Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتمالات التعادل تخيم على أجواء الانتخابات الإسرائيلية

خوف من انتخابات خامسة وأحزاب صغيرة تخشى عدم تخطي "نسبة الحسم"

توجه الإسرائيليون صبيحة اليوم، 23 مارس (آذار) الحالي، إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة في غضون سنتين، وسط منافسة شديدة بين معسكرَي "يسار – الوسط" و"اليمين". وتشير استطلاعات رأي إلى احتمالات تعادل المعسكرين، ما يزيد القلق من احتمال الذهاب إلى انتخابات خامسة، نظراً إلى عدم قدرة أي من المعسكرَين على تشكيل حكومة ذات أكثرية ثابتة.

فبحسب الاستطلاعات وبأحسن الأحوال، تحصل كتلة اليمين بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على 61 مقعداً، في حال حصل الأخير على دعم رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينت، اليميني المتطرف، ليشكّل حبل إنقاذ له إلى جانب القائمة العربية الموحدة (الإسلامية)، وهي امتداد لـ"الإخوان المسلمين"، التي أعلن رئيسها منصور عباس، دعمه لنتنياهو، ليمدّ له حبل الإنقاذ الثاني.

بينت يدعم نتنياهو

وحتى وقت كتابة هذه السطور، يتبيّن أن بينت سيعود إلى دعم نتنياهو، إذ تعهد بأنه لن يسمح لرئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد، بأن يكون رئيس الحكومة المقبلة لإسرائيل، داعياً في الوقت ذاته رئيس الوزراء إلى توقيع وثيقة يتعهد بها بعدم تشكيل حكومة تستند إلى الحركة الإسلامية.

وفاجأ بينت الإسرائيليين بتوقيعه على تلك الوثيقة مباشرة عبر القناة التلفزيونية 20، معلناً بالتالي دعمه لنتنياهو في حال وافق الأخير التوقيع عليها. وكان بينت رفض في مرحلة ما قبل التوقيع مساء الأحد، الانتماء إلى معسكر نتنياهو أو المعسكر المعارض له. وأعلن في كل ظهور إعلامي أنه يسعى إلى تشكيل حكومة بنفسه، وهو أمر أظهرت استطلاعات الرأي أنه من الصعب تحقيقه.

في المقابل، سعى نتنياهو طوال حملته الانتخابية إلى إضعاف حزب "يمينا" لصالح تقوية "تحالف الصهيونية الدينية"، برئاسة تسلئيل سموطرتش. وكشف عن أن الليكود أعدّ وثيقةً بهذا المضمون.

وبحسب تخطيط نتنياهو، فإن محاولة حصول "الصهيونية الدينية" على عدد مقاعد متساوٍ مع "يمينا"، أو عدد مقاعد أكبر إذا أمكن، تهدف إلى تنصيب سموطريتش زعيماً للتحالف بدلاً من بينت.

وتضمّنت الرسالة المركزية لنتنياهو أن "الصهيونية الدينية" لن تتجاوز نسبة الحسم، وبعدها سيتوجّه (نتنياهو) إلى الناخبين اليهود المتدينين الذين يعتزمون التصويت لصالح بينت، ويقول إنه سيهتم بضم الأخير وزميلته في "يمينا" أييليت شاكيد إلى حكومته، ولكن من أجل إنقاذ معسكر اليمين والسماح باندماج كهذا، ينبغي التصويت لسموطريتش.

وخلافاً للانتخابات السابقة، وعلى خلفية منافسة 36 حزباً بعد انسحاب البعض، قرر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، أنه لن يدعو بعد ظهور نتائج هذه الانتخابات إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأنه سينقل المشاورات مع الأحزاب في بث مباشر من ديوانه وبشفافية أمام الجمهور.

اللامبالاة تقلق الأحزاب الصغيرة

ما زالت إسرائيل تشهد حالة من اللامبالاة وقلقاً لدى كل الأحزاب، الصغيرة منها خصوصاً، نظراً إلى استمرار الوضع كما هو، حتى يوم الانتخابات وعدم إقبال أصحاب حق الاقتراع إلى الصناديق للإدلاء بأصواتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما القلق الأكبر لدى الأحزاب الصغيرة، فهو عدم تجاوز نسبة الحسم، التي تفرض على كل منها الحصول على 149.177 صوتاً. وترسم تلك النسبة علامة استفهام كبيرة بالنسبة إلى أحزاب "ميرتس" و"أزرق – أبيض" و"الصهيونية الدينية". وخسارة أي منها، وفق التوقعات، قد يؤثر بشكل دراماتيكي في فرصة المعسكر المقابل تشكيل الحكومة المقبلة. وبحسب دان أرئيلي، وهو خبير في اقتصاديات السوق، فإن "المتضررين من كورونا، الذين شعروا باليأس من الطريقة التي عالجت فيها الحكومة هذه الأزمة، لن يشاركوا في التصويت".

ويسود في حزب "ميرتس" قلق من أكثر من سيناريو يبقيه خارج الكنيست، الأبرز هو نسبة تصويت منخفضة في البلدات العربية، حيث يحتاج الحزب إلى مقعد ونصف المقعد من العرب على الأقل، كي يتجاوز نسبة الحسم. وبحسب الاستطلاعات، هناك لا مبالاة لدى المصوّتين العرب، فيما يُتوقَع أن تكون نسبة عدم المشاركة أعلى من الانتخابات السابقة، كما هناك حملة كبيرة تدعو إلى المقاطعة.

أما السيناريو الثاني، فهو أن ينجح "حزب العمل" في حملته لسحب أصوات من "ميرتس"، على الرغم من أن حملة الأخير التي أُطلق عليها اسم "أنقذونا"، أظهرت انتقالاً كبيراً من أصوات "العمل" إلى "ميرتس"، وفق مسؤول في الحزب الأخير. في المقابل، خرج "حزب العمل" بحملة رسائل للجمهور، جاء فيها أن "ميرتس خرج من منطقة الخطر". وطلبوا من مؤيدي اليسار إعادة دعمهم إلى "حزب العمل".

السيناريو الثالث الذي يقلق "ميرتس" هو اللامبالاة ونسبة التصويت المنخفضة في البلدات اليهودية المحسوبة على الحزب، ضمن أمور أخرى، على خلفية عدم الثقة بالنظام السياسي في ظل دخول حزب "أزرق – أبيض" وانتقال شرائح من "حزب العمل" إلى حكومة برئاسة نتنياهو، خلافاً للتعهدات في الانتخابات السابقة.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن حزب "أزرق – أبيض" برئاسة بيني غانتس، يعاني من صعوبة في تجاوز نسبة الحسم. وأدار الحزب حملة واسعة ركّز خلالها على تحذير الناخبين من المسّ بالجهاز القضائي من قبل نتنياهو، إذا لم يُنتخب غانتس، إضافة إلى حملة أخرى ناجعة في أوساط مصوّتي الاستيطان العام، قدّمت "أزرق – أبيض" على أنه المتابع الحقيقي لدرب "حزب العمل". 

من جهة أخرى، يحظى حزب "الصهيونية الدينية"، الذي يُعتبر وضعه الأفضل بين الأحزاب المهدَّدة بعدم تجاوز نسبة الحسم، بدعم من نتنياهو، الذي لم يهاجمه بل دعا إلى التصويت له من أجل ضمان دخوله إلى الكنيست. وحتى اللحظة الأخيرة، نظّم حزب "الصهيونية الدينية" حملة انتخابية واسعة بدعم من المدارس الدينية ومؤسسات تعليم متماهية معه، التي يتوقَّع في يوم الانتخابات أن تساعد قائمته. كما يحظى هذا الحزب بدعم كبار الحاخامات وتأييدهم.

المزيد من الشرق الأوسط