لم تنتهِ بعد قصة الهجوم الدموي على مدينة بالما في شمال شرقي الموزمبيق الواقعة على مسافة نحو 10 كيلومترات من مشروع غاز ضخم تديره مجموعة "توتال" ويتوقع أن يبدأ الانتاج في 2024.
فقد قتل عشرات المدنيين منذ الأربعاء، وتواصل نزوح الآلاف من المنطقة، مستخدمين السبل المتاحة كافة، وفق ما أفاد شهود ومصادر.
وأكدت الحكومة الموزمبيقية مساء الأحد مقتل سبعة أشخاص على الأقل في كمين أثناء محاولتهم الجمعة الفرار من فندق لجأوا إليه.
وهاجم متطرفون سبق أن بايعوا تنظيم "داعش"، المدينة الصغيرة من ثلاث جبهات، وهم ينشرون الرعب منذ 2017 في محافظة كابو ديلغادو ذات الغالبية المسلمة والمحاذية لتنزانيا.
وسقطت بالما بيد الجماعات المهاجمة مساء الجمعة عقب أكثر من 48 ساعة من الاشتباكات.
إثر ذلك "أعلِن فقدان أكثر من مئة شخص"، وفق ما قال لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" مارتن إوي، الباحث في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا. وأضاف أن "الوضع لا يزال ضبابياً".
وقال شهود لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" إن المهاجمين أطلقوا النار "في كل مكان على الناس والمباني"، تاركين وراءهم الجثث في الشوارع.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الكولونيل عمر سارانغا خلال مؤتمر صحافي أن "أفعالهم أدّت إلى قتل عشرات الأشخاص العزّل".
تعليق الرحلات
وهرب بعض السكان إلى الغابات للاختباء، فيما اتجه آخرون إلى الشواطئ وفرّوا عبر القوارب. ونزح آخرون عن البلدة مشياً على الأقدام أو في سيارات واتجهوا إلى موقع مشروع الغاز الضخم.
وقد شهدت بالما المطلة على المحيط الهندي في الأعوام الماضية موجات نزوح لسكان فارين من عنف المتطرفين في قراهم.
وغادر "قارب من أفونغي السبت في اتجاه بيمبا"، عاصمة محافظة كابو ديلغادو التي تبعد نحو 200 كيلومتر، وفق ما أفاد مصدر شارك في تنظيم عملية الإجلاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصعد على القارب نحو 1400 شخص، بينهم عمال في موقع مشروع الغاز وغالبيتهم سكان هربوا من بالما.
وتستمر القوارب التقليدية في الوصول إلى بيمبا، آتية من بالما وأفونغي محملة بالنازحين، وفق مصادر عدة.
وعُلّقت الرحلات في مطار بيمبا لاستعماله في العمليات العسكرية، وفق موظفين فيه.
وأكدت منظمة "كاريتاس" الإنسانية الكاثوليكية الناشطة في المنطقة تدفق النازحين إلى بيمبا.
وأوضح رئيس المنظمة مانويل نوتا أن "معظم الواصلين موظفون في شركات ببالما"، مضيفاً في تصريح عبر الهاتف "ننتظر وصول الناس الأحوج لتوفير الدعم لهم" ومشيراً إلى أن منظمته علّقت إيصال الغذاء إلى بالما منذ بدء الهجوم عليها.
عمليات الإجلاء جارية
من جهته، أكد المدير الإقليمي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" ديوا مافينغا أن "عمليات الإجلاء جارية".
وكان نحو 200 شخص حوصروا لأكثر من يومين في فندق ببالما يقع بين البلدة ومطارها، قبل أن ينجحوا في الفرار، لكن لا يزال العشرات منهم في عداد المفقودين.
وصعد نحو 80 من هؤلاء على متن 17 شاحنة عسكرية، نجحت سبع منها فقط في مغادرة منطقة النزاع.
وقتل سبعة على الأقل في كمين خلال عمليات الخروج بالشاحنات. لكن يبدو أن عدد الضحايا أكبر، إلا أن الحصيلة النهائية لم تُعرف بعد.
وقال مافينغا إن "عدداً غير معروف من الناس قتلوا بلا شك أثناء محاولتهم الفرار من فندق أمارولا، عندما هوجم موكبهم" من المتطرفين.
يذكر أن شبكة الهاتف في المنطقة متقطعّة، ونسبت مصادر عدة ذلك إلى التشويش المتعمّد الذي تجريه القوات الحكومية.