Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هو أثر عرقلة المرور في قناة السويس على التجارة العالمية؟

السفن تغير مساراتها عن الطريق الحيوي الذي يربط البحرين المتوسط والأحمر عندما يؤدي أقل قدر من التأخير إلى ازدحام

حجم التأخير في فتح قناة السويس أمام الملاحة قد يحدد مدى الضرر الذي قد يلحق بسلاسل الإمداد والأثر الذي قد يتركه ذلك على الاقتصاد العالمي (أ ف ب)

تقفل سفينة حاويات زنة 224 ألف طن الشريان التجاري الأكثر أهمية على مستوى العالم، ما يؤدي إلى تجمع لحركة المرور وقد يتسبب بمشكلات كبرى ما لم يُفتَح الشريان قريباً، وفق خبراء في عمليات الشحن البحري (العالمي).

ووفق محللين في "ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس"، "قد يسفر أقل تأخير حتى في حركة المرور عن ازدحام وتعطل في تسليم البضائع والسلع على الجانبين".

والعامل الأكثر أهمية في تحديد شدة أي تأخيرات هو مدى السرعة التي يمكن بها إزالة السفينة المسماة "إفر غيفن".

وقد أُعِيد تعويمها جزئياً وتوقعت أرقام القطاع إزالتها بسرعة، ما يسمح بتخفيف الازدحام.

لماذا تُعتبَر قناة السويس مهمة للغاية للتجارة؟

إن القناة التي يبلغ طولها 120 ميلاً (193 كيلومتراً) بين البحرين الأحمر والمتوسط هي أقصر طريق بين آسيا وأوروبا. وعام 2019، مرّ نحو 1.2 مليار طن عبر القناة على متن 19 ألف سفينة – وهو نحو ثُمْن كل البضائع المنقولة عن طريق البحر ذلك العام.

وتشقّ ملايين الأطنان من البضائع المصنعة طريقها من الصين وجنوب آسيا إلى أوروبا عبر القناة. وهي أيضاً طريق رئيس لسفن صهاريج النفط التي تنطلق إلى الشرق الأوسط ومنه.

وجنحت "إفر غيفن" في وقت مزدحم من العام. فالتجارة تزيد بعد بدء العام الصيني الجديد الذي يشهد إغلاق المصانع في الصين التي تُعدّ مركزاً عالمياً للطاقة التصنيعية.

وتسعى الشركات إلى إعادة بناء مخزوناتها على أمل تخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا في الأشهر المقبلة.

وهناك بالفعل نقص عالمي في الحيز المتاح في حاويات الشحن، كما أن إجراءات السلامة من "كوفيد-19"  كانت تسبب تأخيرات في الموانئ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ما الأثر الذي ستخلفه العرقلة؟

بدأت التأخيرات بالفعل في الساعات التالية للحادث. وأوردت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء الاقتصادية أن حوالى 42 سفينة تسعى إلى السفر شمالاً و64 سفينة متجهة جنوباً تنتظر حالياً.

وكلما طال أمد جنوح "إفر غيفن" يزيد ذلك الرقم. وتفيد التقارير بأن حوالى 10 ملايين برميل من النفط والبنزين عالقة قرب مدخلَيْ القناة أيضا.

وعبّر الخبير الدولي في سلاسل الإمداد في شركة "كولييرز إنترناشيونال" كريس إيفانز عن ثقته بنقل "إفر غرين" سريعاً، ما يعني أن التأخير في شحن البضائع سيُقلَّص إلى الحد الأدنى.

وقال: "إذا لم تُفتَح القناة بسرعة، سيتسبب الإغلاق في كثير من التأخير وسيضطر الناس إلى البدء في شحن البضائع عبر رأس الرجاء الصالح".

"وهذا من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة وازدحام للسفن في موانئ مختلفة في أوروبا. وأي سفينة أبعد من أوروبا ستأتي مسرعة. فتفريغ السفن بطيء بالفعل بسبب الإجراءات الخاصة بكوفيد، وكذلك عملية تناول الحاويات".

وأضاف: "يبدأ الأثر غير المباشر والتأخيرات في التراكم بسرعة بالغة. وسيكون لزاماً علينا أن نعود إلى ذلك الشيء العتيق الطراز: الصبر".

وفي حين أن معظم السفن تكون في البحر لأسابيع ويمكن أن تستوعب يومين من التأخير، من المحتمل للأعمال المتأخرة في الموانئ أن تسبب مشكلات بسرعة، على حد قول السيد إيفانز.

"إن الموانئ الحديثة فقط مثل لندن وبوابة التايمز هي القادرة على التعامل مع هذا الأمر. فسرعان ما يزداد الحجم؛ وهذا لا يستغرق وقتاً طويلاً".

إلا أنه كان متفائلاً في شأن الأثر في الشركات والمستهلكين. "لا أعتقد بأن ثمة أثر كبير لجهة زيادة التكاليف في القطاع التجاري (جراء الحادث). ولا ينبغي لنا أن نبالغ في القلق بشأن الفجوات في إمدادات المنتجات".

وقال سمير مدني في مؤسسة "تانكر تراكرز" لـ"الفايننشال تايمز": "القناة هي نقطة عبور رئيسة للتجارة العالمية.

"إذا تمكنوا من تحرير السفينة بسرعة سيكون الأثر عند أدنى حد، لكن أي عرقلة بعيدة الأجل من شأنها أن تخلّف عواقب وخيمة، من الأثر في أسعار النفط وأسعار الشحن إلى إرغام سفن الحاويات على سلوك الطريق الأطول حول أفريقيا".

© The Independent

المزيد من اقتصاد