Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كندا حنا: نعمل في أسوأ الظروف وهمنا أن نبقى

الممثلة السورية تتمنى أن تنقلب الموازين وترى أن البزنس يغزو الفن

الممثلة السورية كندا حنا (اندبندنت عربية)

وصفت الممثلة السورية كندا حنا، وضع الدراما السورية، بصدق وشفافية، وقالت ما لها وما عليها، وتحدثت عن يأس يعيشه بعض الممثلين، تجعلهم يقبلون بأي عمل كان، لتأمين مصدر رزقهم. وتحدثت عن مجازفة المنتجين السوريين في تقديم أعمال درامية، يمكن أن توقعهم في خسائر، لأنهم لا يضمنون عرضها إلا على محطات محلية، وكآبة يعيشها الممثل لأن الجمهور العربي لن يرى جهده وتعبه.

ترى كندا أنه لا يمكن تحميل جهة واحدة مسؤولية تردي الدراما السورية في ترديها، بل لكل الأشخاص المشاركين فيها، فنيين وممثلين والمنتج والمخرج، وتضيف "عندما أقبل بالوجود في عمل لا يقدمني كما أحب كممثلة تحب مهنتها، فإنني أتحمل المسؤولية. فإما أقدم نفسي للجمهور بطريقة محترمة ووفق ظروف صحيحة، وإما أعتذر عن العمل. نحن في لبنان وسوريا، نعاني من ظروف أمنية واقتصادية واجتماعية وصحية صعبة والعمل ليس مريحاً، وأي جهة تقوم بمحاولات درامية، سواء نجحت أم لا، فهي مجبرة على ذلك، لأن كل مشروع يؤمن مورد رزق لعدد كبير من العائلات. أحياناً، يمكن أن تحصل بعض الأشياء لها علاقة بقلة الخبرة أو بمحاربات داخلية وخارجية، وبمحطات لا تشتري، ولكن هذا لا يعني أن الأعمال ليست جيدة بالمطلق، والمنتجون يحاولون أن يحققوا أرباحاً محدودة كيلا نخسر الدراما السورية".

 

وهل تقصد أن هَمّ الممثل الأساسي بات تأمين مورد رزقه وليس العمل الجيد، توضح "بل كليهما"، ولكن ما الأولوية؟ تجيب "هناك اليائسون الذين يقبلون بأي عمل من أجل أجر يعيشون من ورائه، وآخرون يتحدون الظروف الصعبة، ولا يرضون إلا بالجيد، وهناك من يستغل هذه الظروف ويقدم أعمالاً تجارية هابطة. عندما أقرأ ورقاً وأجد أنني كممثلة غير موجودة بشكل صحيح، أعتذر عنه. في الفترة الأخيرة، اعتذرت عن كثير من الأعمال، وقبلت بمسلسل "الكندوش" لأنني أحببت شخصية "أمل" وشعرت أنني أستطيع أن أقدم دوراً له قيمة، ولأن هناك أسماء كبيرة تشارك فيه كـالممثلة القديرة سامية الجزائري وصباح الجزائري وأيمن زيدان وعدد كبير من الوجوه الجديدة المتألقة التي يمكن أن نأخذ منها ونعطيها".

حشد النجوم

لا ترى حنا أن الدراما السورية تعتمد على حشد النجوم في العمل الواحد للتسويق لنفسها، وتوضح "أنا لا أفهم في التسويق، ولكن في مرحلة ما تتعرض فيها الدراما ونجومها للمحاربة. وأي نجم يشارك في أي عمل، فمن منطلق أنه صاحب خبرة وتجربة ولديه باع طويل في المهنة، ويقدم من خبرته ونجاحه لرفع مستوى العمل ولدعم الوجوه الجديدة المشاركة فيه. أنا لا أفهم في التسويق، ولا أعرف ما وجهة نظر الشركة المنتجة، وما إذا كانت تستعين بالنجوم لأنها ترى فيه عنصراً يساعد على التسويق لأعمالها".

وعما إذا كانت تعتبر أن المرحلة الحالية تشهد أفول النجمات السوريات عربياً، بعد أن كن من أهم نجمات الصف الأول؟ تجيب: "أي ممثلة تلعب جيداً تكون الرقم واحد في عملها، في نظر نفسها وأمام مرآتها. أسماء النجمات السوريات لا تزال محفورة في أذهان الجمهور العربي وهو يتابع أعمالهن"، وتضيف: "النجومية تفرض نفسها، وعندما أتابع أي عمل محترم وأشاهد فنانة سورية تعطي من كل قلبها، لا يمكنني إلا أن أراها نجمة، ولكني لا أجيد التقييم وتحديد ما إذا كانت نجمة صف أول أو ثان، ولا أعرف من المسؤول عن هذا التقييم، هل هو الجمهور أم الإعلام أم "الفانز"، بل كل ما أعرفه أن النجمات السوريات يقدمن أفضل ما لديهن ويحاولن الوجود في الأماكن الصحيحة التي تشبه خبراتهن الطويلة التي اكتسبنها طوال الأعوام الماضية، ولا يمكن لأحد إلغاء "cv" الممثلات السوريات".

وهل ترى أن هناك شللية تتحكم في الوسط الفني، تؤكدها تعامل شركات الإنتاج خارج سوريا مع الوجوه نفسها، كعابد فهد، وتيم حسن، وباسل خياط، وقصي خولي، ومكسيم خليل، مع التأكيد على أهمية هذه الأسماء وموهبتها وقيمتها الفنية، توضح: "هذه الأسماء تعيش خارج سوريا، وهي تشتغل على نفسها ومتبناة من قبل شركات إنتاج. هذا السؤال يجب أن يوجه إلى المنتج، لأنه هو المسؤول، ولا يغامر بالتعامل مع الوجوه الجديدة، بل يركز على الممثل نفسه من عمل إلى آخر، لتسليط أنظار المشاهدين عليه. وبذلك هو يظلم نجوماً آخرين قادرين على العطاء بطريقة مختلفة. المسألة تتطلب القليل من الجرأة والمغامرة، وهناك نجوم في كل العالم العربي يستحقون الوجود أيضاً".

البزنس والفن

وعن الحسابات التي يأخذها المنتج في عين الاعتبار من إجراءات مماثلة والدور الذي تلعبه العلاقات في اختيارات منتجين للممثلين، تقول: "البزنس موجود في الفن وخارجه. الفن يقوم على علاقات ترتبط بأفكار وبتشجيع وحماس متبادل. مثلاً يمكن للممثل أن يقترح عملاً على المنتج أو لديه أفكار جديدة أو ما إلى هناك. أنا لا أعرف والجواب الحقيقي عند المنتج".

هل هذا يعني أن النجوم الموجودين داخل سوريا مظلومون؟ ترد "لا يمكنني أن أقول ذلك، ولكن يمكن أن أقول إن الدنيا صعبة في هذا الزمن، وأتمنى أن تنقلب الموازين خلال الفترة المقبلة، وأن ينال كل ممثل حقه".

ومقارنة مع زمنها الذهبي، هل يمكن القول إن الدراما السورية اليوم في زمن مزرٍ: "نحن نحاول في أتعس الظروف، وكل همنا أن نبقى موجودين، لذلك وبدل أن نقول إن الدراما السورية في وضع مزرٍ يجب أن نقول لها "برافو". من يقدم عملاً يحمل رسالة معينة في هذه الظروف، من دون أن يضمن إمكانية استعادة ماله أو حتى عرضه إلا على محطة لا يشاهده إلا السوريون، فهذه تعد خسارة للمنتج وللفنانين وهبوطاً في الأجور، حتى أن الممثل يمكن أن يصاب بالاكتئاب لأن الناس لن يشاهدوا نتيجة جهده وتعبه. نحن حريصون على دوران العجلة الدرامية، وحتى لو وقعنا في أخطاء، فإننا نتعلم منها لكي نتطور أكثر. نحن لسنا في زمن مزرٍ ولن نتوقف عن المحاولة كي نبقى موجودين وبإصرار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل تعتبر نفسها محظوظة أكثر من غيرها من الممثلات السوريات، لكونها نوعت في تجربتها بين السينما والمسرح والتلفزيون، تجيب "لست محظوظة، بل أنا تعبت على نفسي. فأنا كنت الأولى على دفعة تخرجي في معهد التمثيل، وبعد أول عمل درامي لي مع المخرج الليث حجو سُلطت عليّ الأضواء، بسبب النتيجة التي قدمتها، ومن ثم دار الدولاب. أنا لا أؤمن بالحظ بل بالتعب، وأننا لا نحصل على شيء من دونه. حتى اليوم، أنا لا يمكن أن أجلس في بيتي وأتأمل الجدران، بل أحاول إعادة تشغيل أدواتي كممثلة، رياضياً ونفسياً وصوتاً، لكي لا يغيب عن بالي ما تعلمته في المعهد. عندما تخرجت كانت الدراما في عز ألقها، وتعذبت كثيراً في مشواري الفني، مع أنني اشتغلت مع مخرجين مهمين أعمالهم تتحدث عنهم، كـالليث حجو ورامي حنا ونجدت أنزور وباسل الخطيب ورشا شربتحي وناجي طعمة، وهذا الأمر لم يحصل من فراغ بل لأنني كنت جادة وملتزمة ولدينا ما نتبادله. إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. أحياناً يُرسل إليّ ورق لا يعجبني فأعتذر عنه، لكنهم لا يتقبلون رفضي ويقولون إنني لا أريد العمل، مع أنني في الحقيقة أريد أن أخدمهم، لأنني وجدت إشكالاً في النص، ولأني أفضل أن يستغلوا طاقاتي كممثلة. لا يمكنني أن أوجد بين أيادي أشخاص لم أعمل معهم سابقاً ولا أعرف نتائج عملهم، وهذا أمر متعب ولكنه يحميني، لذا لا يمكن أن نتحدث عن لعبة حظ في مشواري الفني".

كندا التي تطل في الموسم الرمضاني المقبل في مسلسل "الكندوش"، باشرت مع الممثل مصطفى الخاني بروفات مسرحية "كاستينغ" للمخرج سامر إسماعيل، عن نص يحضر له الثنائي الخاني -إسماعيل منذ ثلاث سنوات.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة