Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملفات الاقتصادية تهيمن على المباحثات الليبية التونسية

زيارة قيس سعيد هي الأولى لرئيس دولة أجنبية إلى طرابلس منذ انتخاب السلطات التنفيذية الجديدة

الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقائه رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة في طرابلس (أ ف ب)

حظيت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى العاصمة الليبية طرابلس باهتمام كبير في البلدين، كونها أول زيارة لرئيس تونسي منتخب إلى الجارة الشرقية منذ عام 2012، وأول زيارة لرئيس دولة أجنبية إلى ليبيا منذ انتخاب السلطات التنفيذية الجديدة. 

وتشكل هذه الزيارة فاتحة لإحياء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، اللذين يمران بظروف استثنائية تتشابه على أكثر من صعيد.

وعلى الرغم من أن زيارة الرئيس التونسي كانت قصيرة، ولم تتجاوز ساعات قليلة، فإن الجانبين أكدا أنها كانت مثمرة، ورسمت الخطوط العريضة لمسار العلاقة بين الدولتين الجارتين، في الأشهر المقبلة، وحددت الملفات التي يجب العمل عليها على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية.

مباحثات ناجحة

وقالت الرئاسة التونسية، في بيان، إن "زيارة الرئيس قيس سعيد والوفد المرافق له إلى ليبيا ولقاء مسؤولين ليبيين، والتي تعتبر الأولى لرئيس دولة تونسي منتخب إلى طرابلس، جاءت في إطار حرص رئيس الجمهورية على أن يكون في مقدمة المهنئين للمجلس الرئاسي ولحكومة الوحدة الوطنية على نيل ثقة مجلس النواب الليبي، واستلام مهامهما رسمياً، في لحظات تاريخية جسدت مبدأ الانتقال السلمي للسلطة في الدولة الجارة".

وأشارت إلى أن "الاستحقاقات المقبلة لكلا البلدين، بخاصة على المستوى التنموي والاقتصادي، مثلت أبرز محاور المباحثات، حيث تم الاتفاق على أهمية التسريع بعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة لتعزيز آليات وأطر التعاون الثنائي في مختلف المجالات"، مبينة أن "اجتماعها الأول سينعقد قريباً في العاصمة الليبية طرابلس".

وأكد الجانبان "ضرورة العمل على تسهيل إجراءات العبور والتنقل للمواطنين وانسياب السلع والبضائع، وتشجيع الاستثمار وتكثيف نسق التبادل التجاري بين البلدين، والعمل على تذليل الصعوبات في هذا الشأن، إضافة إلى أهمية استئناف شركات الطيران التونسية لرحلاتها في اتجاه ليبيا".

وتناولت المباحثات "مسألة اختفاء الصحافيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري في ليبيا، قبل سنوات قليلة، حيث تم التأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود للتوصل إلى كشف حقيقة اختفائهما".

وبحث الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على "أهمية تنسيق المواقف حيالها من خلال تكثيف الاجتماعات التشاورية، وضرورة تفعيل آليات اتحاد المغرب العربي، والإسراع في عقد اجتماعاته على مستوى وزراء الخارجية وعلى مستوى القمة".

طرابلس تشيد بزيارة سعيد

من جانبه، أعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة عن سعادته بزيارة سعيد.

وقال الدبيبة، في تغريدة على "تويتر"، أمس الأربعاء، "سعدنا اليوم بزيارة فخامة الرئيس قيس سعيد كأول زيارة رسمية لرئيس دولة تونسي إلى ليبيا منذ عام 2012"، معتبراً أن "ما يميز هذه الزيارة أنها أتت من الشقيقة تونس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت رئاسة حكومة الوحدة، في بيان مشترك مع المجلس الرئاسي، إن "الزيارة تعكس الرغبة المشتركة بين ليبيا وتونس في تعزيز التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين، لإرساء رؤى وتصورات تعزز مسار التعاون المتميز القائم بينهما، وتؤسس لشراكة متينة تلبي تطلعات الشعبين الشقيقين في الاستقرار والتنمية".

في المقابل، اعتبر نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني أن "زيارة الرئيس قيس سعيد حملت رسائل ذات دلالة".

وأضاف أن "سعيد هو أول رئيس يزور ليبيا منذ تسلمنا السلطة، وسنعمل معاً على استئناف مشروع التكامل الاقتصادي والشراكة الاستراتيجية بيننا".

بدء التنسيق الوزاري

ولم يكن لقاء سعيد مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي والدبيبة، هو اللقاء الوحيد الذي دار في الزيارة بين المسؤولين في البلدين، بل شملت الزيارة عدة اجتماعات على المستوى الوزاري.

والتقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج عثمان الجرندي مع وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش، وأعلن الجانبان في بيان مشترك أنهما "اتفقا على العمل معاً لمواجهة التحديات المشتركة، من خلال تكثيف اللقاءات والزيارات بين مسؤولي البلدين، وتنشيط المبادلات التجارية وتسهيل تنقل الأشخاص والبضائع، بما من شأنه خلق شراكات ثنائية فاعلة، وقادرة على توفير فرص للعمل في الجانبين ودفع جهود التنمية وقاطرة الاستثمار المتبادل بينهما".

ووفقاً للبيان، اتفق الوزيران أيضاً على "التعجيل بعقد اللقاءات بين اللجان لتحقيق هذه الأهداف، بداية باللجنة التحضيرية التونسية الليبية على مستوى وزيري خارجية البلدين، التي ستنعقد الشهر الحالي، تحضيراً لعقد اللجنة العليا المشتركة اجتماعاتها لوضع الخطط لتنفيذ الاتفاقات".

تعزيز التعاون 

وعلى هامش زيارة الوفد التونسي إلى طرابلس، عقد وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية، محمد الحويج، الأربعاء، اجتماعاً مع هيئة مستشاري الرئيس التونسي المكلفة بالملفات الاقتصادية.

وتم خلال الاجتماع، الذي عقد بقصر الضيافة في طرابلس، بحسب الوزارة الليبية، "مناقشة العديد من الملفات، على رأسها إنعاش العلاقات التجارية بين تونس وطرابلس، وإحياء الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بهذا الخصوص".

وبحث الاجتماع سُبل تفعيل هذه الاتفاقيات، في أقرب وقت، بما يخدم مصالحهما في المرحلة الحالية، إضافة إلى التعاون في مجال انسياب السلع والمنتجات الغذائية، وتسهيل عمل المصارف في البلدين.

وكان مراقبون في ليبيا وتونس توقعوا أن يكون الجانب الاقتصادي مهيمناً على طاولة المباحثات بهدف إحياء الشراكة بين البلدين، التي كانت مثمرة جداً في فترات مضت، وركيزة أساسية في العلاقة بينهما، ولحاجتهما الملحة إليها لتعزيز اقتصادهما المتعثر في السنوات الأخيرة.

وبحسب بيانات صادرة عن الحكومة التونسية، فإن الأزمة التي عاشتها ليبيا خلال السنوات الماضية، كانت لها آثار كارثية على مستوى التبادل التجاري بين البلدين، وانعكاسات سيئة على الاقتصاد التونسي، بالنظر إلى أن جارتها الشرقية واحدة من أهم الشركاء الاستراتيجيين على هذا الصعيد.

وبحسب هذه البيانات، فقد تراجعت الصادرات التونسية إلى ليبيا إلى 220 مليون دينار تونسي (نحو 80 مليون دولار) بنهاية 2017، مقارنة بـ1.3 مليار دينار (نحو 474 مليون دولار) عام 2010، كما تراجعت واردات تونس من ليبيا إلى 18 مليون دينار (نحو 6 ملايين دولار) في العام نفسه، مقابل 838 مليون دينار (نحو 300 مليون دولار) عام 2010.

وعلى الرغم من أن هذه البيانات، أوضحت حدوث انتعاشة في المبادلات التجارية بين ليبيا وتونس، خلال العامين الماضيين، بوصولها إلى نحو 800 مليون دينار تونسي، فإنها لا تزال بعيدة عن المستويات القياسية السابقة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي