Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح اليسار الفلسطيني في كسر هيمنة "فتح" و"حماس" بالانتخابات؟

تسعى هذه القوى إلى تشكيل تحالف بديل عن النظام السياسي السائد في قطاع غزة والضفة الغربية

تعتقد قوى اليسار السياسي أنها تستطيع كسر ثنائية حركتي "فتح" و"حماس" (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

في محاولة لكسر القطبية السياسية السائدة في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، تعمل قوى اليسار الفلسطيني جاهدة على تشكيل تحالف انتخابي للدخول في المجلس التشريعي، هدفه الرئيس كسر هيمنة حركتي "فتح" و"حماس"، إلا أن هذه المساعي تمر في فترة مخاض عسيرة، قد تؤدي إلى فشل الفكرة من الأساس.

وتعمل خمس قوى يسارية في الأراضي الفلسطينية، وكلها منضوية تحت إطار منظمة التحرير، بينها "الجبهة الشعبية" (الأكبر تنظيمياً)، و"الجبهة الديمقراطية"، و"حزب الشعب"، و"حزب فدا"، و"حركة المبادرة الوطنية" (لا تعتبر نفسها من اليسار)، وتعمل كلها، باستثناء "حزب فدا" (أعلن انضمامه لقائمة فتح)، للدخول في تحالف انتخابي موحد.

كسر ثنائية "فتح" و"حماس"

يقول عضو المكتب السياسي لـ"حزب الشعب" خالد منصور، إن التحالف بين قوى اليسار، يعد مهمة ضرورية لمواجهة الواقع الحالي، بدلاً من استفراد "حماس" و"فتح"، ونرى أن ما يجري صراع على السلطة.

يضيف منصور، "قائمة مشتركة تضم كل القوى السياسية لا تغير الحال، وتحالف انتخابي بين فتح وحماس هدفه المزيد من السيطرة على السلطة، لذلك يتحالف اليسار لكسر الثنائية التي أفسدت حياة الناس، وأدت إلى تراجع الحريات، وأثرت على مكانة القضية الفلسطينية".

عراقيل تحالف اليسار

وعلى الرغم من استمرار الحوارات بين قوى اليسار بشأن الوصول إلى تحالف انتخابي، فإن كثيراً من العراقيل تواجهها، أبرزها أن "الجبهة الديمقراطية" تقدمت بقائمة انتخابية للجنة الانتخابات المركزية وعملت على تسجيلها.

ويقول نائب الأمين العام للجبهة قيس أبو ليلى، إنهم "مستعدون لسحب قائمتهم الانتخابية من أجل الوصول إلى قائمة موحدة لليسار، وما زال الحوار من أجل هذا التحالف متواصلاً، ودخول الجميع في قائمة موحدة قد يزيد من فرص تحقيق مقاعد أعلى في المجلس التشريعي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، يؤكد عضو المكتب السياسي في "الجبهة الديمقراطية" عصام أبو دقة أن الانتخابات يمكن أن تحدث تغييراً، لذلك من المهم تجديد مؤسسات النظام الفلسطيني وإصلاح منظمة التحرير بشكل كامل، وتشكيل قاعدة سياسية لعمل الحكومة بعد الانتخابات، وهذا ما لم تفهمه "حماس" و"فتح"، بل يتناحر الطرفان على تبادل وتقاسم السلطة وظيفياً، لذلك يحاول اليسار الدخول موحداً في الانتخابات لتطبيق هذه القواعد.

فعلياً، ليست هذه المعضلة الأساس، إذ إن هناك اختلافات كبيرة في البرامج السياسية بين قوى اليسار الفلسطيني، ويشكل هذا دافعاً قوياً لفشل التحالف، وإلى جانب ذلك، هناك تجاذبات في الحوار حول طريقة ترتيب القوى في القائمة الانتخابية.

أسماء المرشحين

وبحسب المعلومات الواردة، فإن "الجبهة الشعبية" (كبرى أحزاب اليسار)، قد تكون سبباً في فشل التوصل إلى تحالف انتخابي، إذ ترغب في أن تأخذ المقاعد الستة الأولى لها في أسماء المرشحين داخل قائمة اليسار، وتليها "المبادرة الوطنية"، ثم "الجبهة الديمقراطية"، و"حزب الشعب"، لكن ذلك لقي معارضة من الجميع على طريقة الترتيب وعدد الأعضاء.

وبالعادة، ترتيب أسماء المرشحين في القوائم الانتخابية مهم، فالذين تتصدر أسماؤهم القائمة يكونون أكثر حظاً بالفوز، وفق التمثيل النسبي للانتخابات المنوي عقدها في الأراضي الفلسطينية.

ولا ينفي عضو المكتب السياسي في "الجبهة الشعبية" كايد الغول الأمر، مبرراً إياه بأن هناك قاعدة "ترتيب الأوزان للقوى السياسية" التي تحتم أن نكون على رأس القائمة، لذلك، طرحنا معايير لترتيب الفصائل تستند على نسبة ما حصلت عليه القوى في الانتخابات السابقة (جرت عام 2006)، ثم عدد كوادر التنظيم، وعدد المعتقلين في السجون، لكن ذلك لقي رفضاً، رغم أنه منطقي، كما قال.

يضيف الغول، "هناك محاولات تجرى حتى اللحظة، ولكن قد لا ننجح في ذلك، وإذا افترقنا في التحالف نجتمع في البرلمان، في الحقيقية الجبهة كانت صادقة في تشكيل تحالف يساري، انطلاقاً من القواسم المشتركة بين القوى، ولكسر قاعدة الاحتكار بين فتح وحماس".

اليسار يستطيع عرقلة مشاريع في المجلس التشريعي

على أي حال، في حال توصل اليسار لقائمته الانتخابية، فإن ذلك سيشكل فارقاً وتحدياً لحركتي "فتح" و"حماس"، فالأولى تعاني من انشقاقات كبيرة داخلها، ولا ترغب في وجود أي تحالف له قاعدة جماهيرية لتستطيع المنافسة، و"حماس" تدرك أن اليسار يستطيع تشكيل فارق تحت مظلة البرلمان، وعدد مقاعده تسمح له في إعاقة أي مشروع في حال عدم انسجامه مع برنامجه السياسي.

وفي الانتخابات التشريعية عام 2006، حصلت "حماس" على أغلبية 74 مقعداً، ثم حركة فتح 45 مقعداً، في حين حصلت تحالفات اليسار على سبعة مقاعد، لكن مؤشرات الاستطلاعات هذه المرة، تؤكد أن صناديق الاقتراع ستمنح اليسار عدداً أكبر من المقاعد في الانتخابات المقبلة، بخاصة وأن سكان غزة باتوا يرغبون في خيار ثالث بدل حركتي "حماس" و"فتح".

وفعلياً، تظهر نتائج استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (غير حكومي) أن معظم سكان غزة لا يرغبون في إعادة انتخاب حركة "حماس" مرة أخرى، وكذلك لا يفضلون حركة "فتح" للعودة للسيطرة على القطاع، بسبب المعاناة التي عاشوها خلال 15 سنة الماضية من الطرفين، ويفضل المواطنون خياراً ثالثاً يلبي رغباتهم ويساعدهم في الحصول على حياة أفضل وليس التناحر من أجل السلطة وفرض معاناة على السكان.

وهو ما يلعب عليه تحالف اليسار، الذي يرى أنه منافس جيد في الوقت الحالي، ويقول الباحث في الشؤون السياسية مأمون بسيسو إن "قوى اليسار طالما شكلت بيضة القبان في الثنائية السياسية الفلسطينية، وعملت على التعددية السياسية، لكن لتكون فعالة، فإن الخيار الوحيد أمامها أن تتوحد في قائمة واحدة، وهذه مهمة صعبة ومعقدة جداً، بخاصة أن كثيراً من المحاولات السابقة لم تفلح في توحيد القوى تحت برنامج سياسي".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي