انتقدت منظمة الصحة العالمية، الخميس 1 أبريل (نيسان)، بطء حملة التلقيح ضدّ كوفيد-19 في أوروبا، معتبرةً أنه "غير مقبول"، بينما تواجه القارة وضعاً وبائياً يعدّ "أكبر مصدر للقلق" منذ أشهر، في حين اضطرّت فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى فرض تدابير صارمة لمناسبة عيد الفصح.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوغه، "حالياً الوضع الإقليمي هو المصدر الأكبر للقلق الذي شهدناه منذ أشهر عدة".
ففي منطقة أوروبا التي تشمل في منظمة الصحة العالمية نحو خمسين دولة، بينها روسيا وعدة دول من آسيا الوسطى، تجاوز عدد الوفيات 24 ألفاً الأسبوع الماضي، ويقترب "سريعاً" من عتبة المليون بحسب المنظمة.
واعتبر كلوغه أن "الوتيرة البطيئة للتلقيح تطيل أمد الوباء"، مشدداً على أن "اللقاحات هي أفضل وسيلة للخروج من الجائحة". وأضاف، "لكن إعطاء هذه اللقاحات يجري ببطء غير مقبول"، داعياً أوروبا إلى "تسريع العملية عبر تعزيز الإنتاج وخفض العراقيل أمام إعطاء اللقاحات وعبر استخدام كل جرعة لدينا في المخزون".
توسيع القيود في فرنسا
في فرنسا حيث يسجّل الوضع الوبائي تدهوراً منذ أسابيع مع تخطي أعداد المصابين الذين أدخلوا أقسام الإنعاش خمسة آلاف شخص، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توسيع نطاق القيود المفروضة على التنقل لتشمل البلاد بأكملها. وقال إنه سيتم إغلاق المدارس لمدة ثلاثة أسابيع، في وقت تسعى البلاد إلى مكافحة موجة ثالثة من حالات الإصابة بفيروس كورونا قد تجعل المستشفيات غير قادرة على استيعاب المرضى.
وقال ماكرون في خطاب للأمة بثه التلفزيون، "إذا لم نتحرك الآن سنفقد السيطرة على الوضع". وكشف أنه قرر تمديد إجراءات العزل العام المفروضة في العاصمة باريس وقطاعات واسعة من الشمال وأجزاء من الجنوب الشرقي، لتشمل البلاد بأكملها اعتباراً من يوم السبت ولمدة شهر على الأقل.
وحذّر وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، لراديو "فرانس إنتر"، أن البلاد قد تصل إلى ذروة الموجة الثالثة من جائحة كوفيد-19 خلال سبعة إلى عشرة أيام.
وأقرّ البرلمان الفرنسي، الخميس، حظر استهلاك الكحول في الحدائق والأماكن العامة لتقليل التجمّعات، في إطار تدابير جديدة قدّمها رئيس الوزراء جان كاستكس أمام النواب وتهدف إلى الحد من الموجة الثالثة من الوباء.
من جهة أخرى، دعت فرنسا الأوروبيين إلى تأمين "مليارات اليورو" اللازمة "قبل الصيف" لتطوير الجيل الثاني من اللقاحات المضادة للفيروس إذا كانوا لا يريدون أن يجدوا أنفسهم مرة أخرى في وضع صعب. ودعا وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمنت بون، إلى عقد "مؤتمر أوروبي بشكل ما في الأسابيع المقبلة... لنوفّر موارد مالية سريعة".
وأودى الوباء بحياة 95337 شخصاً في فرنسا، وتسبب في وصول وحدات العناية المركزة في المناطق الأشد تضرراً إلى نقطة الانهيار. وستغلق المدارس لمدة ثلاثة أسابيع بعد عيد القيامة الذي يوافق مطلع الأسبوع.
وقال الرئيس الفرنسي إنه اعتباراً من 16 أبريل (نيسان) سيكون بمقدور الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً الحصول على التطعيم ضد "كوفيد-19"، وسيتم اعتباراً من 15 مايو (أيار) خفض الحد الأدنى للسن، ليتاح التطعيم لمن تزيد أعمارهم على 50 عاماً.
تدابير في دول عدة
وفي مواجهة الموجة الثالثة، تكثّف الدول الأوروبية الأخرى الإجراءات في محاولة للحد من انتشار الفيروس، خصوصاً على صعيد السفر.
وستعزّز ألمانيا "في الأيام الثمانية إلى الـ14 المقبلة" عمليات التدقيق على حدودها البرية، ولا سيما مع فرنسا والدنمارك وبولندا. وناشدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مواطني بلدها الخميس البقاء في منازلهم في عطلة عيد القيامة والالتقاء في مجموعات أقل عدداً، من أجل وقف الموجة الثالثة من جائحة فيروس كورونا، بعد أن أعلنت العاصمة برلين فرض حظر ليلي على التجمّعات اعتباراً من الجمعة. وقالت ميركل في رسالة مصورة، "يجب أن تكون عطلة هادئة مع الأشخاص الأقرب لكم مع أقل قدر من الاختلاط، أحثكم على الامتناع عن السفر غير الضروري"، مضيفةً أن هذه أفضل طريقة لمساعدة الأطباء والممرضين على مكافحة الفيروس.
واتُهمت ميركل بفقد إحكام قبضتها على أزمة مرض كوفيد-19 الأسبوع الماضي، بعد أن تخلت عن خطط مد العطلة التي اتفقت عليها قبل ذلك بيومين مع حكام 16 ولاية المانية. وحاولت منذ ذلك الحين إلقاء اللوم على حكام الولايات الذين اتهمتم بعدم الالتزام باتفاقات سابقة حول إعادة فرض القيود إذا ارتفعت الإصابات.
بلغاريا من جهتها اتخذت قراراً مثيراً للجدل، يقضي بتخفيف القيود المرتبطة بالوباء الخميس، قبل ثلاثة أيام من الانتخابات بينما بلغ معدل الوفيات أعلى مستوياته. وقال وزير الصحة كوستدين أنغيلوف، "نحن بالتأكيد في ذروة الموجة الثالثة لكن الأمور ستتحسّن في الأسابيع المقبلة". وأعيد فتح المطاعم والمقاهي على الشرفات التي تم إغلاقها قبل 10 أيام، وأصبح بإمكان قاعات الرياضة وحمامات السباحة ودور السينما والمسارح والسيرك والمتاحف أن تستقبل الجمهور بنسبة 30 في المئة من سعتها.
تمديد التدابير في إيطاليا
في السياق، أصدر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي مساء الأربعاء (31 مارس) مرسوماً مدّد بموجبه لغاية 30 أبريل العمل بالتدابير السارية لمكافحة كورونا، بما في ذلك إغلاق المطاعم والمتاجر والمتاحف.
ويفرض المرسوم الجديد إلزامية تطعيم العاملين الصحيّين ضد فيروس، لكنه يُبقي على المدارس الابتدائية مفتوحة، كما يترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية تخفيف هذه القيود قبل نهاية أبريل إذا ما تحسّن الوضع الوبائي في البلاد.
وينصّ المرسوم على أنّه من 7 ولغاية 30 أبريل ستبقى كل مناطق البلاد مصنّفة إما "حمراء" أو "برتقالية"، في وقت وحده التصنيف "الأصفر" يجيز للمطاعم بأن تفتح أبوابها حتى الساعة السادسة مساءً ويسمح بقدر أكبر من حرية التنقّل.
ويخضع القسم الأكبر من إيطاليا لقيود صارمة (إغلاق المطاعم والمقاهي وفرض قيود على التنقّلات...) في محاولة من الحكومة للحدّ من تفشّي العدوى في وقت تجتاز فيه البلاد موجتها الوبائية الثالثة.
وخلال عطلة عيد الفصح ستوضع البلاد بأكملها في الخانة "الحمراء" (خطر مرتفع لانتقال العدوى وقيود قصوى)، وذلك في مسعى من الحكومة للحدّ من التفاعل الاجتماعي في هذا العيد الذي يحتفل به غالبية الإيطاليين وعادة ما يرون فيه مناسبة للمّ شمل أسرهم.
ووفقاً لبيانات وزارة الصحة، حصدت الجائحة حتى اليوم في إيطاليا أرواح أكثر من 108 آلاف شخص.
إجراءات طارئة في اليابان
في سياق مشابه، قال وزير الاقتصاد الياباني ياسوتوشي نيشيمورا، الخميس 1 أبريل، إن بلاده ستتخذ إجراءات طارئة في منطقة أوساكا لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
وقال نيشيمورا الذي يشرف على تصدي اليابان للجائحة، إن الإجراءات ستستمر من الخامس من أبريل حتى الخامس من مايو (أيار) المقبل.
وكان حاكم أوساكا دق ناقوس الخطر الأربعاء (31 مارس)، من موجة إصابات جديدة قد تصبح الأسوأ حتى الآن في المنطقة.
منظمة الصحة تحذر من التجمعات في الأماكن المغلقة
وفي الإطار ذاته، حذّرت منظمة الصحة العالمية مع اقتراب عيد الفصح وشهر رمضان من التجمعات في الأماكن المغلقة، خشية أن يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من الإصابات بـ "كوفيد-19".
واعتبرت المنظمة، في بيان، أنه ينبغي على "البلدان التي تشهد عدوى مجتمعية واسعة للفيروس، النظر بجدية في اللقاءات الافتراضية وإرجاء التجمعات أو تقليص أعداد المجتمعين".
وأضاف البيان، "بغض النظر عن الموقع، يجب أن تقام أية احتفالات دينية في الهواء الطلق كلما أمكن ذلك، أو أن تكون محدودة من حيث الحجم والمدة، مع مراعاة التباعد الجسدي والتهوية ونظافة اليدين واستخدام الأقنعة".
وأشار البيان إلى أنه من الأفضل أن يحيي الناس الاحتفالات الدينية مع الأشخاص الذين يعيشون معهم، وتجنّب لقاء أشخاص آخرين، خصوصاً إذا ما كانوا يشعرون بأعراض مرضية أو هم في حجر صحي". وشدد على أن "التجمعات الداخلية، حتى تلك الأصغر من حيث العدد، يمكن أن تكون محفوفة بالأخطار بشكل خاص".
ويخشى الخبراء أن يتخلى الناس عن حذرهم خلال الاحتفال بالأعياد الدينية، في الوقت الذي تفرض فيه عدد من الدول قيوداً في محاولة لكبح ارتفاع أعداد الإصابات بـ "كوفيد-19".
ويحتفل المسيحيون بعيد الفصح في الأيام المقبلة، في حين يبدأ المسلمون صيام شهر رمضان قبيل منتصف أبريل.
"فايزر" يوفّر الحماية من سلالة جنوب أفريقيا
على خط اللقاحات، أعلنت شركتا "فايزر" وبيونتيك"، الخميس، أن لقاحهما المضاد لكوفيد-19 فعال بنسبة 91 في المئة في الوقاية من المرض، وفقاً لبيانات التجارب الجديدة التي شملت مشاركين تم تطعيمهم منذ ما يصل إلى ستة أشهر.
وكان اللقاح فعالاً بنسبة 100 في المئة في الوقاية من المرض بين المشاركين في التجربة في جنوب أفريقيا، حيث تنتشر سلالة متحورة من فيروس كورونا تعرف باسم "بي1351"، على الرغم من أن عدد المشاركين فيها كان صغيراً نسبياً وبلغ 800 شخص.
وفي حين أن معدل الفاعلية الجديد البالغ 91.3 في المئة أقل من 95 في المئة المُبلغ عنها خلال تجربة شملت 44 ألفاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، ينتشر عدد من السلالات المتحورة من فيروس كورونا حول العالم منذ ذلك الحين.
وقال ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، إن النتائج الجديدة، والتي تتضمن بيانات أكثر من 12 ألفاً تم تطعيمهم بالكامل منذ ستة أشهر على الأقل، تمهّد السبيل أمام تقديم طلب للحصول على موافقة الجهات التنظيمية الأميركية. واللقاح حاصل على تصريح إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية للاستخدام في حالات الطوارئ.
وقال أوجور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة "بيونتيك"، إن بيانات التجربة "تقدّم النتائج السريرية الأولى التي تثبت أن لقاحاً يمكن أن يوفّر الحماية بشكل فعال من السلالات المتحورة المنتشرة حالياً، وهو عامل حاسم للوصول إلى مناعة القطيع والقضاء على هذه الجائحة".
ويخشى الخبراء من أن السلالات الجديدة المنتشرة في جنوب أفريقيا والبرازيل قد تكون مقاومة للقاحات الحالية.
وكانت شركتا "فايزر و"بيونتيك" أعلنتا، الأربعاء 31 مارس (آذار)، أن لقاحهما فعال بنسبة 100 في المئة لدى الشباب الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة، وعبّرا عن أملهما في بدء تطعيم هذه الشريحة قبل العودة المدرسيّة المقبلة.
وقال المختبران في بيان إن تجارب المرحلة الثالثة التي شملت 2260 شخصاً من تلك الفئة "أظهرت فعالية بنسبة 100 في المئة واستجابات قوية للأجسام المضادة"، وأوضحا أنهما طلبا من السلطات المختصة ترخيص اللقاح للشباب.
اللقاحات الصينية آمنة
كذلك، أعلن خبراء منظمة الصحة العالمية أن لقاحي مختبري "سينوفارم" و"سينوفاك" الصينيين ثبت أنهما آمنان وفعالان ضد كورونا، غير أنهما ما زالا بحاجة إلى المزيد من البيانات.
هذا التقييم أجرته مجموعة الخبراء الاستراتيجية الاستشارية حول التلقيح في منظمة الصحة العالمية التي اجتمعت من 22 إلى 25 مارس، وهؤلاء الخبراء مكلفون صياغة توصيات في مجال اللقاحات.
"أسترازينيكا" آمن
وفي سياق متصل، أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أن الخبراء الذين يحققون في احتمال وجود رابط بين لقاح "أسترازينيكا" وحالات تخثر في الدم أو جلطة لم يجدوا أي عوامل خطر محددة، بما في ذلك على ارتباط بالعمر، غير أنهم يواصلون تحاليلهم.
وأوردت الوكالة في بيان، "لم تحدد الدراسات في الوقت الحاضر أي عوامل خطر معيّنة مثل العمر أو الجنس أو ماضٍ طبي يتضمن مشكلات جلطات في هذه الحالات النادرة جداً" التي أفيد عنها لدى أشخاص تلقّوا لقاح "أسترازينيكا".
وقاية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسط هذه الأجواء، تقصر ألمانيا اعتباراً من اليوم، استخدام لقاح "أسترازينيكا" للوقاية من فيروس كورونا على مَن يبلغون من العمر 60 سنة فأكثر، وكذلك على المجموعات ذات الأولوية القصوى، وذلك في أعقاب تقارير عن اضطراب نادر في الدم بالدماغ.
تزامناً، أظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية الأربعاء، ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا إلى مليونين و808873 حالة بعد تسجيل 17051 إصابة جديدة. وأظهرت البيانات ارتفاع عدد الوفيات إلى 76342 بعد تسجيل 249 وفاة جديدة.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحافي، "لا بد لنا من أن نتمكن من الثقة في اللقاحات... والشفافية هي أفضل سبيل للتعامل مع وضع من هذا القبيل".
وعملاً بمشورة لجنة اللقاحات، وافق وزير الصحة الألماني ووزراء الصحة في الولايات على ضرورة ألا يتلقى من هم دون الستين لقاح "أسترازينيكا" إلا إذا كانوا ضمن الفئات التي تمثل أولوية قصوى، والتي تشمل المرضى المعرضين لخطر شديد والعاملين في المجال الطبي، شريطة استشارة الطبيب أولاً.
وأمام من تقل أعمارهم عن 60 سنة وتلقوا الجرعة الأولى من لقاح "أسترازينيكا" الاختيار بين تلقي الجرعة الثانية، إذا كانوا ذوي أولوية قصوى، أو الانتظار لحين إصدار اللجنة توصياتها، المتوقعة بنهاية أبريل (نيسان).
والقيود الجديدة على استخدام لقاح "أسترازينيكا" تمثل انتكاسة جديدة لحملة التطعيم البطيئة بالفعل في ألمانيا.
وجاء قرار ألمانيا في أعقاب تقارير أخرى صادرة عن معهد "بول إيرليش" تفيد بوجود حالات جلطات دموية معروفة باسم تجلط الوريد الجيبي الدماغي.
وقال المعهد، إنه سجل 31 حالة إصابة من هذا النوع، ما أدى إلى تسع وفيات من بين نحو 2.7 مليون تلقوا لقاح "أسترازينيكا". وباستثناء حالتين، تتعلق جميع التقارير بنساء تتراوح أعمارهن بين 20 و 63 سنة.
لقاح للحيوانات
من ناحية ثانية، قالت هيئة "روسلخوزنادزور" الروسية للرقابة الزراعية إن روسيا سجلت أول لقاح في العالم لحماية الحيوانات من فيروس كورونا المسبب لمرض كورونا. ولدى روسيا بالفعل ثلاثة لقاحات لحماية البشر من هذا المرض أشهرها "سبوتنيك في"، إذ أقرت السلطات في موسكو لقاحَين آخرين للاستخدام الطارئ هما إيبيفاك كورونا وكوفيفاك. وقالت الهيئة إن اللقاح الجديد طورته وحدة تابعة لها وأطلقت عليه اسم "كارنيفاك-كوف".
وقال كونستانتين سافنكوف نائب رئيس الهيئة إن "التجارب السريرية على كارنيفاك-كوف والتي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) شملت الكلاب والقطط والثعالب القطبية وحيوانات المينك والثعالب وغيرها". وأضاف أن "نتائج التجارب تسمح لنا باستنتاج أن اللقاح غير ضار ومنشط قوي للمناعة إذ أن كل الحيوانات التي تم تطعيمها به طورت أجساماً مضادة لفيروس كورونا في 100 في المئة من الحالات".
وأوضح أن المناعة تستمر ستة أشهر غير أن مطوري اللقاح يواصلون تحليلاتهم في هذا الصدد، مضيفاً أن إنتاج اللقاح على نطاق واسع قد يبدأ في أبريل (نيسان) المقبل.
قلق بعد صدور تقرير منظمة الصحة
في موزاة ذلك، أعربت الولايات المتحدة و13 دولة حليفة لها، الثلاثاء، في إعلان مشترك عن "قلقها" بعد صدور تقرير منظمة الصحة العالمية حول منشأ "كوفيد-19" مطالبة الصين بالسماح "بوصول كامل" إلى البيانات.
وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من جهته بتحقيق جديد حول فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر في الصين لتفسير منشأ وباء "كوفيد-19"، وانتقد التقاسم غير الكافي للبيانات من قبل الصينيين خلال مهمة الخبراء الدوليين هذا الشتاء.
قام الخبراء بمهمة بين 14 يناير (كانون الثاني) و9 فبراير (شباط) في الصين التي ظهرت فيها أولى حالات المرض في ديسمبر (كانون الأول) 2019، لكنهم اعتبروا أن فرضية تسرب الفيروس من مختبر هي الأقل ترجيحاً.
وأكد تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال إحاطة للدول الأعضاء في المنظمة حول التقرير الذي نشر رسمياً الثلاثاء "يتطلب الأمر تحقيقاً أوسع، على الأرجح عبر بعثات جديدة مع خبراء متخصصين أنا على استعداد لإرسالهم".
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب دافعت بقوة عن فرضية تسرب الفيروس من مختبر صيني، لكن بكين نفت على الدوام أن يكون ذلك ممكناً.
وأعربت الولايات المتحدة و13 دولة حليفة لها عن "قلقها المشترك" حيال تقرير منظمة الصحة.
وقالت الحكومة الأميركية مع الدول الأخرى وبينها المملكة المتحدة وإسرائيل وكندا واليابان وأستراليا والدنمارك، فضلاً عن النرويج "من الضروري أن نعبر عن قلقنا المشترك من أن دراسة الخبراء الدوليين حول منشأ فيروس "سارس-كوف-2" تأخرت بشكل كبير، ولم تحصل بشكل كامل على البيانات والعينات الأصلية".
وأضاف البيان "من الضروري جداً أن يسمح لخبراء مستقلين بالحصول الكامل على كل البيانات البشرية والحيوانية والبيئية والأبحاث والطواقم التي كانت معنية في المراحل الأولى للوباء والمهمة في تحديد كيفية ظهور الجائحة" من دون انتقاد صريح للصين.
ووقعت البيان المشترك أيضاً كل من تشيكيا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفينيا وكوريا الجنوبية.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة أيضاً أن الخبراء الدوليين "عبروا عن صعوبات في الوصول إلى البيانات الأولية" أثناء إقامتهم في الصين وهو انتقاد علني نادر لكيفية تعامل الصين مع هذا التحقيق المشترك.
"خطوة أولى مفيدة"
وتعليقاً على نشر التقرير اعتبر الاتحاد الأوروبي أنه يشكل "خطوة أولى مفيدة" وأن إجراء تحقيقات أخرى "ضروري".
ويعتبر الخبراء في التقرير أن فرضية انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر حيوان وسيط "محتملة إلى محتملة جداً"، في مقابل "استبعاد شبه تام" لفرضية تسرب الفيروس من مختبر جراء حادث.
ويرجح التقرير الفرضية الشائعة بأن الفيروس انتقل بشكل طبيعي من حيوان يعد المصدر أو الخزان، هو على الأرجح الخفافيش، عبر حيوان آخر لم يتم تحديده حتى الآن. ومن بين الحيوانات الوسيطة المشتبه بها الهر والأرنب والمنك، أو حتى آكل النمل الحرشفي أو النمس.
غير أن الخبراء رأوا أن الانتقال المباشر للفيروس من الحيوان الذي يعد المصدر إلى الإنسان "ممكنة إلى مرجحة"، من غير أن يستبعدوا نظرية الانتقال عبر اللحوم المجلدة، وهي النظرية التي ترجحها بكين، معتبرين أن هذا السيناريو "ممكن".
ومن أجل الاستعداد لأزمات صحية مستقبلية لا مفر منها دعا غيبرييسوس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الثلاثاء، إلى إعداد "اتفاقية دولية حول الجوائح".
وكتب قادة نحو عشرين دولة في مقالة مشتركة في عدد من الصحف الدولية "ستكون هناك جوائح أخرى وحالات صحية طارئة أخرى واسعة النطاق. لا يمكن لأي حكومة ولا لأي هيئة متعددة الأطراف أن تواجه وحدها هذا الخطر".
وبين موقعي المقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورؤساء كوريا الجنوبية مون جاي إن وجنوب أفريقيا سيريل رامافوزا وإندونيسيا جوكو ويدودو وتشيلي سيباستيان بينييرا.
مصر تتلقى أكثر من 800 ألف جرعة لقاح
قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن مصر تلقت أكثر من 854 ألف جرعة لقاح "أسترازينيكا" ضد فيروس كورونا من خلال مرفق "كوفاكس" الذي تشرف عليه المنظمة.
وأفاد بيان للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط، أن تلك الجرعات المستلمة "ضمن 40 مليون جرعة (مخصّصة لمصر) يتم الحصول عليها تباعاً" من "كوفاكس"، وهو ما يكفي 20 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من 100 مليون نسمة.
وكانت وزارة الصحة المصرية أعلنت أن أفراد الأطقم الطبية سيكونون في الخطوط الأمامية لتلقي اللقاح، يليهم المسنون ومن يعانون الأمراض المزمنة، بما يتماشى مع المعايير العالمية.
رقم قياسي في تركيا
وسجلت بيانات وزارة الصحة التركية الثلاثاء، 37303 إصابات جديدة بفيروس كورونا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أعلى عدد ترصده منذ بداية الجائحة.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان أنقرة أنها ستشدد القيود الرامية لاحتواء التفشي بعد زيادة كبيرة في حالات الإصابة.
وكانت الحكومة التركية خففت قيود كورونا هذا الشهر، ما أدى إلى زيادة الحالات الجديدة. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، تشديد القيود ومنها العودة إلى فرض العزل العام الكامل في العطلات الأسبوعية خلال شهر رمضان.
وقالت الوزارة إن تركيا سجلت 155 وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات إلى 31385.
موجة رابعة في إيران
أما إيران فقالت إن موجة رابعة من جائحة فيروس كورونا بدأت تتفشى في المناطق الغربية والوسطى من البلاد نتيجة السفر على نطاق واسع، والاحتفالات خلال عطلة العام الإيراني الجديد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري للتلفزيون الرسمي "بدأت بالفعل موجة رابعة من فيروس كورونا في أجزاء كثيرة من غرب ووسط البلاد وتتقدم في اتجاه الشرق". وأضافت أن "حالات الإصابة الجديدة قفزت بما بين 900 و10255 حالة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أكبر عدد منذ أكثر من ثلاثة أشهر". وألقت المتحدثة الإيرانية باللائمة على ملايين الإيرانيين الذين سافروا أو تجمعوا أُسَرياً خلال عطلة النوروز، العام الإيراني الجديد.
وحتى الآن سجلت إيران، وهي بؤرة الجائحة في الشرق الأوسط، قرابة 1.9 مليون حالة إصابة بالفيروس و62569 حالة وفاة.
وخلال العطلة الأخيرة، فرضت السلطات حظراً على قيادة السيارات ليلاً في عشرات المدن والبلدات في محاولة لمنع التجمعات، لكن عدداً كبيراً من الإيرانيين لم يمكثوا في بيوتهم خلال تلك الفترة التي بدأت يوم 20 مارس (آذار) واستمرت أسبوعين.
الهند توسّع التطعيم
وسّعت الهند برنامجها للتطعيم ضد فيروس كورونا، اليوم الخميس، لمن تزيد أعمارهم عن 45 عاماً مع تزايد العدوى، الأمر الذي سيعطّل صادرات اللقاحات من أكبر منتج للعقاقير في العالم.
وقامت الهند، التي تعاني من ثالث أعلى إصابات بكوفيد-19 بعد الولايات المتحدة والبرازيل، بتوزيع 64 مليون جرعة لقاح على مواطنيها حتى الآن، وصدّرت العدد نفسه من اللقاحات تقريباً. وأثار هذا انتقادات في الداخل حيث أن نسبة السكان الذين حصلوا على اللقاح أقل من بلدان كثيرة.
وقالت الحكومة في وقت سابق إن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً يمكنهم التسجيل من أجل الحصول على اللقاح اعتباراً من أول أبريل. وركّزت في البداية على العاملين في الخطوط الأمامية والمسنين والذين يعانون من ظروف صحية أخرى، خلافاً لبعض البلدان الأغنى التي أتاحت التطعيم لجميع سكانها البالغين.
وتقول نيودلهي إنها تتحرّك نحو ذلك الهدف، وكتب وزير الصحة هارش فاردان، على "تويتر"، إن البلاد لن تعاني من نقص في اللقاحات مع توسيع برنامج التطعيم. وأضاف، "نركّز على سد النقص في إمدادات الولايات باستمرار".
وقرّرت الهند بالفعل تأجيل صادرات اللقاحات الكبيرة في الوقت الحالي، بما في ذلك الصادرات لتحالف "كوفاكس" المدعوم من منظمة الصحة العالمية.
وتستخدم الهند في الوقت الحالي لقاح "أسترازينيكا" ولقاحاً طورته شركة "بهارات بايوتيك" المحلية. ومن المتوقّع أن توافق هيئة الرقابة على الدواء الهندية قريباً على لقاح "سبوتنيك في" الروسي.
وسجّلت الهند أكثر من 12 مليون إصابة بالفيروس، تشمل زيادة كبيرة الشهر الماضي. ويتجاوز عدد الوفيات 162400.