Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يفرض شروطه على عادات رمضان المصرية

بوابات لتعقيم المساجد المصرية وأسواق "الياميش" التقليدية تقاوم وإغلاق مصلى النساء ومنع الاعتكاف

للعام الثاني على التوالي، يستقبل المصريون شهر رمضان وسط جائحة كورونا، فالمساجد ستفتح أبوابها بعد أن كانت مغلقة العام الماضي وفق حزمة من الإجراءات الاحترازية التي قررتها وزارة الأوقاف لمنع انتشار الفيروس، أما حركة التسوق فقد اتخذت شكلاً مختلفاً، فتصدرت المولات التجارية والهايبر ماركت حركة البيع والشراء مقارنة بالأسواق الشعبية، حيث ضرورة الالتزام بالتعقيم وارتداء الكمامات للجميع بشكل إجباري، مما يجعل الوضع بها أكثر أماناً، إضافة إلى ما تقدمه من بعض العروض الترويجية والخفوض لمستلزمات شهر رمضان في ظل الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها كورونا.

المساجد تفتح أبوابها بشروط

مضى عام كامل حُرم المصريون فيه بهجة الصلاة في المساجد، بخاصة في رمضان، بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضها الوباء على العالم أجمع، ليأتي العام التالي من كورونا، ولكن بإجراءات مختلفة عن سابقه، لعل أبرزها رصد عدد كبير من المساجد الكبرى لبوابات التعقيم.

يقول الشيخ حسين رجب، مقيم شعائر بأحد المساجد في القاهرة، "إن المساجد بالفعل ستفتح أبوابها هذا العام في رمضان، ولكن للرجال فقط من دون السيدات، فهناك تعليمات بغلق مصلى السيدات بالمساجد لأن مساحتها في الغالب تكون صغيرة وقدرتها الاستيعابية أقل، فسنواجه صعوبة في تطبيق الإجراءات الخاصة بالتباعد بين المصلين، إضافة إلى أن وجود الأطفال مع الأمهات قد يزيد درجة خطورة انتشار الفيروس".

يضيف، "هناك كثير من الإجراءات اختلفت عن العام الماضي أيضاً، فالصلاة ستكون متاحة ولكن في زمن محدد من بدء صلاة العشاء بنصف ساعة فقط، والانصراف فوراً عقب الانتهاء مباشرة، أما دورات المياه فستكون مغلقة، لأنها قد تعتبر عاملاً في انتشار العدوى بين المصلين، لهذا يفضل أن يتجه المصلون لأقرب مسجد للبيت كحل أفضل لهم، إضافة إلى منع صلاة التهجد، وأيضاً الاعتكاف بالمساجد ممنوع هذا العام".

يتابع، "أن موائد الرحمن وهي موائد إفطار مجانية أيضاً تقوم عليها المساجد الكبرى ممنوعة هذا العام أيضاً، وبخصوص السماعات الخارجية لإذاعة شعائر صلاة التراويح فستقتصر على سماعات صغيرة أمام المساجد تكفي فقط لسماع المصلين الذين يصلون خارجه". ويشير إلى "أن التزام المصلين بارتداء الكمامات وجلب سجادات شخصية للصلاة أمر ضروري، ولا يمكن دخول المسجد من دونه".

 تقول الموظفة بسنت فكري (33 عاماً)، "إنها حزينة لغلق مصلى السيدات هذا العام، فبعد أن فرحنا بخبر فتح المساجد فوجئنا بقرار غلق المصلى"، مؤكدة "أنها مقدرة للإجراءات وتتمنى العام المقبل أن تتمكن من استشعار شعائر التراويح بالمسجد بعد التخلص من الوباء".

 

 

أسواق "ياميش" ومستلزمات رمضان

اعتاد المصريون على مدى سنوات طويلة شراء الياميش (لفظ مصري يعني المكسرات) ومستلزمات رمضان من الأسواق التقليدية بمنطقة الحسين وغيرها من المناطق التي اشتهرت بانخفاض أسعارها نسبياً عن المحال العامة، لكن الهايبر ماركت الكبرى أصبحت منافساً قوياً في ظل تمتعها بتطبيق صارم بشكل أكبر للإجراءات الاحترازية، خصوصاً أن أسعارها لا تختلف كثيراً عن الأسواق الشعبية، بل أحياناً تكون هي الأرخص من حيث العروض الهائلة التي تقوم بها لجذب المواطنين، واستغلال الموسم الرمضاني لتعويض الخسائر التي تسببت فيها كورونا.

 يقول محمد هاني (44 عاماً) أحد مسؤولي هايبر ماركت بمنطقة 6 أكتوبر في الجيزة، غرب العاصمة، "إن جميع الشركات التي تشارك معنا ومعظم المستلزمات حظيت بخفوض مختلفة عن العام السابق، رغبة من الجميع في تعويض الخسائر بزيادة معدل الطلب".

ويضيف عادل المحمدي (39 عاماً)، مسؤول أحد محال الهايبر ماركت بمنطقة الدقي، "أن المنافسة بيننا وبين الأسواق التقليدية لمصلحتنا في هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا، على الرغم من الخسائر التي تكبدناها خلال عام شهد أزمة اقتصادية على الجميع، فبخلاف العروض والأسعار المنخفضة لدينا، لكن أيضاً الجميع يفضل الوجود بأماكن تلتزم بالإجراءات الاحترازية، لأن التجمعات تزيد معدل الخطورة في حال عدم ارتداء الكمامات والتعقيم المستمر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى عكس ما كان يجري سابقاً من زيادة في الأسعار مع اقتراب موسم شهر رمضان، شهدت الأسواق الشعبية خفوضات في محاولة لتعويض الخسائر التي أحدثها كورونا مع تجار الأسواق الشعبية على مدى العام الماضي، وهو ما دفعهم إلى الخفض بنسبة تقارب 20 في المئة، حتى لا تفسد البضاعة كما حدث معهم العام الماضي نتيجة خوف الناس من الوجود في أماكن مزدحمة.

تقول فتحية علي (56 عاماً) تاجرة "ياميش" بحي الحسين، "الحال واقف بسبب كورونا، والأسعار هذا العام أفضل كثيراً من السابق، فنحن نريد تعويض الخسائر وجذب المواطنين وزيادة حركة الشراء التي انحسرت لدينا، على الرغم من أننا قبل الوباء كنا نشهد أعلى معدل في حركة البيع والشراء". تضيف، "متوسط الأسعار انخفض عن العام السابق من 100 جنيه (6.3 دولار) للكيلو إلى 80 جنيهاً (5.09 دولار) فسعر الكيلو من المكسرات الحصي (الجوز واللوز والبندق وعين الجمل) 80 جنيهاً، أما سعر كيلو جوز الهند فوصل إلى 60 جنيهاً (3.82 دولار) بعد أن كان العام الماضي 80 جنيهاً، وبالنسبة للبلح أسعاره في متناول الجميع، وكذا باقي حاجات شهر رمضان من قمر الدين والزبيب والعصائر".

 

زينة رمضان في زمن كورونا

حال الكبت الكبير التي عاشها المصريون العام الماضي في رمضان بسبب الحظر خلال انتشار الوباء وعدم الخروج للمطاعم والتجمعات والشعور بالأجواء الرمضانية، واستمرار الخوف والقلق على الرغم من رفع الحظر الكامل هذا العام، جعل الاهتمام بزينة رمضان على رأس الأولويات لهذا العام، فالشباب والفتيات تعاونوا في الاهتمام بالزينات لنشر البهجة والإحساس برمضان، وتوّلوا صناعة الزينات حول محيط المنازل وداخلها".

يقول محمد علي أبو جبل (22 عاماً) يدرس بإحدى الجامعات المصرية، إنه قرر وأصدقاؤه القيام بنشر البهجة على أهل المنطقة التي يقطن بها، والتي شهدت عدداً من الوفيات بسبب الوباء، وكذلك خوف كثيرين من الخروج للاحتفال بالأجواء الرمضانية كما تعودوا، لذا قرروا أن يستمتع كل فرد في شارعهم بالبهجة بمجرد الجلوس في بلكونة منزله من دون الحاجة للخروج، إذ يرى الزينة على امتداد البصر".

ويضيف محمد، "أن السبب وراء ذلك رغبتهم في تشجيع أهالي منطقتهم على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وعدم الخروج إلا للضرورة بتوفير مظاهر البهجة للجميع"، مؤكداً "أن تلك الزينة استغرقت منهم أسبوعاً كاملاً للانتهاء منها، كما أنهم بالأحياء الشعبية يعتمدون على صناعتها يدوياً من خلال الأكياس الملونة من التراث القديم الذي تربوا عليه، وليس شراءها جاهزة، فهي أوفر وأكثر متعة بالنسبة إليهم".

أما نسمة محمود، ربة منزل، فتقول "إن غروبات فيسبوك والشراء أون لاين ساعدتنا هذا العام على ابتكار أفكار جديدة لتزيين المنزل، والجميع بمختلف الغروبات يهتم هذا العام بزيادة مظاهر الاحتفال داخل منزله، كي نستشعر الأجواء الرمضانية، بسبب أزمة الخروج، وخوفنا على أنفسنا وعائلاتنا، فالديكورات تنوعت بداية من الأكواب الزجاجية ومفارش الطاولات والزينات وحتى سجاجيد الصلاة وأدوات الطبخ والتقديم لنزيد إحساس الأطفال بالبهجة".

فيما تظل ظاهرة شراء فوانيس رمضان هي الأقرب والأشهر للإيذان ببدء الاحتفال بقدوم شهر الصيام بين الأطفال. يقول أحمد رؤوف (37 عاماً) وهو عامل بمحل لعب أطفال بوسط القاهرة، "على الرغم من أن كورونا تخيم على أجواء الاحتفال بشهر رمضان للعام الثاني على التوالي، لكن معدل شراء فوانيس رمضان جيد، بخاصة تلك النوعيات التي تمثل شخصيات كارتونية يشاهدها الأطفال في برامجهم المفضلة، مقارنة بشكل الفانوس التقليدي".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير