Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا قصص الأطفال ما زال يطغى عليها "اللون الأبيض" في بريطانيا؟

يقول واحد من كل ثلاثة أطفال ويافعين إنه لا يجد أي ارتباط بينه وبين ما يقرؤه مع أنه يجب أن يكون كل الأطفال قادرين على إيجاد صلة بالقصص الأدبية التي يقرؤونها

 خمسة في المائة فقط من كتب الأطفال في بريطانيا تتضمن شخصيات رئيسية من السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية الأخرى (غيتي)

حين اجتمعت بدابو أديولا من أجل وضع كتاب "انظر إلى الأعلى" (Look Up)، الأمر الواحد الذي كان أكيداً هو أن أطفال قصتنا كانوا سيشبهوننا قلباً وقالباً.

فشخصية "روكيت" محبوبة، ومهووسة بالفضاء، وتريد أن يتحمس الجميع مثلها في شأن زخات الشهب، لكن انشغال أخيها الكبير جمال بالتحديق بهاتفه يمنعه من رفع عينيه كي ينظر إلى النجوم. وهي مشكلة يمكننا جميعاً أن نفهمها بطريقة أو بأخرى. وما يميز "روكيت" وجمال عن شخصيات معظم كتب الأطفال هو لون بشرتهم الأسود.

شكلت القراءة معضلة بالنسبة لي عندما كنت أكبر. كنت أعاني عسر القراءة ولطالما احتجت أن أقرأ وأكتب حسب وتيرتي الخاصة، لكنني وجدت صعوبة في إيجاد صلة بالقصص التي كانت عندنا في المدرسة لأنها لم تعكس الحياة كما أعرفها.

أعدت اكتشاف الكتب عندما بلغت سن الرشد، وتعلمت في عمر العشرينيات كيف أقرأ بهدف الاستمتاع، وأنا أحب ذلك، لكن بعد كل هذه السنوات، ما زلت أجد نقصاً في شخصيات غير البيض في كتب الأطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بين كل ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم من 9 إلى 18 عاماً، نجد طفلاً واحداً يقول إنه لا يرى نفسه في ما يقرأ، وأنا أفهم سبب ذلك. مع أن الأمور تبدأ بالتغير ببطء - أصبحت الشخصيات الرئيسة في خمسة في المئة من كتب الأطفال الآن من السود أو الآسيويين أو الأقليات العرقية، وهو تحسن مقارنة مع 1 في المئة في عام 2017 - يجب أن يحدث هذا بسرعة أكبر بكثير. كي نضع هذا الرقم في الإطار الصحيح، 33 في المئة من الأطفال في عمر الدراسة الابتدائية في إنجلترا ينتمون إلى بيئة أقلية عرقية.

عندما نقوم بجلسات قراءة كتب في المدارس، من المذهل أن نشاهد استجابة الأطفال. في أحد الصفوف حيث كنا نقرأ "انظر إلى الأعلى!" كان كل الأطفال سوداً. عندما بدأنا، كانوا كلهم جالسين، لكن فيما تقدمنا من صفحة إلى أخرى، وقفوا جميعاً ومالوا نحونا. كانت طاقتهم رهيبة. فقد رأوا أنفسهم في الكتاب.

إن أردنا فعلاً أن يتجه مزيد من الأطفال نحو القراءة، فعلينا التفاعل معهم، وإعطاؤهم قصصاً وشخصيات تلهمهم. كما علينا أن نسهل على الأطفال القدرة على الوصول إلى الكتب.

 كثير من الأطفال لا يملكون كتباً يقرؤونها في منازلهم، وسيكونون مليئين بالحماسة بعد عودتهم إلى المدرسة، لكنه صحيح كذلك أن عدداً كبيراً جداً من المدارس لا يملك المال اللازم لشراء الكتب، إذ يقول أكثر من نصف المدرسين في المرحلة الابتدائية إن مدارسهم ليس فيها مكتبة. وقد يكون لدى المدارس الآن وقتاً أو موارد أقل للتركيز على مكتباتها، في حين انقلب نظام عملها رأساً على عقب، وعليها التعامل مع ضغط إضافي يفرضه عليها اللحاق بتعليم المنهج (بسبب إغلاق كورونا).

إن كان والدا طفل لا يستطيعان تحمل تكلفة شراء كتب وليس في مدرسته مكتبة، كيف يتوقع منه الاستمتاع بالقراءة؟

حين طلبت مني دار النشر "بافين" Puffin التي أتعامل معها، أن أصبح أول سفير لعالم قصص بافين Puffin World of Stories، قبلت ببالغ السرور. يقام البرنامج بالشراكة مع الصندوق الوطني لمحو الأمية، وهو يعمل على تحويل مكتبات المدارس المشاركة إلى مراكز للتخيل والابتكار، ويوفر تدريباً مفصلاً حسب الحاجة بشكل مجاني، فضلاً عن مئات الكتب والموارد الجديدة. وقد وفر حتى الآن أكثر من 80 ألف كتاب لـ225 مدرسة في بعض أكثر المناطق حرماناً في المملكة المتحدة.

وباعتباري سفيراً، جعلت مهمتي الترويج للتنوع في كتب الأطفال، كي يستطيع عدد أكبر بكثير من الأطفال الاستمتاع بمتعة الكتب وكل الفوائد التي تجلبها معها. لدى الكتاب القوة على تغيير أي أحد، ولذلك يجب جعله متاحاً للجميع، فيتمكن اليافعون من كل الخلفيات والبيئات أن يشعروا بالحماس ويستمدوا الإلهام من الشخصيات التي يقرؤون عنها.

تتزاحم الأفكار في مخيلتي، ولا أعرف أبداً أين ستقودني كتابتي، لكن من المؤكد أن شخصيات كتبي ستكون جميلة بتنوعها كما العالم المحيط بنا.

(حاز نايثان برايون جائزة ووترستونز لكتب الأطفال في عام 2020، وهو أول سفير لعالم قصص بافين)

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من كتب