Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجسيد رامي مالك دور فريدي ميركوري أهله للعب دور شرير جيمس بوند

إن التحول الجنوني الهادئ في مسلسل "مستر روبوت" للفائز بجائزة أوسكار يشبه ما يبدو كأنه يعيد تجسيده أحيانا في الحياة الحقيقية، بحسب إيد باورز.

بعد سلسلة أداءات لشخصيات قويّة وملتبسة، يبدو رامي مالك الأشد ملاءمة لدور الشرير في الفيلم المقبل لجيمس بوند (أ.ف.ب

كنا نتوقع قدومك يا مالك. لقد تأكّدت الإشاعات بأن رامي مالك الحائز على جائزة الأوسكار في فيلم "الملحمة البوهيمية" ("بوهيميان رابسودي")، أُسنِدَ إليه  تجسيد دور شرير جيمس بوند، وسيلعب الممثل البالغ من العمر 37 عاماً دور العدو الأحدث للعميل "007" في الفيلم رقم 25 من سلسلة أفلام جيمس بوند.

ووُصِفَتْ الشخصيّة التي سيؤدّيها مالك، ولا نعرف اسمها حتى الآن، بأنها "شرير غامض ومسلح بتكنولوجيا جديدة خطيرة". ويأتي مالك إلى دوره الجديد كواحد من أهم النجوم في عالم السينما، بعد أن هزم كريستيان بيل وفيجو مورتنسن وبرادلي كوبر، ليحصل على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل في مارس (آذار) الماضي.

لكنه أيضاً شخصية مثيرة للانقسام، إذ كان دوره كفريدي ميركوري في فيلم "بوهيميان رابسودي" أحد أكثر الأدوار إثارة للانقسام في تاريخ السنيما. من دون شك، أدّى مالك دوراً واسعاً في تجسيد ميركوري، وكان دوراً عميقاً من ممثل بدا ممزقاً بين تجسيد ميركوري أو الاكتفاء بأداء الحركات اللاإراديّة السطحيّة لذلك لنجم. وقد أبدى البعض إعجابهم بدور مالك، خصوصاً أولئك المقربين من ميركوري.  

وقد أشاد برايان ماي عضو فرقة "كوين" بمالك لقدرته على الدخول بمهارة خرافيّة إلى عمق شخصية المغني الشهير الذي كان نجم تلك الفرقة. وقال عازف الغيتار في "كوين" أن مالك "جسد فريدي إلى حدد أننا بدأنا نعتقد أنه فريدي، إنه رائع حقًا".

لكن آخرين كانوا أقل إعجاباً، انتقد روبي كولين من صحيفة "ديلي تلغراف" التجسيد "الرديء" لميركوري. وبالتأكيد، لا يمكن اتهام مالك بأنه لم يعتن بالمسائل الدقيقة، بعد تركبيه أسناناً صناعيّة لتبدو شبيهة بالأسنان الأماميّة الشهيرة لميركوري. وأثناء ذروة الفيلم، عند تقليده حفلة "لايف إيد"، بدا متأنقاً، بل كان شاربه على وشك الدوران كمروحة ليحلّق به عالياً فوق استاد "ويمبلي".

كان ذلك مثيرا للسخرية، ومبالغ فيه إلى حد الحماسة. لكن، في الوقت نفسه، قد يرى محبو أفلام جيمس بوند أن ما هو مثير للسخرية هو تحديداً ما يريده "007". يمكن القول إننا رأينا في الآونة الأخيرة أشرارا "شجعاناً" في أفلام بوند، وأدى بعضها فائزين بجوائز أوسكار مثل خافيير بارديم الذي لعب دور الحاقد راؤول سيلفا في فيلم "سكايفول"، وكذا كريستوفر والتز الذي لعب دور الرجل الممل "بلو فيلد" في آخر أفلام جيمس بوند "سبيكتر" في 2015.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعامل أولئك الممثلان مع دوريهما كما لو أن فيلم بوند مسألة جديّة، كأنه مسرحية للمؤلّف هنريك إبسن، لكن مع مزيد إطلاق النار. ومن الواضح أن ذلك كان متماشياً مع نسيج سلسلة أفلام بوند في حقبة الممثل دانيال كريَغ، المتميّزة بتزايد الانفعاليّة فيها.

ومع ذلك، يشير الدور التمثيلي لمالك إلى اتجاه جديد، خصوصاً عند الأخذ بعين الاعتبار أن فيلم بوند الــ25 ( الذي يرتقب إصداره في عام 2020) يتولى إخراجه كاري جوجي فوكوناغا الذي أخرج  مسلسل "ترو ديتكتيف". وسيحل فوكوناغا بديلاً من داني بويل الذي استُبعِد بعد رفض المنتجون السيناريو الذي قدّمه.

لقد أظهر فوكوناغا قوته في تقديم الواقعيّات المكثفة، بمعنى أنها تكون مُلامِسَة لعالمنا من دون أن تكون تماماً جزءاً منه، وقد ظهر ذلك مع الموسم الأول لمسلسل الجريمة الذي يبث على شبكة التلفزة "آتش بي أو"HBO  وحقّق نجاحاً كبيراً، وكذلك مسلسل "مانياك" على شبكة "نتفليكس" في وقت لاحق.

ويتوافق ذلك (تمثل الواقع المُكثّف) مع الأداء الذي أوصل مالك إلى شهرة عالميّة بدوره كقرصان كومبيوتر مهووس في المسلسل التلفزيوني "مستر روبوت"  Mr Robot. في ذلك المسلسل، وبدا مالك كأنه شخصية من إحدى الروايات المصوّرة أتت إلى الحياة، وهو يتسكّع في لباس يعلوه غطاء الرأس ويصيح في التعليق الصوتي حول شرور وسائل الإعلام الاجتماعية، والممثل- المُغنّي جوش غروبان.

إنه تحول جنوني هادئ يبدو مالك كأنه يعيد تجسيده أحيانا في الحياة الحقيقية. وكدليل على ذلك، يمكن مراجعة الإعلان المرعب لفنادق "ماندارين أورينتال" على "يوتيوب"، إذ يرد فيها "أنا من محبّي... الرسائل المكتوبة بخط اليد. أحب أن أظهر بمظهر لامع بغض النظر عن المناسبة... أنا من محبّي الشغب... أنا معجب بكوني بالضبط ما أريد أن أكون".

إنه لا يبدو مثل حائز على جائزة الأوسكار يقوم بالتسويق لسلسلة فنادق من فئة الخمس نجوم. وبنظراته المحدّقة وصوته الرتيب، يشبه مالك عبقرياً شريراً في حوار داخلي مع نفسه، قبل أن يضغط على زر أحمر كبير ليفجر العالم (يبدو الإعلان أكثر رعباً عندما تضاف إليه موسيقى فيلم الرعب "نحن" للمخرج جوردان بيل، كما حدث فعليّاً).

المسألة هي أنه حتى لو اعتقدت أن "بوهيميان رابسودي" كان مملوءاً بشخصيات تذكر بـ"سكاراموش" المتناقض بمزيج من التهريج واللؤم، فإن التفوّق الهائل لأداء مالك يشير إلى أنه يتمتع بإمكانيات لتجسيد دور الشرير التقليدي. ربما كان مثيراً للانقسام في فوزه بالأوسكار، لكنه كشرير بوند، قد يجسد العرض المروع الزاحف الذي يتوق إليه "007".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من فنون