Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تصعد تهديداتها للبنان وتوجه رسالة عبر باريس

تسعى من خلال موسكو إلى تفاهمات حول الملف النووي وإيران في سوريا

دعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى عدم الربط بين القدرات الصاروخية والنووي الإيراني (أ ب)

من باريس، حيث كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، برفقة الرئيس رؤوفلين ريفلين، لعرض موقف تل أبيب إزاء الملف النووي الإيراني والمحكمة الدولية، تجاوز كوخافي السقف الذي وصلت إليه التهديدات الإسرائيلية للبنان، خلال الأشهر الماضية. وقد أعلن بنك أهداف يتزايد أسبوعياً لتنفيذه، في حال وقوع مواجهات في لبنان، يكون المدنيون اللبنانيون المستهدف الأول.

وبحسب مسؤولين أمنيين، فقد نقلت إسرائيل رسالة إلى لبنان عبر فرنسا، تنذر فيها من استمرار الوضع القائم الذي يسهم في تعزيز القدرات الصاروخية لـ"حزب الله" واختراق القرار 1701، وتقول إنه في حال اندلاع حرب في لبنان فإن إسرائيل ستجد صعوبة في التمييز بين قصف أهداف لـ"حزب الله" وقصف البنى التحتية الاستراتيجية المدنية في الدولة اللبنانية.

وبرر كوخافي ما تتضمنه الخطة العسكرية الإسرائيلية من استهداف مدنيين لبنانيين، بأن "حزب الله" يمتلك آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية وسط الأحياء السكنية، وجميعها موجهة نحو إسرائيل لإلحاق الضرر بسكانها.

وذكر مسؤولون إسرائيليون أن رئيس أركان الجيش قدم للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خرائط ووثائق تثبت الوضعية التي يتحدث عنها حول المناطق السكنية في لبنان ونشر قواعد الصواريخ التي يعدها "حزب الله" لاستخدامها في حال وقوع مواجهات بين الطرفين.

واعتبر كوخافي الدولة اللبنانية، من جيش وحكومة، عاجزة عن فرض قوتها وسيطرتها على السياسة الأمنية قائلاً "بات لبنان أسيراً لدى حزب الله، من الناحية الأمنية، إذ باتت الدولة اللبنانية عاجزة عن تطبيق القرار 1701". يذكر أن "حزب الله" نفى مرات عدة المعلومات الإسرائيلية، ونظّم جولات للإعلاميين إلى بعض الأماكن التي سبق وذكرها المسؤولون الإسرائيليون، خصوصاً في ضواحي بيروت، ليقول إنها خالية من مستودعات أو مصانع للأسلحة.

وكان كوخافي، وريفلين قد توجها إلى باريس ضمن جولة أوروبية تشمل ألمانيا والنمسا إضافة إلى فرنسا، فيما وصل وزير الخارجية غابي اشكنازي إلى روسيا، لبحث الملف النووي الإيراني مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والشروط الإسرائيلية للاتفاق مع إيران وسبل التعاون لمواجهة التموضع الإيراني في سوريا.

أربعة أهداف للزيارة الأوروبية

تشمل الزيارة الأوروبية أربعة أهداف هي التهديد الإيراني من جانبيه النووي والتموضع الإيراني في سوريا، و"حزب الله"، والمحكمة الجنائية الدولية وعودة الإسرائيليين المفقودين في غزة". لكن التهديدات للبنان كانت الأبرز حتى خلال الاستعداد لهذه الزيارة. فقد حرص الإسرائيليون على الترويج للمخاطر المحدقة بإسرائيل من جهة لبنان، قبل مغادرة ريفلين وكوخافي تل أبيب.

وعبر أمنيون وعسكريون عن قلقهم مما اسموه تسريع "مشروع الصواريخ الدقيقة" لـ"حزب الله"، الذي يهدف إلى تطوير كبير لترسانة القذائف والصواريخ الموجودة بحوزته، بصورة تمكن من إطلاقها بمستوى دقة يبلغ بضعة أمتار عن الهدف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء في تقرير إسرائيلي عن الموضوع أنه في السنوات الماضية قام "حزب الله" بتجارب عدة لإنشاء مواقع إنتاج وتحويل لسلاح دقيق في لبنان، على خلفية الضربات الإسرائيلية لمنع تهريب الأسلحة من إيران عبر سوريا إلى لبنان. وتابع التقرير، "يبدو أن حزب الله نجح في تسجيل تقدم في هذا المجال. رسمياً، إسرائيل تتحدث عن عشرات الصواريخ الدقيقة الموجودة لدى حزب الله، لكن حسب تقديرات عدة فإن عدد هذه الصواريخ ارتفع أخيراً ووصل إلى بضع مئات".

وبحسب مسؤولين أمنيين في جهاز الاستخبارات العسكرية فإن "حزب الله" يستثمر جهوداً كبيرة لتطوير صواريخ في قنوات عدة: تطوير الدقة، والقدرة التدميرية للصواريخ وقدرتها على تجاوز أجهزة الدفاع الإسرائيلية الفعالة.

في سياق مناقشة الملف الإيراني خلال زيارة كوخافي وريفلين إلى أوروبا واشكنازي إلى روسيا، عرضت تقارير إسرائيلية تتحدث عن التنسيق بين إيران و"حزب الله" حول زيادة قوة التسلح في الشرق الأوسط.

وبحسب جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هناك قفزة كبيرة في القدرات العسكرية الإيرانية، بحيث سجلت تقدماً في تطوير صناعة السلاح لديها من قذائف وصواريخ دقيقة وصواريخ باليستية وطائرات من دون طيار.

وبحسب ما نقل عن تقارير داخلية لجهاز الاستخبارات العسكرية، فإن إيران تعمل على تعزيز القدرات العسكرية لجهات عدة من المحور الراديكالي الذي تقوده طهران في الشرق الأوسط، بينها "حزب الله" ونظام الأسد في سوريا والميليشيات الشيعية في العراق والمتمردون الحوثيون في اليمن.

وفي تقدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فإن نشر قدرات طهران يسمح للمرة الأولى برؤية صناعة السلاح الإيرانية كصناعة يشارك فيها المحور الراديكالي كله.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين أمنيين أن "نية طهران هي تمكين هذه التنظيمات، كل واحد في دولته، من الوصول إلى قدرة إنتاج ذاتية، بحيث لا تكون معتمدة على التهريبات الإيرانية. هذه القدرة تكون أقل انكشافاً أمام هجمات إسرائيل ضد قنوات التهريب المختلفة".

وذكرت الصحيفة أن إيران تعمل في قطاع غزة، حيث أسهمت في تحسين قدرات التنظيمات المسلحة على إنتاج القذائف والطائرات من دون طيار. وكذلك الأمر في اليمن.

الملف الإيراني وبحثه في موسكو

الغاية الرئيسة لزيارة اشكنازي إلى روسيا ولقاء لافروف، هو بحث الملف الإيراني وسبل التعاون حول معالجة التموضع الإيراني في سوريا وما تشمله اتفاقية الملف النووي، إلى جانب محاولات العثور على رفات الجاسوس إيلي كوهين وإمكانية استعادة أغراض شخصية أخرى له، وصولاً إلى رفاته.

قبل توجه اشكنازي، دعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى عدم الربط بين القدرات الصاروخية والنووي الإيراني. وبحسب نتنياهو، تبذل إسرائيل جهوداً لإقناع الأميركيين والدول الأوروبية من أجل الضغط على النظام في طهران في كل ما يتعلق بتطوير السلاح ومساعدة التنظيمات الإرهابية، بالأساس المساعدة المقدمة لـ"حزب الله".

تطوير منظومة "القبة الحديدية"

في ذروة نقاش تعاظم القدرات الصاروخية لـ "حزب الله" وتموضع إيران في سوريا، أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية عن تطوير منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

وذكرت الوزارة، في بيان، أنها أجرت تجارب متقدمة لهذه المنظومة. ما يشكل قفزة في قدرتها على اعتراض الصواريخ. وأضاف "لقد تم اختبار القبة الحديدية في مجموعة من السيناريوهات المعقدة، وتم اعتراض وتدمير أهداف بنجاح تحاكي التهديدات الحالية والناشئة، بما في ذلك الاعتراض المتزامن لطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى وابل من الصواريخ، تطلق في آن واحد".

المزيد من الشرق الأوسط