Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الأجندة الخارجية" كلمة السر في تفاصيل "المؤامرة" ضد أمن الأردن

انقلاب عسكري يتيم وتاريخ طويل من التهديدات التي واجهتها عمان

يواجه الأردن تهديدات حقيقية غير مسبوقة في تاريخ مئة عام من عمره (أ ف ب)

تحضر عبارة "الأجندة الخارجية" بقوة في الأدبيات السياسية للحكومة الأردنية منذ سنوات، لكنها ظهرت بكثافة في الساعات الأخيرة مع كشفها عن "مؤامرة استهدفت أمن الأردن واستقراره".
واعتادت السلطات الأردنية على مواجهة الاحتجاجات الداخلية في شأن التقصير الحكومي برفع لافتة "الأجندات الخارجية" بوجه المحتجين والمنتقدين، كما حدث أخيراً حين خرجت تظاهرات غاضبة في محافظات أردنية عدة إثر فاجعة مستشفى السلط الحكومي، لكن ذلك لا ينفي أن الأردن المتموضع وسط محيط ملتهب في دول الجوار، مر بتحديات عدة، ويواجه تهديدات حقيقية غير مسبوقة، في تاريخ مئة عام من عمر هذا البلد الذي يتمتع بخصوصية "جيواستراتيجية".

"النجاة من الربيع العربي"

يقول مراقبون إن الأردن، استطاع البقاء بمنأى عن تأثيرات "الربيع العربي"، وظل يراوح طيلة السنوات الماضية بين تهديدات عدة، لكن الحكومة الأردنية لم تحدد على وجه الدقة الجهات الخارجية التي تواصل معها المتهمون بالمؤامرة الأخيرة ضد البلاد، ما فتح الباب واسعاً أمام التكهنات.
وأكد جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأسبق، أن "الجهة الخارجية التي امتنعت الحكومة عن ذكرها خلال الكشف عن تفاصيل المؤامرة الأخيرة ضد أمن الأردن، قد تكون أطرافاً إسرائيلية، وتحديداً رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، والتيار الذي يمثله، إذ كان له مواقف معادية للأردن، وتصريحات عدة رأت في الملك عبدالله الثاني تحدياً له وعقبةً في طريق طموحه السياسي"، مشيراً إلى أن "البيان الذي صدر عن تل أبيب بخصوص الأحداث في الأردن لم يكن واضحاً كبقية الدول، وجاء محايداً". لكن إسرائيل، لم تعلق على الاتهامات التي تم تدواولها حول ضلوع جهات فيها في ما شهدته عمان.

وفي المقابل، فإن الأمير حمزة، كان قد أوضح في تسجيل مصور له، عدم تأثره بجهات خارجية، أو التورط في مؤامرة.

مصالح خارجية

وفقاً للكاتب السياسي، زيد النوايسة، فإن "الاحتجاجات المطلبية زادت خلال العشرية الأخيرة تزامناً مع ما عُرف بالربيع العربي، وارتبطت بالظروف المعيشية والبطالة والغلاء، لكن محاولة التمرد على قانون الدفاع الذي أُقرّ لمواجهة جائحة كورونا، أوحت بأنها أصبحت احتجاجات غير تقليدية ومنظمة، وتقف خلفها جهات خارجية".
ولا ينفي النوايسة وجود "مصلحة لأطراف خارجية وداخلية مرتبطة بالخارج فيما يحدث في الأردن"، مؤكداً أن "ثمة من يستغل حالة عدم الرضا الشعبية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


فزاعة سوريا

في المقابل، يصف البعض مصطلح "الأجندات الخارجية" بأنها "فزاعة" يتم استغلالها لثني المطالبات الشعبية، خصوصاً عبر التخويف مما حدث في سوريا وجر البلاد إلى الدمار.
وبادر العاهل الأردني منذ عام 2011 إلى القيام بخطوات إصلاحية عدّل بموجبها ثلث الدستور، وأنشئت محكمة دستورية وهيئة مستقلة للانتخابات، فضلاً عن تقديم سبع أوراق نقاشية تحدد رؤيته للديمقراطية والإصلاح، وإعادة النظر بالقوانين الناظمة للحياة السياسية، ومنها قانون الانتخاب.

انقلاب عسكري يتيم

في السياق ذاته، أكد الكاتب فهد الخيطان، أن "عقود المئوية الأولى للدولة الأردنية لم تكن كلها سنوات استقرار، بل شهدت محاولات عدة للانقلاب على الحكم والدستور، لكنها انتهت بالفشل، وظل الدستور والنظام النيابي الملكي الوراثي صامداً". وشهد الأردن في عام 1957 محاولة انقلاب عسكرية يتيمة دارت رحاها بين وحدات بدوية معظمها موالية للملك حسين ووحدات قومية سميت "حركة الضباط الأحرار".
وفي عام 1970 خلال الحرب في الأردن، وتحديداً ما عُرف بـ"أيلول الأسود"، وهو الصراع الذي نشب بين القوات المسلحة الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، كان النظام الأردني على موعد جديد مع التهديدات لنظام الملك حسين بن طلال.
بعد ذلك بسنوات في عام 1980، حشد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد جيشه على الحدود الشمالية للأردن، وهدد بشن حرب ضده بحجة "الحفاظ على أمن سوريا وأمن الأمة العربية".

المزيد من العالم العربي