Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الأطلسي" وبايدن يعلنان الانسحاب من أفغانستان

ابتداء من مايو حتى الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر

بعد ما اتفقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، الأربعاء، على سحب القوات الأجنبية التي يقودها الحلف من أفغانستان بالتنسيق مع انسحاب القوات الأميركية من هناك بحلول 11 سبتمبر (أيلول)، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن سحب قوات بلاده بحلول الذكرى العشرين للهجمات على برجي التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع.

وقال بايدن في خطاب رسمي في البيت الأبيض "حان الوقت لوضع حد لهذه الحرب التي لا تنتهي".

وشدد على أنه "الرئيس الأميركي الرابع الذي يدير الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان"، واعداً بألا "ينقل هذه المسؤولية إلى رئيس خامس". واعتبر أنه لا جدوى من انتظار "توافر الظروف المثالية للانسحاب".

وأضاف "ستبدأ الولايات المتحدة انسحابها النهائي في الأول من مايو (مايو)" لكنها "لن تغادر بشكل متسرع".

عقب ذلك، أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني أنه "يحترم" هذا القرار بعد ما تشاور في شأنه هاتفياً مع نظيره الأميركي. وأكد عبر "تويتر" أن قوات الأمن الأفغانية "قادرة تماماً على الدفاع عن شعبها وبلادها".

وحددت دول حلف شمال الأطلسي، في بيان نشره التحالف، الأول من مايو للمباشرة في سحب قواتها العاملة في إطار مهمة التحالف في أفغانستان، على أن تنجز ذلك "في غضون بضعة أشهر".

وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي وهو واقف بجوار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، إن القرار صعب.

وأضاف ستولتنبرج "هذا القرار لم يكن سهلاً وينطوي على مخاطر... نواجه معضلة مثلما قلت منذ أشهر. لأن بديل الانسحاب هو أن نكون مستعدين لالتزام عسكري طويل الأمد ولأجل غير مسمى مع احتمال وجود مزيد من قوات الحلف".

والتقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن مسؤولين في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، الأربعاء، وقال إن القوات الأجنبية الموجودة تحت قيادة الحلف في أفغانستان ستغادر البلاد بالتنسيق مع الانسحاب الأميركي، بعد أن قالت ألمانيا إنها ستنفذ الخطط الأميركية ذاتها.

وتحدث بلينكن عبر الهاتف مع قائد الجيش الباكستاني، الأربعاء، وناقشا عملية السلام، وفقاً لما نشره بيان صادر عن المركز الإعلامي للجيش الباكستاني.

من جانبها، أبدت روسيا خشيتها من "تصعيد محتمل قد يقوض جهود" السلام.

تحذير

وحذر بايدن "طالبان" من أي هجوم عند سحب القوات الأميركية.

وقال في خطابه "سنواصل دعم الحكومة الأفغانية، لكننا لن نبقي التزامنا العسكري في أفغانستان"، داعياً الأطراف الإقليمية الأخرى خصوصاً باكستان إلى "بذل مزيد" من الجهود لدعم جارتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، كرر المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، الأربعاء، على "تويتر" التهديدات، فكتب أنه "في حال انتهك الاتفاق ولم تغادر القوات الأجنبية بلدنا في الموعد المقرر" في الأول من مايو "ستكون هناك بالتأكيد مشاكل، ومن لا يحترم الاتفاق سيتحمل المسؤولية".

ويأتي القرار "الأطلسي" الأميركي، فيما تتزايد المخاوف من توسع نفوذ "طالبان" وعودة النظام المتطرف الذي فرضته بين عامي 1996 و2001 في كابول.

لكن تأجيل استحقاق الأول من مايو أكثر من أربعة أشهر أثار غضب حركة "طالبان".

وعلى الرغم من الاتفاق بين واشنطن وحركة "طالبان" عام 2020، تستمر أعمال العنف بشكل كبير على الأرض بين المتمردين والقوات الأفغانية. واعتبرت الاستخبارات الأميركية في تقرير نشر، الثلاثاء، أن الحكومة الأفغانية "ستواجه صعوبات" في حال خروج قوات التحالف الدولي.

وأعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن نحو 1800 من المدنيين الأفغان سقطوا بين قتيل وجريح في الشهور الثلاثة الأولى من 2021 خلال القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي "طالبان".

تحقيق الهدف

وذكر بايدن أن الجيش الأميركي تدخل قبل 20 عاماً "لضمان ألا تستخدم أفغانستان قاعدة لمهاجمة" الولايات المتحدة مجدداً، معتبراً أنها "حققت الهدف". وأكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) وليام بيرنز، الأربعاء، أنه "بعد أعوام من الضغوط المعززة لمكافحة الإرهاب"، لم تعد المجموعات المتمركزة في أفغانستان تشكل الخطر الرئيس على الولايات المتحدة.

وتدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع. وسرعان ما أطاحت بنظام "طالبان" الذي اتهم بإيواء تنظيم "القاعدة" وزعيمه أسامة بن لادن.

وفي أوج انخراط الولايات المتحدة في الحرب خلال عامي 2010- 2011، كان هناك نحو مئة ألف جندي أميركي في أفغانستان. وخفض الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عديده إلى 8400 عنصر عند نهاية ولايته الثانية، ثم واصل خلفه دونالد ترمب الخفض ليصل العدد إلى 2500 عنصر.

في الإجمال، تضم مهمة حلف شمال الأطلسي "الدعم الحاسم" 9600 عسكري من 36 بلداً.

لطي صفحة النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من ألفي جندي أميركي، وقعت واشنطن إبان ولاية ترمب اتفاقاً تاريخياً مع طالبان في فبراير (شباط) 2020 في الدوحة.

وينص الاتفاق على سحب كل القوات الأميركية والأجنبية قبل الأول من مايو بشرط أن يتصدى المتمردون لنشاط أي تنظيم إرهابي في المناطق التي يسيطرون عليها.

ووفق الاتفاق باشرت "طالبان" مفاوضات سلام مباشرة مع حكومة كابول. لكن هذه المفاوضات تراوح مكانها منذ بدأت في سبتمبر.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار