".

وأوضحت الهيئة أن الجامعات "استثمرت بشكل كبير" في الصندوق التمويلي الخاص بالأفراد الذين يواجهون ظروفاً صعبة، وعملت على تأمين منصات التعلم الرقمية و"تعزيز راحة طلابها ودعم سلامتهم الذهنية".

وقالت منظمة "جامعات المملكة المتحدة" في بيان لها إن "هذه الجهود ستتواصل مع استمرار القيود، ونأمل أن نتمكن في أقرب وقت ممكن من الترحيب بالطلاب مرة أخرى، ضمن بيئة تعليمية آمنة من كوفيد".

وزارة التعليم البريطانية أوضحت من جانبها، أن الحكومة ملتزمة بإعادة جميع طلاب الجامعات إلى الحرم الجامعي بمجرد أن تسمح بذلك ظروف الصحة العامة في البلاد.

إشارة، أخيراً، إلى أنه تم الاتصال بوزارة التعليم للتعليق على نتائج الاستطلاع.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة