Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصير الانتخابات الفلسطينية بيد إسرائيل بسبب القدس

وزير خارجية السلطة يتواصل مع اللجنة الرباعية الدولية للضغط على تل أبيب

توصية من الحاكم العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية بمنع إجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس (اندبندنت عربية)

تربط السلطة الفلسطينية بين إجراء الانتخابات العامة وموافقة إسرائيل على إجرائها في القدس، باعتبار أن ذلك حق لا تنازل عنه، في حين أوصى مسؤول إسرائيلي كبير بعدم السماح بإجرائها، في ظل عدم تبلور موقف إسرائيل من ذلك.

وقبل نحو 45 يوماً من موعد إجراء الانتخابات التشريعية، بدأت السلطة الفلسطينية حملة سياسية واتصالات دبلوماسية عالمية في محاولة للضغط على تل أبيب لكي تسمح بإجرائها في القدس، في ظل اتهامات للسلطة الفلسطينية باستخدامها قضية القدس "ذريعة لإلغاء الانتخابات".

وعلى الرغم من أن تل أبيب لم ترد رسمياً حتى الآن على طلب السلطة الفلسطينية بالسماح بإجراء الانتخابات في القدس، إلا أن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية كميل أبو ركن أوصى برفض ذلك، مضيفاً خلال مقابلة مع القناة 11 التلفزيونية أن إجراءها يعتبر "خطأً كبيراً بسبب الخطر المرتفع لفوز حماس فيها".

وخلال الأيام الماضية، تصاعدت التصريحات الفلسطينية الرسمية ومن بعض الفصائل الوطنية المطالبة بإجراء الانتخابات في القدس باعتباره حقاً سيادياً للفلسطينيين، والتأكيد على أن القدس عاصمة لدولة فلسطين، وأن إجراء الانتخابات من دونها يعتبر "تنازلاً عنها واعترافاً بضم إسرائيل لها بوصفها عاصمة موحدة لها".

فرصة

وينص اتفاق المرحلة الانتقالية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على "إجراء الاقتراع في القدس الشرقية في مكاتب بريد تتبع سلطة البريد الإسرائيلية، وعددها خمسة مكاتب وتضم 11 محطة اقتراع".

ومع أن إسرائيل وافقت على إجراء الانتخابات التشريعية عام 2006 قبل موعدها بأسبوعين، فإن "بدء التلويح بتأجيل أو إلغاء الانتخابات قبل فترة طويلة من موعدها يعتبر تمهيداً لذلك، بحسب محللين سياسيين تحدثت إليهم "اندبندنت عربية".

وتسعى السلطة الفلسطينية إلى إعطاء فرصة للجهود الدولية الهادفة إلى ضمان موافقة إسرائيل على إجراء الانتخابات في القدس قبل أن تقرر مصيرها.

"ليست ذريعة"

"الانتخابات إنجاز ديمقراطي، لكنها لا ترقى إلى الإنجاز السياسي الأكبر لإجرائها في القدس"، يقول حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ورئيس هيئة الشؤون المدنية المسؤولة عن التواصل مع إسرائيل، مؤكداً أن "القدس ليست ذريعة كما يقول البعض".

ويعتبر أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن مشاركة الفلسطينيين في القدس بعملية الانتخابات "ليست عملية فنية لكنها سياسية، وترمز إلى عدم تنازل القيادة الفلسطينية عنها والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل".

ويقول مجدلاني إن تأجيل الانتخابات يعتبر "خياراً واقعياً" في ظل المعطيات التي تشير إلى أن إسرائيل لن تعطي موافقة على إجرائها في القدس بسبب الأزمة السياسية الإسرائيلية، وعدم ظهور أطراف الأزمة بصورة المتنازل عن القدس".

"من دون انتظار الإذن من إسرائيل"

إزاء ذلك، حذّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من "محاولات بعض القوى جعل قضية رفض إسرائيل مشاركة المقدسيين في الانتخابات شماعة لإلغاء الانتخابات"، مؤكدة وجوب إجراء الانتخابات في القدس "من دون انتظار الإذن من إسرائيل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانضمت حركة "حماس" إلى الأصوات الرافضة ربط إجراء الانتخابات بموافقة إسرائيل، مؤكدة على لسان عضو مكتبها السياسي محمد نزال أن حركته ضد "تأجيل الانتخابات والتذرع بعدم إجرائها في القدس".

وطالب نزال بـ "البحث عن البدائل المناسبة لإجراء الانتخابات في القدس، بما يؤكد مركزتها وأهميتها لدى الفلسطينيين، وبما لا يعطل الانتخابات".

وقالت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية إنها ترفض إجراء الانتخابات من دون القدس، مشيرة إلى أن إسرائيل عملت خلال انتخابات 1996 و2005 و2006 على نشر إشاعات هدفت إلى ترهيب المقدسيين من التوجه إلى مكاتب البريد تفيد بعزمها على حرمان المقدسيين الذين يشاركون في الانتخابات الفلسطينية من مزايا وخدمات يتمتعون بها كأفراد يحملون الهوية الزرقاء".

اللجنة الرباعية الدولية

وضمن الجهود الدبلوماسية الفلسطينية لإجراء الانتخابات في القدس، وجه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي رسائل إلى أعضاء اللجنة الرباعية الدولية للتأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات في "أرض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية"، محذراً من أن "إجراء الانتخابات من دونها غير مقبول".

وأشار المالكي إلى أن "المرسوم الرئاسي لإجرائها جاء بناء على تفاهمات أساسها أن الانتخابات ستعقد في الأرض الفلسطينية المحتلة كلها، وفي القلب منها مدينة القدس الشرقية".

وشدد المالكي على "ضرورة تدخل الرباعية الفوري والسريع مع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لتمكين مشاركة المقدسين في الانتخابات، ترشحاً وانتخابا ودعاية، تماماً كما شاركت القدس في الانتخابات السابقة".

رسالة إسرائيلية

ويقول المتخصص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور إن "تل أبيب بعثت رسالة إلى السلطة الفلسطينية عبر القنوات بأن الانتخابات لن تكون في مصلحة السلطة، وأنها لن تساعد في إنجاحها".

وأضاف منصور أن "الموقف الإسرائيلي من إجراء الانتخابات في القدس لم يتبلور بشكل نهائي بعد في ظل أزمة تشكيل الحكومة، فتل أبيب حريصة على ألا تتراجع عن المكاسب السياسية التي حققتها بعد اعتراف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأشار منصور إلى أن "تل أبيب تبحث عن صيغة لإفراغ إجراء الانتخابات في القدس من مضمونها".

لكن رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي يعتبر أن "إصرار السلطة الفلسطينية على إجراء الانتخابات في القدس حق يراد به باطل"، مضيفاً أن "عملية الانتخابات بكاملها بيد إسرائيل وليس بالنسبة إلى القدس وحسب".

واستغرب الشوبكي "حملة التحذير" من عدم إجراء الانتخابات، وربطها بسماح إسرائيل بها، مشيراً إلى أن "السلطة الفلسطينية تعمل على التهيئة لاحتمال تأجيل الانتخابات إذا لم تكن نتائجها لمصلحتها".

المزيد من العالم العربي