Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يدعم فريق "الشرق الأوسط" بخبراء جدد

قال مراقبون إن الرئيس الأميركي يحاول تحقيق الاستقرار في المنطقة وإعادة التفاوض مع إيران واستمرار مكافحة الإرهاب

تعيينات جديدة في فريق السياسة الخارجية لبايدن تعكس اهتماما بالمنطقة (أ ب)

في الوقت الذي تتطلع فيه الإدارة الأميركية لمواجهة الصين وروسيا كأولوية في أجندتها الخارجية، زود الرئيس الأميركي جو بايدن البيت الأبيض بخبراء للتعامل مع التقلبات المتجددة في الشرق الأوسط، والسعي لإخراج الولايات المتحدة من الحروب المستمرة المكلفة التي هيمنت عقوداً على الأمن القومي الأميركي.

وكشف مسؤولون مطلعون لمجلة "فورين بوليسي"، الأميركية، أن سبعة مسؤولين جدد انضموا إلى فريق الشرق الأوسط التابع لمجلس الأمن القومي في الإدارة الأميركية، وسيقدمون تقاريرهم إلى بريت ماكغورك، "قيصر" بايدن للشرق الأوسط، الذي عمل سابقاً منسقاً للتحالف الدولي لمكافحة "داعش" في عهد الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترمب.

وسيدير المسؤولون الجدد، بمن فيهم بعض الذين خدموا تحت قيادة ماكغورك في منصبه الأخير، السياسة الأميركية في بعض من أصعب الأزمات حول العالم، حتى في الوقت الذي تتطلع فيه إدارة بايدن إلى تحويل تركيز واشنطن إلى عصر ما يسمى "منافسة القوى العظمى" بعد ما يقرب من عقدين من المشاركة في الشرق الأوسط.

لكن، من المرجح أن تستمر المنطقة في امتصاص الأكسجين، خصوصاً أن فريق بايدن يسعى لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات النووية.

تعيينات رفيعة المستوى

وسينضم إلى مجلس الأمن القومي مسؤولون مخضرمون في الخارجية الأميركية، إذ ستتولى إيفينيا سيديريس، الدبلوماسية المخضرمة التي تتحدث العربية، منصب مديرة شبه الجزيرة العربية، وك. سي إيفانز مديراً جديداً لمجلس الأمن القومي للشؤون السياسية والعسكرية واليمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب "فورين بوليسي"، سيلعبان أدواراً مهمة وراء الكواليس في الجهود الأميركية للتوسط في محادثات السلام باليمن بين الحكومة والحوثيين المدعومين من إيران، بقيادة المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ.

وتشمل التعيينات دبلوماسيين أميركيين ذوي أصول عربية، حيث جرى تعيين الدبلوماسية من أصل سوري زهرا بيل مديرة لشؤون العراق وسوريا. وشغلت بيل، أخيراً، منصب الرئيس السياسي لـ"فريق الاستجابة للمساعدة بالتحول في سوريا" التابع للحكومة الأميركية ومقره إسطنبول.

كما انضم اللبناني الأصل هادي عمرو، وهو مسؤول سابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وعمل في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، لمكتب شؤون الشرق الأدنى نائباً لمساعد وزير الخارجية. ويتولى سام باركر، منصب مدير شؤون إيران، وماكس مارتن في لبنان والأردن.

كما سيعمل جوش هاريس، المسؤول في وزارة الخارجية الذي شغل منصب نائب رئيس بعثة الولايات المتحدة في ليبيا، في مجلس الأمن القومي للتعامل مع قضايا شمال أفريقيا. وخدم هاريس وسيديرياس في أدوار رئيسة في شمال أفريقيا خلال إدارة ترمب، حيث عمل هاريس كأكبر دبلوماسي لليبيا قبل أن يختار ترمب ريتشارد نورلاند سفيراً للبلاد في عام 2019.

وخدم باركر وبيل تحت قيادة ماكغورك خلال الفترة التي قضاها مبعوثاً رئاسياً خاصاً للتحالف الدولي لهزيمة "داعش" في الإدارتين السابقتين، وهي الوظيفة التي استقال منها في عام 2018، بعد أن أعلن ترمب فجأة انسحاب القوات الأميركية من سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وعندما نفذ الرئيس السابق قراره، أعقب ذلك غزو عسكري تركي للمنطقة لتطهيرها من وحدات حماية الشعب الكردية التي يعتبرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدواً لبلاده، وانتقد ماكغورك القرار الأميركي. وغرد ماكغورك وقتها عبر "تويتر" قائلاً "إن تعامل ترمب مع الأكراد يظهر جهلاً بالقيم الأميركية واللياقة الإنسانية والكرامة"، واتهمه بـ"الدعوة لنزوح جماعي للأكراد إلى الصحراء".

 

ويتحدث كل من بيل وباركر - والأخير عمل سابقاً مديراً لمجلس الأمن القومي لسوريا والعراق في عهد أوباما -  اللغة العربية بطلاقة، وعملا في الشرق الأوسط سنوات. بينما كان مارتن مستشاراً للمبعوث الأميركي السابق إلى سوريا مايكل راتني، الذي عمل فريقه بشكل وثيق مع ماكغورك.

وبينما تأمل إدارة بايدن إعادة بناء العلاقات مع السلطة الفلسطينية وإحياء الجهود بشأن حل الدولتين، بعد خطة إدارة الرئيس السابق ترمب للسلام في الشرق الأوسط، أسند الملف الإسرائيلي الفلسطيني في مجلس الأمن القومي إلى جولي سوير، المساعدة السابقة لمبعوث أوباما الخاص لمفاوضات السلام.

وقالت إدارة بايدن إنها ستعمل على "استئناف المساعدات الأميركية" للأراضي الفلسطينية التي قطعت في عهد ترمب، والمساعدة في إعادة الاتصال بالبعثة الدبلوماسية للفلسطينيين في واشنطن التي أغلقها ترمب في 2018.

أولويات بايدن

وعلق مراقبون أن التعيينات تعكس أولويات بايدن في محاولة تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، مع استمرار سياسات مكافحة الإرهاب الأميركية التي ساعد ماكغورك في قيادتها خلال الإدارة السابقة.

وينعكس التركيز الأميركي المتزايد على الأنشطة الإيرانية في الاختيارات الجديدة، فقبلاً عين ويندي شيرمان، التي كانت مفاوضاً رئيساً خلال الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية خلال إدارة أوباما، في منصب نائب وزير الخارجية.

وقال نيكولاس هيراس، كبير المحللين في معهد نيولاينز في واشنطن، "يوجد نمط واضح هنا، وهو تعيين الأشخاص الذين اختبرت قدراتهم خلال إدارة أوباما، وتمكنوا من البقاء في مناصبهم مع ترمب". مضيفاً "يخبرني حدسي أن ماكغورك يجمع فرقة يمكن أن تلعب لحناً متسقاً عندما يتعلق الأمر بالسياسة".

وفي حديث سابق لـ"اندبندنت عربية" قال مستشار شؤون الأمن القومي السابق لديك تشيني نائب الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، جون هانا، "إن الجهد المبذول للتعامل مع التهديد الإيراني للمنطقة، لا سيما فيما يتعلق ببرنامجها النووي الآخذ في التوسع، أصبح مصدر قلق أكثر إلحاحاً من مكافحة الإرهاب لدى صانعي السياسة الأميركية".

وبحسب هانا، فإنه لا شك أن الحاجة إلى منع ظهور "داعش" ستظل مصدر اهتمام كبير لإدارة بايدن وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. مردفاً "لقد كرس بريت ماكغورك سنوات عدة من حياته لهذه المهمة، وله علاقات عميقة مع جميع الأطراف المعنية، خصوصاً في العراق وبين أكراد سوريا". لافتاً إلى أنه "بالنظر إلى هذا التاريخ، ليس لدى ماكغورك أي نية في أن يكون المسؤول الذي سمح بعودة داعش، لذا فإن القتال للقضاء على التنظيم الإرهابي سيظل بلا شك مجالاً للتركيز من قبله وفريق بايدن".

وانضمت باربرا ليف، دبلوماسية بارزة سابقة أخرى، أيضاً إلى الرتب العليا في مجلس الأمن القومي في إدارة بايدن جنباً إلى جنب مع ماكغورك. لكن من المتوقع أن تستمر ليف فترة وجيزة في مجلس الأمن القومي، حيث يفكر بايدن بشدة في ترشيحها لتكون المبعوث الأعلى القادم للشرق الأوسط في وزارة الخارجية، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون للصحافة الأميركية.

وفي توجيه استراتيجي مؤقت صدر الأسبوع الماضي، قالت إدارة بايدن، إن الولايات المتحدة "لا ينبغي لها ولن" تخوض "حروباً إلى الأبد"، وستقلل من وجود القوات الأميركية في الشرق الأوسط. لكن بينما يعد بايدن بأن يكون الرئيس الثالث على التوالي الذي يحاول تحويل تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة خارج المنطقة، فإن خبراء الشرق الأوسط يشقون طريقهم أيضاً إلى أجزاء أخرى من الإدارة.

وبدأت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أيضاً الاستعانة بخبراء الشرق الأوسط للعمل في فريقها، بما في ذلك جيفري بريسكوت، المدير السابق لمجلس الأمن القومي خلال إدارة أوباما، وأندرو ميلر، المدير السابق لمجلس الأمن القومي للشؤون العسكرية في مصر وإسرائيل.

المزيد من تقارير