Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحزن بعد موت الأمير فيليب مناسبة للم شمل العرش والشعب

بعد مرور 12 شهراً من فقدان العديد من العائلات ذويها بسبب كورونا، يمكن أن يكون لوفاة أكبر أفراد العائلة المالكة تأثير إيجابي

الأمير هاري سيشارك في جنازة جده الأمير فيليب (غيتي) 

إن أي شخص سبق له أن حضر مناسبة ملكية قد يكون أعجِب بأمرين: التنظيم المتواضع الذي يقلل من مخاطر الوقوع في الأخطاء، وقبل كل شيء، الإلتزام الدقيق بالمواعيد. تنبع خبرتي في هذا الصدد من زيارة قامت بها الملكة لحفل تنصيب في أكسفورد عندما كنت طالب دراسات عليا وكنت وقتها أغطي عدة زيارات رسمية من قبل قادة أجانب.

سيأسّف كثيرون على كون الأمير فيليب لم يُكتب له الاحتفال بعيد ميلاده الـ 100، ومن منظور إنساني بحت، على الأسى الذي تعيشه الملكة، والذي بالكاد يمكن تصوره، بعد 73 عاماً من الزواج. ومن جميع النواحي الأخرى، لم يكن الإعلان الذي توقّعته الأسرة والبلد لفترة من الوقت بالتأكيد ليأتي في وقت أفضل.

ساد هناك تخوف في أوساط كثيرة من أن المرض قد يكون سبب وفاة زوج الملكة في الأيام التي أعقبت نقله إلى المستشفى. ولقد تزامن مرضه مع المقابلة التي أجراها دوق ودوقة ساسيكس (الأمير هاري وميغان) مع الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري. كان توقيت بث المقابلة - على الأقل على الجانب الأميركي من المحيط الأطلسي- خارج سيطرة القصر. ومع ذلك تم تجنب مزيد من الأحقاد الشخصية التي كانت ستتولد لو تزامنت وفاة الأمير فيليب مع بث المقابلة وما أعقبها من ضجة في المملكة المتحدة.

وفيما تأكد حضور الأمير هاري الجنازة، وهو بالتأكيد سيرغب في ذلك، من المحتمل أن تُنصح ميغان بعدم الحضور بداعي الحمل، مع أنه لم يتم الكشف عن موعد ولادتها، ولكن يبدو أنه على الأرجح في أواخر مايو أو في يونيو، مما سيوفر على العائلة المالكة والبلد ككل عناء تكرار دراما هاري وميغان.

من المؤكد أن ترتيبات الجنازة قد تم التخطيط لها ومراجعتها منذ فترة طويلة، ربما مرات عدة في ضوء إجراءات الجائحة في إنكلترا. لكن مرة أخرى، كان من الممكن أن يكون التوقيت أسوأ بكثير. وعلى الرغم من أن تدابير مكافحة الوباء ستظل سارية لبعض الوقت، إلا أنّ القيود الأكثر قسوة على وشك أن تُرفع، الأمر الذي سيجعل ترتيبات الجنازة ربما أبسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقال إن الأمير، من جانبه، كان قد طلب جنازة عادية بدلاً من جنازة دولة رسمية، ما من شأنه أن يحد من حجم المراسم. كما أنّ وفاته في قلعة وندسور ودفنه المتوقع هناك يعني غياب حاجة لتنظيم مراسم كبيرة في لندن، مع كل ما قد يتطلب ذلك من إجراءات أمنية وضبط الحشود.

ربما كان التوقيت سيكون أسوأ بكثير أيضاً بالنسبة للبلد ككل. كان تأثير الوفاة على الروح المعنوية الوطنية سيكون مدمراً، لو توفي الأمير في أي من ذروات الوباء، في مثل هذا الوقت من العام الماضي أو في وقت قريب من فترة عيد الميلاد. لقد كان المزاج كئيباً بما فيه الكفاية. لكن الآن هناك شعور ملموس بالأمل، وهناك إيجابيات في مقابل السلبيات.

من ناحية أخرى، يمكن لتزامن وفاته مع التراجع المأمول للجائحة أن يولد واحدة من تلك الأوقات التي يحدث فيها تقارب بين العرش والشعب. وربما كانت آخر لحظة من هذا التقارب إشارة الملكة إلى فيرا لين (مغنية بريطانية اشتُهرت خلال الحرب العالمية الثانية) وأغنيتها "سنلتقي مجدداً"، في أول خطاب لها حول الجائحة.

وبحدوثها في نهاية فترة من 12 شهراً، والتي فقدت فيها العديد من العائلات ذويها، يُحتمل أن يكون لوفاة أكبر أفراد العائلة المالكة، ومن بعض النواحي، أكثرهم تواضعاً وأقلهم إثارة للانقسام (باستثناء الملكة)، تأثير إيجابي، مما يمكن اعتباره، بخاصة من قبل القصر، ضرورياً في الوقت الراهن بصورة خاصة. لذا فإن هناك شعوراً بأن رحيله، برغم كونه حزيناً، جاء في وقت ملائم إلى حد ما لتعافي البلاد عموماً.

من المنظور الضيق، هناك من يرى بحنق بأن الوفاة جاءت في توقيت مفيد أيضاً لرئيس الوزراء، الذي على الرغم من ارتفاع شعبيته وحظوظه بفضل نجاح حملة التطعيم، لا يزال مهدداً بعدد كبير من المخاطر، من بينها نفحة فساد في مشروع لترميم مقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت، والأثر العكسي للضغط الذي مارسه رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون على وزير الخزانة وآخرين، والسؤال البسيط الذي يخيم على لقاح أكسفورد- أسترازينيكا والعنف المرتبط بعملية "بريكست" في إيرلندا الشمالية. لقد تم استبعاد كل هذه القضايا المزعجة من عناوين الأخبار الرئيسة، وحظي بوريس جونسون بفرصة أخرى للبناء على الجاذبية الجديدة لرئاسة الوزراء التي أسهم في تشكيلها منذ مطلع السنة، في الوقت المناسب تماماً للانتخابات المحلية والبرلمانية الاسكتلندية الحاسمة في غضون ثلاثة أسابيع.

لكن هناك أيضاً منظوراً أوسع. لقد تركت وفاة الأمير فيليب قبل أسابيع فقط من عيد ميلاده الـ 100، الملكة وحيدة للغاية، أكثر مما ظهرت عليه خلال الأشهر الأخيرة، وسلّطت الضوء بشكل أكثر حدة على الأجيال المقبلة. وعلى الرغم من أن الأميرين تشارلز ووليام كانا يضطلعان سلفاً بمزيد من الواجبات الملكية، إلا أن البلاد ككل ستدرك الآن أن أيام العصر الإليزابيثي باتت معدودة، وأن انتقال العرش إلى جيل آخر بات وشيكاً.

لكن بالنظر إلى أن الجائحة تجمع كثيرين في الأسى، ولأن الملكة تلعب دوراً فعّالاً في حشد الناس، فإن أية أسئلة قد تثار حول مستقبل النظام الملكي في مثل هذا المنعطف ستُترك لوقت آخر.

© The Independent

المزيد من آراء