Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مغربية تسعى لتحرير المرأة بالرسوم المصورة

تناضل زينب من خلال فنها من أجل "تبديل القوانين التي صاغها رجال للتحكم بأجساد النساء"

زينب فاسيكي حاملةً كتابها "حشومة" في الدار البيضاء في 17 مارس الحالي (أ ف ب)

تنشط الرسامة المغربية زينب فاسيكي بانتظام في دورات تكوينية في الرسوم المصورة لحض الشباب على صقل مواهبهم من أجل "تغيير المجتمع" وتحرير المرأة. وتعد الفنانة الشابة (26 عاماً) من رواد الرسوم المصورة، التي توظفها للدفاع عن المساواة. واستقطبت مداخلتها الأخيرة نحو عشرة تلاميذ ورسامين محترفين أواسط مارس (آذار)، في الدار البيضاء تهدف إلى مساعدتهم على إيجاد أجوبة إبداعية، للرد على تعليقات مسيئة بثها بعض رواد المواقع الاجتماعية، بخصوص مبادرة "حتى أنا" ("أنا أيضا" me too) للتنديد بالاعتداءات الجنسية ضد النساء.
وأعربت زينب عن استهجانها تحميل "ضحية الاغتصاب مسؤولية ما تتعرض له، بينما تبرئ الجاني"، قبل أن تترك للمشاركين حرية التعبير سواء بأقلام الرصاص أو على لوحات رقمية.
تعرف زينب فاسيكي نفسها بأنها "فنانة ناشطة" تجمع بين الفن والدفاع عن حقوق المرأة. ويعد الفن بالنسبة لها "وسيلة أساسية من أجل التغيير، فالصورة تملك سلطة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي".

سلسلة وثائقية
وشاركت فاسيكي، أخيراً، في توثيق حلقة من سلسلة "حتى أنا" الوثائقية على "يوتيوب"، تتضمن شهادة صادمة لشابة مغربية (22 عاماً) كانت ضحية اغتصاب لسنوات من طرف شقيقها، مقابل لا مبالاة تامة من والديهما.
خلافاً لحركة "مي تو" التي ظهرت في الولايات المتحدة قبل بضع سنوات، اختار معظم الضحايا المشاركات في هذه السلسلة الحديث من وراء حجاب، حيث خضعت أصواتهن لتعديل تقني وركبت على رسوم مصورة.
فزيادة على الشعور "بالعار" والوصم الاجتماعي، يمكن أن يتحول فضح اعتداء جنسي إلى ملاحقة الضحية بمقتضى قانون يجرم إقامة علاقات جنسية دون زواج، كما يذكر منتج هذه السلسلة يوسف الزيراوي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


النظرة إلى المرأة
وتقول زينب فاسيكي، إنها أصبحت مناضلة نسوية وهي في الرابعة عشرة من عمرها، حين تولد لديها هذا الوعي "تزامناً مع سن البلوغ، وشعورها بأن المرأة ينظر إليها في الغالب وكأنها خطيئة".
وتناضل زينب من خلال رسومها من أجل "تغيير القوانين التي صاغها رجال للتحكم بأجساد النساء".
وتعتبر فاسيكي، الكاتبة والناشطة النسوية الفرنسية سيمون دو بوفوار مثلها الأعلى، ومؤلفها "الجنس الآخر" مرجعها.
أما تكوينها الفني، فيعود إلى "مطالعتها قصص الرسوم المصورة" منذ الطفولة، قبل أن تبدأ الرسم في سن المراهقة و"تلتقي مؤلفي رسوم مصورة خلال مهرجانات" عندما صار بمقدورها السفر.
واشتهرت الفنانة المغربية خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال رسم نفسها عارية، "ثم من خلال رسوم تظهر أجساد نساء كما هي من دون أي خطوط حمراء". وتقول في هذا الصدد "تعتقد بعض المناضلات النسويات أن رسم أجساد عارية لا يخدم القضية، لكنني أظن أنه بمثابة ثورة ومقاومة إزاء تاريخ مبني على الأبوية".

"حشومة"
ومنحها ألبوم "حشومة" (عيب) الذي نشر، أخيراً، صدى أكبر، ويتناول "الثقافة التي ترى في التعرض لجسد المرأة نوعاً من العيب"، في بلد لا تزال فيه التربية الجنسية غائبة عن المناهج التعليمية.
نشر هذا الألبوم في باريس في عام 2019 بعد ما رفض ناشرها المغربي اعتماده، وأعيد طبعه مرات عدة محققاً "مبيعات جيدة" في المغرب، وفق ناشرها فلوران ماسو.
ويقول ماسو "زينب جد شجاعة وتبقى دائماً إيجابية على الرغم من أنها تتعرض لكثير من الشتائم على المواقع الاجتماعية".
وتحضر الفنانة المغربية "معرضاً كبيراً" في متحف الفن المعاصر بتطوان (شمال المغرب) الخريف المقبل، كما ستشرع في تقديم دروس لطلبة مدرسة الفنون الجميلة بالمدينة. وتعرب عن سعادتها الغامرة لأنها "ستواجه" من تصفهم بـ"الفنانين الذين يعارضون العري الفني".
وتطمح زينب أيضاً من خلال الدورات التكوينية التي تشرف عليها إلى "تطوير حضور النساء في الميدان الفني" و"مساعدة الفتيات للتخلص من التحكم الأسري".
وتقول "عندما بدأت أنشر على المواقع الاجتماعية خيرتني أسرتي بين التوقف أو أن أعتبر نفسي خارجها". لكنها لم تتوقف، بالنسبة إليها "هذا النوع من التحكم بأطفال لا يقترفون أي ذنب سوى التمتع بهواياتهم دمر آلاف المواهب".

المزيد من ثقافة