Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاح "أسترازينيكا" البريطاني في عين العاصفة الأوروبية

دائرة تعليق استخدامه تتسع ومتخصصو منظمة الصحة يراجعون البيانات والوكالة الأوروبية للأدوية "مقتنعة تماماً" بفوائده

في خضم المواجهة العالمية لفيروس كورونا، جاءت المخاوف في شأن تسبب لقاح "أسترازينيكا" بجلطات دموية وتعليق دول عدة استخدامه احترازياً، لتعرقل المساعي الحثيثة لتسريع وتوسيع حملات التلقيح في أنحاء الأرض كافةً. وفي ما يلي أبرز التطورات المتعلقة بهذا الطعم حتى الآن.

الوكالة الأوروبية للأدوية "مقتنعة تماماً" بفوائده

بعد أن أوقفت دول أوروبية عدة استخدام لقاح "أسترازينيكا" بسبب المخاوف من تسببه بجلطات دموية وآثار جانبية محتملة، أكدت مديرة الوكالة الأوروبية للأدوية، إيمر كوك، الثلاثاء 16 مارس (آذار)، أن الهيئة "مقتنعة تماماً" بفوائد هذا اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

وقالت مديرة الوكالة خلال مؤتمر صحافي "ما زلنا مقتنعين تماماً بأن فوائد لقاح أسترازينيكا في منع الإصابة بكوفيد-19 وما يرتبط به من مخاطر دخول المستشفى والوفاة تفوق مخاطر هذه الآثار الجانبية".

وستعقد وكالة الأدوية الأوروبية الخميس المقبل "اجتماعاً استثنائياً" لإصدار توصياتها في هذا الشأن.

منظمة الصحة: لا داعي للهلع

ويتوافق موقف الوكالة الأوروبية مع منظمة الصحة العالمية، التي أكدت ألا "رابط" مثبتاً في هذه المرحلة بين اللقاح ومشكلات الدم الخطيرة التي سجلت لدى أشخاص تم تطعيمهم به.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن فريق المتخصصين الاستشاري للمنظمة المعني بعمليات التلقيح سيجتمع الثلاثاء من أجل مراجعة سلامة اللقاح.

وفي مؤتمر صحافي عقدته في جنيف الاثنين، قالت كبيرة علماء منظمة الصحة، سمية سواميناتان "لا نريد أن يصاب الناس بالهلع، في الوقت الراهن نوصي الدول بمواصلة التلقيح بواسطة أسترازينيكا".

وقالت شركة "أسترازينيكا"، الأحد، إن مراجعة شملت أكثر من 17 مليون شخص تلقوا لقاحها في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، لم تظهر أي دلائل على زيادة خطر حدوث تجلط في الدم.

الدول التي علقت استخدام "أسترازينيكا"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاءت التطمينات في شأن سلامة لقاح "أسترازينيكا" بعد أن علقت دول أوروبية عدة، بينها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، استخدامه احترازياً، على الرغم من عدم وجود علاقة سببية مثبتة حتى الآن بين الطعم ومشاكل الدم التي رصدت لدى أشخاص تلقوه.

في 11 مارس، كانت الدنمارك أول بلد يعلن تعليق استخدام "أسترازينيكا" كإجراء احترازي، على خلفية مخاوف من تسببه بجلطات دموية.

وفي اليوم ذاته، حذت النرويج حذوها، وأعلنت أوسلو، الاثنين، وفاة ممرضة في الـ50 من العمر جراء نزيف دماغي عقب إدخالها المسشفى، الخميس، بعد أسبوع تقريباً من تلقي اللقاح، لكن السلطات الصحية لم تقم علاقةً سببيةً بين أخذ اللقاح والوفاة. وكانت تلك ثاني جالة سجلتها النرويج في غضون أيام، بعد أن توفيت ممرضة أخرى في الـ30 من عمرها، الجمعة، بعد عشرة أيام من تلقيها اللقاح.

وأخذت أيسلندا القرار نفسه. وعلقت بلغاريا استخدام اللقاح في 12 مارس، مع فتحها تحقيقاً في وفاة امرأة نتيجة سكتة قلبية بعد تلقيها الطعم بأسبوع، غداة القرارات التي اتخذتها دول شمال أوروبا الثلاثة. غير أن وزير الصحة البلغاري قال "لا يوجد أي رابط مثبت" مع اللقاح الذي أخذته هذه المراة التي كانت تعاني زيادة الوزن، وخضعت لعدة عمليات توصيل شرايين.

واتخذت هولندا وإيرلندا الخطوة نفسها، الأحد، بعد أن أبلغت النرويج عن أربع إصابات جديدة خطيرة بجلطة دموية لدى راشدين تلقوا اللقاح.

وقررت سبع دول أوروبية، هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وإسبانيا والبرتغال وليتوانيا، الاثنين، تعليق استخدام "أسترازينيكا" احترازياً. وقال متحدث باسم وزارة الصحة الألمانية، إن قرار التعليق هذا يأتي "بعد ورود معلومات جديدة تفيد بتجلط الدم في الأوردة الدماغية تتعلق بالتطعيم في ألمانيا وأوروبا".

وحذت لوكسمبورغ وقبرص والسويد، الثلاثاء، حذو هذه الدول الأوروبية.

تعليق استخدام مجموعة من الجرعات

وكانت السلطات الصحية النمساوية علقت في الثامن من مارس استخدام مجموعة من جرعات "أسترازينيكا"، بعد وفاة ممرضة تبلغ 49 عاماً جراء "مشاكل خطيرة في تخثر الدم" بعد أيام من تلقيها اللقاح.

وعلقت دولتان أوروبيتان، هما إستونيا وليتوانيا، استخدام لقاحات من هذه الشحنة، التي أرسلت إلى 17 دولة أوروبية، وتتكون من مليون جرعة. كما اتخذت في بادئ الأمر لوكسمبورغ هذا الإجراء، قبل أن تقرر تعليق استخدام اللقاح بشكل عام.

وعلقت رومانيا من جهتها، استخدام شحنة أخرى من اللقاح (أي بي في 2856) بسبب المخاوف من حدوث جلطات دموية.

تعليق "أسترازينيكا" خارج أوروبا

وخارج أوروبا، أرجأت جمهورية الكونغو الديمقراطية وتايلاند بدء طرح هذا اللقاح، لكن بعد أيام، باشرت بانكوك حملة التطعيم وتلقى رئيس الوزراء أول جرعة من "أسترازينيكا" الثلاثاء.

كما قررت إندونيسيا على سبيل الاحتياط، الاثنين، تأجيل إطلاق حملة التطعيم بهذا اللقاح.

في اليوم نفسه، أشارت فنزويلا التي تستخدم منذ فبراير (شباط) لقاحي "سبوتنيك-في" الروسي و"سينوفارم" الصيني، إلى أنها لن ترخص استخدام تركيبة "أسترازينيكا".

جونسون يدافع عن "أسترازينيكا"

ومع توالي أنباء تعليق استخدام "أسترازينيكا" في دول عدة، دافع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الثلاثاء، عن سلامة هذا اللقاح.

وكتب جونسون في صحيفة "ذا تايمز"، أن "هذا اللقاح أمن ويعمل في شكل جيد للغاية". وتابع أنه "يصنع في عدة أماكن من الهند إلى الولايات المتحدة، وكذلك بريطانيا، ويتم استخدامه حول العالم".

وطورت اللقاح شركة "أسترازينيكا" البريطانية - السويدية بالتعاون مع جامعة "أكسفورد"، وتم استخدام 11 مليون جرعة منه من دون تسجيل مشاكل صحية رئيسة.

وفي وقت سابق، الاثنين، أفاد جونسون، للصحافيين، بأن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية هي "إحدى الهيئات الأكثر صرامة وخبرة في العالم". وتابع "لم يجدوا سبباً على الإطلاق لوقف استخدام برنامج التلقيح... لأي من اللقاحات التي يستخدمونها راهناً".

وأشار إلى أن الهيئة تعتقد أن اللقاحات المستخدمة في البلاد فعالة للغاية في خفض ليس فقط معدل إدخال المستشفيات، لكن أيضاً الأعراض الخطيرة للمرض والوفاة. وتابع "لا نزال واثقين جداً بالبرنامج، ومن الرائع أن نراه يستخدم بهذه السرعة في أرجاء المملكة المتحدة".

أستراليا ستواصل استخدامه

في أستراليا كذلك، قال مسؤولون، الثلاثاء، إن الدولة ليست لديها خطط لوقف استخدام لقاح "أسترازينيكا".

وقال بول كيلي، كبير مسؤولي القطاع الطبي في أستراليا، في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "في الوقت الذي تتحرى فيه وكالة الأدوية الأوروبية أمر هذه الأحداث، فإنها أكدت رأيها بأن لقاح أسترازينيكا فعال في الوقاية من كوفيد-19، وينبغي الاستمرار في استخدامه".

وأضاف كيلي أن الحكومة ما زالت واثقة في اللقاح، إذ لا يوجد حالياً دليل على أنه يتسبب في حدوث جلطات، لكن سيجري التحقق من أمر الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها "على سبيل الاحتياط".

وسيتلقى غالبية سكان أستراليا، البالغ عددهم 25 مليون نسمة، لقاح "أسترازينيكا". وعملت السلطات على توفير نحو 54 مليون جرعة، سيتم إنتاج 50 مليون جرعة منها محلياً اعتباراً من نهاية مارس.

طمأنة فرنسية

أكد وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، الذي يأمل في استئناف حملة التحصين في بلده بلقاح "أسترازينيكا"، الخميس المقبل، أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة منه "ليسوا في خطر".

كما أطلقت جورجيا وسيراليون حملتهما بهذا اللقاح، الاثنين، متجاهلتين المخاوف من آثاره الجانبية.

والمخاوف الجديدة تضاف إلى مشاكل مختبر "أسترازينيكا"، الذي سبق أن أعلن عن خفض جديد في شحنات اللقاحات الموجهة إلى الاتحاد الأوروبي بحلول يونيو (حزيران)، بسبب مشاكل في التصدير.

وأعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي "لا يستبعد" ملاحقات قانونية ضد المختبر، مستنكراً هذه التأخيرات.

وفي سياق متصل، أعلنت شركة "أسترازينيكا" كذلك إبرامها اتفاقاً مع الولايات المتحدة لتزويد البلاد هذا العام بما يصل إلى 700 ألف جرعة من علاج بالأجسام المضادة قيد التطوير ضد فيروس كورونا.

المزيد من دوليات