Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدخان الأسود فوق ميانمار والبابا يناشد "أوقفوا العنف"

قتل أكثر من مئتي شخص وأوقف نحو 2200 والسكان يفرون مذعورين

تعصف الاضطرابات بميانمار منذ انقلاب الأول من فبراير (أ ف ب)

تحولت كبرى مدن ميانمار، زانغون، إلى ساحة معركة. فقد ارتفعت سحب الدخان فوقها، وانتشرت فيها الحواجز المحترقة، فيما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين مناهضين للانقلاب العسكري لفرض الأحكام العرفية.

وتعصف الاضطرابات بميانمار منذ إطاحة الجيش بالزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي في انقلاب وقع في الأول من فبراير (شباط) واعتقالها مع أعضاء من حزبها. ما لاقى تنديداً عالمياً واسع النطاق.

وقتل أكثر من مئتي شخص في أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات المناهضة للانقلاب، بحسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين، وهي مجموعة رصد محلية.

وقد أوقف نحو 2200 شخص منذ الانقلاب، بحسب لجنة مساعدة السجناء السياسيين من بينهم سياسيون ومسؤولون محليون وناشطون وفنانون وموظفون رسميون مضربون.

البابا فرنسيس: "أوقفوا العنف"

في الأثناء، دعا بابا الفاتيكان فرنسيس، الأربعاء، إلى وقف إراقة الدماء في ميانمار، قائلاً "حتى أنا أجثو على ركبتي في شوارع ميانمار وأقول أوقفوا العنف".

أضاف البابا في مناشدته الأحدث منذ انقلاب الأول من فبراير (شباط)، "من جديد وبحزن بالغ أشعر بالحاجة الملحة إلى الحديث عن الوضع المأساوي في ميانمار، حيث تزهق أرواح كثيرين معظمهم من الشبان لإعطاء بلادهم الأمل".

وقال البابا فرنسيس الذي زار ميانمار في 2017، "الدم لا يحل شيئاً. يجب أن يسود الحوار".

الرهبان البوذيون يعتزمون وقف أنشطتهم

وفي الإطار ذاته، طالبت أقوى رابطة للرهبان البوذيين في ميانمار المجلس العسكري بوقف العنف مع المحتجين، واتهمت "أقلية مسلحة" بتعذيب وقتل مدنيين أبرياء منذ الانقلاب الذي وقع الشهر الماضي.

وفي أقوى تنديد من جانبها للحملة الدامية التي ينفذها الجيش لوقف الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، أعلنت المنظمة التي عينتها الحكومة في مسودة بيان، إن أفرادها يعتزمون تعليق أنشطتهم.

وذكر موقع "ميانمار الآن" الإخباري، نقلاً عن راهب حضر اجتماع الرابطة، التي تحمل اسم "لجنة سانغا ماها ناياكا الرسمية"، أنها تعتزم إصدار بيان نهائي بعد استشارة وزير الشؤون الدينية، الخميس.

وقد ينذر هذا الموقف بانشقاق واضح بين السلطات وجماعة تعمل عادة على نحو وثيق مع الحكومة.

ساحة حرب

ميدانياً، فر سكان مذعورون من حي صناعي في رانغون تحول إلى واحدة من أبرز نقاط حركة الاحتجاج ضد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية قبل نحو سبعة أسابيع.

وتواصل المجموعة العسكرية نشر تعزيزات لوقف التظاهرات، فيما تشير معلومات إلى سقوط مئتي قتيل في أعمال القمع.

ويعد يوم الأحد الأكثر دموية منذ حصول الانقلاب مع توثيق مجموعة رصد مقتل أكثر من 70 شخصاً، معظمهم في منطقة هلاينغ ثاريار الصناعية في رانغون.

وفرضت المجموعة العسكرية الأحكام العرفية، الأحد، في هلاينغ ثاريار، وفي وقت لاحق في أحياء أخرى تشهد تظاهرات ووضعت عملياً نحو مليوني شخص تحت رقابة تامة من قادة الجيش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفر السكان ومعظمهم عمال من المناطق، عائدين إلى ولاياتهم وحملوا أغراضهم ونقلوا عائلاتهم على متن شاحنات ودراجات نارية.

وتحدث السكان الذين لم يغادروا عن مشاهد تشبه ما يحصل في ساحة حرب.

وقال أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية، "كانت هناك طلقات نارية متتالية طوال الليل ولم نتمكن من النوم". وأضاف أن الناس قلقون حتى من المشي في الشوارع خوفاً من أن تستهدفهم قوات الأمن، و"حالياً هناك عدد قليل من الناس في الشوارع".

ونصب المتظاهرون المناهضون للانقلاب، مساء الثلاثاء، خيماً على جسر يؤدي إلى الطرق الرئيسة في البلدة، ووضعوا قبعات صلبة وأقنعة واقية من الغاز وحملوا دروعاً. كذلك نصبوا حواجز من الإطارات والخشب وأكياس الرمل وأعمدة الخيزران.

احترق بعض هذه الحواجز ما أدى إلى ارتفاع دخان أسود كثيف فوق الشوارع المقفرة. وألقى بعض المتظاهرين زجاجات حارقة على قوات الأمن، لكنهم كانوا يختبئون خلف دروع يدوية الصنع.

في منطقة سكنية في بلدة مجاورة، أظهرت صور فيديو تحققت منها وكالة الصحافة الفرنسية وابلاً من إطلاق النار من دون انقطاع على مدى 15 ثانية تقريباً.

محاصرة المعلومات والإنترنت

وكانت المعلومات عن الاعتقالات والعنف من مناطق النزاع تتدفق على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذا الأمر تباطأ بسبب قيام المجموعة العسكرية بالتضييق على استخدام الإنترنت.

ولم يتمكن كثيرون في ميانمار من استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول منذ الساعات الأولى من الإثنين.

ويتم قطع الإنترنت ليلاً لثماني ساعات.

تقارير مقلقة

ودانت الأمم المتحدة مجدداً، الثلاثاء، سقوط قتلى في ميانمار معربة عن قلقها من تقارير حول حصول تعذيب ووفيات خلال الحجز.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمدساني للصحافيين "ارتفع عدد القتلى خلال الأسبوع الماضي في ميانمار حيث عمدت قوات الأمن إلى استخدام القوة القاتلة بشكل متزايد ضد المتظاهرين السلميين".

وأضافت "ظهرت تقارير مقلقة عن حصول تعذيب خلال الحجر".

وتابعت "خلص المكتب إلى أن خمس وفيات على الأقل خلال الحجز حصلت في الأسابيع الماضية"، مشيرة إلى أن "جثتي ضحيتين على الأقل ظهرت عليهما علامات اعتداء جسدي شديد ما يشير الى تعرضهما للتعذيب".

ودعا فريق من محققي الأمم المتحدة بشأن ميانمار الناس اليوم الأربعاء إلى جمع وحفظ أدلة موثقة لجرائم أمر بها الجيش منذ انقلاب الأول من فبراير شباط وذلك بهدف إقامة دعاوى قضائية ضد قادته في المستقبل.

ولم يرد متحدث باسم المجلس العسكري على اتصالات هاتفية للتعليق.

ولا تزال الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي (75 عاماً) معتقلة من دون السماح لها بالتواصل مع أي شخص.

وتلاحق أونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991، بأربع تهم على الأقل هي استيراد أجهزة اتصالات لاسلكية بشكل غير قانوني وعدم احترام القيود المرتبطة بفيروس كورونا، وانتهاك قانون الاتصالات والتحريض على الاضطرابات العامة. ويتهمها الجيش بالفساد مؤكداً أنها حصلت على رشى بقيمة 600 ألف دولار وأكثر من 11 كيلوغراماً من الذهب.

وأثر العنف بشكل كبير على اقتصاد البلاد الهش. فيما يواصل العديد من الموظفين إضرابهم. ما أضر بالعديد من القطاعات.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات