Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من كانت الأميرة أليس أم الأمير فيليب؟

سلسلة محطات تظهر أن والدة دوق إدنبره عاشت حياة مضطربة

العروسان، الأميرة إليزابيث والأمير فيليب، في شهر عسلهما بهامبشاير في 1947 (غيتي)

فارق الأمير فيليب دوق إدنبرة الحياة عن عمر ناهز 99 سنة. وفي بيان صدر يوم التاسع من أبريل (نيسان) الحالي، أكد قصر باكينغهام أن الرجل الذي كان زوج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية على مدى 74 عاماً، رقد "بسلام" في قلعة ويندسور (مقر العائلة الملكية منذ 900 عام).

سيرة حياة الدوق المولود في اليونان، تم تناقلها بطرق عدة على مرّ السنين، بما فيها أخيراً في مسلسل "التاج" The Crown  الذي أنتجته خدمة البث التلفزيوني "نتفليكس" (دراما تبرز التنافسات السياسية والرومانسية في عهد الملكة إليزابيث الثانية والأحداث التي شكّلت النصف الثاني من القرن العشرين). هذا العرض سلّط الضوء أيضاً على شخصية أقلّ شهرة في النظام الملكي، هي والدة الأمير فيليب، أليس أميرة باتينبرغ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المسلسل كما هو معلوم، كان شديد الحذر في تصويره للأحداث، متنقّلاً فيها ما بين الواقع والخيال، وقد طرحت الحلقة الرابعة من موسمه الثالث التي حملت عنوان "بابيكينز" Bubbikins (اسم التودّد الذي كانت الأميرة أليس الراحلة تطلقه على ابنها الأمير فيليب) الكثير من التساؤلات حول الحياة الحقيقية لهذه المرأة الغامضة. فالأميرة أليس عملت ممرضة عسكرية خلال الحرب العالمية الأولى قبل أن تصبح راهبة وتعيش في المنفى مرّتين. وقد واجهت مصاعب في ما يتعلّق بصحتها الذهنية.

من كانت الأميرة أليس؟

الوالدة التي كانت شبه منفصلة عن ابنها الأمير فيليب، أبصرت النور في قلعة ويندسور عام 1885، وكانت مصابة بصممٍ خَلقي، ونشأت كأميرة إنجليزية. هي ابنة فيكتوريا أميرة مقاطعة هيسن والراين في ألمانيا، ولويس أمير باتينبرغ (بلدة تقع ضمن المقاطعة الألمانية ذاتها)، وكانت حفيدة الملكة فيكتوريا.

بعد زواجها من أندرو، أمير اليونان والدنمارك عام 1903، أصبح لقبها "أندرو أميرة اليونان والدنمارك@ Princess Andrew of Greece and Denmark، وعاشت في اليونان. إلا أنه في عام 1922، اضطُرت إلى الفرار من البلاد بعد مقاضاة زوجها أمام محكمة عسكرية على أثر تولّي حكومة جديدة زمام السلطة هناك.

استقرّت الأميرة أليس في العاصمة الفرنسية باريس مع أسرتها، وانخرطت في أعمال خيرية استهدفت مساعدة لاجئين يونانيين، قبل أن تنتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية عام 1928. لكنها عام 1930 وبعد إصابتها بانهيار عصبي، تم تشخيص حالتها على أنها مصابة بمرض انفصام الشخصية، وتم إدخالها إلى مصح للأمراض العقلية.

ولدى استشارة العالم النفسي الشهير سيغموند فرويد الذي عاين الصحة الذهنية للأميرة، استنتج في تشخيصه أن أوهامها كانت نتيجة "إحباط جنسي". وفي حلقة "بابيكينز" من مسلسل "نتفليكس"، تقول الأميرة في وصفها لفرويد العالم النفسي البارز: "لم يكن رجلاً لطيفاً. قبعتُ في المصح لمدّة تجاوزت العامين بقليل، لكنني تمكّنت بعدها من الفرار".

بعد هروب والدة الأمير فيليب، اختارت حياة الرهبنة المتنقّلة من مكان إلى آخر، وقطعت جميع اتصالاتها مع أسرتها لأعوام عدة. وانضمت خلال الحرب العالمية الثانية إلى منظمة الصليب الأحمر، حيث عملت على تنظيم عمليات تأمين الأطعمة والمأوى للأطفال الأيتام والمفقودين.

وفي أعقاب الغزو النازي لليونان، خاطرت الأميرة أليس بحياتها عندما خبّأت أسرة يهودية في منزلها. وفي نهاية المطاف، عادت إلى المملكة المتحدة عام 1947 لحضور حفل زفاف ابنها الأمير فيليب من الأميرة إليزابيث. ومن ثمّ رجعت إلى اليونان حيث أسست منظمة "الراهبات الأرثوذكسيات اليونانيات".

إلا أن الاضطرابات السياسية التي عصفت لاحقاً باليونان أجبرتها على الفرار من منزلها والانتقال إلى قصر باكينغهام للعيش مع ابنها فيليب والملكة حتى وفاتها عام 1969.

هل أجرى فعلاً أحد صحافيي "غارديان" مقابلة معها، كما جاء في مسلسل The Crown؟

تطرّق المسلسل الدرامي The Crown في سياق أحداثه إلى مسألة أن مراسلاً لصحيفة "غارديان" يدعى جون أرمسترونغ قد عُرض عليه إجراء مقابلة مع الأميرة آن، بعد قيامه بتحليلٍ وثائقي لم ينطوِ على الكثير من المديح لوالدة دوق إدنبرة. وتظهر الحلقة أن الأميرة تمكّنت من جعل أرمسترونغ يجري مقابلة مع الأميرة أليس.

وبعدما علم الصحافي بسيرتها المعطاءة وغير العادية في بذل حياتها من أجل الآخرين، أبدى أرمسترونغ إعجاباً بالأميرة الأقلّ شهرة في العائلة الملكية، ما حدا به إلى تغيير ملامح الصورة التي كوّنها عنها.

لكن في الحقيقة، إن تلك المقابلة لم تحدث قطعاً ومكانة الأميرة أليس لم تحظَ بالمقدار الكافي من التكريم الذي جاء ضمن مسلسل The Crown. بل على العكس، تمّ إغفالها إلى حدّ كبير.

ووفقاً لمجلة "إسكواير" Esquire، فإن المؤلف هيوغو فيكر أكد ذلك في كتابه Alice: Princess Andrew of Greece الذي تناول فيه سيرتها الذاتية، بالقول: "في الفترة الأخيرة من حياتها، قلّما وردت في ذاكرة عامة الناس أنها كانت لا تزال على قيد الحياة، حتى إنهم لم يكونوا على علم كبير بأنها كانت تعيش في قصر باكينغهام".

في المقابل، تردّد أن خبر نعي وفاتها ورد في الصحف، وليس على مستوى الخبر الذي تم عرضه في مسلسل The Crown.

تبقى الإشارة أخيراً إلى أنه عام 1994، مُنحت لقب "الصالحة بين الأمم"  Righteous Among the Nations  (كانت من بين 23 ألف شخص مُنِحوا لقب "الصالحين بين الأمم")، وذلك تقديراً لما قامت به خلال فترة "محارق اليهود" (هولوكوست). وكذلك عام 2010، أطلقت عليها الحكومة البريطانية لقب "بطلة الهولوكوست" Hero of the Holocaust.

© The Independent

المزيد من منوعات