Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في سوق النفط... خسائر صادمة تتحول إلى فرص قوية للمستثمرين

"برنت" يواصل الصعود وبيانات أميركية وصينية إيجابية تدعم التعافي العالمي

أسعار النفط تتعزز مع آفاق التعافي والبيانات الاقتصادية القوية في أميركا والصين ( أ ف ب )

بعد صدمة قاسية في تعاملات أمس، ارتدت أسعار النفط للصعود، إذ يتطلع المستثمرون لتصيد صفقات عقب الانخفاض، بفعل ارتفاع إنتاج "أوبك+" فيما تحسنت آفاق التعافي بفضل بيانات اقتصادية قوية من أميركا والصين. وتعول أسواق النفط العالمية على الاستقرار بدعم التنسيق المستمر بين كبار المنتجين حفاظاً على عدم انهيار الأسواق مرة أخرى مع الأزمة الحادة التي يعانيها الاقتصاد العالمي بسبب جائحة كورونا وتنامي موجات الوباء المنتشرة. وقفزت العقود الآجلة لخام أكثر من دولارين إلى 64.18 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط  مايعادل ‭‭2.6‬‬ في المئة.

انتعاش قطاع الخدمات الأميركي

وتلقت معنويات السوق، الإثنين، دفعة من مسح معهد إدارة التوريدات، الذي كشف أن قطاع الخدمات الأميركي بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق في مارس (آذار) الماضي. وتدعمت المعنويات الإيجابية بعد أن كشف مسح يجريه القطاع الخاص اليوم الثلاثاء، أن نشاط قطاع الخدمات الصيني تسارع في مارس الماضي، إذ عينت الشركات مزيداً من الموظفين وزاد تفاؤلها.

بيانات إيجابية تدعم السوق

وتأتي البيانات بعد تقرير للوظائف يوم الجمعة، فاق التوقعات بإضافة 916 ألف وظيفة إلى الاقتصاد الأميركي الشهر الماضي. ووفق وكالة "رويترز"، قالت مارغريت يانج المتخصصة لدى "ديلي فيكس" إن البيانات الأميركية أكدت زخم النمو في أكبر اقتصاد في العالم مما أدى إلى توقعات مشرقة للطلب على الطاقة. وتدعمت المعنويات الإيجابية إذ كشف مسح للقطاع الخاص أن قطاع الخدمات الصيني تسارع في مارس الماضي، إذ عينت الشركات مزيداً من الموظفين وزاد تفاؤلها. إضافة إلى ذلك، من المقرر أن تخفف بريطانيا قيود الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا في 12 أبريل (نيسان) الحالي، مع إعادة فتح أنشطة من بينها كامل المتاجر وصالات الألعاب الرياضية وصالونات تصفيف الشعر ومناطق الضيافة الخارجية، كما ستسمح نيوزيلندا للأستراليين زيارات من دون حجر صحي اعتباراً من 9 أبريل، مكونة "فقاعة سفر" للدول المجاورة. وأسهمت تلك العوامل إلى جانب الطلب في تبديد أثر مخاوف حول اتفاق أُبرم الأسبوع الماضي من جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء المجموعة المعروفة باسم "أوبك+" لإعادة 350 ألف برميل يومياً من الإمدادات في مايو (أيار)، و350 ألف برميل يومياً أخرى في يونيو (حزيران) و400 ألف برميل يومياً في يوليو (تموز) المقبل. ويتحول انتباه السوق الآن إلى محادثات غير مباشرة تجريها الولايات المتحدة وإيران في فيينا اعتباراً من اليوم في إطار مفاوضات أوسع نطاقاً لإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.

تراجع يطال "برنت" والخام الأميركي 

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من أربعة في المئة عند تسوية تعاملات الإثنين، ليهبط "برنت" لأدنى مستوى 63 دولاراً، مع مخاوف زيادة الإمدادات. وبموجب الاتفاق الجديد لـ "أوبك+"، ستكون خفوض "أوبك+" أعلى بقليل من 6.5 مليون برميل يومياً في الشهر المقبل، مقارنة مع سبعة ملايين برميل يومياً في أبريل الحالي. وتضررت أسعار الخام أخيراً مع استمرار قيود الإغلاق في أوروبا، وسط تزايد إصابات كورونا. وعند التسوية، هبط سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم مايو المقبل بنحو 4.6 بالمئة إلى 58.65 دولار للبرميل. وتراجع سعر العقود المستقبلية لخام "برنت" القياسي تسليم يونيو المقبل بنحو 4.1 في المئة إلى مستوى 62.15 دولار للبرميل. 

تحسن آفاق التعافي

من جهته، تحدث المحلل النفطي كامل الحرمي لـ "اندبندنت عربية"، عن ارتفاع أسعار النفط اليوم بقوله، "جاء الانتعاش بدعم من تحسن آفاق التعافي الاقتصادي وبفضل بيانات قوية من الولايات المتحدة والصين، مما يعتبر علامة مبشرة على عودة النمو للاقتصاد العالمي من جائحة كورونا". وأضاف الحرمي، "الأسواق ما زالت تحت ضغط متواصل نتيجة تأثير زيادة الإمدادات من جانب "أوبك+"، وارتفاع إنتاج إيران وتعزيز صادراتها النفطية إلى الصين والهند، على الرغم من العقوبات المفروضة عليها، إلى جانب الأضرار الناجمة عن تهديد بموجة شديدة أخرى من إصابات كورونا". 

التوقيت لم يكن جيداً

وقال مدير عقود الطاقة في "ميزوهو" للأوراق المالية، بوب يونجر إن "التوقيت لم يكن جيداً، وبدا وكأن "أوبك+" تتجه لتمديد الاتفاق، لكنهم لم يفعلوا، والآن يبدو وكأنه سيتعين عليهم أن يدفعوا ثمن ذلك على الأقل في الأجل القصير". وتعافى النفط من مستويات منخفضة تاريخية بلغها العام الماضي، وذلك بدعم من خفض قياسي من "أوبك+" للإنتاج سيستمر أغلبه بعد يوليو المقبل، ومن بعض التعافي في الطلب، والمتوقع أن تتسارع وتيرته خلال النصف الثاني من العام الحالي. 

الهند تعمق خفض المشتريات من النفط السعودي

إلى ذلك، قالت ثلاثة مصادر إن مشتريات شركات التكرير الهندية المملوكة للدولة ستخفض وارداتها من النفط السعودي بنسبة 36 في المئة في مايو (أيار) عن المعدلات العادية، في علامة على تصاعد التوتر مع الرياض، حتى بعد أن دعمت المملكة فكرة زيادة الإنتاج من "أوبك"، ومنتجين متحالفين مع المنظمة الأسبوع الماضي.
وتعتبر الهند ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب وكالة "رويترز" قالت المصادر، "إن شركات التكرير الهندية المملوكة للدولة قدمت طلبيات لشراء 9.5 مليون برميل من النفط السعودي في مايو (أيار)، مقارنة مع المستوى المخطط سابقاً والبالغ 10.8 مليون برميل". وتشتري شركات التكرير (مؤسسة النفط الهندية وبهارات بتروليوم وهندوستان بتروليوم ومنجالور للتكرير والبتروكيماويات) في العادة 14.8 مليون برميل من النفط السعودي شهرياً. وأضافت المصادر الثلاثة أن قرار خفض المشتريات اتخذ يوم الإثنين في غضون يومين من محادثة هاتفية بين وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونظيره الهندي دارمندرا برادان.  ورفعت "أرامكو السعودية" يوم الأحد سعر البيع الرسمي لشحناتها من الخام إلى آسيا، بينما خفضت الشحنات إلى الأسواق الأوروبية والأميركية. وقال أحد المصادر الثلاثة، "فوجئنا عندما أعلنوا عن خفوض للأسواق الأخرى، بينما أعلنوا عن زيادة سعر البيع الرسمي إلى آسيا."
واقترحت الهند على شركات التكرير البحث عن مصادر للطاقة بديلة للنفط الخليجي، وهو مصدرها الرئيس للخام.

تنويع المشتريات
ومن ناحية أخرى، بدأت شركات التكرير الهندية المملوكة للدولة تنويع مشترياتها من النفط لتشمل خامات من البرازيل وجيانا والنرويج. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أريندام باجتشي، الجمعة، "نعتقد دوماً أن إمدادات الخام يجب أن تحددها السوق، لا أن تُدار بشكل مصطنع".
وأضاف أنه على الرغم من أن "أوبك+" أعلنت تخفيفاً طفيفاً لخفوض إنتاج النفط، إلا أنها ما زالت أقل كثيراً من توقعات الهند.

تعافي الصادرات الإيرانية

في سياق آخر، يرى "غولدمان ساكس" أن التعافي المحتمل لصادرات إيران لن يكون بمثابة صدمة "خارجية" لسوق النفط، وإن التعافي الكامل لن يتحقق حتى صيف 2022، في الوقت الذي من المقرر أن يبدأ فيه مسؤولون أميركيون وإيرانيون محادثات غير مباشرة في فيينا اليوم الثلاثاء في شأن الاتفاق النووي الإيراني. وأضاف "غولدمان ساكس" في مذكرة بحثية، "في ظل ما يبدو من أن "أوبك+" تدير خروجها في الوقت الحالي، فمن المرجح أن تتحول مخاوف الإمدادات إلى احتمال عودة إيران إلى اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة". وتتوقع الولايات المتحدة أن تكون المحادثات مع إيران في شأن استئناف الجانبين امتثالهما للاتفاق النووي الإيراني المبرم العام 2015، "صعبة"، ولا تتوقع أية انفراجه مبكرة.
وقال البنك إن الطريق إلى اتفاق سيستغرق أشهراً على الأرجح، مضيفاً أن المنتجين الآخرين في" أوبك+" سيتكيّفون مع زيادة محتملة في إنتاج إيران. وأضاف "غولدمان ساكس" أن عودة الصادرات الإيرانية إلى معدلها الطبيعي قبل نهاية 2021 سيقلل توقعات البنك بنهاية العام 2021 و 2022 لخام برنت عند 75 دولاراً للبرميل بمقدار خمسة دولارات، في حين أن عدم التوصل إلى اتفاق في 2022 سيتمخض عن احتمال صعود يزيد على 10 دولارات.وقال بنك "غولدمان ساكس" إنه يتوقع انتعاشاً كبيراً للطلب على النفط هذا الصيف، حتى بعد توقع زيادة إضافية بمقدار مليوني برميل يومياً في إنتاج "أوبك+" بعد يوليو المقبل.

المزيد من البترول والغاز