تدخل شركة بورصة الكويت مرحلة جديدة من مراحل تطوير سوق المال مع إطلاقها اليوم مجموعة من الأدوات والمنتجات الحديثة. وتأتي هذه المرحلة في إطار مشروع تطوير السوق، الذي بدأته هيئة أسواق المال قبل 3 سنوات بغرض إدخال معايير عالمية على منصات التداول والتقاص.
تداول صناديق الريتز REITs
وأبرز المنتجات التي ستطلق اليوم هي منصة تداول الصناديق العقارية المدرة للدخل، المعروفة باسم صناديق الريتزREITs ، وميزة هذه الصناديق أنها تمتلك عقارات وأصولا عقارية، أي أنها ستسمح للأفراد محدودي ومتوسطي الدخل بأن يمتلكوا أسهماً في هذه الصناديق والدخول عبرها إلى سوق العقار، التي تعتبر أسعارها مرتفعة وحكرا على طبقة الأثرياء.
ومن الميزات أيضا أن هذه الصناديق توزع بشكل دوري وبنسبة تصل إلى 90% من أرباحها، أي أنها ستكون فرصة استثمارية جديدة للمستثمرين في السوق الكويتية.
ويعتبر بيت التمويل الكويتي، أكبر بنك إسلامي في الكويت، من أكبر البنوك المالكة لصناديق العقار، إضافة إلى وجود بعض الشركات المحلية، وأبرزها شركة "المركز المالي". وتعتمد عقارات هذه الصناديق على إيجارات الشقق، وتتركز في العقارات الاستثمارية في الكويت والتي يسكنها بشكل رئيسي الوافدون في الدولة من أفراد وعائلات، والطلب مستمر عليها.
صفقات مبادلة الأسهم
أما المنتج الثاني المهم الذي تطلقه بورصة الكويت اليوم فهو صفقات المبادلة، حيث تسمح هذه الصفقات بأن يتبادل طرفان من شركات وأفراد أسهما في شركة معينة بشكل مباشر، على أن تكون قيمة الأسهم محل التبادل متساوية وألا تقل عن مليون دينار.
شراء أسهم بنسبة 30%
وثالث المنتجات التي ستتاح للمستثمرين اليوم هو عرض الشراء، ويتيح لأي شخص شراء نسبة لا تقل عن 5% ولا تزيد على 30% من أسهم أي شركة مدرجة. ويتوجب على مقدّم عرض الشراء تقديم العرض للبورصة، والإعلان عنه على الموقع الإلكتروني، وتكون فترة تجميع الأسهم للراغبين في المشاركة بعرض الشراء 10 أيام عمل. وهذه ميزة مهمة تكشف للسوق نوايا الشراء لدى الأفراد والمجموعات الاستثمارية، والأسعار المناسبة التي يضعونها لسهم ما، وتقلل من مخاطر عمليات تجميع الأسهم التي ترفع الأسعار في غالب الأحيان، وتُحجم المهتمين بالشراء عن الاستمرار في تنفيذ الصفقات.
تداولات تصل إلى 10%
ومن التعديلات التي تنفذها بورصة الكويت اليوم، وستترك أثرا على التداولات، تعديل آلية تداول الأسهم لتصبح 10% صعودا أو هبوطا، بدلا من 5% التي يتم التعامل بها، حيث سيتم إيقاف تداول السهم لمدة دقيقتين عند ارتفاعه أو انخفاضه بنسبة 10%، يعقد خلالها مزاد ليعود السهم بسعر مرجعي جديد. وستحقق هذه التعديلات ارتفاعات أسرع للأسهم، وبالتالي أرباحا أكبر للمستثمرين.
جلسة إغلاق البورصة
ومن الأمور الجديدة أيضا، استحداث جلسة لتداول الأسهم بعد إغلاق البورصة، حيث يتم التداول في هذه الجلسة على سعر الإغلاق، وتدوم فترة هذه الجلسة لمدة 5 دقائق فقط. والهدف من هذه الجلسة منع التذبذبات العالية التي كانت تحدث للأسهم في آخر 5 دقائق من إغلاق البورصة، حيث كان بعض مديري المحافظ والصناديق يعمدون إلى رفع قيمة الأسهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحسب معلومات "اندبندنت عربية"، فإن هذه الجلسة استحدثت بطلب من المستثمرين الأجانب الذين دخلوا البورصة الكويتية عقب ترقيتها إلى مرتبة الأسواق الناشئة في مؤشر "فوتسي راسل"، وكانوا يشتكون من رفع أسعار الأسهم في الدقائق الأخيرة في البورصة، مما دفع الأخيرة إلى استحداث هذه الجلسة لتثبيت أسعار الإغلاق وإتاحة الفرص للصناديق الأجنبية بشراء الأسهم على سعر الإغلاق.
تطوير البورصة
وكانت هيئة الأسواق وشركة بورصة الكويت وشركة المقاصة الكويتية قد أطلقت برنامج تطوير السوق قبل 3 أعوام لتحديث آليات العمل في البورصة، حيث تمكّن البرنامج من ترقية سوق المال الكويتية إلى مؤشر "فوتسي راسل" ودخول نحو مليار ونصف المليار دولار من السيولة الأجنبية على دفعات عدة. وتنتظر البورصة أيضا احتمالية ترقيتها إلى مؤشر MSCI في هذه السنة، حيث يرجح أن يُضخ مبلغ مماثل في حال الترقية.
وأبرز التغييرات التي أحدثها البرنامج في العامين الماضيين توحيد دورة التسوية المعروف بـT+3، وتقسيم البورصة إلى 3 أسواق، هي الأول والرئيسي والمزادات، وإطلاق مؤشرات جديدة للسوق، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات الصفقات الخاصة والتوزيع الإلكتروني للأرباح، وإطلاق منصة التداول للشركات غير المدرجة OTC.