Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو والفلسطينيون يبحثون عن بديل من "خطة كوشنر"

أشتية يسعى إلى تشكيل "ائتلاف وطني دولي" ينقذ حل "الدولتين"

العلاقات الإقتصادية بين موسكو وتل أبيب تشهد تطوراً لافتاً (رويترز)

تسعى موسكو والاتحاد الأوروبي إلى بلورة رؤية جديدة لـ "عملية السلام" تكون بديلاً من "خطة كوشنر"، وذلك بحسب السفير الفلسطيني لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل.

وقال نوفل لـ "اندبندنت عربية" إن المشاورات جارية لوضع رؤية مشتركة "تستند إلى الشرعية الدولية لإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"، مضيفاً أن موسكو تسعى إلى إنهاء "الرعاية الأميركية المنفردة لعملية السلام منذ خمسة وعشرين عاماً.

ويشدد السفير الفلسطيني على ضرورة وضع آلية دولية لتحقيق عملية السلام المتعددة الطرف، "تكون واشنطن جزءاً منها وليس طرفها الوحيد، مشيراً إلى أن الآلية السابقة أثبتت فشلها بسبب الانحياز الأميركي إلى إسرائيل.

وأضاف نوفل أن هذا التحرك الدولي "يعكس موقفاً هاماً برفض المخطط الأميركي"، مشيراً إلى أهمية طرح "آليات للتنفيذ وعدم انتظار عرض ما تبقى من الخطة المقرر إعلانها بعد رمضان".

ومن المقرر أن يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس موسكو بعد انتهاء شهر رمضان للبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبل إيجاد بديل من خطة كوشنر وسبل تصديها كما أعلن نوفل.

لكن المتخصّص في العلاقات الدولية في جامعة باريس خطّار أبو دياب يستبعد إطلاق رؤية أوروبية- روسية بديلة، واصفاً الحديث عن ذلك بأنه "جزء من العالم الافتراضي السياسي".

التفرد الأميركي

ويقول أبو دياب إن "موسكو وواشنطن تتنافسان بشكل تكاملي في محاولة كسب ود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" مضيفاً "أن العلاقات الاقتصادية بين موسكو وتل أبيب تتزايد بشكل ملحوظ.

وأشار أبو دياب إلى أن "الخلافات الروسية - الأوروبية في أكثر من ملف حول العالم لا تسمح بصوغ خطة أو رؤية في ملف حساس كالصراع العربي الإسرائيلي" متوقعاً بقاء التفرد الأميركي في الصراع لعدم وجود إرادة سياسية أوروبية للتدخل بشكل عملي.

وحول خطة كوشنر يقول أبو دياب "إن أقصى ما تستطيع واشنطن هو فرض ترتيبات موقتة كالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والسيادة الإسرائيلية على الجولان".

المحللة السياسية الروسية لينا سبولينا تقول "إن موسكو والاتحاد الأوروبي يرفضان الخطة الأميركية للسلام ويطالبان بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وفق حل الدولتين".

وتضيف سبولينا أنه "من الصعب التنبؤ بإمكان نجاح أي خطة بديلة لصفقة القرن على الرغم من العلاقة القوية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

ويطالب الفلسطينيون منذ نحو السنتين بتشكيل آلية دولية متعددة الطرف تساعد الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، في المفاوضات لحل كل قضايا الوضع الدائم وفق اتفاق أوسلو، بما فيها ملفات القدس، والحدود، والأمن، والمستوطنات، واللاجئين، والمياه، والأسرى.  

ومنذ توليه منصبه الشهر الحالي لا يضيِّع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية فرصة إلا ويطالب بتشكيل "ائتلاف وطني دولي" من أجل الحفاظ على حل الدولتين، مضيفاً أن "واشنطن تعمل على إطاحة حل الدولتين، وإقامة حكم ذاتي في الضفة الغربية".

وشدد أشتية على ضرورة اعتراف دول العالم بخاصة الاتحاد الأوروبي "بدولة فلسطين كإجراء احترازي ضد الإجراءات التي يمكن أن يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي من خلال تهديده بضم بعض المناطق في الضفة الغربية".

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني رفض أي تسوية تتنازل عن الثوابت الفلسطينية مشيراً إلى أن رفض "صفقة القرن" لم يكن اعتباطاً بل بسبب ممارسات واشنطن في تجفيف المصادر المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والمساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ونقل السفارة الأميركية إلى القدس.

لكن المحلل السياسي هاني حبيب يتوقع فشل أي خطة روسية أوروبية في ظل "اختلال موازين القوى لصالح واشنطن، مضيفاً أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تتمرّد على الشرعية الدولية، والرهان على تلك الخطة، إن وُجدت، خسارة، لأن المصالح بين بوتين ونتنياهو تنحصر في الصراع على سوريا وحول سوريا".

المزيد من الشرق الأوسط