Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يمكن حماية حقوق الملكية في "الفن الرقمي"؟

لفت هذا النوع من الأعمال بعد بيع دار "كريستيز" للمزادات لوحة بـ70 مليون دولار

اللوحة التي حملت عنوان "كل يوم أول 5000 يوم" (دار كريستيز)

تصدرت اللوحة التي حملت عنوان "كل يوم أول 5000 يوم" واجهة الأخبار لدى المهتمين بالفن التشكيلي الحديث، حين كشفت دار المزادات الشهيرة "كريستيز" عن مقتني العمل الرقمي بقيمة سبعين مليون دولار، وهو عبارة عن مجموعة من 5000 صورة فردية، صُممت بشكل يومي على مدار أكثر من ثلاثة عشر عاماً.

اللوحات الرقمية ليست حديثة على المشهد، إلا أن بيعها بهذا السعر هو ما كان طارئاً استحق البحث خلفه، وإثارة كل هذا الجدل عن سبب ارتفاع سعرها إلى هذا الحد.

ما الفن الرقمي؟

الفن الرقمي ينتج بواسطة الحاسوب، ولا تعد البيانات الرقمية مثل الكتابة وأشرطة الصوت والصورة وغيرها فناً رقمياً، إلا أنها قد تدخل في تعديل أو إنشاء ما يمكن أن يطلق عليه في ما بعد فناً رقمياً.

وهذا الفن ليس حديثاً بل قديماً قدم الكمبيوتر الذي استخدم أول مرة في 1950، في حين أقيم أول معرض للفن الرقمي في ألمانيا عام 1965، في حين شهد عام 1969 أول ورقة بحثية من قبل الفنان جورج نيس عن الفنون الرقمية وعرض فيها أنماطاً فنية حديثة.

من هو صاحب اللوحة الباهظة؟

مايك وينكلمان، الشهير عالمياً باسم BEEPLE هو مصمم جرافيك من تشارلستون، ساوث كارولينا، يقوم بمجموعة من الأعمال الفنية الرقمية، بما في ذلك الأفلام القصيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبصفته أحد منشئي الحركة الحالية في الرسومات ثلاثية الأبعاد، كان يلتقط كل يوم صورة من البداية إلى النهاية، وينشرها عبر الإنترنت لأكثر من عشر سنوات، دون أن يفوت يوماً واحداً، بذلك أصبح واحداً من أكبر الفنانين المرئيين على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال المزج بين موضوعات الخيال العلمي الكلاسيكية وشخصيات ثقافة البوب والسخرية السياسية.

سر حدث "كل يوم أول 5000 يوم"

لكن، لماذا يجب اعتبار اقتناء لوحة "كل يوم أول 5000 يوم" بهذا السعر الباهظ حدثاً مهماً؟ يجيب مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام يوسف الحربي عن هذا السؤال قائلاً "الحدث ذو تأثير مهم في تاريخ الفنون المعاصرة وفنون ما بعد الحداثة على مستوى العرض والانتقاء والمشاركة والإنجاز والاقتناء".

 

ويضيف، "خلق الحدث حوله قيمة نقدية على عدة مستويات، من ناحية عكس اتجاه الفن ومساراته المطلوبة لمحاكاة المرحلة الحالية بخاصة العشرية الأولى من الألفية التي تغيرت فيها الخامات إلى التقنيات، وتحولت فيها طرق التعبير الفني إلى الرقمي، ما أسهم في عكس القيمة الجمالية للأسلوب الفني المنجز رقمياً، من خلال تحويل انتباه المقتني إلى الفنون الرقمية والتصميم كأعمال فنية ذات جودة عالية الدقة".

ويلفت النظر إلى أن الحدث "استطاع أن يغير ذائقة الاقتناء، وقلب موازين البحث في الفنون، فالعمل النادر لفنان شهير في الماضي لا يشكل بالضرورة حدثاً في أي مزاد فني، مثلما يشكله فنان حي ونشط وقادر على كسر عرض السعر والقيمة الفنية، كما فعل مايك وينكلمان في هذا العمل، الذي تشكلت فيه معارف الفنان في التصميم الرقمي، باعتباره من جيل الوسائط السمعية والبصرية".

"كريستيز" يعطيه الشرعية

ووصفت التشكيلية هناء الشبلي، إحدى رواد الفن الرقمي منذ بداياته، الحدث بـ"حالة من الانتعاش في السوق الفنية". مضيفة "كونه الأول من نوعه في دار مزادات "كريستيز" التي يبلغ عمرها 254 عاماً، وإشارة إلى شرعية هذا النموذج من الفنون، إذ يعد رقماً قياسياً، ويشهد على تاريخ الفن عامة، والرقمي بخاصة"، وسيُسهم ذلك في منع سرقته ونسخه بعد أن يُعرف فناً قائماً بذاته، يستحق أن يحصل الناشطون فيه على رخص ملكية لأعمالهم، بحسب الشبلي.

 

ويكون هذا عن طريق "تقنيات NFT وبلوكيشن أخيراً، التي سيجري من خلالها الحصول على إنشاء رقمي قائم على NFT، ويتلقى المشتري ملف العمل الفني الذي اقتناه، ويحتوي على توقيع رقمي من الفنان، وجميع التفاصيل بشهادة تثبت أنها النسخة الأصلية، بما في ذلك وقت الإنشاء وحجم الإصدار، وسجل أي مبيعات سابقة، وترفق هذه التفاصيل بشكل دائم بالعمل الفني، ويمكن توثيق هويتها وأصالتها والقدرة على تعقبها، ما يوفر ضماناً دائماً للقيمة"، ما يؤدي إلى استمرار نجاح بيع الأعمال الرقمية المعتمدة على الرموز غير القابلة للاستبدال.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة