Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إحباط عمليات إرهابية في الجزائر... هل تستهدف الحراك؟

باتت محافظة تيزي وزو تثير قلق السلطات

تختلف الآراء في الجزائر بشأن الأخبار عن إحباط عمليات إرهابية (رويترز)

تنتشر المخاوف الأمنية في الشارع الجزائري، في ظل تحذيرات من مخطط يستهدف البلاد. وجاء الكشف عن إحباط عمليات إرهابية بسيارات مفخخة ليؤكد الأخطار التي باتت تشغل بال الحكومة.

وأعلن الجيش تمكن وحداته من إفشال مخطط لتنفيذ عمليات إرهابية وسط مسيرات الحراك الشعبي في محافظتي بجاية وتيزي وزو. وأفاد بيان صادر عن وكيل الجمهورية في محكمة عزازقة، محافظة تيزي وزو التي تبعد 100 كيلومتر عن العاصمة، بأن وقائع القضية تعود إلى منتصف مارس (آذار)، إثر ورود معلومات إلى الشرطة القضائية عن مخطط لتنفيذ عملية إرهابية خلال التظاهرات وسط مدينتي بجاية وتيزي وزو، وذلك بتفجير مركبتين". وكشف البيان أنه بعد فتح تحقيق حُددت هوية خمسة أشخاص وحجز أسلحة حربية وذخيرة ورشاش كلاشينكوف ومسدس.

وتابع البيان أنه "بعد استكمال التحريات تم تقديم المشتبه فيهم أمام النيابة بتاريخ 29 مارس 2021، وبعد استجوابهم من جانب وكيل الجمهورية أحال القضية إلى قاضي التحقيق بموجب طلب افتتاحي عن جنايات موصوفة بأنها أعمال إرهابية، وبدوره بعد سماع المتهمين أصدر أمر إيداع ضد متهم واحد، وأوامر الوضع تحت الرقابة القضائية ضد المتهمين الآخرين".

وباتت المنطقة تثير قلق السلطات، فمطلع السنة الحالية كشفت قيادة الجيش عن حجز كمية ضخمة من الصواريخ والأسلحة والذخيرة في عمليات نوعية في المحافظة، بناء على معلومات عقب القبض على أحسن رزقان المدعو "أبو الدحداح". وأشارت قيادة الجيش إلى أن الأمر يتعلق بمنظومة صواريخ مضادة للطائرات وقذائف هاون وقنابل تقليدية الصنع، وغيرها من أنواع مختلفة لقطع السلاح".

تضارب

ويقول أستاذ العلوم السياسية عبدالوهاب حفيان إنه "على الرغم من المعلومات الشحيحة عن العملية، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى بعض الفلول والخلايا الإرهابية النائمة في المنطقة، وهي تحاول الظهور بعد الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعات خلال الأسابيع القليلة الماضية". ويشير حفيان إلى أن "هذه المجموعات تتبع "القاعدة"، وقد تلقت خسائر كبيرة على مستوى مركزها في المنطقة الحدودية مع تونس". ويعتقد أن "الاستراتيجية الإجرامية تستهدف تأجيج الوضع الهش في منطقة القبائل لضرب التجانس المجتمعي وخفض استقطاب الحراك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، يعتقد الناشط السياسي كريم واعلي أن "المجموعة المقبوض عليها تنتمي إلى التنظيم الانفصالي، الحركة من أجل تقرير المصير في منطقة القبائل، الذي يتزعمه فرحات مهني"، مضيفاً أن "هذه الحركة تنشط في الخارج خصوصاً في فرنسا وبشكل أقل في بعض مناطق الجزائر، وهي تطالب بالانفصال".

ويتابع واعلي أن "التحذيرات الرسمية تستهدف هذه الحركة التي باتت تزعج السلطات أمام الهيئات الحقوقية الدولية، كما أن مشروع قانون سحب الجنسية جاء لوضع حد لأعضائها".

ويعتبر الطالب الجامعي يوسف الجيلالي أن "الضغط الذي باتت تعيشه الحكومة على جميع المستويات دفعها إلى تأليف مثل هذه القصص". ويشير إلى أن "الحديث عن تهديدات إرهابية داخلية لم يعد يصدقه الشعب الجزائري بعد النجاحات التي حققها جيشه، واكتسابه خبرة عالية منذ التسعينيات". وختم أن "الهدف هو إضعاف الحراك وتوجيه الرأي العام".

التحذيرات الرسمية تتصاعد

وتصاعدت التحذيرات الرسمية من محاولات ومخططات لاستهداف أمن الجزائر وجرها إلى الفوضى والفتنة والانشقاق، إذ دعا الرئيس عبدالمجيد تبون إلى استمرار "اليقظة والحذر على جميع المستويات". وشدد خلال اجتماع للمجلس الأعلى للأمن، لبحث الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية، على "تمكين الجزائر من ولوج المراحل المهمة المقبلة، بما يتكيف وتحديات العام 2021، والتطورات غير المسبوقة التي عرفتها المنطقة خلال الآونة الأخيرة، وخصوصاً ضمن المجال الإقليمي المجاور".

وحذّر رئيس البرلمان المنحل، سليمان شنين، من خطورة المخططات التي تحاك خارج الجزائر التي باتت مستهدفة ويراد أن تمزق وحدتها الوطنية، وتزرع فيها الفتن وكل ما من شأنه أن يلهي الشعب والدولة عن الأهداف والطموحات الحقيقية، داعياً إلى أن يكون الحراك إضافة نوعية في الحياة السياسية.

وقالت الحكومة إن الجزائر باتت مستهدفة بحرب إلكترونية تقودها جهات أجنبية راهنت على فشل المسار الديمقراطي. وحذّر المتحدث باسمها، عمار بلحيمر، من تنامي الجريمة الإلكترونية كلما حلت مناسبات فارقة في مسار الجزائر الجديدة، وذلك من طريق استدراج الشباب عبر غسل الأدمغة والتحريض على العنف وبث الفرقة بين الجزائريين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي