Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل دفع الأسير المحرر الشحاتيت ثمن صفعة السنوار؟

قال شهود إنه عُذب بأوامر من يحيى في سجن نفحة و"حماس" تنفي

المشادة بين الشحاتيت والسنوار في سجن نفحة محل اتفاق لكن الخلاف حول ما جرى بعدها (وفا)

بعد سبعة عشر عاماً في السجون الإسرائيلية أمضى معظمها في العزل الانفرادي، خرج الأسير الفلسطيني منصور الشحاتيت من دون معرفة والديه، ومشتت الذهن، في ظل اتهامات بتعرضه إلى التعذيب والقطيعة من حركة "حماس" التي ينتمي إليها.

وفي مشهد أثر في من استقبلوه الخميس الماضي في الخليل، بدا الشحاتيت هزيل الجسم، ولا يقوى على الكلام، بسبب معاناته من أمراض نفسية وعصبية من جراء التعذيب والعزل الانفرادي فترات طويلة.

صفعة السنوار

وقالت حركة "حماس"، إن مشادة حدثت بين الشحاتيت وقائدها يحيى السنوار في سجن نفحة عام 2009، لكنها نفت بشدة تعرضه للتعذيب أو العزل أو حرمانه من حقوقه من قِبلها داخل السجن.

واتهمت الهيئة القيادية العليا لأسرى "حماس" الشحاتيت بـ"الاعتداء بشكل مفاجئ" على السنوار، بعد أن نُقل من العزل الانفرادي إلى الأقسام. مضيفة أن الأخير "منع الأسرى من إيذائه أو رد الاعتداء عليه، ولم يحدث أي تطور بعد هذا الموقف".

وأشارت الهيئة إلى أن حادثة السنوار مجتزأة من سياقها، وأن الشحاتيت لم يتعرض للتعذيب من قِبل الأسرى، مؤكدة أنه عانى وضعاً صحياً ونفسياً صعباً من جراء الأسر والتعذيب، الذي تعرض له من قِبل السجانين الإسرائيليين. هذا وحاولت "اندبندنت عربية" التواصل مكتب رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار لكن مكتبه رفض الرد على الاتهامات ضدها.

لكن أسيراً فلسطينياً رافق الشحاتيت في سجنه قال لـ"اندبندنت عربية"، إنه كان "شاباً مثابراً مجتهداً وصاحب خلق، ويأبى الظلم، حفظ القرآن الكريم داخل السجن، وتعلم اللغة العبرية"، مضيفاً أنه "صفع السنوار على وجهه" على إثر خلاف تنظيمي، قبل أن يجري وضعه في العزل الانفرادي.

وأضاف الأسير، الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية القضية، "الشحاتيت شعر بالظلم على عقابه من حماس"، مشيراً إلى أن ذلك "أثر فيه نفسياً"، لكنه شدد على أن إسرائيل "هي من تتحمل المسؤولية النهائية في ما تعرض له".

إلى ذلك، نقل المحامي زيد الأيوبي عن شهود عيان رافقوا الشحاتيت في السجن أنه "تعرض للضرب والتعذيب بأوامر من يحيى السنوار الذي كان أسيراً وقتها في سجن نفحة الإسرائيلي ومسؤولاً عن أسرى حماس"، مضيفاً أن الشحاتيت اعترض عام 2007 على "سيطرة الحركة بالقوة على قطاع غزة، بعد اشتباكات مسلحة دامية مع قوات الأمن الفلسطينية".

وأضاف، "الشحاتيت اعترض أيضاً على اقتحام حماس مسجداً في رفح عام 2009، وقتل من فيه من السلفيين"، مؤكداً أنه على إثر ذلك "أمر السنوار بمقاطعة الشحاتيت، وقطع المساعدات المالية عنه".

وعن تفاصيل ما حدث بينهما أشار الأيوبي إلى أن الشحاتيت "صفع السنوار اعتراضاً على العقوبات ضده، وهو ما رد عليه بالضرب على رأسه والعزل". وطالب المحامي بتشكيل لجنة تحقيق عادلة وشفافة ومحايدة لملاحقة كل المسؤولين عما آلت إليه أوضاع الشحاتيت، متوعداً "بملاحقة السنوار قضائياً أمام المحاكم الفلسطينية والدولية".

رواية أخرى

لكن، القيادي في حركة حماس محمد أبو طير، الذي رافق الشحاتيت فترة زمنية في سجن نفحة، أشار إلى أن "سلوكه كان عدوانياً مع زملائه ومع السجانين". موضحاً أن إدارة السجون الإسرائيلية تتعامل عادة مع تلك الشخصيات بـ"إعطائهم عقاقير منومة ومهدئة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أبو طير، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "الشحاتيت اعتدى بالضرب على يحيى السنوار على إثر خلاف بينهما"، مضيفاً أن الأخير "استوعبه ولم يرد عليه، وطلب من الأسرى عدم الاعتداء عليه، مراعاة لوضعه النفسي".

ولفت أبو طير إلى أن بعض الشخصيات "لا تقوى على تحمل الظلم والقهر والسجن فترة طويلة"، معبراً عن صدمته من وضع الشحاتيت عقب خروجه من السجن.

هوس أمني

من جانبه اعتبر أستاذ الفلسفة الإسلامية بلال رزينة والأسير السابق، أن حركة حماس "تنتهج تعذيب الأسرى داخل السجون الإسرائيلية في محاولة لردع عناصرها"، مؤكداً أنه كان شاهداً على عشرات حالات التعذيب من عناصر الحركة ضد بعض الأسرى، بسبب خروجهم عن "الانضباط التنظيمي أو اتهامهم بالعمالة لإسرائيل".

وفسر رزينة تصرفات "حماس" تلك، بأن قاداتها لديهم "هوس أمني"، لأنهم مقتنعون بأن إسرائيل "تحاول تجنيد عملاء لها في صفوف الحركة"، إضافة ترسخ مبدأ "السمع والطاعة" في عقول قادتها، الذي لا يسمح لكوادر الحركة بالاجتهاد أو انتقاد سياسات الحركة.

وعن طبيعة التعذيب أشار رزينة إلى أنه "يكون بشكل قاس"، موضحاً "يعذبون الأسرى باستخدام النار بعد تغطية الرأس، وفي الحمامات، ويصل الأمر إلى تكسير الأيدي والأرجل".

وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، إن وزارتها ستقدم كل ما يلزم لعلاج الأسير المحرر منصور الشحاتيت. مشيرة إلى أن "حالته نموذج حي على ما يفعله العزل الانفرادي والتعذيب النفسي والجسدي الذي تمارسه إسرائيل ضد الأسرى".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير