Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 قتلى في تفجير سيارة في بغداد بعد هجوم أربيل الليلي

الكاظمي: "نرفض محاولات زعزعة الأمن وسنواجهها بقوة القانون"

عقب استهداف مطار أربيل بمتفجرات ألقيت قرب قوات أميركية متمركزة فيه بشمال العراق، في وقت متأخر الأربعاء، شهدت مدينة الصدر في العاصمة بغداد، الخميس 15 أبريل (نيسان)، هجوماً بسيارة ملغومة أسفر عن سقوط أربعة قتلى و17 جريحاً، وفق ما قالت الشرطة العراقية ومصادر طبية لوكالة "رويترز".

وذكرت الشرطة أن السيارة كانت متوقفةً في سوق مزدحمة للأجهزة المستعملة في حي مدينة الصدر.

وقال بيان للجيش العراقي إن انفجاراً في سوق بشرق بغداد أسفر عن مقتل مدني وإصابة 12 آخرين واشتعال النار في سيارات عدة. وجاء في بيان ثان للجيش أن شخصاً واحد فقط توفي، هو السائق، لكن مسعفين في مدينة الصدر ذكروا أن أربعة توفوا.

وفي وقت لاحق، أعلنت خلية الإعلام الأمني، أن الانفجار حصل "داخل عجلة من نوع ’نيسان ساني‘ كانت تحمل مواد شديدة الانفجار أثناء حركتها في منطقة الحبيبية قرب أحد الأسواق الشعبية". وأضافت أن "الانفجار أدى إلى احتراق العجلة بالكامل ومقتل سائقها وإصابة عدد من المواطنين، فضلاً عن احتراق عدد من العجلات القريبة" منها، موضحةً أن الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاتها بالحادث.

وقال شهود من "رويترز" إن الدخان الأسود كان يتصاعد فوق السوق، فيما هرعت سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى، وطوقت الشرطة موقع الانفجار.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وهو ثاني تفجير كبير في بغداد هذا العام، بعد تفجير يناير (كانون الثاني) الانتحاري الذي أسفر عن 32 قتيلاً على الأقل، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه.

وجاء هجوم الخميس بعد أقل من 24 ساعة على استهداف طائرة مسيرة ملغومة قوات أميركية متمركزة في مطار أربيل بشمال العراق، فيما أسفر هجوم صاروخي منفصل عن مقتل جندي تركي في قاعدة عسكرية قريبة، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع التركية. 

 

 

استهداف مطار أربيل 

وقال مسؤولو أمن أكراد في بيان إن طائرة مسيرة ألقت متفجرات قرب قوات أميركية متمركزة في مطار أربيل في شمال العراق، في وقت متأخر الأربعاء.

وقال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي "نرفض محاولات زعزعة الأمن وسنواجهها بقوة القانون".

واعتبر الرئيس العراقي برهم صالح، عبر حسابه في "تويتر"، أن "تكرار استهداف منشآت مدينة أربيل وقبلها بغداد ومناطق أخرى جرائم إرهابية مدانة تستهدف أمن المواطن وتعيق المساعي الوطنية لحماية البلد واستقراره وسيادته".

وهذا الهجوم الأول الذي تنفذه طائرة مسيرة على القوات الأميركية في أربيل، في ظل الهجمات الصاروخية على القواعد التي تستضيف القوات الأميركية والسفارة في بغداد، والتي تلقي واشنطن باللوم فيها على الفصائل المدعومة من إيران.

وأعلنت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان ومقرها أربيل، في بيان، أن الطائرة المسيرة كانت تحمل مادة "تي أن تي" التي استخدمتها لاستهداف القوات الأميركية. وأضافت أن الهجوم لم يسفر عن وقوع مصابين.

ولم تتبن أي جهة بعد هجوم أربيل الذي سمع دوي انفجاره في كل أرجاء المدينة، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، لكنه يأتي بعد حوالى شهرين من هجوم صاروخي استهدف مجمعاً عسكرياً في المطار، تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة تنظيم "داعش"، وسقط فيه قتيلان أحدهما متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف.

وتبنت حينها مجموعة غامضة تعرف بـ"أولياء الدم" الهجوم. ورحبت المجموعة نفسها، التي تعدّ واجهة لفصائل موالية لإيران في العراق باتت منضوية في أجهزة الدولة الرسمية، بشكل غير مباشر بهجوم الأربعاء، عبر قنوات على تطبيق "تليغرام".

وفي أعقاب الهجوم، أغلقت القوات الأمنية مداخل مطار أربيل، على ما أفاد شهود في المكان، لكن المحافظ أكد استمرار الرحلات الجوية.

وأكدت وزارة داخلية إقليم كردستان ليل الأربعاء أنه "تبين أن الهجوم نفذته طائرة مسيرة مفخخة بـ"تي إن تي" ووجهت إلى قاعدة قوات التحالف داخل المطار". وأضافت "لحسن الحظ لم تقع إصابات، ولم تلحق سوى أضرار مادية بأحد الأبنية".

وتحدث وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري في تغريدة له، عن أن هجومين صاروخيين متزامنين استهدفا ليل الأربعاء، القاعدة العسكرية التركية في بعشيقة شمال الموصل، ومطار أربيل "بهدف خلق غموض حول هوية الجناة وإلقاء اللوم في مكان آخر. إنه تصعيد إقليمي كبير".
 

 

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أحرق مئات من مؤيدي الحشد الشعبي مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد، بعد انتقادات وجهها زيباري العضو في الحزب.

وندد زيباري بالهجوم واعتبر أنه "يهدف إلى تقويض أمن كردستان العراق". وأضاف أن الجهة التي تقف خلفه هي نفسها التي نفذت هجوم 15 فبراير (شباط) الصاروخي على المطار.

وكتب "يبدو أن الميليشيات نفسها التي استهدفت المطار قبل شهرين تعاود الكرّة. هذا تصعيد ملموس وخطير"، ذلك فيما تضاعف الفصائل الموالية لإيران من تصريحاتها المنددة بالأميركيين، متوعدة بمزيد من الهجمات لطرد "الاحتلال"، تطبيقاً لقرار برلماني قبل أكثر من عام ينص على انسحاب كافة القوات الأجنبية من العراق.

مقتل عسكري تركي

ومساء الأربعاء، تحدّث الناطق باسم "النجباء" وهو فصيل موالٍ لإيران، عن أن "تحديد الخطر على العراق وكيفية التعامل معه هي وظيفة أبناء العراق الذين خرجوا بالملايين مطالبين برحيل احتلالكم البغيض وإنهاء تدخل مركزكم التجسسي في بغداد المسمى (تجاوزاً) السفارة"، في إشارة إلى الأميركيين.

في الأثناء، أكد مصدر أمني عراقي لوكالة الصحافة االفرنسية أن صواريخ سقطت في أكثر من مكان، أحدها طال قوات تركية منتشرة منذ 25 عاماً في عشرات القواعد في شمال العراق لقتال حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً ضد الدولة التركية منذ عقود وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه تنظيم إرهابي.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن عسكرياً تركياً قتل في الهجوم ضد قاعدة بعشيقة التركية في محافظة الموصل، مشيرةً إلى أن ثلاثة صواريخ استهدفتها إلا أن واحداً منها فقط أصاب الهدف، فيما أصيب طفل عراقي في قرية مجاورة جراء سقوط أحد الصواريخ فيها.

وفي حين لا يوجد رابط واضح بين الهجومين، إلا أن رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني أعلن في تغريدة أنه تحدث هاتفياً مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، ودان "الهجوم الإرهابي الذي وقع الليلة على مطار أربيل الدولي والمعسكر التركي في بعشيقة".

ودان بارزاني "الجماعة الإرهابية التي تقف وراءه"، من دون أن يحدد هويتها، مؤكداً أنه يجب "محاسبة هذه الجماعات الخارجة القانون".

وفي وقت سابق الأربعاء، انفجرت قنبلتان عند مرور موكبين لوجستيين عراقيين يقلان معدات عسكرية للتحالف الدولي في محافظتي ذي قار والديوانية في جنوب العراق، بحسب مصادر أمنية.

 

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واشنطن وطهران

وبالمجمل، استهدف عشرون هجوماً، بصواريخ أو قنابل، قواعد تضمّ عسكريين أميركيين، أو مقرات دبلوماسية أميركية، منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض أواخر يناير (كانون الثاني)، فيما وقع العشرات غيرها قبل ذلك على مدى أكثر من عام ونصف العام.

وقبل أسبوع، استأنفت الإدارة الأميركية "الحوار الاستراتيجي" افتراضياً مع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يتعرض لتهديدات من الفصائل الموالية لإيران.

وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضوراً عسكرياً في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم "داعش" منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد.

من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية.

ومع كل هجوم مماثل، تهدّد واشنطن بالرد متوعدة إيران بجعلها تدفع الثمن.

وفي 26 فبراير، استهدف قصف أميركي كتائب "حزب الله"، وهو فصيل عراقي موال لإيران عند الحدود السورية العراقية، رداً على استهداف أهداف أميركية في العراق. وقال الرئيس الأميركي بايدن حينها إن الضربات الجوية الأميركية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي أقرّ بأن ذلك الرد الأميركي لم يكن له الأثر الرادع الذي كان متوقعاً، لكن شدّد على أن "أحداً لا يرغب في حصول تصعيد".

ووصل التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران ذروته في يناير 2020، حينما استهدفت مسيّرة أميركية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد، ما أدى إلى مقتله. الأمر الذي أثار المخاوف من حصول مواجهة مباشرة بين الطرفين.

المزيد من العالم العربي