Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذير من تجاهل أسباب الجوائح والاكتفاء بالتلقيح فقط

"لن يتوقف ظهور الأمراض الحيوانية المنشأ في المستقبل إلا عند اتخاذ تدابير صارمة تضع نهاية لمعاناة الحيوانات حول العالم"

في الأعوام الأخيرة تفشت أوبئة ثبت أن مصدرها الحيوانات المدجنة على نطاق صناعي وتدمير الموائل الطبيعية (أ ف ب / غيتي)

جاء في تحذير إلى رؤساء في "الأمم المتحدة" و"منظمة الصحة العالمية" (دبليو أتش أو) أن عليهم أن يقودوا إصلاحات جذرية تضع حداً لسوء تعامل البشر مع الحيوانات، بغية الحيلولة دون ظهور أي جوائح أخرى في المستقبل.

في الذكرى السنوية الأولى لإعلان "كوفيد-19" جائحة عالمية، تكتب منظمة رائدة تعنى برعاية الحيوانات رسالة مفتوحة موجهة إلى من يشغلون أعلى المناصب في تلك المنظمات، تتهمهم والحكومات بالتصدي لأعراض الجائحة في مقابل إهمال السبب الجذري الذي أدى إلى ظهورها.

يرد في الرسالة، الموجهة إلى "منظمة الصحة العالمية" و"منظمة الأغذية والزراعة" ("الفاو" FAO) التابعة لـ"الأمم المتحدة" و"المنظمة العالمية لصحة الحيوان" ("أو أي إي" OIE)، أن لجم الأوبئة الحيوانية المنشأ يستدعي من العالم "التوقف عن صب التركيز على التوصل إلى حلول دوائية مؤقتة في مقابل عدم التصدي للمشكلات الفعلية المتعلقة بإساءة معاملة الحيوانات".

تقول منظمة "فور بوز" Four Paws، متوجهة في رسالتها إلى المدير العام لـ"منظمة الصحة العالمية"، إنه لمن "المثير جداً للقلق" أنه على الرغم من خطابه قبل عام حول الوقاية من العدوى، لم يطبق النهج نفسه في سبيل معالجة أسباب الجائحة (كورونا) وغيرها من أمراض حيوانية المنشأ، تظهر نتيجة انتقال فيروسات من الحيوانات إلى البشر.

تشتمل الرسالة، التي اطلعت "اندبندنت" على مضمونها، على طلب يقول بضرورة التعجيل بالتوقف تدريجاً عن ممارسات خطرة، من خلال:

حظر مزارع إنتاج فراء الحيوانات.

فرض حظر على أسواق الحيوانات الحية.

وضع حد للاتجار بلحوم الكلاب والقطط.

وقف الاتجار بالحيوانات البرية.

قمع المخاطر الناجمة عن مزارع التدجين الصناعي المكثف للحيوانات.

الاعتراف بضرورة أن تحتوي أنظمتنا الغذائية على كميات أقل من اللحوم، علماً أن استهلاك اللحوم سبب رئيس في أزمة المناخ وفقدان الموائل الطبيعية.

في 2007- 2011، وضعت المنظمات العالمية الثلاث، "منظمة الصحة العالمية" و"منظمة الأغذية والزراعة" و"المنظمة العالمية لصحة الحيوان"، خطة أطلق عليها اسم "صحة واحدة" One Health، اتفقت المنظمات المذكورة بموجبها على العمل من أجل الحد من المخاطر الصحية، بما في ذلك عمليات التفاعل بين الإنسان والحيوان.

وفق المجموعة العالمية "فور بوز"، على تلك المنظمات أن تضيف إلى خطتها السابقة "صحة واحدة" خطة عنونتها "رعاية واحدة"، مع التركيز على الروابط بين رعاية الحيوان ورفاه الناس.

قال جوزيف بيفابيغان، رئيس المنطمة الخيرية "فور بوز" إن "المشكلة الأساسية تكمن في اختلال العلاقة بيننا نحن البشر من جهة، والحيوانات والطبيعة من جهة أخرى".

"لن تتوقف الجوائح الحيوانية المنشأ عن الاندلاع في المستقبل إلا عندما تتخذ تدابير ملموسة تنهي معاناة الحيوانات في مختلف أنحاء العالم"، وفق بيفابيغان.

 "نطالب بنهج شامل من جانب المسؤولين، لأن الرفق بالحيوانات يعني الصحة البيئية، ومن ثم رفاه الإنسان."

وجد كل من "منظمة الصحة العالمية" وتقرير بيئي أصدرته "الأمم المتحدة" العام الماضي، أن 75 في المئة من جميع الأمراض المعدية الناشئة مصدرها الحيوانات، وتحذر "فور بوز" من "قنابل موقوتة في سائر أنحاء العالم" نتيجة ممارسات ربما تفضي إلى ظهور مسببات أمراض وانتشارها.

وقال عدد من العلماء في وقت سابق، إن الأمراض المنقولة بواسطة الحيوانات زاد وتيرة حدوثها أربعة أضعاف في الخمسين سنة الماضية.

وتقول "منظمة الصحة العالمية" نفسها إن الأمراض الحيوانية المنشأ وراء مليار حالة مرضية بين البشر، وملايين الوفيات سنوياً.

عندما صنف انتشار "كوفيد- 19" على أنه جائحة، قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن "على البلدان اتباع نهج يشمل الحكومة والمجتمع ككل".

لكن الرسالة تحذره من أننا "إذا أردنا منع ظهور جائحة مدمرة أخرى، فلا بد من الإسراع في الوقف التدريجي لممارسات شديدة الخطورة، من قبيل المبادلات التجارية بالحيوانات البرية، والإتجار بلحوم الكلاب والقطط والفراء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف الرسالة أنه "ينبغي أن تصبح أنظمتنا الغذائية والزراعية أكثر قدرة على تحمل الأزمات، وذلك عبر تقليص الاعتماد على المنتجات الحيوانية، وخفض الإخلال بالعمليات الطبيعية التي تقينا من الأمراض الناشئة. في سبيل تحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى قيادة وتعاون مشتركين".

في دعوة إلى حظر جميع أشكال الإتجار بالحيوانات البرية لأغراض الاستهلاك البشري، والطب التقليدي، والترفيه، والاقتناء الشخصي، يكتب رئيس المنظمة الخيرية "فور بوز" في الرسالة أن "كافة أشكال الإتجار بالحيوانات البرية مرتبطة بارتفاع مخاطر انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ. كذلك عُزي تفشي مرض "سارس" (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) في عام 2002 إلى سوق للحيوانات البرية في الصين".

معلوم أن الأسواق المزدحمة غير الصحية تضعف جهاز المناعة لدى الحيوانات.

"تلك الظروف والمخاطر ليست موجودة في أسواق الحيوانات الحية في آسيا فحسب، قال بيفابيغان مضيفاً "أن الخنازير والدجاج، التي تعرضت للقدر نفسه من المعاملة الرهيبة في مزارع التدجين الصناعي المكثف، نفقت نتيجة إصابتها بأنفلونزا الخنازير والطيور في شتى أنحاء العالم".

ويتابع: "أصيب ملايين من حيوانات المنك، التي تعيش في مزارع إنتاج فراء الحيوانات في أوروبا، بـ"كوفيد- 19"، وبدورها نقلت إلى البشر نسخاً متحورة من الفيروس. ما دمنا ندع الحيوانات تعاني على هذا النحو، سنكابد نحن البشر عواقب الأمراض الحيوانية المنشأ".

جاء في الرسالة، أن الضغط في اتجاه إنتاج منتجات حيوانية أكثر وأقل كلفة يؤدي أكثر من أي وقت مضى إلى احتجاز أعداد أكبر من الحيوانات في بيئات لا تراعي شروط الرعاية السليمة، في حين أن التغير الناتج في طبيعة الأراضي يغذي أزمة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.

"تبين أن عدداً من الأمراض الحيوانية المنشأ، من بينها الكوليرا، على ارتباط وثيق بتجارة لحوم الكلاب والقطط. إضافة إلى ذلك، فإن الإتجار بلحوم هذه الحيوانات [الكلاب والقطط] نفسه ينطوي على ظروف عدة تسمح بظهور مسببات الأمراض وانتشارها"، يكتب بيفابيغان.

اتصلت "اندبندنت" بـ"منظمة الصحة العالمية" و"منظمة الأغذية والزراعة" و"المنظمة العالمية لصحة الحيوان" للحصول منها على تعقيب.

© The Independent

المزيد من صحة