Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة نيكي غراهام نجمة "بيغ براذر" محبوبة ثقافة "هان" على الإنترنت

تكريم النجمة السابقة التي ساهمت في إعادة تشكيل تلفزيون الواقع والتي توفيت عن عمر يناهز 38 عاماً بعد معاناتها من اضطرابات التغذية

لقيت نيكي غراهام شهرةً واسعة غير متوقعة في وقت لاحق من حياتها عندما أصبحت جزءاً من "ثقافة الهان" البريطانية (غيتي)

انهالت عبارات الإشادة والتقدير على نيكي غراهام، التي توفيت عن عمر يناهز الـ38 عاماً. غراهام هي النجمة صاحبة القلب الطيب في مسلسل "الأخ الأكبر" Big Brother، التي ساعدت في إعادة تشكيل معالم تلفزيون الواقع، وأصبحت في الأعوام التي تلت عرض البرنامج، محبوبة ثقافة "هان" hun على الإنترنت (التي تقوم على تبادل المزاح بين الأشخاص إما على أنفسهم أو على آخرين، واستخدام كلمة hun في نهاية كل جملة).

غراهام التي شاركت في السلسلة السابعة من مسلسل "بيغ براذر" في عام 2006، وكانت من أوائل النجوم الكبار، توفيت يوم الجمعة الماضي بعد صراع طويل مع مرض الاضطراب في تناول الطعام المعروف بـ"فقدان الشهية العصابي" Anorexia Nervosa.

الإعلان عن وفاتها جاء يوم السبت الماضي في إحدى صفحات موقع "غو فاند مي" Go Fund Me (مختص بجمع التبرعات الجماعية لأفراد أو لقضايا) التي تم إنشاؤها الشهر الماضي من جانب أصدقاء لها والعائلة لجمع المال بغية إدخالها إلى مستشفى خاص، بعد أن أخذت صحتها تتراجع بشكل كبير خلال فترة الوباء. وقد جمعت الصفحة ما يصل إلى 70 ألف جنيه استرليني (حوالي 97 ألف دولار أميركي).

المعجبون بالنجمة شرعوا في التعبير عن مشاعر التقدير لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لقيت غراهام شهرةً غير متوقعة في وقت لاحق من حياتها عندما أصبحت جزءاً من "ثقافة الهان" البريطانية، التي احتفت بالمشاهير البريطانيين، ولا سيما منهم النساء، وكانت محبوبة لدى النساء، وعلى وجه الخصوص من "مجتمعات الميم" LGBT + (المثليون ومزدوجو الميل الجنسي ومغايرو الهوية الجنسية).

رايلان كلارك نيل، مقدم البرنامج اليومي "بيغ براذر بيت أون ذا سايد" Big Brother's Bit on the Side (يوجز أبرز ما يحصل من أحداث خلال اليوم في "بيغ براذر") شارك صورةً للنجمة، وأرفقها بالعبارة الآتية: "أفكر بسوزان وبالأصدقاء المقربين لنيكي وبأسرتها. إنها أيقونة (بيغ براذر)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما شيريل هول نجمة برنامج المنافسات في إطار تلفزيون الواقع "دراغ ريس يو كي" Drag Race UK، فغردت عبر حسابها على "تويتر" قائلة: "لقد سعدت كثيراً بالعمل مع نيكي غراهام العام الماضي! كانت تنبض بالفرح. إنها أيقونة لا مثيل لها، ولا شك في أننا سنفتقدها بشدة! ارقدي بسلام يا نيكي".

أريسا كوكس مقدمة برنامج "بيغ براذر كندا" Big Brother Canada، التي كانت قد استضافت غراهام، غردت هي الأخرى على "تويتر" قائلة: "إن سماع هذا الخبر الصاعق عن وفاة نيكي غراهام المذهلة والنابضة بالحياة، قد أدمى قلبي. لقد تبادلنا بعض الرسائل المليئة بالحب والمودة قبل بضعة أسابيع، ولا أستطيع أن أصدق ما حدث. إننا نحبك يا نيكي".

المؤلفة جونو داوسون كتبت من جانبها: "كانت نيكي غراهام أيقونة تلفزيون الواقع، ولطالما تمنيت لها الصحة والعافية. إنه فعلاً لخبر محزن".

وفي المقابل، تحدث عدد من المعجبين بالنجمة عن مدى أهميتها بالنسبة إليهم، باعتبارها من أوائل نجوم تلفزيون الواقع في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكونها امرأة من الطبقة العاملة تمتاز بشخصية "شعبية وقريبة من الجمهور، وتنبض بمشاعر جياشة لا تأبه بتبريرها"، وقد ساعدت في إعادة تشكيل هذا النوع (من برامج تلفزيون الواقع) لتصبح على ما هي عليه اليوم.

في غضون ذلك، شارك آخرون رسائل تناولوا فيها موضوع "فقدان الشهية العصابي" الذي يساء فهمه، والذي يؤثر على ما يقدر بنحو مليون و250 ألف شخص في المملكة المتحدة، ويعد من أكثر أمراض الصحة العقلية فتكاً بالإنسان لجهة نسب الوفيات بسببه.

زارا سلطانة، عضو البرلمان البريطاني عن حزب "العمال" المعارض، والتي تمثل دائرة منطقة "كوفانتري ساوث"، قالت: "لقد أصبت بدهشة لدى سماعي خبر وفاة نيكي غراهام. فعندما يفكر كثير منا في برنامج (بيغ براذر)، تكون هي أول من يتبادر إلى الذهن، سواء من ناحية مرحها الفائق، أو لجهة الفرح والدفء اللذين كانت تشع بهما. إني أتوجه بمشاعر الحب والتضامن إلى جميع الذين عرفوها وأحبوها، وإلى كل الأفراد الذين يعانون من اضطرابات تناول الطعام والذين يتعافون منها".

تجدر الإشارة إلى أن شهرة غراهام سطعت في عام 2006 في الموسم السابع من برنامج "بيغ براذر" الذي حلت فيه في المرتبة الخامسة. وواصلت تسلق سلم النجومية في وقت لاحق عندما قامت بدور البطولة في مسلسلها الواقعي "الأميرة نيكي" Princess Nikki، إضافة إلى نشر كتابيها: "دايينغ تو بي ثين" Dying To Be Thin في عام 2009، و"فراجايل" Fragile في عام 2012، اللذين أوضحت فيهما بالتفصيل معاناتها من اضطرابات تناول الطعام، منذ أن كانت طفلةً يافعة.

في الأعوام الأخيرة، تم الاحتفاء بنيكي غراهام على مساهمتها في إبراز "ثقافة هان" التي تقوم على مشاركة "ميمات" ومقاطع فيديو لنساء بريطانيات (إعلاميات أو سيدات أعمال أو مغنيات) اشتهرن بشعبية في أوائل القرن الحادي والعشرين، مثل: كاتي برايس، وجيما كولينز، وأتوميك كيتن، وكيري كاتونا، وأعضاء فرقة "غيرلز ألاود" Girls Aloud، ودوت كوتون الشخصية الخيالية في مسلسل "إيست أندرز" EastEnders.

وشمل ذلك عدداً من الحسابات على "إنستغرام" مثل  loveofhuns الذي أثنى على نيكي غراهام باعتبارها "أيقونة"، ونشر بانتظام صوراً لها ومقاطع فيديو عن أحاديثها الصاخبة وشكاواها الشهيرة، على الرغم من حدوث تلك الوقائع ضمن برنامج "بيغ براذر" قبل نحو 20 عاماً.

وفي عام 2018، تحدثت مجلة "فايس" Vice الكندية الأميركية عن غراهام ضمن مقالة عن "ثقافة هان" البريطانية وعن الأسباب التي جعلتها محط إعجاب النساء و"مجتمعات الميم"، وكتبت في هذا الإطار: "إن الأمر يتعلق برفض السياسات المحددة لتبادل الاحترام، والشعور بالراحة في إطلاق العنان لشخصيتكم بسجية وبصراحة تامة".

وأضافت المجلة في مقالها: "... المغزى العميق لتكريم المغنية المثلية، لا ينحصر بشخصية المغنية في حد ذاتها، بل في تجربة المثلية التي تتعرض للنبذ وانعدام الأمن على مستوى عالمي تقريبا. شاهدوا نيكي غراهام وهي تصيح قائلةً (في إحدى حلقات بيغ براذر): "من هي؟".

بعد الإعلان خلال الشهر الماضي عن الانتكاسة الصحية لغراهام لجهة فقدان شهيتها، وطرح جمع مساعدات لها على موقع Go Fund Me، قالت والدتها لصحيفة "تليغراف"، إن صحة ابنتها بدأت تتدهور أثناء إغلاق "كورونا"، جزئياً بسبب عدم قدرتها على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية التي كانت ترى أنها ضرورية لها كي تتمكن من الحفاظ على صحتها الذهنية وسلامتها، بعد أعوام من الكفاح في معالجة حالتها.

وتحدثت السيدة غراهام كذلك مع القناة البريطانية الثالثة "آي تي في" ITV قائلةً: "مع تفشي كوفيد، بدا الوضع جنونياً، لكن إقفال صالات الألعاب الرياضية أثر عليها. فلكي تتناول الطعام، يجب أن تعرف ما إذا كان في إمكانها ممارسة الرياضة، لذا عندما أغلقوا القاعات كان الأمر مقلقاً جداً بالنسبة إليها، وكذلك العزلة".

إشارة إلى أن رسالة نعي وفاة نيكي غراهام على موقع Go Fund Me، أكدت أن الأموال التي تم جمعها لعلاجها، ستستخدم لإنشاء منظمة تعمل على دعم الأشخاص الذين يعانون فقدان الشهية. ومما جاء فيها: "إن نيكي لم تمس حياة الملايين من الناس فحسب، بل تركت أيضاً أثراً عميقاً في نفوس أصدقائها وأفراد أسرتها الذين سيفتقدونها بشدة".

(إلى أي شخص يعاني المشكلات التي أثيرت في هذه المقالة، لقد تم توفير خط مساعدة هاتفي خاص بمؤسسة Beat الخيرية لاضطرابات تناول الطعام، يعمل على مدار 365 يوماً في السنة. أو التواصل مع "المركز الوطني لاضطرابات الأكل" NCFED الذي يقدم معلومات وموارد ونصائح للأفراد الذين يعانون اضطرابات الأكل، إضافات إلى شبكات تقدم الدعم لهم. يرجى الدخول على الموقع من خلال النقر على الرابط الآتي: eat-disorders.org.uk) 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات