Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أكسجين" الأسد يقسم اللبنانيين والسياسيون "يرقصون على حافة الهاوية"

السفيرة الأميركية تدعو إلى تنحية الخلافات وتشكيل حكومة إنقاذيه والمواطنون يتنازعون المواد الغذائية المدعومة

يكاد لا يمر يوم من دون أن يشهد اللبنانيون سجالاً جديداً مرتبطاً بالأزمة الاقتصادية العاصفة بالبلاد، وبالشلل الذي أصاب الحياة السياسية. ومن الدعوات الدولية لتشكيل حكومة إنقاذية، إلى مشاهد "الاقتتال" المتكررة على المواد الغذائية المدعومة في المتاجر، فجّر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، جدلاً بين الللبنانيين عقب إعلانه، من سوريا، تلقي 75 طناً من الأكسجين كـ "هدية مباشرة" من رئيس النظام بشار الأسد، "ستنقذ" لبنان من نفاد هذه المادة الحيوية في ظل مكافحة فيروس كورونا، فيما صرح نقيب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، ألا نقص في الأكسجين.

شيا تدعو إلى تنحية الخلافات وتشكيل حكومة

على الصعيد السياسي، دعت السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، الخميس، السياسيين اللبنانيين إلى تنحية خلافاتهم جانباً لإنقاذ البلاد من أزماتها المتعددة، وذلك بعد أشهر من الخلافات التي تحول من دون التوصل إلى اتفاق في شأن تشكيل حكومة جديدة.

وانضمت السفيرة الأميركية لمجموعة من المسؤولين الغربيين الذين يحثون الزعماء المنقسمين على الاتفاق على حكومة جديدة تعالج الانهيار الاقتصادي في لبنان.

وقالت في تصريحات بعد لقائها الرئيس اللبناني ميشال عون، "بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من دون حكومة كاملة الصلاحيات، ألم يحن الوقت للتنازل عن المطالب وللبدء في تقديم تنازلات؟". وأضافت شيا، "في الوقت الراهن هناك حاجة لزعماء شجعان مستعدين لتنحية خلافاتهم الحزبية جانباً، والعمل معاً على إنقاذ البلاد من الأزمات المتعددة ومداواة الجروح التي تعانيها".

وتقوم حكومة حسان دياب، التي استقالت بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) الماضي بتصريف الأعمال، فيما يسعى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى وضع تشكيلة وزارية جديدة منذ أكتوبر (تشرين الأول)، من دون أن ينجح حتى الآن بسبب خلاف مع عون في شأن اختيار الوزراء. وتصاعد الخلاف بين عون والحريري مع انتهاء اجتماع بينهما في وقت سابق هذا الأسبوع، بتصريحات استهجان واتهامات علنية متبادلة.

وبعد لقائها عون، توجهت شيا إلى بيت الوسط، حيث التقت الحريري وبحثت معه المستجدات السياسية.

"الرقص على حافة الهاوية"

السفير البريطاني في لبنان مارتن لنغدن، تحدث بدوره مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل حول "القلق العميق على لبنان". وفق ما قالت السفارة عبر حسابها في موقع "تويتر".

وقال لنغدن، "يرقص القادة السياسيون على حافة الهاوية، وعلى جميع الأطراف تحمل المسؤولية. البديل الوحيد لذلك هو كارثة لا يستطيع أصدقاء لبنان منعها. هذا هو الخيار".

صندوق النقد: تشكيل الحكومة "ضروري"

وفي سياق متّصل، قال صندوق النقد الدولي، الخميس، إن تشكيل حكومة لبنانية جديدة ذات تفويض واضح ضروري لتنفيذ إصلاحات اقتصادية تشتدّ الحاجة إليها لانتشال البلد من أزمته المالية.

ويقول المانحون الأجانب إنهم لن يقدموا يد العون للبنان، الغارق في الديون، ما لم يعالج الساسة اللبنانيون مشاكل الفساد والهدر، باعتبارها السبب الرئيسي للانهيار.

وقال جيري رايس، المتحدث باسم صندوق النقد في مؤتمر صحافي مقرّر سلفاً، "من الضروري تشكيل حكومة جديدة على الفور وبتفويض قوي لتطبيق الإصلاحات الضرورية... التحديات التي يواجهها لبنان والشعب اللبناني أضخم من المعتاد، وبرنامج الإصلاح هذا تشتد الحاجة إليه".

وأضاف رايس أن الصندوق لا يبحث برنامجاً مع بيروت في الوقت الحالي، لكنه يقدّم المساعدة الفنية لوزارة المالية وبعض الكيانات التابعة للدولة. وتوقّع مزيداً من الاتصالات أثناء اجتماعات الربيع التي يعقدها الصندوق عن بعد هذا العام وتبدأ الأسبوع المقبل.

هبة الأكسجين السورية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال زيارة مفاجئة إلى دمشق، الأربعاء 24 مارس (آذار)، أعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن، تلقي 75 طناً من الأكسجين كـ "هدية مباشرة" من الأسد. وقال للصحافيين، "لدينا ما يقارب الألف مريض على أجهزة التنفس في غرف العناية الفائقة، ولا سمح الله لو استنفدت الكميات المتبقية، التي كانت حقيقة كافية حتى اليوم (الأربعاء) فقط، لكانت زهقت لا سمح الله آلاف الأرواح".

وأشار حسن إلى أن "سوء الأحوال الجوية" أعاق وصول "شحنات من مصادر مختلفة إلى لبنان، خصوصاً عبر البواخر". وأضاف، "على الرغم من ازدياد الطلب والحاجة إليه لإسعاف المرضى السوريين، جاءنا الرد الإيجابي سريعاً. كما يقال دائماً أن الرهان على الأخ والصديق خلال الأزمات رهان صائب".

وزير صحة النظام السوري، حسن الغباش، قال بدوره خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني، إنه بناء على طلب من حسن "سيتم تزويد لبنان بـ 75 طناً من الأكسجين، كل يوم 25 طناً لمدة ثلاثة أيام"، وذلك بناء على توجيهات الأسد.

وأوضح أنه سيتم تزويد لبنان بالأكسجين "بشكل فوري"، على أن يصطحب حسن الدفعة الأولى معه أثناء عودته إلى لبنان، مؤكداً في الوقت ذاته أن ذلك لن يؤثر "في منظومة الأكسجين في سوريا".

ويسجل البلدان عدداً كبيراً في الإصابات بكورونا، وتكتظ أقسام العناية المشددة المخصصة للفيروس بالمرضى خلال الأسابيع الأخيرة.

اندلاع السجال

إعلان حسن من سوريا شكل مفاجئة للبنانيين، الذين لم يكونوا على علم بأزمة أكسجين. وجاء تصريح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، سليمان هارون، لقناة محلية، بـ "ألا نقص" في هذه المادة، وبأن "هناك مصنعان كبيران للأكسجين في لبنان يلبيان الطلب"، ليشعل السجال على مواقع التواصل الاجتماعي حول إعلان حسن.

وأعاد هارون المشكلة في القطاع الطبي إلى تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية وشح العملات الأجنبية، قائلاً إن "سعر المستلزمات الطبية أصبح باهظاً بالنسبة إلينا، وبعض المستوردين في اليومين الماضيين لم يسلموا المستشفيات، ونحن بحاجة إلى دعم مادي".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم اللبنانيون بين شاكرين لهبة النظام السوري وآخرين انتقدوها.

وباستخدام وسمي "شكرا سوريا" و"سوريا أكسجين لبنان"، احتفل داعمو التقارب بين البلدين، وغالبيتهم من مناصري "حزب الله" وحلفائه، بالهبة السورية. وغرد حساب باسم "أم أحمد" قائلاً، "رغم الوضع الاقتصادي الصعب والحرب 10 سنوات تقف سوريا الأسد سنداً للبنان".

في المقابل، انتقد قسم من اللبنانيين الخطوة، مشيرين إلى عمليات تهريب السلع المدعومة في لبنان إلى سوريا، وأبرزها المحروقات، حتى إن بعضهم طالبوا النظام بإعادة المعتقلين اللبنانيين في سجونه قبل أي شيء آخر. وفي هذا السياق، قال حساب باسم "ويليام" على "تويتر"، " 75 طن أكسجين ما بيطلعو بقيمة كم صهريج مازوت مدعوم مهرب بيوم واحد".

ومنذ بدء اندلاع النزاع في سوريا، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق ومشاركة "حزب الله" في القتال إلى جانب قوات النظام، وحافظ البلدان على علاقات دبلوماسية بينهما، إلا أن الزيارات الرسمية تراجعت إلى حد كبير. ويكرر "حزب الله"، الذي يعد الوزير حسن من حصته الوزارية، الدعوة إلى الانفتاح الرسمي على سوريا، الأمر الذي ترفضه قوى سياسية أخرى، على رأسها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

"الاقتتال" على المواد المدعومة

وعلى وقع اشتداد الأزمة الاقتصادية، تشهد المتاجر اللبنانية يومياً سجالات بين المواطنين الذين يشتبكون للحصول على المواد الغذائية المدعومة.

وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر تضارباً وسحب سكاكين قرب "تعاونية رمال" في بلدة كفردونين جنوب لبنان.

يأتي ذلك في وقت سجلت الليرة اللبنانية انخفاضاً كبيراً أمام الدولار في السوق السوداء، الذي بلغ سعره أكثر من 12600 ليرة، في وقت تفرض المصارف قيوداً على عمليات السحب النقدية، وتمتنع من إعطاء المواطنين العملات الأجنبية.

 

 

المزيد من العالم العربي