Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ناتو" يرفض التدخل في ليبيا وواشنطن تدعم الدبيبة بشروط

"الدرس المستفاد مما وقع في البلقان أو أفغانستان أو العراق هو أن الوقاية أفضل من التدخل لمساعدة البلدان في الاستقرار"

قال ستولتنبرغ إن "بناء القدرات أفضل طريقة يمكن للحلف من خلالها المساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة المجاورة لنا" (أ ف ب)

تواصلت المواقف الإقليمية والدولية الداعمة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، والاستفادة من الفرصة النادرة التي يوفرها التوافق بين الأطراف الليبية للخروج من نفق الأزمة في البلاد، عن طريق المفاوضات والحلول السلمية، وتجنيب محيط ليبيا الإقليمي ودول الجوار تداعياتها التي وصلت إلى درجة الخطورة على أمنها واستقرارها.

هذا الدعم تجاوز من بعض هذه الأطراف مرحلة الأقوال إلى الأفعال، وتعهّد بعضها بتقديم يد العون متى لزم الأمر، شرط إيفاء السلطات التنفيذية بالتزامها الخاص إجراء الانتخابات في موعدها، نهاية العام الحالي.

"ناتو" يحسم جدل التدخل

في هذا الوقت، حسم الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ("ناتو") ينس ستولتنبرغ، الجدل الدائم حول إمكانية عودة الحلف للتدخل في ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ تدخّله الأول في البلاد، قبل عقد من الزمن، دعماً للثوار ضد نظام الرئيس السابق معمر القذافي إبان الثورة الليبية.

وفي ردّ له على سؤال حول إمكانية إرسال الحلف بعثة إلى ليبيا، على غرار تلك الموجودة في العراق، قال ستولتنبرغ، "بناء القدرات أفضل طريقة يمكن للحلف من خلالها المساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة المجاورة لنا"، وأضاف في كلمة له، نقلها الموقع الرسمي لـ "ناتو"، الاثنين 22 مارس (آذار)، "الدرس المستفاد مما وقع في البلقان في التسعينيات أو أفغانستان أو العراق وأيضاً في ليبيا، هو أن الوقاية أفضل من التدخل لمساعدة البلدان في الاستقرار من خلال توفير التدريب لتلك الدول". وأعرب عن "ترحيبه بتشكيل الحكومة الانتقالية والإعداد لإجراء انتخابات عامة في البلاد"، لافتاً إلى أننا "نواصل مساندتنا مسار السلام، وسنساعد كذلك في تعزيز العمل الأمني عندما يقرر الليبيون ذلك".

عقوبات أوروبية بحق ليبيين

من جانبه، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بعض الشخصيات الليبية المتهمة بارتكاب جرائم حرب، في مقدمتها قائد "كتيبة الكانيات" محمد خليفة الكاني وشقيقه عبد الرحيم، على خلفية اتهامهما بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القانون، والإخفاء القسري بين 2015 ويونيو (حزيران) 2020، في مدينة ترهونة غرب ليبيا، التي سيطرت عليها كتيبتهما العسكرية سنوات عدة.

وسبق لوزارة الخزانة الأميركية استهداف الكتيبة ذاتها وزعيمها محمد وشقيقه عبد الرحيم بالعقوبات في الجرائم المزعومة نفسها.

واشنطن تدعم الدبيبة

وفي سياق الدعم السياسي الدولي الكبير الذي تحظى به الحكومة الليبية الموحدة منذ انتخابها، عبّرت الإدارة الأميركية عن دعمها الكامل لرئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، خلال مكالمة هاتفية لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن، مع التأكيد على ضرورة التزام حكومته تنفيذ تعهداتها عند انتخابها في جنيف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تغريدة له على موقع "تويتر"، قال بلينكن إنه "تحدث مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة حول الخطوات التالية للحكومة"، وأضاف، "هذه الخطوات التالية الواجبة على حكومة الدببية الجديدة والمؤقتة، هي إجراء الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) والتنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار"، مشدداً في الوقت ذاته على "ضرورة مغادرة كل القوات الأجنبية الأراضي الليبية من دون أي تأخير".

وكان وزير الخارجية الأميركي أشاد في وقت سابق، بمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، مؤكداً أن "إتمام هذه العملية بشكل سلس ومنظم بالغ الأهمية لتعزيز العملية الديمقراطية في ليبيا". وقال في بيان رسمي وقتها، "إضافة إلى ضمان إجراء انتخابات وطنية في الوقت المحدد، تقع على عاتق حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة الجديدة مسؤولية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، وتوفير الخدمات العامة الأساسية وإطلاق برنامج وطني للمصالحة ومعالجة الأزمة الاقتصادية". ودعا أيضاً إلى ضرورة أن تدعم الجهات الفاعلة الليبية والدولية هذه الخطوات، بما في ذلك الإبعاد الفوري لكل القوات الأجنبية والمرتزقة.

دعم يعزز الاستقرار

وسط هذه الأجواء، أعرب الدبيبة، بعد الاتصال الهاتفي مع بلينكن، عن أمله في أن يساعد دعم الولايات المتحدة حكومته على الوصول إلى حالة من الاستقرار والتنمية في ليبيا، وقال في بيان، "حظيت بمحادثة إيجابية مع بلينكن الذي هنّأنا بمنحنا الثقة من قبل مجلس النواب، وأبدى دعمه لاستكمال خريطة الطريق السياسية والاتفاق العسكري". وأضاف "سعداء بهذا الدعم، الذي نأمل في أن يساعد ليبيا في الوصول إلى حالة من الاستقرار والتنمية في القريب العاجل".

تحديد الأجندة والأولويات

وعقّب سفير ليبيا الأسبق في السويد والدنمارك إبراهيم قرادة، على التفاصيل التي نوقشت في المكالمة الهاتفية بين بلينكن والدبيبة، محللاً لغة الخطاب التي استخدمتها الوزارة الأميركية، قائلاً، "الولايات المتحدة بيّنت من خلال هذا الاتصال أنها وضعت أولويات جازمة في أجندتها السياسية الخارجية الرسمية تجاه ليبيا". ورأى أن "تغريدة بلينكن وتصريح الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية نيد برايس حول تفاصيل المكالمة مع الدبيبة، ومن الإصدارين، وفي لغة واضحة، حددت الخارجية الأميركية سياستها المعلنة تجاه ليبيا"، موضحاً أن "الطرفين شددا على أهمية إنهاء النزاع عبر عملية سياسية احتوائية شاملة، أي تضم كل الأطراف من دون إقصاء، وأكدا توفير الخدمات العامة الأساسية، وهي عادة الغذاء والصحة والتعليم والكهرباء، إلى جانب ضمان انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية في 24 ديسمبر 2021، بالتأكيد على التاريخ واستخدام كلمة ضمان حرفياً، ولهذا الأمر دلالة ومغزى واضحان أيضاً".

وأشار قرادة إلى أن "واشنطن تمسكت بضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، أي التأكيد على الحيلولة دون عودة النزاع المسلح، واستخدمت في الجملة الخاصة بإخراج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، كلمات مثل الآن ومن دون تأخير، ودلالتهما واضحة لكل الدول التي لها حضور عسكري في البلاد، بأن الولايات المتحدة لن تسمح لهذا الوضع بالاستمرار بعد اليوم".

ورأى الصحافي الليبي محمد العزومي أن "المكالمة الهاتفية بين بلينكن والدبيبة حملت رسائل أميركية لا لبس فيها لأطراف عدة، لا سيما رئيس الوزراء الليبي والأطراف الأجنبية المتدخلة في البلاد والخصوم السياسيين فيها وأذرعهم العسكرية". وقال، "هناك رسائل موجهة للجميع من واشنطن، مفادها بأن الملف الليبي على قائمة اهتماماتنا، ولن نسمح بعودة الاضطرابات في هذه البقعة الاستراتيجية الحيوية على شواطئ البحر الأبيض"، مشيراً إلى أن "خريطة الطريق التي تقود إلى الانتخابات الليبية بكل تفاصيلها، باتت تحت أنظار الإدارة الأميركية الجديدة وتنال رضاها، وهذا سيدفع الكثيرين من اللاعبين الرئيسين في الملف الليبي في الداخل والخارج إلى التزام تنفيذها بحذافيرها".

المزيد من متابعات