Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بيركلي الأميركية... روبوتات في مهمة خاصة لتوصيل الأطعمة

الإنسان الآلي يقدم الخدمة. ويخفض التكلفة إلى الثلث... ويعمل بالشوارع منذ 2017 لمدة 6 ساعات متواصلة

إذا كنت تسير في شوارع منطقة بيركلي الأميركية، فلا بد أنك صادفت روبوتات تمشي أمامك، وتقف جنبك في إشارة المرور، ثم تسير عندما تضيء الإشارة باللون الأخضر. تتحرك كالإنسان، تقف عندما تعترض طريقها، ثم تكمل سيرها عندما تفتح لها المجال. حركتها الذكية تشعرك أنك في فيلم I,Robot الشهير للمثل الأميركي ويل سميث. ولا عجب أن ترى الناس تسحب موبايلاتها وتلتقط صورا مع الروبوت، علما بأن ذلك يعطل عملها، فهي في مهمة خاصة.

إذ تعمل هذه الروبوتات على توصيل الطعام عبر تطبيق خاص يتبع شركة kiwibot.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مبتكر الفكرة

ابتكر فكرة هذه الروبوتات شاب كولومبي يدعى فيليب شافيز، الذي أسس مشروعا مشابها في كولومبيا، ثم انتقل إلى أميركا، وتحديدا إلى جامعة بيركلي الشهيرة في ولاية كاليفورنيا، حيث التحق ببرنامج "Skydeck" الذي موّل المشروع وسهل عملية التأسيس والرخص المطلوبة لتنفيذ المشروع. وقد خدم المشروع بداية طلاب الجامعة، ويقول شافيز في إحدى مقابلاته أنه "إذا أرادت أن تؤسس مشروعا يعتمد على الروبوت فعليك الذهاب إلى حرم الجامعة، وإذا أرادت له النجاح فنفذه في جامعة بيركلي".

تطبيق لطلب الطعام

ويقصد شافيز جامعة بيركلي لأن وجوده في هذه الجامعة العريقة، ربما سهل أمورا كثيرة. فالجامعة تقع بالقرب من منطقة السيلكيون فالي، التي تجتمع فيها كبرى شركات التكنولوجيا العالمية. و"بيركلي" هي إحدى الجامعات التي خرّجت آلاف الطلبة الذين تركوا بصمة في عالم التكنولوجيا. وللجامعة قصة خاصة فقد تأسست في عام 1868 ومنها انطلقت حركة حرية التعبير المناهضة للحرب الفيتنامية، وفيها واحدة من أهم المراكز البحثية في الجامعات الأميركية التي تستقطب أكثر الطلاب موهبة وتموّل مشروعاتهم.

وربما كانت المساحة الضخمة للجامعة، وإعداد الطلبة فيها، عاملين آخرين ساعدا على إنجاح فكرة الروبوتات، إذ تقع الجامعة على مساحة توازي 27 كيلومترا مربعا، وتعتبر مدينة كاملة تجمع نحو 40 ألف طالب من جميع الجنسيات. أضف إلى ذلك أن وجود المراكز البحثية في الجامعة سهل تنفيذ الفكرة وتمويل المشروع، إضافة إلى وجود طلاب موهوبين ساهموا في إنجاح الفكرة وإيجاد المهندسين الشباب.

وفي ظل وجود عدد كبير في الجامعة الذين يتميزون بأنهم من أبناء الطبقات الغنية، وأكثر من ثلثهم هم أبناء الأثرياء الجدد في الصين، وحاجتهم إلى وسيلة لتوصيل الأكل لهم، بدلا من قطع مسافة طويلة مشيا إلى المطاعم، ساعد على ارتفاع الطلب على الروبوت.

ومحيط الجامعة مناسب جدا لانطلاق هذا النوع من الروبوتات، حيث البنية التحتية لمنطقة بيركلي جاهزة من كل النواحي، فهناك الطرق المعبدة جيداً للمشاة والسيارات، والشوارع المنظمة من حيث الإشارات واللافتات والمواقع. كما أن محيط الجامعة يتميز بوجود كل أنواع المطاعم التي تعكس تنوع الطلاب وثقافاتهم في الجامعة. أضف إلى هذا أن ساكني المنطقة هم من الطبقة الثرية والمثقفة التي تدعم المشروعات الطلابية منذ تأسيس الجامعة.

توفير الوقت والمال

وفرت هذه الروبوتات الوقت والجهد والمال على الطلاب المستخدمين لتطبيق kiwibot، حيث يقوم الطالب في الجامعة بطلب الطعام عبر التطبيق المتصل مع المطاعم في بيركلي، ويتحرك الروبوت بعجلاته مباشرة نحو المطعم حيث ينقل الطعام عبر صندوق خاص على ظهره، ثم يتجه نحو مكان وجود الطالب في حرم الجامعة.

والأهم من كل ذلك أن التطبيق وفر على الطلاب التكلفة، حيث إن تكلفة نقل الطعام أقل من ثلثي تكلفة خدمة توصيل المطاعم العادية. ويطمح فريق العمل إلى تخفيض تكلفة توصيل الطعام أو البضائع الى الصفر، أي أن تصبح مجانية مع الوقت.

التصميم صيني

وتم تصنيع الروبوتات في الصين بينما تم تصميمها في بيركلي، وتنفذ بعض عمليات التشغيل في كولومبيا، حيث يعمل فريق هناك على مراقبة سير الروبوت على الطريق، أي أن الإنسان مازال متحكما في خط سير الروبوت عبر كاميرات موضوعة في الروبوت.

وتخطط الشركة لتوسيع أعمالها لتشمل جامعات عدة وقطاعات عدة مثل توصيل البضائع من السوبر ماركت إلى المنازل أو الشركات. ومنذ عام 2017 نفذت الشركة 30 ألف طلب توصيل، ولديها أسطول من 150 روبوتا. ويعمل الروبوت لمدة 6 ساعات متواصلة.

ويمكن أن يكون الروبوت فرصة استثمارية للمهتمين من الشركات في تطوير طرق توصيل الطعام في الشرق الأوسط.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد