Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا طويل الأمد ينتشر أكثر لدى النساء والأطفال ويستمر مدة طويلة

مراجعة حديثة شملت 300 دراسة علمية وتحذر من أنه يُثقِلْ على المجتمع

بدأت تتجمع معلومات عن نوع من "كوفيد" يستمر مدة طويلة لدى بعض الناس، خصوصاً الحوامل والأطفال (غيتي)

وجدت مراجعة جديدة أن الآثار الطويلة الأمد للإصابة بفيروس كورونا أكثر شيوعاً لدى النساء والأطفال مما سرى الاعتقاد به سابقاً، إذ عانى 10 في المئة على الأقل من المصابين بالعدوى من أعراض استمرت طيلة أشهر.

وقد دقق خبراء في "المعهد الوطني لأبحاث الصحة" National Institute for Health Research NIHR في أكثر من 300 دراسة علمية منفصلة في سياق إجراء هذا التحليل. وبالنتيجة، خلص التحليل إلى أن عديداً من المرضى أفادوا بمعاناتهم من أجل الوصول إلى فحص أو تلقي المساعدة من هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS بهدف مداواة أعراضهم المتفاوتة، ما يشير إلى أن كوفيد طويل الأمد عبارة عن مجموعة من أربع متلازمات [أو مجموعات مترابطة من الأعراض] يمكن أن تؤثر بطرق مختلفة على المرضى.

واستطراداً، أورد التقرير أن "الإصابة بـ "كوفيد" الطويل الأمد أكثر شيوعاً لدى النساء واليافعين (بمن فيهم الأطفال) مما جرى توقعه في أوقات ماضية"، مضيفاً أن بعض المصابين الآخرين ربما يمرون بفترة مرض نشط يؤثر على أعضائهم ويتسبب في أعراض تنهكهم وتتطلب علاجاً مستمراً. وشملت الآثار عند بعض المرضى تغييرات عصبية في دماغهم، فيما ظهرت عند البعض الآخر إشارات على تجلط والتهاب الدم. وأفاد مرضى غيرهم بشعورهم بالقلق والإنهاك وتضرر رئتيهم وقلبهم.

وكذلك نبه التقرير إلى وجود دلائل على إمكانية تدهور حال بعض مرضى "كوفيد" فعلياً، مشدداً على الحاجة للاستثمار في خدمات سوف تكون ضرورية للتأقلم مع مشكلة قد تكون طويلة الأمد.  

وفي ذلك الصدد، أفادت الدكتورة إيلاين ماكسويل التي كتبت المراجعة، أثناء حديث مع "اندبندنت"، أن التحدي الذي يمثله وجود حالة جديدة يعني أن الصورة العامة غير واضحة، ويتوجب على الدراسات النظر في جوانب عدة وبواسطة طرق مختلفة.

ثم استدركت مشيرة إلى أنه "مجرد توصل عدد كبير من الناس المختلفين، كل على حدة، وفي بلدان مختلفة، إلى نتائج متشابهة، يزيد من قوة الإثبات بأن هناك ما يجب أن نتحقق منه بشكل متعمق".

وأضافت، "أظن أن هناك إثباتات كافية متأتية من الدراسات وكذلك من القصص الشخصية عن الإصابات، بأن بعض الأشخاص ينهكون لدرجة كبيرة [بعد إصابتهم بالفيروس] وقد يشكل ذلك عبئاً لا يستهان به على المجتمع، ليس على الأفراد فحسب، ولا على القطاع الصحي وحده، بل على المجتمع نفسه. ويتوجب علينا إجراء مزيد من الدراسات كي نفهم ذلك".

وحذرت "لا يمكنك أن تتنبأ من خلال شدة إصابتك الأولى بمدى استمرار "كوفيد" طويل الأمد، إذا حصل لديك".

وكخلاصة، لفتت ماكسويل إلى أن "هناك دلائل كافية جمعت من المرضى الذين أدخلوا إلى المستشفيات وأولئك الذين لم يدخلوا إليها، تشير إلى أن النوع الطويل الأمد يصيب أشخاصاً أصغر سناً، بالمقارنة مع نمط الإصابة لدى بقية الأشخاص ممن أدخلوا إلى المستشفى [بسبب كورونا]، مع ملاحظة أن النساء يعانين تلك الأعراض بشكل أكبر".

وفقاً للمراجعة، أفاد 10 في المئة من المصابين عن معاناتهم من عارض واحد على الأقل بعد مرور 12 أسبوعاً على الإصابة، فيما اختبر بعض المرضى أعراضاً بعد مرور أكثر من ستة أشهر.

وفي استطلاع للآراء أجراه "المعهد الوطني لأبحاث الصحة" NIHR وشمل 3286 مريضاً، أفاد 71 في المئة منهم أن الإعراض تؤثر على حياتهم الأسرية، فيما لفت 80 في المئة إلى أنها تؤثر على قدرتهم على العمل.

وكذلك أفاد ثلثهم أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى الرعاية الصحية التي اعتقدوا أنهم يحتاجون إليها. وقد أفاد "مركز الدفاع لإعادة التأهيل الطبي" Defence Medical Rehabilitation Centre في "ستانفورد هول"، بـ"نوتينغهام شاير" عن وجود تأخير بالنسبة إلى العسكريين.

واستطراداً، وجد الاستطلاع نفسه أن أولئك الذين امتلكوا فحصاً يؤكد الإصابة بكورونا، انتظروا ثمانية أسابيع ونصف للحصول على تقييم بشأن إمكانية إصابتهم بـ"كوفيد" طويل الأمد، بينما انتظر الذين لم يكن لديهم فحص ضعفي المدة تقريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت الدكتورة ماكسويل، "يجب أن تتوفر لدينا طريقة فعلية لتحديد أي نمط من "كوفيد" طويل الأمد أصيب به الشخص. ويتمثل أحد التحديات في التعامل مع الحالة كما لو أنها هي نفسها لدى الجميع. وبالتالي، هنالك تراكم من المواعيد الآن". وأوضحت أنه "سيكون من المهم جداً فهم الأنماط المختلفة من الأعراض [المتصلة بكورونا الطويل الأمد] كي نتمكن من إحالة المرضى إلى الأجهزة المتخصصة المناسبة، ونتمكن تالياً من التعامل مع ما يبدو أنه عدد متزايد من الأشخاص [المصابين بكورونا الطويل الأمد]". 

وفي ذلك الصدد، يذكر أن هيئة "الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا"، قد أسست أكثر من 60 عيادة تقييم تتعامل مع "كوفيد" طويل الأمد في البلاد، من أجل تقييم حالات المرضى. ويتفاوت تقدير حجم تلك المشكلة بين 300 ألف ومليون إصابة.

وفي تناولها تلك المعطيات، شددت الدكتورة ماكسويل على أنه "من المهم جداً الكف عن احتساب كل عارض مفرد لوحده. إذ يتوجب علينا البدء بالنظر إلى أنماط الأعراض. [وكذلك يتوجب ملاحظة] الوقت الذي تستمر فيه، وأن نقسم "كوفيد" طويل الأمد إلى أقسام فرعية، لأنه لا يمكننا أن نفهم الوضع ولا السبيل إلى علاجه ولا طريقة تخطيط الخدمات، إلا حين نفعل ذلك".

واستطردت الدكتورة ماكسويل التي شغلت منصب كبيرة الممرضين سابقاً، مشيرة إلى أنه لم يسند بعد أي دور إلى الممرضين بشأن "كوفيد" طويل الأمد. وأضافت "لم نفكر فعلياً بعد في من سيدعم المرضى طيلة أشهر وسنوات. إذ يتمثل ما نعرفه من حالات مرضية أخرى طويلة الأمد في أن ممرضي المقاطعة والمجتمع المحلي والممرضين المختصين، يؤدون دوراً مهماً جداً. لم أسمع أي أحد يتكلم عن هذا الدور باستثناء من سيعين في عيادات التقييم".

وفي تطور مواز، أوصت مراجعة "المعهد الوطني لأبحاث الصحة" بإجراء مزيد من الأبحاث حول "كوفيد" طويل الأمد وأسبابه. وحذرت أيضاً من أن العبء الصحي "لن تلبيه على الأرجح الأجهزة الموجودة حالياً في "الخدمات الصحية الوطنية" [وهي الهيئة التي تتولى أساساً التعامل مع جائحة كورونا]".

وعلق الدكتور كريس ويتي، كبير الأطباء، على تلك المعطيات. وأعرب عن اعتقاده بأن آثار "كوفيد" طويل الأمد تتسبب في وهن كبير للمرضى، لافتاً إلى أن "المعهد الوطني لأبحاث الصحة" أجرى مراجعة مفيدة للدلائل الموجودة.

وأضاف، "ما نعتبره حالياً "كوفيد طويل الأمد" يغطي على الأرجح عدداً من المتلازمات المرضية [المتلازمة هي مجموعة مترابطة من الأعراض تظهر مع بعضها بعضاً]، التي تتطلب مقاربات مختلفة. من المهم أن نكتشف بالتحديد ما هي مختلف عناصر "كوفيد طويل الأمد"، وعندها يمكننا توجيه الدراسات نحو تلك المكونات المعينة من أجل منعها وعلاجها".

© The Independent

المزيد من صحة