تنفي إيران بشكل متواصل علاقتها بالهجمات التي ينفذها الحوثيون صوب السعودية، إلا أن تصريحاً حديثاً لمسؤول إيراني رفيع أتى مغايراً لذلك.
إذ عبر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، عن دعم طهران للهجمات التي تشنها الميليشيات ضد أهداف في السعودية، قائلاً "خلال أقل من عشرة أيام نفذت 18 عملية دقيقة ضد السعودية"، على حد تعبيره.
وجاءت التصريحات خلال حديثه عن مستجدات الأحداث في المنطقة عموماً، وفي اليمن بشكل خاص، وفق ما نقلت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري.
وتنفي إيران تزويد ميليشيات الحوثي بالأسلحة، لكنها لم تخف دعمها الإعلامي والسياسي لها، التي أصبح لها سفير في طهران. كما أوفدت الأخيرة سفيرا لها إلى صنعاء رغم عدم الاعتراف الدولي بحكومة الحوثيين.
حجة الجبهة الجديدة
وعلى الأرض يبدو أن منحى المعارك في اليمن بدأ يأخذ مساراً مغايراً لما كان عليه منذ اندلاع الحرب قبل نحو 7 سنوات، إذ اشتعلت 12 جبهة قتال جديدة خلال الساعات الماضية.
وتدور مواجهات عسكرية عنيفة لليوم الثاني على التوالي، شمال غربي اليمن في محافظة حجة، بالتزامن مع استمرار المعارك في أكثر من جبهة في محافظة تعز جنوب غربي العاصمة اليمنية صنعاء.
وتمكنت قوات الجيش من إحراز تقدم كبير في مديرية عبس بحجة اليمنية، حيث أكدت مصادر عسكرية سيطرة الجيش على عشر قرى كانت خاضعة لإدارة الحوثيين يوم أمس، فيما يحاول الحوثيون عبر هجمات متقطعة استعادة بعض المناطق التي خسروها.
وتمكنت الفرق الهندسية العسكرية في قوات الشرعية من تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة، التي زرعتها الميليشيات في المناطق التي سقطت من قبضتهم.
وقال بيان للمركز الإعلامي في المنطقة العسكرية الخامسة، إن "القوات اليمنية نجحت في فصل الجبهة الجنوبية عن الجبهتين الشمالية والشرقية، بالتالي قطع الخط الرابط بين مديرية مستبأ وعزلة بني حسن التابعة لمديرية عبس".
وأكد قائد المنطقة الخامسة بحسب البيان، أن القوات "تحضر لسلسلة من العمليات العسكرية المستمرة في عدة جوانب في المحافظة"، مؤكداً أن "هذه العملية تأتي استباقاً لنية الميليشيات شن هجوم مباغت على مواقع قوات الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة".
فيما أكدت وسائل إعلام تابعة للحوثي، أنها نجحت في "السيطرة على آليات ومعدات عسكرية من طراز أوشكوش الأميركية" التي يرجح أنها تابعة للقوات السعودية في بني حسن بمنطقة عبس اليمنية، مؤكدين صدهم الهجوم على محافظة حجة من الجهة الشمالية الغربية من محوري شرق حيران وشمال الكدحة.
جبهة تعز
وفي محور المواجهات الأخرى في محافظة تعز، أعلنت قوات الجيش اليمني تحرير مرتفعات جديدة غرب المحافظة.
وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن قوات الجيش "حررت اليوم مناطق ومرتفعات جديدة أبرزها جبل القرقرة في منطقة الطوير الأعلى غرب مقبنة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن "المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي"، مؤكداً أن المعارك ما تزال مستمرة وسط تقدم ثابت لقوات الجيش.
فيما لم تعلق ميليشيات الحوثي أو المنصات التابعة لها على المستجدات في هذه الجبهة بالتحديد منذ أيام.
إشادة حكومية
وبارك نائب الرئيس اليمني، علي محسن صالح، "الانتصارات والإنجازات الميدانية الكبيرة التي تحققت في جبهات تعز"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية سبأ.
مشيداً خلال اتصال هاتفي بمحافظ تعز نبيل شمسان، بنتائج الاجتماع الذي عقدته السلطة المحلية في المحافظة واتخذت فيه عدداً من القرارات الهامة التي من شأنها استكمال تحرير المحافظة واستعادة مؤسسات الدولة.
كما أكد رئيس الوزراء، معين عبدالملك "إعلان التعبئة العامة لدعم وإسناد الجيش الوطني حتى فك الحصار المفروض على مدينة تعز واستكمال تحريرها من الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً".
المعارك لم تبدأ بعد
وفي تعليق على التطورات العسكرية في عدد من جبهات القتال المشتعلة، توعد القيادي الحوثي حسين العزي، من وصفهم بـ"المرتزقة" بقوله إن "المعارك لم تبدأ بعد".
وأضاف "نحن لا نشغل أنفسنا كثيراً بالمرتزقة ونسبة ضئيلة جداً من مجمل إمكاناتنا وقدراتنا هي كل ما نحتاجه لمواجهتهم".
وتابع "ليس هذا تكبراً منا ولا غروراً، نعوذ بالله من كل كبر وغرور، وإنما لأننا نشعر فعلاً بأن المعارك الحقيقية لم تبدأ بعد وفي كل الأحوال نحن بالله كل شيء ومن دونه لا شيء".
انسداد سياسي
على الصعيد السياسي، رفضت جماعة الحوثي الجمعة خطة أميركية لوقف إطلاق النار في اليمن.
وقال عضو الوفد الحوثي المفاوض عبدالملك العجري، إن الخطة التي تقدم بها المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ هي في الحقيقة "شروط السعودية لوقف إطلاق النار".
وأضاف "كان على ليندركينغ أن يدرك أننا لو كنا سنقبل شروطاً سعودية ما كنا بحاجة لمبعوث أميركي".
ومن جانبها قالت سارة تشارلز، المسؤولة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في ندوة عبر الإنترنت للمجلس "الأطلسي" للأبحاث، إن "تدخل الحوثيين في الإغاثة الإنسانية أدى إلى تعليق جزئي في العام الماضي للدعم الأميركي للمنظمات الإنسانية، الذي رُفع يوم أمس".