Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الممثلة لايا كوستا: "خسرت أدوارا كثيرة لرفضي أداء مشاهد عارية"

عملت نجمة الأفلام المستقلة المولودة في برشلونة في مجال الإعلانات قبل دخولها عالم التمثيل في سن السادسة والعشرين

تعتقد لايا كوستا أن "التمثيل في الطفولة" ليس طريقاً جيداً يمكن أن يسلكه الجميع (أ ف ب وغيتي) 

لايا كوستا امرأة صاحبة مبدأ. معروف عنها أنها كانت تغادر صالات السينما غاضبة ومشمئزة من الطريقة التي يتم بها تقديم الشخصيات النسائية على الشاشة. إنها ترفض إجراء مقابلات مع المجلات التي تعتقد أنها مسيئة للنساء. وقد خسرت عدداً كبيراً من الأدوار بعد رفضها تصوير مشاهد عري غير مبررة.

تقول: "لم يكن للعري أي معنى... قلت لهم إنني سأقبل الدور لكن من دون وجود مشاهد عري هنا أو هناك. وخسرت الأدوار. كان هذا في البدايات عندما لم يكُن لدي أي خبرة. قال لي وكيل أعمالي في ذلك الوقت: من تعتقدين نفسك حقاً؟".

لكن لم يقف أي من تلك الأمور في طريقها. فقد أصبحت الممثلة الإسبانية البالغة من العمر 36 سنة، واحدة من أكثر النجوم تأثيراً في أوساط السينما المستقلة، إذ قامت بأدوار رئيسة، منها النادلة التي تحولت إلى سارقة مصرف في فيلم "فيكتوريا" (2015) Victoria، والفتاة المقيمة في لوس أنجليس وتتمنى أن تصبح موسيقية في الفيلم الكوميدي التجريبي "لَخَن" Duck Butter (2018)، وتلك المرأة اليائسة في سعيها لإنجاب طفل في فيلم "أنت فقط"  Only You الذي صدر في وقت لاحق ذلك العام، وهذا الشهر ستلعب دور امرأة هيبّية متعددة العلاقات الجنسية في سلسلة المختارات التي تعرضها خدمة "أمازون"، "توائم الروح" Soulmates.

تحدثني كوستا عبر تطبيق "زوم" من مدينة ميامي المشمسة، حيث تعيش مع زوجها وابنتهما الرضيعة. إنها ترجع عزمها على عدم تعرّضها للاستغلال إلى دخولها صناعة التمثيل في سن متقدمة مقارنة بالغالبية العظمى. تقول: "لقد تمكّنت من اتخاذ هذه القرارات لأنني لم أكن في عمر الـ16 عندما بدأت التمثيل... كنت ناضجة، عشت حياة مختلفة تماماً قبلها وكنت قادرة على أن أكون ممثلة بشروطي الخاصة. كنت قادرة على العمل من منطلق الثقة وليس الخوف".

تعتقد كوستا أن "التمثيل في الطفولة" ليس طريقاً جيداً يمكن سلوكه. وتشرح قائلة: "عندما تكونين الممثلة الرئيسة في مشروع ما، فأنت مثل الشمس... يدور الجميع في فلكك. من الممتع أن تكوني الشمس، لكن من واجبك منح الضوء والدفء للجميع، وإلا فلن ينجح المشروع. إذا كنت في سن صغيرة جداً، فأنت لا تدركين ذلك. أن تكوني الشمس في عمر هش، بينما ما زلتِ تحاولين فهم كينونتك، أمر خطير للغاية".

أصبحت كوستا ممثلة عن طريق الصدفة تقريباً. كانت في الـ26 وتعمل مديرة تنفيذية للإعلان في مدينة برشلونة التي نشأت فيها، عندما سجلت في نادٍ محلي لدروس الدراما بغرض التسلية. وتحوّل الأمر إلى هواية منتظمة، وسرعان ما بدأت تحصل على أدوار صغيرة. أخذت إجازة من وظيفتها لتختبر الوضع، وتركت في نهاية المطاف عملها في مجال الإعلان، بعدما حصلت على دور فتاة تبلغ من العمر 14 سنة - في مسلسل إسباني يعرض في النهار.

تقول: "كان الأمر أشبه بمزحة في البداية... لم آخذه على محمل الجدّ على الإطلاق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت والدتها (التي تعمل سائقة سيارة أجرة) ووالدها (المحاسب) "قلقين للغاية" بشأن تغيير مجال عملها. لكنهما بدّلا رأيهما. تقول كوستا: "بالنسبة إليهما، كان درساً يوضح بأن العالم قد تغيّر كثيراً. في الوقت الحاضر، لا يوجد شيء مؤكد. يجب أن يتحلى الشباب بالمرونة وأن نعيد قولبة أنفسنا بما يتناسب مع ما يحدث بعد ذلك".

هناك شعور بالراحة عندما يكون المرء بصحبة كوستا. إنها ترتدي قميصاً منقّطاً ونظارات ذات إطار عريض، وشعرها البني الذي تتركه مفروداً عادة، مربوط إلى الخلف في تسريحة بسيطة. في حين لا توجد قواسم مشتركة بينها وشخصياتها الحادة - التي تلعبها بصراحة مؤثرة ولا ترحم، بينما تكسو الحمرة وجهها والدموع تترقرق في عينيها، منذرة بالانهمار فيما تكبت مشاعرها ظاهرياً - لكنها تتشارك معها في شجاعتها بفضل حاجبها الأيمن الذي ظل مرفوعاً طوال محادثتنا تقريباً.

تم إبراز هذا التضاد بين شخصية كوستا المرحة وهشاشتها بشكل جميل وعميق في فيلمها الأول "فيكتوريا". فيلم الإثارة الألماني الذي يدور حول عملية سطو هو مجازفة سينمائية: فهو مرتجل بالكامل تقريباً وصُوّر على شكل لقطة واحدة مستمرة طولها 138 دقيقة. فازت كوستا بثلاث جوائز عن أدائها الشخصية التي يحمل العمل اسمها، فتاة غريبة وحيدة في برلين تلتقي مجموعة من الرجال المخبولين عند خروجهم من ملهى ليلي. الحكاية التي تبدأ على هيئة مغازلة فاترة تصل إلى فوضى مطلقة. ففي النهاية، تتحوّل إلى سائقة تساعد الرجال على الهروب في عملية سطو مسلح على مصرف.

تقول كوستا وهي تروي كيف كانت للمخرج سيباستيان شيبر ثلاث محاولات مع الفيلم، تم تصويرها بين الساعة 4:30 و7 صباحاً في منطقة ميتي في برلين: "كانت جلسة التصوير عاصفة وفجة جداً". جاءت النتيجة لصالح التسجيل الثالث، إذ كانت النسخة الأولى جامدة جداً، بينما كانت الثانية على حدّ تعبير المخرج "مجنونة تماماً. مجنونة على مستويات عدة لم تكن مفيدة".

ما هو الجانب المجنون بشدة في تلك النسخة؟ تقول كوستا التي لم تشاهد ذلك التسجيل أبداً: "ليس لدي أي فكرة... لكن تصويره كان المفضل لدي. لقد مرّ بسرعة مثل الحلم. لم أسهر في حياتي أبداً مثلما فعلت في فيكتوريا".

الغرض من طبيعة المشروع ذات اللقطة الواحدة المستمرة هو التصوير بطريقة غير تقليدية. تروي كوستا كيف كان المخرج مستلقياً في صندوق سيارة ويعطي توجيهاته بالصراخ في أحد المشاهد، عندما كانت فيكتوريا تقود سيارة مسروقة بسرعة عبر شوارع المدينة. وفي مشهد آخر في الملهى الليلي، كانت كوستا بحاجة ملحة للذهاب إلى المرحاض. وتقول: "لم أستطِع ضبط نفسي أكثر من ذلك، لذا ركضت وتبولت في إناء صغير أمام حوالى 30 شخصاً... إنها اللحظة الوحيدة التي لم تكن فيها فيكتوريا أمام الكاميرا". كان موقع التصوير مظلماً للغاية وكان العمل يسير بوتيرة عالية لدرجة أن شيبر لم يلحظ أنها اختفت.

بعد "فيكتوريا"، كانت كوستا تستميت من أجل إنتاج فيلم آخر يصور الوقت الفعلي لأحداثه. وجاءت تلك الفرصة النادرة مرة أخرى في فيلم "لخن"، وهو قصة حب سحاقية خانقة تدور حول امرأتين غريبتين تقضيان 24 ساعة مع بعضهما بشكل متواصل وتمارسان الجنس كل ساعة. كُتب سيناريو الفيلم بالتعاون بين علياء شوكت (نجمة مسلسل "حفلة البحث" الكوميدي الذي تبثه شبكة إتش بي أو)، التي لعبت دور البطولة أمام كوستا، وميغيل أرتيتا الذي أخرج العمل. تقدم كوستا أداءً مثيراً للأعصاب في شخصية "سيرجيو"، الشابة الشهوانية شديدة الحزن والمتطلبة للغاية والتي تمتلك رغبة خانقة لدرجة أنها لا تسمح لنعيمة، التي تلعب دورها شوكت، حتى بالذهاب إلى الحمام.

تقول كوستا: "أدركت أن علياء وميغيل شكّلا شخصية سيرجيو من تجاربهما السابقة، وكانت مزيجاً من أمور بشعة فعلاً... أردت حقاً القيام بالفيلم، لكنني قلت لنفسي سيكره الجميع هذه الشخصية. لذا اقترحت مشهداً تصل فيه والدة سيرجيو، مما يساعدنا على فهم مخاوف الفتاة".

تقول سيرجيو عن نفسها إنها موسيقية - لكنها لا تمتلك الموهبة. تشرح كوستا: "إنها مثال خالص لسكان لوس أنجليس... كل شخص يعيش هناك لديه الثقة ليقول إنه شيء ما، لكنك تكتشفين لاحقاً ما إذا كان يجيد ذلك الأمر أو لا. في إسبانيا، نحن أكثر خجلاً في هذا الجانب. عليك إظهار موهبتك أولاً".

 

تلعب كوستا دوراً بالسمّية toxic ذاتها في مسلسل الخيال العلمي "توائم الروح" Soulmates من تأليف وإنتاج ويليام بريدجز وبريت غولدشتاين الذي يتخيل أنه تم اكتشاف "جسيم الروح" لدى البشر وبات بإمكان الجميع إجراء اختبار بسيط للعثور على نصفهم الآخر. شخصية "ليبي" التي تلعبها كوستا هي لامرأة يربطها زواج سعيد بشريكها ويمارسان الجنس من دون أي هدف مع أشخاص آخرين. لكن رسالة تصل إلى "ليبي" ذات يوم لإعلامها بأنه تم العثور على توأم روحها.

كان زوجها آدم (الممثل شامير أندرسون) قلقاً - فلم يكن لديه مانع من ممارسة الجنس بين الحين والآخر مع الغرباء، لكنه لا يقبل مشاركة الحب. قامت "ليبي" بمهاجمته منذ البداية، وقالت إنه يعاني من الرهاب وعيّرته لأنه استسلم له.

كوستا التي لعبت أيضاً دور فتاة من جيل الألفية تمارس علاقات جنسية متعددة مع شريكها الذي جسّده الممثل نيكولاس هولت في فيلم "الجِدّة" Newness عام 2017، تقول: "لم أجرب تعدد الشراكات الجنسية مطلقاً، وليس لدي أي نية لفعل ذلك... لا أعتقد أنني سأبلي حسناً. يبدو الأمر معقداً للغاية. لا أعرف ما إذا كان بإمكانك العيش بهذه الطريقة لفترة طويلة قبل أن يصبح الأمر مؤلماً أكثر من كونه ممتعاً".

لكن، هل كانت ستخضع لاختبار العثور على توأم الروح؟ تجيب كوستا: "يعتمد الأمر على ما إذا كنت سعيدة أو لا... لن أفعل ذلك".

كوستا منشغلة جداً بحب الأمومة كي تفكر في اختبارات توافق طوباوية. قررت هي وزوجها تكوين أسرة بعدما صوّرت الفيلم الدرامي الذي يتناول موضوع العقم "أنت فقط"، الذي شاركها البطولة فيه نجم مسلسل "التاج" جوش أوكونور. تقول كوستا: "كنت متأكدة تماماً من أنني لن أتمكّن من إنجاب طفل... كنت أسقط أفكار الشخصية على نفسي. أتذكر أنني بعد الفيلم مباشرة، بدأت أشعر بألم في ثديي الأيمن. ذهبت إلى الطبيب فقال لي صحتك جيدة تماماً. أعتقد فقط أنك منغمسة جداً في عملك".

لم يكن هناك داعٍ للقلق. فقد حملت بسرعة و"أغرمت بالكامل بعملية الحمل". تقول: "نحن النساء قويات للغاية... أجسادنا قوية للغاية". على كل حال، وُلدت طفلتهما بعد شهرين من انتشار وباء كورونا، وتتمنى لو لم تجبر هي وزوجها على مواجهة الأبوة والأمومة للمرة الأولى بمفردهما. تقول كوستا: "لم يتسنَّ لعائلتي شم رائحة ابنتي بعد. رائحتها تشبه رائحة الحلوى".

تشعر كوستا بسعادة غامرة لأن فيلمها المقبل، الذي تم التكتم على تفاصيله، يدور حول موضوع الأمومة. تقول: "أخيراً، هناك شيء من حياتي سأقدمه في شخصياتي... أحتاج إلى هذا فعلاً. لقد تعلمت الكثير في العام الماضي ونضجت بالفعل... أشعر أن مداركي العقلية والعاطفية قد اتسعت لكوني أماً. إنها المرة الأولى التي يجب عليّ فيها أن أكون قوية. أشعر بسعادة وفخر كبيرين لما قمنا به، نحن الثلاثة. ومن دون جمهور".

(يتوفر فيلم "توائم الروح" حالياً عبر خدمة "أمازون برايم")

© The Independent

المزيد من سينما