Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أفريقيا على هامش حملة التطعيم واخفاقات في الهند

إسبانيا والفيليبين تحصران استخدام "أسترازينيكا" بمن هم فوق 60 عاما وتونس تشدد الإجراءات التقييدية

لم تستخدم أفريقيا حتى الآن سوى اثنين في المئة من اللقاحات التي استُخدمت في العالم، وفق ما صرحت به مديرة أفريقيا في منظمة الصحة العالمية ماتشيديسو مويتي، الخميس، مما يجعل القارة "على هامش" حملة التطعيم ضد "كوفيد-19".

ولكن القارة أقل تأثراً بالوباء، إذ سجلت 4.3 ملايين إصابة، بينها 114 ألف وفاة، فيما يبلغ عدد سكانها 1.2 مليار نسمة، وفقاً لأحدث إحصاء لدى إدارة أفريقيا في منظمة الصحة العالمية. وسُجلت 2.9 مليون وفاة جراء الجائحة في العالم.

وعزت مويتي بطء التطعيم في أفريقيا إلى "مشكلات عدم توافر اللقاحات والتمويل ونقص الكوادر المؤهلة"، فضلاً عن المشكلات اللوجستية.

وأكدت تأثير التباطؤ في صادرات الهند من اللقاحات كجزء من برنامج "كوفاكس" لتوفير اللقاحات للبلدان الفقيرة.

وأشار مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لشرق وجنوب أفريقيا، محمد مالك فال، إلى أن إيصال اللقاحات للسكان يعاني من "مشكلات النقل وسلسلة التبريد"، وأحياناً من "إهدار" الجرعات.

لكنه قال إن "التطعيم من خلال برنامج كوفاكس في طريقه إلى جميع البلدان الأفريقية"، داعياً إلى "تعزيز قدرات التوزيع وتحسين الكفاءة".

وأكدت مويتي وفال على ضرورة محاربة "الإشاعات والأخبار المضللة"، مع إقرارهما بوجود "تردد" و"مخاوف" في أفريقيا من استخدام لقاح "أسترازينيكا"، وهو الأكثر انتشاراً من خلال برنامج "كوفاكس"، في حين يثار جدل حول آثاره الجانبية في أوروبا.

وذكرا أن الإحجام عن إعطاء الأطفال لقاح شلل الأطفال في الماضي في بعض البلدان مثل نيجيريا، تم التغلب عليه أخيراً.

اخفاقات في الهند

وأفادت تقارير أن مناطق عدة في الهند تعاني من نقص في امدادات اللقاحات اذ عمدت مراكز تلقيح الخميس الى رد الأشخاص المؤهلين لتلقي اللقاح بسبب نقص الجرعات، مع ارتفاع نسبة الإصابات بأسرع معدل لها منذ بدء الجائحة.
واجتاحت موجة ثانية من فيروس كورونا الهند في الاسابيع الاخيرة لتسجل البلاد رقما قياسيا للإصابات بلغ 126 ألفا في الساعات ال24 الأخيرة، أي أكثر بعشر مرات من معدلات شباط (فبراير). وبلغت الإصابات نحو 1,8 مليون منذ بداية آذار (مارس.)
وتسعى الحكومة الهندية بشكل يائس لتجنب فرض إقفال جديد، لكن العديد من المناطق شددت اجراءاتها، ومن المقرر أن تدخل ولاية ماهاراشترا مركز التفشي الجديد للفيروس في الهند اغلاقا مشددا نهاية الأسبوع. وكانت ولاية تاميل نادو الخميس أحدث ولاية تفرض إغلاقا تاما.
وغرد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بعد تلقيه الجرعة الثانية الخميس ان اللقاح "من بين السبل القليلة التي لدينا لدحر الفيروس"، داعيا الآخرين الى حذو حذوه وأخذ اللقاح.
لكن أكبر حملة وطنية في العالم للتحصين تعاني من مشاكل بعد تلقيح 87 مليون شخص حتى الآن في بلد يبلغ عدد سكانه 1,3 مليار نسمة.

أزمة "أسترازينيكا" مستمرة

وقالت هيئات منظمة لقطاع الأدوية في أوروبا وبريطانيا أمس الأربعاء إنها وجدت صلة محتملة بين لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه شركة "أسترازينيكا" وحالات تجلط دموي نادرة بالمخ لدى أناس تلقوا اللقاح.

وقالت مجموعة استشارية تابعة للحكومة البريطانية إنه ينبغي عدم إعطاء اللقاح لمن هم دون الثلاثين من العمر، رغم أن مسؤولا قال إن هذا يأتي "توخيا لأقصى درجات الحذر، وليس لأن لدينا أي مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة".

ودفعت المخاوف المتعلقة بالسلامة أكثر من 12 بلداً إلى تعليق استخدام اللقاح، الذي تم إعطاؤه لعشرات الملايين في أوروبا، بعد تقارير ربطته بإصابة بعض من تلقوه بتجلطات دموية في المخ.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان إنها "تُذكر العاملين في الرعاية الصحية ومن يتلقون اللقاح بأن يكونوا على دراية باحتمال حدوث حالات نادرة للغاية من التجلطات الدموية مصحوبة بانخفاض عدد الصفائح الدموية خلال أسبوعين من التطعيم".

وأظهرت رسالة اطلعت عليها "رويترز" أن وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي أُبلغوا بأن إعلان وكالة الأدوية الأوروبية بشأن سلامة اللقاح سيكون له تداعيات فورية على خطط التطعيم وسيتطلب استجابة منسقة.

وقالت جون رين، الرئيسة التنفيذية للهيئة المنظمة للقطاع الصحي في بريطانيا، إن فوائد اللقاح أكبر من المخاطر بالنسبة للغالبية العظمى من الناس.

وقال وي شين ليم، المسؤول باللجنة المشتركة للقاحات والتحصين التي تقدم المشورة للحكومة، إن من الأفضل إعطاء لقاح آخر لمن هم دون الثلاثين الذين لا يعانون من أي أمراض مزمنة.

ومن جهتها أيضاً أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الصلة بين لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا وظهور شكل نادر من الجلطات الدموية هو أمر "ممكن ولكنه غير مؤكد".

وقال خبراء المنظمة في مجال اللقاحات في بيان "لا بد من إجراء دراسات متخصصة من أجل فهم كامل للصلة المحتملة بين التلقيح وعوامل الخطر الممكنة"، لافتين الى أن هذه الظواهر "نادرة جدا رغم كونها مقلقة".

إسبانيا

وحذت إسبانيا حذو عدد من الدول التي سبقتها إلى اتخاذ نفس الإجراءت وأعلنت أمس الأربعاء، أنها ستحصر استخدام لقاح "أسترازينيكا" لمن هم فوق 60 عاماً،  وقالت وزيرة الصحة الإسبانية كارولين دارياس في مؤتمر صحافي "سنواصل إعطاء لقاح أسترازينيكا، ولكن لمن هم فوق سن الستين". وكانت دول أوروبية أخرى اتخذت إجراءات مشابهة، إذ حصرت فرنسا استخدام اللقاح بمن هم فوق 55 عاماً، في حين حصرت إيطاليا وألمانيا وهولندا استخدامه لمن هم فوق 60 عاماً.

وحتى قبل صدور بيان الهيئة الناظمة الأوروبية أعلن إقليم "قشتالة وليون" (شمال غرب) تعليق عمليات التطعيم بواسطة لقاح "أسترازينيكا" في إجراء احترازي.

وكانت إسبانيا وسعت في 30 مارس (آذار) الماضي الفئات المستهدفة بهذا اللقاح إلى ما بعد الفئة العمرية 55-65 عاماً لتشمل العاملين في القطاعات الأساسية وهي، القطاع الصحي وأجهزة الأمن والتعليم.

وقبل ذلك بأسبوع أي في 22 مارس رفعت إسبانيا السن القصوى لمن يمكنهم أخذ اللقاح من 55 إلى 65 عاماً.

وتخطط الحكومة الإسبانية لتطعيم 70 في المئة من السكان بحلول نهاية أغسطس (آب).

وحتى الآن، تلقى جرعتي اللقاح 2.9 مليون نسمة من أصل عدد سكان البلاد البالغ 47 مليون نسمة، في حين تلقى جرعة واحدة على الأقل 9.3 مليون نسمة.

وإسبانيا هي من بين الدول الأوروبية الأكثر تضرراً من الوباء، إذ سجلت أكثر من 3.2 مليون حالة إصابة مؤكدة بالفيروس وأكثر من 76 ألف حالة وفاة.

الفيليبين

وفي الفيليبين، علقت السلطات الصحية، الخميس، استخدام لقاح "أسترازينيكا" لمن تقل أعمارهم عن 60 عاماً إلى حين التحقق من تقارير مقبلة من الخارج عن احتمال تسببه في تجلطات دموية.

وقال رولاندو إنريكي دومينغو، رئيس إدارة الغذاء والدواء، إن قرار التعليق المؤقت جاء بعد أن أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بإدراج التجلطات الدموية ضمن الآثار الجانبية النادرة للقاح. لكنه أشار إلى عدم وجود تقارير عن حالات أصيبت بمثل هذا الأثر الجانبي في بلاده.

وتلقت الفيليبين حتى الآن 525600 جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، بما يمثل نحو خمس ما لدى البلاد من لقاحات للوقاية من المرض، عبر مبادرة "كوفاكس". وستتسلم الشهر المقبل 2.6 مليون جرعة أخرى اشتراها القطاع الخاص.

وبدأت الفيليبين حملة التطعيم في الأول من مارس واستهلتها بتطعيم العاملين في قطاع الصحة.

إصابات كورونا في إيران تتجاوز مليوني حالة

وقالت وزارة الصحة الإيرانية إن عدد حالات الإصابة الإجمالي بفيروس كورونا المستجد في البلاد تجاوز المليونين بعد تسجيل مستوى قياسي للحالات الجديدة الخميس الثامن من أبريل (نيسان) فاق 22 ألف حالة.

وتعتزم الحكومة فرض قيود أكثر صرامة لمكافحة الجائحة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري للتلفزيون الرسمي، "للأسف بعد تسجيل 118 وفاة جديدة منذ أمس، بلغ إجمالي وفيات كورونا لدينا 63 ألفاً و884. في حين بلغ عدد المصابين مليونين وستة آلاف و934 حالة بعد رصد 22 ألفاً و586 حالة جديدة منذ أمس الأربعاء".

وأعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية صدور أمر بإغلاق البازار الكبير في طهران ومناطق عمل أخرى لمدة أسبوعين إثر الزيادة الحادة في الإصابات في الأيام الماضية.

ودعا مسؤولون في قطاع الصحة المواطنين إلى تجنب التنقلات غير الضرورية والبقاء في منازلهم. وتشير بعض التقارير إلى أن أغلب أقاليم إيران البالغ عددها 31، ارتفعت درجة خطورة تفشي المرض فيها من البرتقالية إلى الحمراء.

وألقت السلطات المسؤولية في ارتفاع الحالات، قبل أي شيء آخر، على تجاهل ملايين الإيرانيين الإرشادات وسفرهم أو تجمعهم في عيد النوروز، الذي بدأ يوم 20 مارس (آذار) واستمرت الاحتفالات به مدة أسبوعين.

تونس تشدد الإجراءات

وأعلنت السلطات التونسية، تشديد الإجراءات الرامية لمكافحة تفشي كوفيد-19 في البلاد بعد ما سجلت أعداد المصابين بالفيروس في الأيام الأخيرة ارتفاعاً كبيراً، وبلغت نسبة إشغال أسرة العناية المركزة مستوى "خطيراً".

وبموجب الإجراءات الجديدة التي ستسري بين 9 و30 أبريل (نيسان) تقرر حظر التجمعات الخاصة والعامة في سائر أنحاء البلاد، وتمديد فترة حظر التجوال الليلي إلى عشر ساعات يومياً بدلاً من سبع، إذ سيسري حظر التجوال من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحاً، بعد ما كان في السابق يبدأ في الساعة العاشرة ليلاً.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة حسناء بن سليمان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الصحة فوزي مهدي، إن الإجراءات الجديدة "تعطي الإذن للولاة بغلق المناطق ذات الإخطار المرتفع التي تسجل ارتفاعاً كبيراً في العدوى بكورونا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت أن السلطات فرضت كذلك "إجبارية الحجر الصحي لخمسة أيام على جميع الوافدين على تونس" الذين سيتعين عليهم أيضاً إبراز نتيجة فحص مخبري لا يعود تاريخها لأكثر من 72 ساعة تثبت خلوهم من الفيروس للسماح لهم بالصعود على متن الطائرة.

كما تشمل التدابير المشددة "منع كل التجمعات والتظاهرات العامة وغلق الأسواق الأسبوعية".

وفي الأيام الأخيرة، حذر مسؤولون في القطاع الاستشفائي في تونس من أن الوضع الوبائي في البلاد بلغ مستوى خطيراً مع تسجيل أكثر من ألف إصابة جديدة يومياً وعشرات الوفيات.

ولغاية 6 أبريل سجلت تونس، التي يقل عدد سكانها عن 12 مليون نسمة، نحو 265 ألف إصابة مؤكدة بالفيروس، بينها أكثر من تسعة آلاف حالة وفاة.

أعلى حصيلة يومية في تركيا

سجلت تركيا، الأربعاء، أكثر من 50 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، في أعلى حصيلة يومية منذ بداية الجائحة قبل أكثر من عام.

والإصابات الـ54.740 الجديدة إضافة إلى 276 وفاة تشير إلى أن تركيا تواجه الآن موجة ثالثة من مرض كوفيد-19 الذي أودى بحياة 32.943 شخصاً في الدولة البالغ عدد سكانها 83 مليون نسمة، وفق ما أظهرت الأرقام الرسمية.

وأجبرت الأعداد المتزايدة للإصابات الحكومة على تشديد القيود التي تم تخفيفها بداية مارس.

وشملت موجة العدوى أجزاء كبيرة من تركيا بما في ذلك العاصمة أنقرة وإسطنبول، كبرى مدن البلاد.

وأعلنت الحكومة التركية عودة حظر التجوال نهاية الأسبوع في المدن التي تشهد ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات، على أن تليها إجراءات أخرى خلال شهر رمضان المبارك.

وسيتم فرض إغلاق تام خلال عطلات نهاية الأسبوع خلال شهر رمضان الذي من المقرر أن يستمر من منتصف أبريل حتى منتصف مايو (أيار). وستعمل المطاعم فقط عبر خدمة التوصيل والوجبات الجاهزة.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إنه يأمل أن تساعد الإجراءات المتخذة خلال شهر رمضان تركيا على خفض عدد الإصابات قبل موسم السياحة في مايو.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة